ياسايق البوباي ..

المرأة السودانية كانت سباقة على الكثير من نساء المنطقة العربية والأفريقية في كثير من ارتياد ضروب الحياة العملية ..بما في ذلك نيلها حق التصويت و الترشح للمناصب القيادية المتمثلة في النيابة البرلمانية و اعتلائها منصة القضاء بشقيه الجالس والواقف ..وهوفخر لنا كنساء لم يعتبره أشاوس مجتمعنا من الرجال بوعيهم المتقدم إلا حقاً مستحقا لنا فكانوا سندنا الذي دفعنا بإيمان قاطع الى تحمل مسئؤلياتنا بكل عزم وهمة في إقتسام الحياة الأسرية والإجتماعية والوطنية على حدٍ سواء .

قديماً كتب الشاعر الراحل الدكتور عبد العزيز سيد أحمد .. أغنية سائق البوباي ..الإشارة جاي ولهّ جاي التي غناها الصوت الأسر المرحوم محمد حسنين تباهياً بقيادة المرأة السودانية للسيارات التي يعود تاريخها الى العام 1945 وإن كانت بعض مقاطع الأغنية قد اشتلمت على دعابة تنم عن ربكة ما شابت بدايات التجربة حيث تداخلت الطرقات وتفرعت أمام إحدى السائقات الحديثات .. فلم يدرك مستخدمو الطريق الى اي الإتجاهات ستمضي وهي تتقلب في توجيه إشارات سيارتها تارة الى اليمين وأخرى الى اليسار بما أوحى للشاعر الظريف فكرة الأغنية الطريفة !

وهوأمر قد يحدث كثيراً في شوارع المدن السعودية حيث صدر أخيراً القرار الخاص بمنح المرأة هناك هذا الحق بعد مجاهدات طويلة مع دولة علماء الدين الذين وقفوا سدا منيعا ليس في وجه هذه الجزئية من مطالب المرأة فحسب وإنما حيال الكثير من حقوقها التي سبقتها اليها نساء الإقليم الخليجي المحيط .. رغم ما نالته السعوديات من تعليم أكاديمي ومهني وتمتعن به من وعي إجتماعي رفيع !

لن يكون من المتوقع تنفيذ القرار دفعة واحدة وإنما سيتدرج من أعلى السلم الوظيفي كالطبيبات و المهندسات واساتذة الجامعة وقس على ذلك من طبقات المجتمع النسائي وفقاً لإلحاح الحاجة..إذ يأتي ذلك التحوط تجنباً للربكة التي قدتحدث في الشارع العام نتيجة حداثة الأمر على عيون الرجال بالقدر الذي قد يهدد أمن الطرق بالكثير من الحوادث الناجمة عن معاكسات المراهقين أو إنشغال المستغربين من السائقين الرجال او المتطفلين من السابلة مالم تستخدم السلطات المختصة الحذر و الحزم بالتنظيم الدقيق والمراقبة اللصيقة ومن ثم اصدار القوانين الصارمة و تنفيذ العقوبات الرادعة لاسيما ضد الشباب المستهتر في هذا الصدد تداركاً للعواقب الوخيمة .

وقد تتحايل الكثير من الأسر المحافظة على القرار بأن تلجأ الى استخدام السائقات الأجنبيات لخدمة العائلة بدلا عن الرجال الأغراب الذين كانوا يقومون بهذه المهمة في البيوت على كافة مستوياتها الإجتماعية وهو أمر قد حملت فيه الجهات الليبرالية المطالبة بالسماح للنساء بقيادة السيارات على الجهات المتشددة ضده باعتباره ربما يكون أكثر شبهة بل وحرمة من قيادة المرأة لسيارتها بنفسها كما كانت تصور الأمر العقليات الرافضة لمنحها ذلك الحق !

هي خطوة دون شك لابد ستعقبها قفزات ووثبات عالية آخرى في ظل الضغوطات الخارجية المؤثرة و الململة الداخلية وسط الشباب خاصة و المطالبة بإنفتاح بواباب الحريات الإجتماعية بل و السياسية ليس بالنسبة للمرأة السعودية فقط بل وبتوسيع الموارب منها حتى في مجتمع الرجال بعد أن اصبحت نفاجات التداخل مع دول الإقليم التي تعيش طفرات في هذا الصدد أو ذاك و أجواء العالم المشرعة تسكب من الضياء و يتسلل عبرها إشعاع وخيوط شمس التطلعات الى المزيد من المشاركة ..وهومابدت بوادره تترى على المجتمع السعودي الذي بات ينفث هواءٍ ساخناً لم يكن يجد من الثغرات التي تمكنه من الخروج حتى زمن ليس بالبعيد قبل هذا التحول الذي أتى بكثير من نسمات الحرية النسبية والتي ستنساب تدريجيا لترطيب غرف الإنحباس الطويل خلف حوائط دولة المطاوعة التي سعت الى إضاعة مفاتيحها في رمال التنطع ..لكن رياح الزمن العاتية قالت لهم هيهات !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. امنة عطية اول إمرأة سودانية تقود سيارة عام 1945. وقد إستخرجت رخصة قيادة فى ودمدنى . كانت تقود السيارة المورس وتجوب بها قرى الجزيرة بحكم عملها كمعلمة . وهى من مواليد كركرج فى النيل الازرق عام 1928 يعنى عندما قادت السيارة كان عمرها 17 سنة .

  2. امنة عطية اول إمرأة سودانية تقود سيارة عام 1945. وقد إستخرجت رخصة قيادة فى ودمدنى . كانت تقود السيارة المورس وتجوب بها قرى الجزيرة بحكم عملها كمعلمة . وهى من مواليد كركرج فى النيل الازرق عام 1928 يعنى عندما قادت السيارة كان عمرها 17 سنة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..