فهي اللسان لمن أراد فصاحة ..

فهي اللسان لمن أراد فصاحة
السودان كمجتمع متجانس في نسخته القديمة ..كانت تسود فيه الطبقة الوسطى التي شكلت توازناً فريداً نأى به عن الطبقية التي تحكم الكثير من المجتمعات الآخرى ..حتى القريبة منا جغرافيا بالقدر الذي جعلنا لدهور طويلة نقاوم تأثيرها علينا في هذا الصدد رغم أننا قد نهلنا من كافة مواردها الثقافية والتعليمية ووجود البوابات المشرعة بيننا وبينها سياسياً وتجاريا وسياحيا وعلاجيا بل ومصاهرة وإقامة . الان باتت الصورة مقلوبة تماما في مجتمعنا إذ أن تدهور الأحوال الإقتصادية و إختلال موازين الأمور السياسية والأخلافية ومن ثم الجنوح الى الهجرة التي أفرغت البلاد من الكثير من العقول النيرة مهنياً و أكاديميا التي وجدت نفسها مهمشة في مقابل القلة المهيمنة على مفاصل الحياة ..بعد أن كانت تلك الفئة من المثقفين والتي فرت بحصيلتها صوب الأخرين وقد نعُمت طويلاً بتقدير عطائها الذي أوجد لها مكانة خاصة إفتقدتها جراء سيطرة القيم المادية التي هيمنت على مجتمعنا في النصف قرن الأخير لاسيما في زمن الإنقاذ منه .. فذابت الطبقة الوسطى إما كأغلبية مسحوقة إنحدرت الى قاع الفقر والتكفف أو الى أقلية ذهبت الى سقف الحياة المترفة إكتساباً بشتى الوسائل فغابت الحدود في عتمة الفوضى الضاربة بين حلال التكسب عند الشرفاء وهم قلة و حرام مكاسب السفهاء والمفسدين الذين شكلوا الأكثرية في هذه الطبقة التي نبتت بروسا بسماد التمكين وحصدت سحتاً في غياب المحاسبة !
فلا أحد مثلا يسال أحداً عن مصدر ثروته ولو كان يقف الآن ً في قفص العدالة المزعومة على خلفية إتهامه بالسرقة من طرف مدعى آخر.. ولا يعيق ذلك طموحه المارق وهو يتقدم لرئاسة نادٍ عريق كانت زعامته في الزمن الماضي وقفا على الذين بنوا أمجادهم من مونة العرق في معاركة الشأن الرياضي منذ أن كانوا لعيبة فتدرجوا في سلم الطموح المشروع حتى إنعفدت لهم راية الخبرة على أعواد الكفاءة و التي أهلتهم للريادة والقيادة وليس المال .
وقس على ذلك من مشبوهي مصادر الثروات التي طفوا بها الى سطح المجتمع فجأة فاصبحوا يشترون الألقاب الأكاديمية التي لم ينالوا ما قبلها من تدرج يعطيهم حق التقدم الى نيلها إلا صكوك الرشاوي التي بدأت تركع لحفيفها حتى المؤسسات العلمية بالقدر الذي حط من سمعة شهاداتنا التي لطالما فاخرنا بنزاهتها العصية إلا على من يستحقها بالنبوغ والمثابرة سهراً على بلوغ شمسها العالية في نهارات تتويج الجهد التحصيلي !
فقديما وكما جاء في سفر الحكمة الخالد نجد الإمام الشافعي وكأنه يستشرف بفطنة العالم الذكي والفقيه الزاهد ما آلت اليه أحوالنا في ظل تسيد القيمة المادية على دواليب الحياة ..حين قال وما اصدق قوله ..
من كان يملك درهمين تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الاخوان فاستمعوا له ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها لوجدته في الناس اسوأ حالا
ان الغني اذا تكلم مخطئاً قالوا صدقت وما نطقت محالا
اما الفقير اذا تكلم صادقا قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
ان الدراهم في المواطن كلها تكسو الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا
نعمة صباحي..
[email][email protected][/email]
صحيح لم تكن الفوارق كبيرة ولم يكن الصراع حادا sharp وكانت الطبقة الوسطى هى ترممتر الاستقرار الاقتصادى وكان الخريج فى درجة Q يعيش لورد . وكان التكافل فى المجتمع من النفير فى القرية الى التكافل فى الاتراح والافراح . وكان الزمن مبتسم والليالى جميلة حالمة . وكل شىء اخضر ومنتج . وبقدر معقول. حتى اتى هولاء الابالسة من قاع المدينة وسرقوا السلطة , وقفزوا بعمود التمكين والفساد والسرقة , وصار الصراع حادا اغلبية مسحوقة واقلية من النبت الشيطانى والطفليين والعطالى فكريا يسيطرون على كل شىء وتطاولوا فى البنيان وركبوا الفارهات و وباعوا ضميرهم للشيطان . ومحمد احمد ير كض وراء قفة الملاح التى صارت حلما مستحيلا . فى هذا الزمن الاغبر الردىء يانعمة صار الرجل غير المناسب فى المكان غير المناسب فى كل مناحى الحياة وليس
فى كرة القدم وجدها. وصار المال عند بخيله والسيف عند جبانه . ولكن الثورة اتية لاريب فيها وسوف نحاسبهم حساب نكير ولاعفا الله عما سلف.
صحيح لم تكن الفوارق كبيرة ولم يكن الصراع حادا sharp وكانت الطبقة الوسطى هى ترممتر الاستقرار الاقتصادى وكان الخريج فى درجة Q يعيش لورد . وكان التكافل فى المجتمع من النفير فى القرية الى التكافل فى الاتراح والافراح . وكان الزمن مبتسم والليالى جميلة حالمة . وكل شىء اخضر ومنتج . وبقدر معقول. حتى اتى هولاء الابالسة من قاع المدينة وسرقوا السلطة , وقفزوا بعمود التمكين والفساد والسرقة , وصار الصراع حادا اغلبية مسحوقة واقلية من النبت الشيطانى والطفليين والعطالى فكريا يسيطرون على كل شىء وتطاولوا فى البنيان وركبوا الفارهات و وباعوا ضميرهم للشيطان . ومحمد احمد ير كض وراء قفة الملاح التى صارت حلما مستحيلا . فى هذا الزمن الاغبر الردىء يانعمة صار الرجل غير المناسب فى المكان غير المناسب فى كل مناحى الحياة وليس
فى كرة القدم وجدها. وصار المال عند بخيله والسيف عند جبانه . ولكن الثورة اتية لاريب فيها وسوف نحاسبهم حساب نكير ولاعفا الله عما سلف.