ناقوس الخطر للتعدين الاهلى فى ولاية البحر الأحمر ( 1 )

ناقوس الخطر للتعدين الاهلى فى ولاية البحر الأحمر (1)
منذ ان بدأ التعدين فى منطقة ارياب واهاليها يعانون ولا يزالو من جوانب كثيرة منها الاقتصادى ومنها البيئى والصحى يقول الاستاذ ادريس نور محمد على فى دراسة عن ارياب الاتى : منطقة المناجم تمتد لمساحة خمسين كم مربع ويوجد المعمل في طرف وادى (بروث) الذى يعتبر من أشهر مراتع الماشية ويغطى هذا المعمل أوساط الوادى ومحاط بجدار ترابى لايعلو إرتفاعة عن المترين تفادياَ لأخطار السيول دون مراعاة للأخطار الكبيرة التى تشكلها جداول مادة السينايد التى بداخل هذا الجدار أعلى الوادى حيث توجد ثلاثة خزانات لحفظ مياه الأمطار المستخدمة في إستخلاص الذهب .
وقد حدثت مشاكل صحية كثيرة بسبب استخدام هذه المادة ( السينايد ) فى منطقة ارياب ولنتعرف عن هذه المادة والتى تستعملها شركة وقعت تعاقدا مع النظام للتنقيب عن الذهب فى ارياب :
* تعد كأخطر الأحماض التى تتفاعل مع المعادن المختلفة، حيث تؤدي كمية لا تتجاوز 0.2 من الجرام إلى الموت خلال ثوانٍ قليلة بعد شلل كامل لكل أجهزة التنفس بسبب نقص الأكسدة التي تصيب الخلايا .
* هذه المواد كيميائية شديدة الخطورة لذلك فإن التعامل معها يتم في كل دول العمل وفقاً لخطط ومعايير محكمة للسلامة والصحة يتم إلزام الشركات العاملة في مجالات التعدين بها بل إن خطط السلامة شرط من شروط التصديق لهذه الشركات بالعمل وإمعاناً في التحوط فإن الجهات المختصة تتشدد في الرقابة في المراحل اللاحقة عبر ضباط ومفتشي السلامة والصحة المهنية ومعاقبة الشركات غير الملتزمة بعقوبات تصل حتى الى سحب الترخيص .
وغيرها الكثير من المشاكل الصحية والبيئة والتى تؤثر على مناخ وطبيعة المنطقة هذه التحوطات وهذه المخاطر لم يلتفت اليها المسئولين فى شركة ارياب وكما اسلفت ادت الى مشاكل صحية وبيئية ادت الى تلوث مصادر المياه ونفوق الكثير من الماشية .
أكد المستشار هاشم سيد حسن إلى الأضرار المباشرة لمادة السيانيد وينبه إلى أنها ضارة بالخلية الحيوانية وتؤثر على الجهاز العصبي والتنفسي ..والمادة المستخدمة في السودان هي سيانيد الصوديوم وهو مركب في غاية الخطورة ويتسبب في الموت الفوري لأي كائن حي، يبتلع كمية أصغر حجماً من حبة الأرز، أما التعرض المطول لهذه السموم ولو بتركيز منخفض يؤدي إلى آلام حادة ودائمة في الرأس، انعدام الشهية والدوخة والتهيج في الأعين وفي الجهاز التنفسي ونمو غير عادي في الغدة الدرقية ويتسبب في تغيير الجينات وينتج أطفالاً مشوهين وتصيب المادة البيئة بأضرار بالغة إذا لم يتم معالجتها بمعادلتها بالماء. وطرق التأثر بها يبدأ من اللمس والاستنشاق والبلع ،ويجدر بنا هنا أن نشير إلى أن السيانيد قابل للذوبان كما أنه سهل الامتصاص بالجلد،وينجرف بالهواء الأمر الذي يكثر من احتمالات استنشاقه كما أنها تمتص الأكسجين من التربة وتكفي قطرة منه في المتر المربع الواحد من المياه لقتل الأسماك .
وعن طرق الإصابة بالنسبة إلى الإنسان والحيوان يقول هاشم إن أخطرها البلع والملامسة والاستنشاق ولفت إلى أن جزيئات المادة تنجرف مع التربة بفعل الرياح الأمر الذي يوسع من نطاق الخطر .
كما حذر هاشم من كوارث بيئية محتملة حال استمرار الطريقة التي تتم بها عمليات التعدين باستخدام مادتي سيانيد الصوديوم والزئبق وقال إنه سيقود إلى مرحلة لا يمكن فيها محاصرة أو معالجة الخطر .
هذا جزء من مقال عن مخاطر التعدين العشوائى الذى يجرى فى شرق السودان والذى يؤثر بصورة مباشرة على البيئة والصحة وعلى التغيير المناخى الذى ربما يمكن ان يحدث ويؤثر على كل الاودية فى البحر الاحمر سيكون موضوع مقالنا التالى .
ونواصل
بكرى سوركناب
[email][email protected][/email]