تجفيف الحياة فى شارع النيل

ما الذى حدث للحس و الوجدان لانسان السودان . بالطبع إنسان السودان المعنى ليس من بينهم اؤلئك الذين سأل عنهم الطيب صالح. , فالناس في بلادي ما عادوا يأكلون كما يأكل الاسوياء بعد ان برع تجارالعهد الانقاذى فى إمدادهم بكل ما هو غير صالح وملفوظ من البلاد التي يحكمها البشرالاسوياء, والتي خطت فيها كرامة الانسان خطوات واسعة نحو التحقق بكفالة القوانين, فبفضل سياسات التحرير الاقتصادي والتحرر من قيود وقواعد الاسلام والاخلاق اصبحت البلاد وتجارتها حكرا لاساطين العصابات المنظمة التي تحمل أسماء وتتصف بصفات تحميها من المساءلة أو التوقيف. فى بريطانيا يطالب البريطانيون أحد وزرائهم بالاستقالة لانه ترجاهم تخزين المزيد من الوقود تحوطا لتأثير إضراب سائقى المركبات العامة المزمع . بالطبع مثل هذا الرجاء غير منتظر من وزرائنا لانهم لا يطلبون بل يأمرون و لا يترجون . الشاهد لشعب انتخب قيادته حرا و بنزاهة و بالتالى يحق له دستوريا ان يرى فى وزرائه ما يرى إن هم إقتربوا شبرا من ما يعكّر صفو حياتهم . و فى السودان حكومتنا تقول انها منتخبة و بشفافية و نزاهة شعبيا وتحكم بشرعية الانتخابات وشريعة الله و برضاء كامل من الشعب السودانى كله. الحكومة البريطانية غير الاسلامية تعمل جهدها على تسهيل امور الحياة على شعبها و رغم ذلك تواجه ما تواجه من طلبات الاقالة و الاستقالة . فى السودان يعمل السودانيون جهدهم لارضاء الحكومة الاسلامية و قبول كل قراراتها الشتراء و فشلها فى ادارة شأن الوطن والمحافظة على وحدته و سلامة اراضيه، و يقبلون كل ذلك إحتسابا و إبتلاءا يكتب فى دفاتر حسناتهم . و كل ذلك لا يرضى حكامنا، يبدع السودانيون ويجترحون من معينات حياتهم ما يزيل عنهم درن السياسيات و رهق الكدح اليومى من أجل لقمة العيش على كفافها، فيهرعون لشاطئ النيل مثلا لـ”منتدى الاحبة ” سابقاً علهم يرفّهون بعض الشيئ . ورغم ان هذا المنتدى يصب فى صالح سياسات النظام فى مثل تلك وهذه الايام الكالحات ،إلا انه ليس من مجترحات التوجه الحضارى و لا يقوم عليه أساطينهم و شياطينهم المؤمنة . و لذلك فهو منشط يدعو للمفاسد من منظور الهوس الدينى . ورغم ذلك يتسلط المهووسون و يحكمون عليه بالاعدام بجرّة قلم هكذا “تقرر إيقاف نشاط هذا المنتدى فوراً “لأنه ” تلاحظ أن هناك بعض الممارسات السالبة تصاحب نشاطه ? ضع خطين تحت “بعض” هذه – لأنه لو كانت “كل” الممارسات لراح صديقنا امير التلب مبتدع المنتدى ومديره شمار فى مرقة. بالطبع ليس فى الامر عجب لان المنتدى أسمه ” الأحِبة ” و أظن أن الحب والمحبة حرام عند هذه الحجارة البشرية، رغم أنهما من الطبيعة البشرية التى جبل الله عليها مخلوقاته كلها . والعجب يأتى كثيرا فى الاجابة عن تركيبة الطبائع البشرية . وهل كل الناس خلاياهم العقلية والجسدية واحدة ولكن تفرقهم فقط الالوان والاحجام و المعتقدات، أم ان هنالك خلايا و جينات لكل فرد منفردة ؟ واذا كانت الاجابة بان كل البشر على درجة واحدة من التساوى فى التركيبة العقلية والجسدية . اذن لماذا يفكر البعض بدرجة أعلى من الآخر فى القضايا الإنسانية على وجه التحديد ؟ و لماذا بعضهم متغطرس والاخر متسامح ؟ و لماذا هنالك من يتيحون لعقولهم المساحة الكبرى للتفكير فى الهم الإنسانى العام ، و آخرون منغلقون على ذواتهم وعنصرياتهم ومعتقداتهم ؟ نطرح هذه الاسئلة فى مقام تصرفات وأفعال الكبار ممن يديرون شئون الناس ، و من يتحكمون فى مصائرهم ومصائر الاوطان . هل هم من ذات الطينة التى خلق منها المحكومين ، أم أنهم أستطاعوا لاسباب موضوعية او غير موضوعية أن يتخلصوا من هذه الطينة الإنسانية و يبدلونها أٌخرى عديمة الإحساس متبلدة على الارحج، لا تعرف او تفرّق بين ما هو فى صالحها و صالح نظامها العاكم أم عكسه ؟ فى مثل هذه القرارات الخرقاء النهاية التى تقود صاحبها لسوء الخاتمة . كما حدث للكثيرين من الذين حكموا دولتهم بالدكتاتورية و الفاشية و النازية والعنصرية البغيضة. و لكن يظل الذين استطاعوا ان يتجاوبوا مع الطبيعة البشيرية المجبولة على الحب والمحبة فتآلفوا أحبة، هم الذين خبروا تعاملا راقيا مع ضمائرهم ومكنوناتهم الانسانية التى تدفعهم دفعا نحو الاعتذار او الاستقالة عند مجرد الاخطاء الصغيرة . والامثلة على ذلك كثيرة فى المجتمعات الديموقراطية. نحن لا طالب اية جهة أو مسئول بالاستقالة و لا نتعشم فى ذلك فتقديم الاستقالات عندنا على الرغم من الاخطاء الكارثية التى ترتكب يوميا فى حق المواطنين و الوطن الا انها أندر من لبن الطير. و لكننا نرجوه كما ترجى الوزير البريطانى شعبه ان يراجع المسئول ايا كان موقعه الذى يصدر مثل هذه القرارات العجفاء غير المدروسة ، والتى تهدم أكثر مما تبنى وتزيد المخاطر أكثر مما تدرأها قراره فلا يسد نافذة ورئه يتنفس عبرها الناس كلهم . و الا يستعدى الاجهزة الأمنية على رواد المتنفس الوحيد للشباب وغيرهم من طالبى الرزق العفيف. و بالنظر للقرار الاخير الخاص بتجفيف شارع النيل من رواده و صاحبات الرزق الحلال بتهمة أنه اصبح مؤئلا لتجارة المخدرات والمفاسد، فهذا مما يضحك النعجة.وكان الأجدر هو تجفيف مصادر المخدرات و توقيف تجارها و مروجيها فهم معروفون. و “بعض” هذه المفاسد إن وجدت اصلا فهى من مسئولية جهات أُخرى و ليست سببا عقليا او معقولا او مقبولا لكل بشر كامل العقل والسوية أن يصدر مثل هذه القرارات و الاوامر والعسف فى تطبيقها.
[email][email protected][/email]
يا ا ستاذ ابراهيم هذا مقال جيد ولكن صدقني ان هذه الخطوة هي من إجتراح المخابرت , والهدف منها القضاءعلي مثل هذه التجمعات اليومية خوفا من ان تكون رصيدا جاهزا اذا نشبت اي إنتفاضة ضد النظام ليس ذلك وحده بل ان هناك مشروعا قيد البحث وهو نقل تجربة جماعة الأمر بالمعروف لتي تخلت عنها السعودية ونقلها الي السودان , وشاطيء النيل هو بروف مصغرة لما هو اكبر, هؤلاء الأبالسة يستعدون لمرحلة ما بعد رفع العقوبات التي يعلمون تماما انها لن تخرجهم من المأزق الإقتصاديهم يستعجلونها لتنشيط لصوصهم وشركاتهم يعني هم فقط الذين سيستفيدون من هذا الرفع, مرة اخري شارع النيل هو البروفة الأولي
يا ا ستاذ ابراهيم هذا مقال جيد ولكن صدقني ان هذه الخطوة هي من إجتراح المخابرت , والهدف منها القضاءعلي مثل هذه التجمعات اليومية خوفا من ان تكون رصيدا جاهزا اذا نشبت اي إنتفاضة ضد النظام ليس ذلك وحده بل ان هناك مشروعا قيد البحث وهو نقل تجربة جماعة الأمر بالمعروف لتي تخلت عنها السعودية ونقلها الي السودان , وشاطيء النيل هو بروف مصغرة لما هو اكبر, هؤلاء الأبالسة يستعدون لمرحلة ما بعد رفع العقوبات التي يعلمون تماما انها لن تخرجهم من المأزق الإقتصاديهم يستعجلونها لتنشيط لصوصهم وشركاتهم يعني هم فقط الذين سيستفيدون من هذا الرفع, مرة اخري شارع النيل هو البروفة الأولي