نظام كله مساويء ومفاسد إلي أين يمضي ؟ا

نظام كله مساويء ومفاسد إلي أين يمضي ؟؟

عمر موسي عمر
[email protected]

كان الإعياء والإجهاد قد أخذ مني كل مأخذ وأنا أدقق بنظري في ثوب الإنقاذيين الأسود والمهتريء لعلي أشهد نقطة بيضاء حتي تكون بينة للإسلاميين لمقارعتنا الحجة بالدليل الدامغ لتفسير أسباب إستيلائهم علي السلطة لأكثر من إثنين وعشرين عاماً وسيكون سبب هذه النقطة البيضاء عذر مقبول لدينا إذا وجدت وهيهات هيهات أن توجد.
هذا النظام الذي نزع قناع الحياء منذ سنواته الأولي وتدثر بأثواب النفاق الديني بدأ تاريخه الأسود بالإتجار بالدين حينما إدعوا أنهم جاءوا للجهاد والحرب المقدسة لتحرير البلاد من التمرد وبشروا المجاهدين من أبناء الشعب السوداني بالحور العين للإستشهاد بنياتهم ووزعوا علي ذويهم القطع السكنية ثم لم يلبثوا وأن تصالحوا مع ذات المتمردين وجعلوهم شركاء في الحكم بإتفاقية دولية وإزدادوا كرماً مع التمرد حينما أهدوهم نفس الأرض التي كانوا يدعون الجهاد من أجلها .
وقبل أن يلبس النظام ثياب الفساد والإنغماس في أكل أموال الشعب السوداني بلا حياء خفر ذمته مع ضيوفه الذين فتح لهم حدود البلاد منذ العام 1992م ولم يلبث أسامة بن لادن الذي ورث من أبيه ثروة تقدر بثلاثمائة مليون دولار أن خرج من بلادهم مطروداً خالي الوفاض بعد أن تسللوا من خلف ظهره وهو ضيف لديهم إلي الإدارة الأمريكية وعرضوا تسليم بن لادن حياً عربوناً للولاء والطاعة ويعلم من علم أن الإدارة الأمريكية نظرت إليهم شذراً مذراً ممتعضة من هذا النهج الفج الذي تفوح منه رائحة الغدر والخيانة وخفر الذمة التي ما خفرها ” المطعم بن عدي ” وهو كافر والأمر الذي يدعوا للدهشة أن رد الإدارة الأمريكية أن أسامة بن لادن ” ليس مطلوباً لديها ” ولما عادوا يجررون أثواب الخزي والعار تذرعوا بحرصهم علي علاقاتهم بالمملكة العربية السعودية التي كانت قد أسقطت عن بن لادن جنسيته السعودية وخرج بن لادن من السودان فقيراً بلا ذنب أو جريرة بعد أن حضر إليها مليونيراً ومات قتيلاً في مدينة ” أبوت أباد” وترك وراءه ستة عشر صبياً وصبيةً ..والسؤال الآن هل سيعمل من بقي حياً من هذا النظام علي رد أموال أسامة لأبنائه بعد أن أصبحت أموالاً ليتامي أم سيأكلون في بطونهم ناراً ؟؟
في العام 1996م حدثت مجاعة بجنوب طوكر وتزامن ذلك مع أوج الشعارات الجوفاء التي كان يرفعها هذا النظام علي شاكلة ” نأكل مما نزرع” وأخذت النظام العزة بالإثم للإقرار بحدوث المجاعة في البلاد والثورة تنادي بشعاراتها الزائفة وخرج منظروها بتعبير ” فجوة غذائية” وصعدت عبر هذه “الفجوة” أرواح طاهرة بريئة من النساء والشيوخ والأطفال إلي بارئها تنتظر القنطرة التي بين الجنة والنار لتقتص مظالمها من أصحاب “الفجوة” وأذيالهم.
في العام 2003م بدا هذا النظام حرب إبادة منظمة ضد شعبه المسلم في ولايات دارفور الكبري وإستخدم النظام كل آلات الحرب ضد النساء والأطفال والمدنيين وأبيد في هذه الحرب غير المتكافئة أكثر من ثلاثمائة ألف من الأرواح المسلمة وشرد أكثر من مليوني لاجيء ولا يتسع المجال للحديث عن الإغتصابات التي تمت لأخواتنا في الإسلام بمدن وقري دارفور ..رئيس النظام ذكر أن عدد القتلي “مبالغ فيه ” وأنه لايتجاوز ” العشرة آلاف !!!” ونسي رئيس الدولة في غمرة ذلك الإقرار أن قتل النفس الواحدة بغير ذنب كقتل العشرة والآلاف فليس المهم كم قتلوا ؟؟ بل لماذا قتلوا ؟؟؟
ثم لم يمض عامان من ذلك التاريخ حتي أقدم هذا النظام في 29/1/2005م علي مجزرة أخري بمدينة بورتسودان أزهق فيها أرواح تسعة وعشرين نفساً بريئة بلا ذنب أو جريرة وبينما عكفت الأسر المكلومة والأرامل والأيتام علي البكاء علي أبناءهم عادت القوة التي إرتكبت هذه المجزرة بالطائرة إلي الخرطوم كما قدمت وكأنها كانت في مأمورية تم إنجازها … وعملت الحكومة علي دفع الديات لمن قبلها ومن رفضها أصبح دمه مهدوراً ورغم مضي ست سنوات لا يزال محامو الضحايا يناضلون لتحريك الدعاوي الجنائية ضد منسوبي النظام دون طائل .
ورغم فساد هذا النظام من أوله إلي آخره وإعترافهم بذلك الفساد وتصنيف دولتهم ضمن الدول الأكثر فساداً وفشلها في إدارة البلاد ورفاهية شعبها إلا أن ذلك لم يثنيهم عن التشبث بكراسي الحكم والمضي بالبلاد إلي مستقبل الفناء والهلاك والتشرذم .. وتفسيري المتواضع أن رموز هذا النظام تعاني من ” فوبيا لاهاي ” ولا مخرج لها من هذه ” الزنقة” إلا ” بالعكلتة ” في الحكم فلو تركت أيديهم الكراسي سيجدونها موضوعة في كراسي قاعة المحكمة الجنائية الباردة في ” لاهاي ” و” أوكامبو” ينظر إليهم من طرفٍ خفي .. فهل يستطيع النظام التغلب علي إرادة الشعب في ” لعبة التشبث بالكراسي ” ؟؟ في تقديري المتواضع ايضاً أنهم يعلمون الإجابة ولكنهم يكابرون. محصلة هذا النظام النهائية أنه يمضي إلي الهلاك ولو بعد حين وحينئذ ” سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ سينقلبون” .

عمر موسي عمر- المحامي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..