حجا مبرورا وسعيا مشكورا

حجا مبرورا وسعيا مشكورا
* بحمد الله تعالي وفضله وجوده , عاد إلي ارض الوطن مؤخرا حجيج العام المنصرم 1438 هــ نسأل المولي عز وجل أن يتقبل منهم جميعا ويجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا .
ولقد كنا نود كتابة هذه المادة بعد إجراء عمليات { القرعة} مباشرة , وما أسفر عنها من نتائج غير مرضية للبعض , لكن آثرنا التريث و انتظرنا عودة الحجاج الذين لبوا النداء , حيث تأخر كثيرون ولم يحالفهم الحظ , مما أدي إلي إحباط واستياء البعض , بل وتذمر الكثيرين , ولقد رأينا رجلا يجهش بالبكاء , والدموع تنهمر مدرارا, من ألئك الذين أبعدتهم { القرعة } الأمر الذي يقودنا إلي الاستفسار عن الأسس والمعايير التي يتم بموجبها الاختيار وإجراء عمليات {القرعة} من قبل إدارة الحج والعمرة ة بالولاية , {اختيار الحجيج والأمراء والمشرفين الإداريين والمرشدين ورؤساء البعثات ….. الخ من المسميات } لان الكثيرين من الذين تقدموا لادء مناسك العام الماضي بالرغم من ارتفاع التكاليف , أعربوا عن تشكيكهم في نزاهة عمليات {القرعة }, حيث اتضح لاحقا إن هناك حجيج من ولايات أخري استحوذوا علي فرص أهل الولاية بدون وجه حق , وعلي ما يبدو بأفضلية وتمييز لا يستحقونها , وان هناك تركيز واضح علي شرائح وفئات بعينها , دون تأهيلها {عقائديا} وإعدادها {سيكولوجيا}, وتدريبها {فيسيولوجيا }, هذا بالإضافة إلي التدخلات المباشرة لبعض المسئولين الدستورين لحسم الكثير من الحالات عبر الهواتف ? حسبما أكدت عدة مصادر موثوقة .
* وإزاء هذه الحيثيات ننتظر من إدارة الحج والعمرة توضيحات شافية , لتبرئة ساحتها ولتأكيد {نزاهتها }, و{شفافيتها} و أهليتها وجدارتها , وللوقوف علي الايجابيات لتكريسها و السلبيات لتلافيها في المستقبل باذن الله .
والي ذلك الحين لابد من الإشارة إلي أن ولاية النيل الأزرق علي ما يبدو أصبحت الأولي بجدارة في معالجة وتسوية كافة إشكاليات مواطني الولايات الاخري السياسية والدينية , فبعد أن ساهمت في استيعاب وزراء ومعتمدين ونواب من بعض الولايات في الحكومة القائمة الآن , فهاهي تفتح أبوابها بكل سرور لحجاج الولايات الاخري الذين فقدوا فرصهم في ولاياتهم النائية والقريبة , بكرم حاتمي يحسد عليها , في الوقت الذي يحرم فيه المستطيعين من أبناء الولاية من حقوقهم المشروعة السياسية والاقتصادية والتعليمية والدينية , وتصادر فرصهم وتمنح في وضح النهار للأخرين ,
*وفي هذا السياق تم إعفاء مدير الأوقاف والحج في ولاية الجزيرة أمس الأول بعد تجاوزات اعتبرها {أيلا } من الكبائر . ويبدو أن غول الفـــساد لن يستثني كل الساحات …..
السؤال هل ستتصاعد الأمور هنا لتصل إقالة وإعفاء المسئولين ؟؟
يذكر ان أكثر المتطرفين المتشائمين علي الإطلاق لم يكن يخطر بباله أن يحدث تلاعب وتجاوزات ومساومات ومحسوبية ومحاباة إلي هذه الدرجة , في مثل هذه الأمور المتعلقة بالشعائر الدينية ,والعبادات حيث كان من المتوقع إتاحـــة فرص { للدعاة والأئمة ورجال الدين } , وتمكين كل المتقدمين من كل الفئات والشرائح الاجتماعية و المكونات الاثنية المقتدرين والمستطيعين لأداء هذه المناسك دون تضييق , أو تمييز , لان الذين حرموا مازالت الغصة في حلوقهم
وكنا نظن وأن بعض الظن { إثم } أن مثل هذه التجاوزات لا يمكن أن تمتد وتتمدد وتتوغل إلي هذا الحد , وتتجاوز الحدود والسدود
و لكن علينا في كل الأحوال أن نضع جانبا فساد المفسدين , و أن نستذكر دائما أن الله سبحانه وتعالي وحده هو { المقرر} وهو القائل في محكم تنزيله {{ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }} سورة يس الآية {82} .
*مطلوب الآن من الإدارة إزالة حالة الغموض , وتذويب الجدار السميك لجليد فقدان الثقة , وانهيار المصداقية , وانتهاك الشفافية .
وننتظر تقرير بعثة الحج للإدارة , والذي سيحمل بكل تأكيد في ثنياه بعض الاجابات لبعض هذه التساؤلات ..
*كيف وصلت البعثات إلي الأراضي المقدسة ؟ وكيف سارت الأمور الإدارية ؟؟
وهل تم تقديم خدمات مرضية للحجاج أم أن التخبط كان سيد الموقف ؟؟
ولماذا كاد احد المسئولين الذي ذهب {حاجا } فقط أن { يرفث } في احدي الفنادق ؟؟
والله الموفق والمستعان
عبد الرحمن نور الدائم
[email][email protected][/email]