أخبار السودان

لا يجدي التهديد في الزمن الضائع

سليمان حامد الحاج

أصبح د. نافع على نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم لاهم له سوى سباب قوى المعارضة والكيفية التي ستسقط بها النظام الحاكم. فتارة يتحدث عن تحالفها مع الجبهة الثورية لاغتيال قيادات نافذه في نظام الانقاذ. وتارة أخرى يصرح بانها تعمل على اسقاط النظام على الطريقة الليبية واليمنية . ومن جهة أخرى يتهم المعارضة بانها تعمل على تعبئة الشارع للخروج في مظاهرات، على ان يتحرك ( المتمردون) عسكرياً لحمايتها? وهكذا يخرج نافع كل يوم بجديد لخداع الرأي العام الداخلي والعالمي. لكنه في واقع الأمر يخدع نفسه ويتوهم ان هذا سيصرف الشارع عن همومه ومعاناته. وسيجعله ينتظر الفرج عبر الاغتيالات والانقلابات العسكرية ولا داعي للمظاهرات والاضرابات والاعتصامات .

وهو في ذات الوقت يريد ان يعمي الجماهير من رؤية الفساد والنهب المنظم والمقنن لاموال الشعب والارتفاع اليومي غير المعلن في الأسعار وزيادة الضرائب والجبايات وهو واهم لأنها تعيش كل ذلك وتكتوي بنيران هذا الواقع الملتهب. ولن ينجح مسعاه في تعمية ما يجري امام عينيه من خصخصة مستشفيات كما حدث بالنسبة لمستشفى امدرمان التخصصي الذي نهبت أموال تاجيره من الباطن وبلغت اكثر من مليار ونصف جنيه. وبيع مستشفى العيون لجهات اجنبية لم تسمي وتم اصدار قرار باخلاء المستشفى ومغادرة العاملين فيه. واغلاق مستشفى ام بدة.

اما كان الأجدر بنائب رئيس الحزب الحاكم بحكم بمسؤولية هذه ? ان يكرس كل جهده ووقته في متابعة كل ذلك، والاستفسار عن ما حدث لملفات الفساد في العشر سنوات الماضية والتي سلمها المراجع العام لوزارة العدل والهئية القضائية وما هو مصير من أجرموا بحق المال العام؟ لقد اشتكى المراجع العام مر الشكوى من عدم المتابعة والملاحقة لمرتكبي هذه الجرائم التي لم يسترد من المنهوب منها سوى 17% فقط تمثل 762 الف جنيه من مئات الملايين. ولم يعر نافع أي انتباه لقول المراجع العام عن أن هذا القصور في استرداد المال العام يعود الى عدم الرقابة وضعف المتابعة وغياب ( الحركة المؤسسية الجيدة وعدم فاعلية الاشراف)

الم يسأل نافع نفسه قبل ان يوجه التهم الجزافية الى قوى المعارضة لماذا صار نظام حكم حزبه منبوذا ومكروهاً من الجماهير التي تسعى لاسقاطه بقناعة تامة، انه فشل تماماً في حل مشاكلها ، بل عمقها ، خلال ما يقارب ربع قرن من الزمان في الحكم؟

وان كان مصراً على مغالطة نفسه وتصديق كذبة ان حزبه حاز على أغلبية ساحقة في الانتخابات، المزورة تماماً فلماذا لا يستند على هذه الاغلبية في حمايته بدلاً عن قهر الشعب والبطش بفئاته المختلفة عندما تخرج في مظاهرات تطالب بحقوقها العادلة والمشروعة؟

واذا كانت المعارضة ضعيفة ومعزولة ولا تستطيع اسقاط النظام فلماذا الخوف والهلع واطلاق التهديدات والوعد والوعيد. وبما ان نافع وغيره من المتنفذين مشغولون بمناصبهم وكيفية المحافظة عليها والبقاء في السلطة ولاتهمهم معاناة الشعب وقضاياه، فقد اصبح الفساد كما ذكر المراجع العام مشكلة متفشية تهدد الأمن والاستقرار ويحول دون التقدم والازدهار.

ليس ذلك التهديد والكذب مستغرباً من قيادات المؤتمر الوطني ، فالانظمة الديكتاتورية والفاشية المتسلطة تتبع دائماً الشعار النازي الذي وضعه هتلر والقائل ( أكذب وأكذب ثم اكذب وواصل الكذب حتى يصدقك الناس) .

ولكن مهما بلغت مغالاة نافع في الادعاء بان الاحزاب تعمل على اغتيال قيادات متنفذه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فان شعب السودان لن يصدقه لأنه ليس في إرثه أو تاريخه النضالي الطويل الوصول الى السلطة عبر الاغتيالات. فالذين يخشون الشعب والذين لا رصيد سياسي أو نضالي لهم تعرفه الجماهير هم الذين يلجأون للانقلابات العسكرية والاغتيالات والارهاب والتعذيب والقتل الجماعي للوصول الى السلطة . والمؤتمر الوطني مارس كل تلك الأساليب ونافع يقف على راس قائمة الذين برعوا فيها. ولهذا فهو يعرف المصير الذي سيواجهه اذا ما سقط هذا النظام. ولهذا فهو مستعد للدفاع عنه حتى الموت بكل الاساليب .ولو كانت الاغتيالات هي أحد وسائل الحزب الشيوعي للوصول الى السلطة لما بقيت قيادات هذا النظام يوماً واحداً في الحكم.

نقول ذلك لأننا على قناعة تامة بان الاغتيالات لم تفض في يوم من الايام الى انظمة حكم ديمقراطية عادلة. بل نتاجها هو حكم الفرد والبطش والارهاب . لأن الأهداف النبيلة لا تتحقق بوسائل خبيثة.

وهذا شأن الانقلابات العسكرية أيضاً التي تسرق فيها حفنة من الناس السلطة بقوة السلاح، لأنها تعلم انهم كافراد او حزب لا تاريخ لهم في نضال شعب السودان ولا سند جماهيرى يحمي ظهرهم. هذا ما فعله حزب نافع في 30 يونيو 1989 . وهذا هو السر في تكرار هجوم نافع على قوى المعارضة ليغطي بها عورات نظامه الذي أصبح منبوذاً من الشعب ويتصاعد النضال يومياً لاسقاطه.

المدهش حقاً هو ان ينسى نافع علي نافع وقائع التاريخ القريب عندما توصل هو مع الحركة الشعبية جناح الشمال بقيادة مالك عقار رئيس الحركة في العام 2012 الى اتفاق اصبح هو الاساس لحل القضايا العالقة بما فيها الوضع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وغيرها. لم يفعل نافع ذلك صدفة، بل كان الأحرص من الكثيرين في قيادة المؤتمر الوطني على التوقيع، لان ذلك يعطي نظام حكم المؤتمر الوطني فسحة من الوقت.( فبين الخازوق والخازوق نفس).

وعندما حدث الهجوم الضاري على الاتفاق من دعاة الحرب وتصعيد الصراع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية جناح الشمال وتم تضييق الخناق على نافع وشعر بان الكرسي الذي يجلس عليه سينهار بمن عليه ، حني رأسه للعاصفة. وفيما بعد صار في زمرة من هم اشد هجوماً على الحركة الشعبية قطاع الشمال ، بل حذرها من محاولة العمل مع المعارضة لاسقاط النظام.

لقد حدد الحزب الشيوعي موقفه ضمن قوى المعارضة الأخرى من الاداة التي يتم بها اسقاط النظام. وهي النضال في الشارع مع الجماهير دفاعاً عن قضاياها اليومية العادلة وتنظيم صفوفها وتوحيد كلمتها وشحذ اسلحتها المجربة وهي الاضراب السياسي والانتفاضة الشعبية والعصيان المدني.

والاستفادة من ثغرات ما حدث لثورة اكتوبر وانتفاضة مارس/ ابريل حتى لا تسرق ثمرة نضالها وتضحياتها وتسير كل المسافة حتى تتحقق كل اهدافها وهذا ما سيحدث فعلاً ، فهذه حتمية التاريخ.

الميدان

تعليق واحد

  1. يا رب العالمين إديني القوة والمروة عشان افرطق الزول دة! يا جماعه السودان انتهي!! أنا مستعد أسافر البلد وابقي مجاهد أحسن منهم وتنتهي الحكاية. هل من متبرع؟؟ أنا جاهز !

  2. لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

    تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم

  3. هذا هو السفه لا برنامج سياسي ولا اقتصادي و23 سنة في الحكم والحال في حالوا برضك بطلع بلوم المعارضة ويتوجس من انقلاب .. متى يتعلم هؤلاء ان يكونوا رجال دولة مسؤولين عن شعب قوامه بالملايين متى يتعلموا ان يكونوا كبارا ورجالا يحتمي بهم الشعب ؟ الى متى هذه المراهقة السياسية والشعور بالاستعلاء على الاخرين الى متى هذا ؟ الاستخفاف بقضايا الشعب المعيشية واخلاقيات الانسان السوداني التي ذبحت عمداً ؟ وإلى متى هذه النماذج الغريبة التي تقدمها الانقاذ لنا من امثال نافع وغيره .. هؤلاء اعطونا احساسا بأن هذه الحكومة قامت من اجل الاحزاب ويشهد الله والعالم اجمع ان المعارضة اهون من أن تقوم برفع شعار دعك من خروج وحشد ناس .. من الذي يحاسب نافع؟ الرئيس أم الحزب؟ . من الذي يحساب هذا المراهق سياسيا والمعطوب ذهنيا .. في هذا الظرف الحساس والشعب يعاني الامرين ونفوس محتقن يخرج بهذه السخافات؟
    فاليعلم ان الثورة على النظام قادمه لان ثوب القدسية والتدين بدأ يهترئ وحتما سوف يمزق طالما امثالك ايها الضار يصرحون ويستفذون من خالفهم الرأي ويتهمونهم بالعمالة والاستجلاء والاحتماء.. وكأنك وحزبك نجحتم في حكم الوطن والعباد.. الفشل هو من يجعل الناس تعارض وليس الناجح..

  4. جماعتك طلعوا حرامية وشحاديين بوش البيت وعينهم قوية حرامى وعينو قوووية تفو عليك يالص يامعفن والشحاد الجنبك والله ننتفك لمن ضهرك يوجعك

  5. والله بكرهو والله بكرهو
    وكل الناس بتكرهك يا نافع
    انت مكروه يا خي مكروه
    اعوزبالله منك يا ابو العفين
    قبحك الله ياوجه النفاق
    قبحك الله ياوجه النفاق
    قبحك الله ياوجه النفاق
    قبحك الله ياوجه النفاق
    قبحك الله ياوجه النفاق
    قبحك الله ياوجه النفاق

  6. ياناس الراكوبه ارجوكم ان تتكلمو عن هجرة الاولاد الصغار
    والله حاجه تحير اولاد صغار جدا والله نخشى عليه مانخشى
    ارجوكم الموضوع خطير انا بالخليج وفى قلب الحدث
    الله يجازى من كان السبب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..