هل هو تقصير أم ضعف القانون؟

هل هو تقصير أم ضعف القانون؟
ظاهرة في غاية الخطورة بدت تنمو وتزدهر يوما بعد يوم داخل عاصمة البلاد جوبا بلا رقيب او حسيب ، واجزم اذا استمرت على هذا النحو ، فلا شك من اننا مقبلون على “ازمة جديدة ” مكانها العاصمة
وأقصد بالظاهرة “مقاومة المواطنين لـ( رجال الشرطة) بالقوة، بل الأمر تعدى حدود المقاومة الى مرحلة العنف والاعتداء عليهم بالضرب وهم يؤدون واجبهم، اقول هذا وقد شهدت بأم عيني خلال الاسبوعين الماضيين حادثين مختلفين، كانت الضحية فيهما ، هو القانون نفسه قبل افراد الشرطة الذين ينفذونه.
الأول جرت أحداثه في سوق حي ” جبل دينكا” غرب مدينة جوبا عندما وقع شجار بين شخصين داخل “مقهى الشاي”، وسرعان ما تحول الي اشتباك عنيف استخدم فيه احد الطرفين (طوب الارض) وضرب به خصمه في رأسه وأسقطه ارضاً مغشياً عليه مما حدأ بأحد الحاضرين استدعاء افراد القوة العسكرية المختلطة من الشرطة والجيش والتي تتمركز بقرب الحي، وعند وصولهم وعددهم اربعة اشخاص يحمل اثنين منهم سلاح الكلاشنكوف، رفض الجاني المعتدي المثول لأمر اقتياده الي مركز الشرطة، حيث بدأ شجار آخر للتو بينه مع أحد أفراد القوة، وتحول كذلك في ذات السيناريو الى صراع استطاع الجاني بقوته أن ينال من العسكري ويسقطه ارضا كعادته، فيما التزم باقي زملائه بدور المتفرج، والجاني يوسع الرجل ضربا على الارض، وكان ضمن المتفرجين الضابط المسؤول بالقوة كلها الذي بدأ وكأن الامر لا يعنيه.
تدخل المواطنين فيما بعد وانقذوا الموقف ، اما افراد القوة فعادوا ادراجهم الى الوراء حاملين معهم زميلهم الجريح الذي اصيب في كتفه الأيسر إصابة بالغة وينتهي الأمر على هذا النحو، و حتى هذه اللحظة الجاني لا يزال طليقا.
قابلت واحد من افراد القوة بعد يومين من الحادث وسألته مستفسرا لماذا تركتم زميلكم يتأذي على يد الجاني دون مساعدة منكم؟ اجابني بالقول ان الجاني يتجمهر حوله افراد عشيرته وهم اكثر عددا منا، واي تدخل عنيف منا سينتهى بكارثة مؤكدة، هذا ان لم يكن نحن من سيخسر الرهان، انتهى حديثه.
الحادث الثاني، كان في سوق “كاستوم” بالتحديد محل المظلات الشمسية حيث يباع وقود البنزين المعبأ في “كرستالات المياه” وقد رأيت قوة شرطية، تنزل من العربة وتشن حملتها على باعة الوقود المنتشرين تحت المظلات الشمسية، إلا ان هذه القوات وجدت مقاومة شرسة من هؤلاء الباعة المتسلحين بالعصا، ولو لم ترضخ الشرطة للواقع وتنسحب على اثره لحدثت كارثة.
بالاضافة الي ما شهدته بنفسي، توجد لدى آخرين عدة حكاوي من هذا النوع، واستغرب كيف سمحت الدولة بهذه الانتهاكات الخطيرة في حق القانون الذي يجب أن يسود ويسري فوق الجميع؟ فالذي يتهامسه البعض “سرا وعلنا” في مجالسهم المختلفة هو أنه يوجد ابناء عشائر منحدرة من بطن قبيلة بعينها، لا يحترمون القانون هنا في جوبا ويتعاملون معه بمبدأ ” انصر اخاك ظالماً ومظلوما” وهذا زعم خطير رغم انه لا يستند الي دليل قاطع ، لكنه حسب الوقائع الماثلة للعيان في الشارع وداخل الاحياء يبقى نكرانه ضرب من ضروب دفن الرؤوس في الرمال، وعليه نسأل أصحاب الشأن، وخاصة جهاز الشرطة، ونقول له اين تكمن المشكلة؟ هل هنالك ثمة تقصير من طرف افرادكم أم الضعف نفسه في القانون الذي تطبقونه؟ لان هروب الشرطة من تطبيق القانون يعنى مباركتها للجرم وهو امر لم نعتاد عليه، اتوقع الاجابة
وألقاكم.
سايمون دينق
لا بس عندكم شرطة واعية يا سايمون! فهي واعية بالتداعيات القبلية او قول الحساسيات القبلية ~ فالدينكا مثلا ~واظن الحالتين اللتين ذكرتهما تخصان القبيلة (المعينة ) والتي منها الرئيس لها حساسية معينة وهي في منطقة تسودها قبائل أخرى وكأنها تشعر بالمهانة لو ان شرطة المنطقة تعاملت معها لإخضاعها للقانون والحل الوحيد هو ان تتحرك الشرطة في قوة مشتركة تضم عناصر من هذه القبيلة دائما!
ولكن في مثل الحالات التي ذكرت لا يعني أن تتقاضى الشرطة عن الفعل تماما بلتسعى للقبض على الجاني في وقت لاحق بعد تقييم الموقف (يعني تعرفه من ياتو قبيلة وبيئة المكان الذي يتواجد فيه) ثم تختار قوة الشرطة وفقا لذلك ولما ذكرت وذلك لتجنب الحساسيات والاستعلاءات القبلية والتي لم تذب في مجتمعكم وتتساوون كلكم كبشر فاعلم وتيقن بفشل دولتكم الوليدة تماما كما هو حال دولتنا العروبوية الجهوية الفاشلة في الشمال بل الأسوأ. لاستخدام شعار الدين كمان في الاستعلاء على خلق الله
الاستاذ سايمون أخذ القانون باليد مشكلة كبيرة ولابد للدولة أن تفرض هيبتها علي الجميع و إلا تحول الوضع إلى كارثة مجتمعية لا تبقي و لا تذر
لا بس عندكم شرطة واعية يا سايمون! فهي واعية بالتداعيات القبلية او قول الحساسيات القبلية ~ فالدينكا مثلا ~واظن الحالتين اللتين ذكرتهما تخصان القبيلة (المعينة ) والتي منها الرئيس لها حساسية معينة وهي في منطقة تسودها قبائل أخرى وكأنها تشعر بالمهانة لو ان شرطة المنطقة تعاملت معها لإخضاعها للقانون والحل الوحيد هو ان تتحرك الشرطة في قوة مشتركة تضم عناصر من هذه القبيلة دائما!
ولكن في مثل الحالات التي ذكرت لا يعني أن تتقاضى الشرطة عن الفعل تماما بلتسعى للقبض على الجاني في وقت لاحق بعد تقييم الموقف (يعني تعرفه من ياتو قبيلة وبيئة المكان الذي يتواجد فيه) ثم تختار قوة الشرطة وفقا لذلك ولما ذكرت وذلك لتجنب الحساسيات والاستعلاءات القبلية والتي إن لم تذب في مجتمعكم وتأصبحتم اخوانا متساوين كبشر فاعلم وتيقن بفشل دولتكم الوليدة تماما كما هو حال دولتنا العروبوية الجهوية الفاشلة في الشمال بل الأسوأ. لاستخدام شعار الدين كمان في الاستعلاء على خلق الله
لا بس عندكم شرطة واعية يا سايمون! فهي واعية بالتداعيات القبلية او قول الحساسيات القبلية ~ فالدينكا مثلا ~واظن الحالتين اللتين ذكرتهما تخصان القبيلة (المعينة ) والتي منها الرئيس لها حساسية معينة وهي في منطقة تسودها قبائل أخرى وكأنها تشعر بالمهانة لو ان شرطة المنطقة تعاملت معها لإخضاعها للقانون والحل الوحيد هو ان تتحرك الشرطة في قوة مشتركة تضم عناصر من هذه القبيلة دائما!
ولكن في مثل الحالات التي ذكرت لا يعني أن تتقاضى الشرطة عن الفعل تماما بلتسعى للقبض على الجاني في وقت لاحق بعد تقييم الموقف (يعني تعرفه من ياتو قبيلة وبيئة المكان الذي يتواجد فيه) ثم تختار قوة الشرطة وفقا لذلك ولما ذكرت وذلك لتجنب الحساسيات والاستعلاءات القبلية والتي لم تذب في مجتمعكم وتتساوون كلكم كبشر فاعلم وتيقن بفشل دولتكم الوليدة تماما كما هو حال دولتنا العروبوية الجهوية الفاشلة في الشمال بل الأسوأ. لاستخدام شعار الدين كمان في الاستعلاء على خلق الله
الاستاذ سايمون أخذ القانون باليد مشكلة كبيرة ولابد للدولة أن تفرض هيبتها علي الجميع و إلا تحول الوضع إلى كارثة مجتمعية لا تبقي و لا تذر
لا بس عندكم شرطة واعية يا سايمون! فهي واعية بالتداعيات القبلية او قول الحساسيات القبلية ~ فالدينكا مثلا ~واظن الحالتين اللتين ذكرتهما تخصان القبيلة (المعينة ) والتي منها الرئيس لها حساسية معينة وهي في منطقة تسودها قبائل أخرى وكأنها تشعر بالمهانة لو ان شرطة المنطقة تعاملت معها لإخضاعها للقانون والحل الوحيد هو ان تتحرك الشرطة في قوة مشتركة تضم عناصر من هذه القبيلة دائما!
ولكن في مثل الحالات التي ذكرت لا يعني أن تتقاضى الشرطة عن الفعل تماما بلتسعى للقبض على الجاني في وقت لاحق بعد تقييم الموقف (يعني تعرفه من ياتو قبيلة وبيئة المكان الذي يتواجد فيه) ثم تختار قوة الشرطة وفقا لذلك ولما ذكرت وذلك لتجنب الحساسيات والاستعلاءات القبلية والتي إن لم تذب في مجتمعكم وتأصبحتم اخوانا متساوين كبشر فاعلم وتيقن بفشل دولتكم الوليدة تماما كما هو حال دولتنا العروبوية الجهوية الفاشلة في الشمال بل الأسوأ. لاستخدام شعار الدين كمان في الاستعلاء على خلق الله
من وجهة نظرى المتواضعة فإن تصرف الشرطة كان سليما فى تقديرها للموقف و إقتصار المشكلة على الجرم الأول خشية توسيعه ليتركب منه سلسلة من التجاوزات المفضية لوضع أكثر تعقيدا..أكيد الشرطة لم تكن “مرتاحة” لما وقع و لكنها فضلت عدم توسيع الهوة.
فى عام 1933 و قعت حادثة فى بنطون توتى مشابهة. فقد جاء عجوز من أهل البلدة بحماره المحمل بالخضروات لينقله بالبنطون للضفة الأخرى حيث يعرض بضاعته للبيع. و مع التزاحم على إمتطاء البنطون..ضرب حماره بقسوة لكى يدفعه إلى الركوب و سقط الحمار مغشيا عليه..قام أحد الجنود الأنجليز الذى كان حاضرا بلكم الرجل العجوز بقوة و وطرحه ارضا فاقدا للوعى.. و ظن الحضور أنه قد مات..فقاموا بضرب الشاب الإنجليزى كيفما أتفق لهم.. و أردوه قتيلا…و نصحهم العقلاء أن يبلغوا عن أنفسهم.. و فعلا ساروا الى السردارية و أدلوا بإفادة جماعية عما حدث.. و إنعقدت محكمة و أستمعت لعدة إفادات.. و كان الخكم: براءة المواطنين و إطلق سراحهم.
تلك الحادثة قريبة جدا من النماذج التى طرحها الكاتب.
لكن هناك نقطة جوهرية: إن على الدولة، وأجهزتها المخولة و المدربة و المكلفة: تهيئة الظروف التى تمكن المجتمع( و المواطن) من القيام بمسؤلياته تجاه القانون و النظام دون معاناة. و متى حصل خلل فى ذلك فإن موازين العدالة- و الحكم على الأمور سيختلان.
في سنة من السنين الماضية كان اخوتنا الجنوبيين يأتون الى مناطقنا ليعموا في الزراعة كعمالة موسمية وفي احد المواسم وبعد انتهاء موسم العمل قام صاحب المشروع بجمع العمال وحاسبهم واعطى كل واحد منهم اجره وتفرقوا عائدين الى حيث اتوا وفي الطريق راودت احدهم نفسه بالتغول عليهم فأخرج مسدسا وهددهم واخذ كل ما معهم وتركهم في مكانهم وراح فما كان من الجماعة إلا ان رجعوا لصاحب المشروع وحالهم يغني عن سؤالهم وبعضهم يبكي فسألهم (مالكم يا جماعة الحاصل شنو في واحد منكم مات ؟) وكلهم قالوا لا… اها طيب الحاص شنو فقال احدهم والله جون دي شال فلوس بتاعنا كله ومشى.. فضحك الرجل منهم وقال بالله عليكم انتو كم واحد كدا ويغلبكم جون التعبان دا… فقال احدهم هاهاهاهاي والله يا ابوي جون دي صعب جون دي عندها بومبونان….!!
الشرطة الفاسدة لا تستطيع تأكيد سلطتها لأن هيبتها تكون قد سقطت مسبقا والشرطة التي تعمل في جو موبؤ بالعصابات تتقاعس في اداء الواجب خوفا من الانتقام ومقاومة القانون بالتكتل القبلي يعتبر نوع العصبجة….!!