وزير المالية السابق وتهافت الطيب مصطفى على رضاء السودانيين!

“1”
ماذا قال وزير المالية
نشرت صحيفة “آخر لحظة” خبرا جاء فيه مايلى:
“دعا وزير المالية السابق بدر الدين محمود الى استحداث آليات جديدة للرقابة عبر ديوان للمراجعة الداخلية للحد من الفساد”. وليته قال ذلك خلال فترة توليه للوزارة واتبع قوله بعمل مخلص.
من الصدف الغريبة كنت أتناقش قبل يومين مع بعض الأصدقاء حول رؤية إتفقنا وأختلفنا عليها.
ملخصها .. قلت لهم كل من يذهب “للتفاوض” أو “التحاور” مع النظام برعاية إقليمية أو أممية، يركز دائما على موضوعات معينة لآ أنفى أهميتها، مثل ضرورة تحقيق السلام العادل والسماح بإنسياب الإحتياجات الإنسانية وأيقاف العدائيات أو إطلاق النار، إضافة الى مواضيع أخرى مثل قسمة السلطة والثروة إذا حدث إتفاق.
قلت لهم لكنى أرى هناك مواضيع أخرى أكثر أهمية يمكن أن تحجم النظام وتخفف من صرفه الباهظ على شراء أدوات القتل والقمع التى يخصص لها أكثر من 70% من الميزانية ، ويمكن أن تساهم تدريجيا فى قضية التحول الديمقراطى وايقاف الأموال التى يشترى بها النظام بعض الساسة فى الأحزاب الهلامية والحركات التى يصنعها بمال الشعب السائب.
ووأوضحت أن هذه الرؤى يمكن أن تجد دعما دوليا إذا صيغت على نحو مقنع ، يخفف على تلك الدول الدعم الذى تقدمه لبلد غنى يهدر موارده “نظامه” بالفساد وعدم ضبط أوجه الصرف كما اشار وزير المالية السابق.
إضافة الى ذلك فأن قضية النزاهة والشفافية اصبحت مكان إهتمام العالم مثل قضايا حقوق الإنسان.
مرة أخرى الذى قاله وزير المالية السابق وهو شاهد من أهلهم يمثل إعترافا واضحا بفساد يمارس وبدون شك هناك أمور اخرى سكت عنها، لكن أى مواطن سودانى يعرفها ولا تحتاج الى دليل.
فكم هو عدد المرات التى ضبطت فيها دولارات بالملايين فى مطارات أجنبية محمولة على “قفاف” وأكياس” كما يفعل تجار الشنطة.. وكم يا ترى حجم الأموال التى لم تضبط .. واين اودعت؟
ثم كيف يتصرف النظام وقادته مع المكون المالى الداخلى، المتحصل من الرسوم والضرائب الباهظة والزكاة وإيرادات الجمارك .. كم مرة سمعنا رئيس النظام وهو يوجه بصرف أموال لهذا المرفق أو ذاك المكان، أو لدفع أموال بالمليارات لزيد أو عبيد للمشاركة فى الإنتخابات تمنح النظام شرعية زائفة .. وهل أتت تلك الأموال من أرث حصل عليه رئيس “النظام” من جدوده حتى يعلن توزيعها هنا وهناك دون أن تكون مدرجة فى الميزانية؟ ودون أن يعرف سبب صرفها وهل من أجل “الوطن” أم من أجل “النظام”؟
لهذا كنت أتمنى أن توضع فى مقدمة الأجندة فى اى حوار بين المعارضة والنظام، برعاية دولية أو قارية مطالب مشروعة بالنظر للحالة السودانية الفريدة من نوعها.
فى مقدمة تلك المطالب ضرورة تاسيس لجنة أو “مفوضية” وطنية عليا، من شخصيات لا تتبع كلها للنظام بل من شخصيات مستقلة معروفة بالخبرة والنزاهة تسمى “بالمفوضية العليا للشفافية والنزاهة” لا يستطيع وزير المالية أو رئيسه أن يصرفا مليما واحدا فى الداخل والخارج من غير موافقة تلك المفوضية ثم يحول أمر الصرف لوزير الماليه أو مدير البنك المركزى لتنفيذ ذلك الأمر، وأن تضاف الى مسئولياتها معرفة حجم الدين الخارجى والوارد من الصادرات وغيرها من أموال.
هذا اول إجراء يمكن أن يساهم فى عملية التحول الديمقراطى، وذلك حينما لا يصبح للنظام الحق فى التصرف فى المال العام فينفقه فى شراء الأسلحة وأدوات القتل وعلى تاسيس المليشيات وعلى الأرزقية والمأجورين.
هذا الطلب قد يرى البعض صعب تحقيقه، بحديث عن “السيادة” المنقوصة وحق الدول بالتصرف فى أموالها.
لكن حالة السودان فريدة فى نوعها والنظام الحاكم يشبه تماما حالة “اللص” الذى يؤتمن على خزينة مليئة بالأموال ومفتاحها فى يده من حقه أن ينهب من تلك الأموال متى ما اراد.
والأموال كما ذكرت أعلاه التى تصرف دون حسيب أو رقيب سوف تتحول الى ديون باهظة يعانى منها السودانيون الآن وسوف تعانى منها أجيال المستقبل، لذلك أتوقع وبدون شك أن الدول الدائنة التى تنتظر سداد ديونها سوف تدعم هذه الرؤية، خاصة إذا أقيمت حولها “ورش” واضاف اليها المتخصصون فى القانون والإقتصاد بما لديهم من علم وخبرة.
“2”
تهافت الطيب مصطفى على دعم الشعب السودانى
لقد أدرك هذا الكائن المدعو الطيب مصطفى بنفسه كم هو مكروه من شرفاء السودان الذين لا يعرفون الكراهية وشعر بأنه كلما نشر مقالا، واجه سيلا من الإنتقادات والسخرية والإستهزاء، فأتجه الى دغدغة مشاعر السودانيين المعروفين بالطيبة حد “الغفلة” بكتابة “مثيرة” عن مصر وعن بعض النخب المصرية بدأها لسوء حظه بالدكتورة/ أمانى الطويل، وهو يعرف حنق بعض السودانيين على مصر هذه الأيام وأن أى موضوع مثل هذا يجد الدعم والتأييد .. لكننا لسنا من هذا النوع الذى يمكن أن يستغفله “ابو جهل” المدعو / الطيب مصطفى وما كتبناه فى نقد مصر لم يكتب ربعه هذا الكائن.
وقضيتنا مع مصر حددناها من زمان ولا علاقة لنا بالنظام الذى يختاره الشعب المصرى، وليس لدينا كراهية تجاه الشعب المصرى، كلما فى ألأمر لدينا حقوق ظللنا نطالب بها فرط فيها هذا النظام بغبائه وجبنه وإرهابه.
وهل نسى “الطيب مصطفى” دعوته لتاسيس تحالف مع “مصر” من خلال دولة “البيضان” يوم أن كان يعمل من أجل إنفصال الجنوب فى عنصرية منتنة؟ هل نسى ذلك؟
الا يخجل “الطيب مصطفى” ولم يقرأ تاريخ هذا الوطن ومن هم أهله الأصليون حينما يتحدث عن إخواننا فى الجنوب بتلك الطريقة وكأنهم “غرباء” عن السودان؟
إن الدولة الجديدة لا يزال إسمها دولة “جنوب السودان” لا جنوب “ماليزيا” أو “تركيا” أو “الفلبين”.
الطيب مصطفى لأنه لم يعرف الحق فى حياته لا أدرى كيف يقابل ربه.
فالدكتورة/ أمانى الطويل وهى لا تحتاج لدفاع منى، ليست صحفية فقط كما حاول أن يصور وإنما دكتورة وأكاديمية وباحثة، تتحدث دائما بعلم ومعرفة ونشهد لها بأنحياز دائم لقضايا السودان وشعبه ولم تقف يوما الى جانب “الطغاة” والقتلة والمجرمين الذين يحكمون السودان منذ 28 سنة ولم يشبعوا بعد بعد أن نهبوه واذاقوا اهله المر والحنظل.
أما جاسوس “النظام” الأخوانى السودانى فى ذلك البلد، فالطيب مصطفى يعرفه جيدا وإذا لم يعرفه فليسأل عنه من يعرفونه فقد كان يسمى داخل مؤسسة الأهرام “بسيف الإنقاذ المسلول” مع انه غير سودانى، هل تصدق؟
وكان صديقا حميما لمدير مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة يذهب معه فى سيارته للمشاركة فى الندوات التى تعنى بالشان السودانى مطبلا لنظام الإخوان المسلمين فى السودان وداعما لهم، بينما يهاجم رموز المعارضة السودانية بل يشى بهم لأجهزة الأمن المصرية.
وحينما وصل “الإخوان” المسلمين للسلطة فى مصر وعرف كيف أن أنهم يتسلقون سلم الديمقراطية ثم يرمونه، وكيف اذاقوا الشعب المصرى خلال عام واحد الذى ذاقه شعب السودان خلال 28 عاما، أنقلب على رفاقهم فى السودان الذين كان حبيبهم فى السابق واصبح يتنكر لسودانية “حلائب” بعد أن كان يدعو للتوصل لحل فيها يرضى الطرفين.
المشكلة ليست فى جواسيس “مصر” يا ايها العنصرى الكبير، وقد شاهدت مرة صاحبكم ذاك “سيف الإنقاذ المسلول” يقدم برنامجا لوحده على تلفزيون السودان الحكومى ومعه 5 ضيوف مصريين وليس بينهم مذيع سودانى واحد، فضحكت ليلتها وتساءلت فى داخلى ماذا لو اذاع سيف الإنقاذ المسلول البيان الأول؟
المشكلة فى “العملاء” الذين باعوا وطننا بثمن بخس للكثير من الأرزقية والمأجورين وللعديد من المؤسسات الإعلامية الأجنبية بملايين الدولارات فقط من أجل البقاء فى السلطة فى وقت كان فيه شرفاء السودان يموتون من البرد والجوع فى ميادين القاهرة .. رحم الله الشريف العفيف “بهنس” الذى لا اظنك تعرفه أو سمعت به.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..