مقالات سياسية

العدد 2020 … وانتخابات 2020

مُجرّد صدفة مُثيرة للدهشة.. أن تفتح صحيفة (التيار) اليوم ملف انتخابات 2020 فيتصادف أن يكون رقم عدد الصحيفة أيضاً (2020).

قُمنا بتجربة جديدة في الصحافة السودانية، أسّسنا وحدة لاستطلاع الرأي، وهي نواة لمركز ?التيار للدراسات والمعلومات?.. وأجرينا قراءة لاتجاهات تفكير ورأي الشارع السوداني حول قضية (تعديل الدستور) لإزاحة المادة التي تُقيِّد فترات تولي منصب رئاسة الجمهورية بفترتين اثنتين.

الخلاصات التي توصّل إليها البحث نشرناها في الصفحة الثالثة، وهي تصلح لتكون أساساً لبناء استراتيجيات الأحزاب السودانية الحاكمة والمُعارضة على حدٍّ سَواء.

على سبيل المثال؛ تحليل بيانات استطلاع الرأي أثبت أنّ الشباب بين عُمر (20) إلى (40) سنة هُم الأكثر تطلعاً للتغيير، بأغلبية كَاسحة بلغت أكثر من (76%) يَرفضون تعديل الدستور لتمديد الفترات الرئاسية.. لكن الأمر لا يتوقّف هنا فحسب، كان مُلفتاً لنا كثير من الإجابات النصية التي كتبها كثير من المُستطلعين لتبيان الحيثيات التي تجعلهم يرفضون التمديد.

كَثيرٌ من الشباب استخدموا كلمات مُباشرة تُوضِّح ما يتطلّعون إليه، ومشاكلهم التي يُعانونها حالياً ويحلمون أن يتغيّر الواقع ويميطها عن طريقهم.

لو رشد الأحزاب السودانية الحاكمة والمحكومة.. لأخذت استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة (التيار) على محمل الجد وأوعزت للخُبراء أن يُقدِّموا استراتيجية للتعاطي مع المُستقبل القريب وفق مُوجِّهات رأي الشارع السوداني.

هذه التجربة الفريدة التي خَاضتها صحيفة (التيار) تتعدّى البيانات والخلاصات التي تمخّضت عنها.. لتُؤسِّس لمنهج تفكير جديد يجب أن يسود في المسرح السياسي السوداني.. التفكير المَبني على العلمية واستنباط الخُطط من المُؤشِّرات الحَقيقيّة المُرتبطة بالواقع السوداني.. ونتطلّع لليوم الذي ترتقي فيه الأحزاب السياسية فوق العشوائية والروتين الذي يُكبِّلها ويجعلها كأنّها تدور في حلقة مُفرغة.. منذ الاستقلال حتى لحظة كتابة هذه السطور.. يوميات مُملة رتيبة بذات التّفكير والمُمارسة العَاطلة عن التّجديد والتطور، على الأقل لمُواكبة الزمن إن لم يكن لأجل هذا الوطن والشعب النبيل.

تحرير التّفكير ?النخبوي? من قُيود التقليدية والكسل والرهبة خطوة حتمية للخُرُوج من نفق فشل الدولة السودانية المُزمن منذ الاستقلال.. فهذا البلد الأمين لن ينطلق في فضاء النهضة إلاّ بعقولٍ مُتحرِّرةٍ من كوابح الخوف والتردُّد والجُمود.. نحن بلدٌ مترفٌ بثراء الموارد في كل مجال.. وأثمن ما نملكه هذ الإنسان السوداني المُدجّج بالقيود الأخلاقية الرصينة.. ومع ذلك نفشل في صناعة أمّة اليد العُليا التي تعطي ولا تنتظر العطاء.

بالله عليكم يا سادتنا السّاسَة.. ألم يكفكم أكثر من (60) عاماً من الفشل المُتواصل.. ألم يَحن الوقت لإعادة هيكلة الدولة السودانية برؤية جديدة.. ومفاهيم حصيفة.. وحُلمٍ سُوداني كَبيرٍ.

حُرِّروا عُقُولكم.. ليُحرّر مُستقبلكم من ظلام الماضي.

التيار

‫11 تعليقات

  1. مللنا وقرفنا من استراتجياتك ياعثثان ميرغيتي لكثرة استهلاكك لهذه الكلمة والتي في الاغلب التي تعني الا في الطامعين من امثالك ومن سغيروا جلودهم للوصول الي السلطة ومسرحية اخري اذهب للقصر رئيسا
    الموضوع فشل الاسلاميويين وانت منهم فشلا ذريعا في ادارة الدولة من جميع النواحي واولها الدمار الاخلائقي الذي اصاب المجتمع السوداني والتردي المخيف في القيم والمواريث لافتقاد القدوة والخديعة باسم الدين

  2. استطلاع شنو يا عثمان؟ الحكومة دي جات بإستطلاع او استمرت باستطلاع .. الكيزان عايزين يحكموا البلد ويحافظوا على مكتسباتهم اي غنائمهم التي غنموها من الشعب السوداني من السودان.. ميزانية العام 2018م قبل ان تقدم الى البرلمان بل قبل اعدادها البرلمان اجازها قال ديناصور الحركة الاسلامية وديناصور المؤتمر الوطني والمجلس الوطني ان الامن والدفاع هو عمود نص للسودان حتى لا تنقص الارض من اطرافها.. كلامه صحيح لانه لم يبقى اصلاً اطراف .. كل جارة اخذت الطرف الذي تريد وثلث السودان اخذته دولة الحركة الشعبية..

    بإختصار الحكومة تستخدم القبضة الامنية وليس استطلاعات الرأي …

  3. الأسـتـفـتاءآت تعـمل لـمعـرفة رأى الـناس فى الأمـور الصحيحـة والسـليمة التى تصب فى مصلحة المواطن والـبلـد ولـيس فى الـباطـل الذى هـو اصلا معـروف بأنه باطل ولا يحتاج الى استفـتاء الناس عـليه . هل مثلا : نـسـتـفـتـى الناس فى عـدم محاكمة اللصوص اذا سرقوا مـرة ونعـفـيهم ولكن اذا سرقوا مـرتين نحاكمهم ؟. الـبشير اصلا مجرم حـنث بالقـسم الذى اقـسمه يوم تخـرجه من الكلية الحربية ثم حـنث ايضا عـندما وافق على فصل الجنوب ثم حـنث ايضا عـندما تقاعـس عـن الدفاع عن حرمة حدود السودان ثم تقاعـس عـن محاربة الفساد الذى كان هو شخصيا من ابـتـداءه هو واسرته واكتنزوا الأموال فى الخارج والعقارات الخ … ودمر البلد وقتل ابناءها وشردهم ولم يترك خطيئة ولا جريمة ولا سرقة ولا خيانة الا فعلها فى حق نفسه وحـق دينه وحـق اهـله ووطنه الخ … من الموبقات والمفاسـد والجرائم . هـل بعـد ذلك نـسـتـفـتـى الناس فى تعـديل الدسـتور لـلـتجـديد للـبشير بولاية اخـرى وهـو حـكم البلاد اكثر من ثمانية وعـشرون عاما ؟

  4. الالهاء والنظريات والفلسفة هي صنعية جماعتك ويبدو وان بعض الظن اثم انت موكل من قبل جماعتك ببعض التنفيس بالبالون الساخن والغليان ولكن هيهات ياعثمان مهما تغيرت جلودكم لن تنطاي الاعيبكم علي احد
    فلتكن استراتيجتكم القادمة للهروب من الهبة التي ستكنس كل من تسبب في هذاوالله المستعان

  5. البلد رهينة!

    والحكومة تعلم بهذه النتائج بدون استطلاع ولكن اين المخارج واين الضمانات حتى لا يتم تعديل الدستور وووووو…

  6. يللا يا استاذ عثمان ماقمتم به وما توصلتم له واقتراحك بان يتم استخدام هذه البيانات لوضع الخطط والاستراتيجيات هذه هي (العلمانيه) التي ينادي بها المعارضون واستغل الحاكمون جهل بعض انصاف المتعلمين واقنعوهم بان العلمانيه هي الكفر وصدق كل غبي هذا الادعاء .. فب حبن ان استخدام العلم وكل ماهو علمي لادارة شؤون المجتمعات هي العلمانية وابدا لم تكن تعني الكفر يوما او العداء للدين .

  7. ومنو القال ليك يا عثمان انهم شاعرين بانهم فشلوا مقياس الفشل والنجاح عندهم هو ماذا حقق الواحد منهم خلال الستين سنة من مكاسب شخصية الحقق الدايرو مبسوط و مزغطط والماحقق مغبون ومعارض انت فاكر في زول قلبو على الوطن . لكن حسنا فعلتم في استطلاع الراي وشريحة العشرين الى 40 سنة هي اكثر الشرائح الضائعة في البلد فاذا كان متوسط الاعمار في السودان 60 سنة وانت لغاية 40 ما عملت التكتح رغم تأهلك وتسلحك بسبب قلة الحيلة و حالة الاقتصاد المتهالك فمتى تحقق شيئا
    باختصار المتغطي بالحكومة عريان والراجي دولة تعمل ليه مستقبل طال انتظاره وما حك جلدك مثل ظفرك والجمرة بتحرق الواطيها

  8. يا عصمان كووللو كوم وحكاية ” اعادة الهيكله” دى كوم براهو! طالما جبت سيرة اعادة الهيكله ما فى زول حيشتغل بيك ..لأن الناس عارفين ان اى اعادة هيكله بعنى شنو؟ خلّيك فى (الفين وعشرينك)اللى وصلت اليها سرعة التيار او خليك مع 2020 “صفرجة” (واحد وتلاتين بلّه الغايب)!

  9. كذاب ومنافق لو ادعيت ان الاستطلاع بالنتيجة التي ذكرتها لان ٩٠٪ من السودانيين كرهوا اليوم الذي اتي بجماعتك والباقي هم من المستفيدين من الوضع والطبالين والهتيفة واللصوص نعلة الله عليهم جميعا

  10. بعيدا عن موضوع المقال …
    يا شباب حقا الم يلاحظ احدكم ان عثمان ميرغني يكتب بذات الاتجاه منذ ان كان (من تسمونهم جماعته) موجودون على الحكم واليس عثمان هذا نفسه اعلن لهم ولنا جميعا فراقه لهم وان له طريقه الوطني الخاص ولهم طريقهم ؟ واليس ما يقدمه من نصائح ورؤى هي فعلا رؤا ونصائح تناسب هذا العصر (2020) ؟ لماذا يصر الناس على تجريحه وتجريمه رغم علم كل الناس بما حل به ممن تسمونهم جماعته عندما ايقنوا ان لا رجعة له عن فراقهم ؟ .يا اخوننا هذا تاريخ هو تجاوزه ووجب علينا تجاوزه ونتبارى فيما نحتاجه اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..