طلاق مجمع الفقه الاسلامي

دلفت الى داخل المبني الفخيم بشارع البلدية والذى يلفحك زمهرير مكيفاته من علي البعد .. مجموعة من الرجال ذوي اللحاء الكثيفة واخرين خففوا منها قليلا لتبدو اكثر تهذيبا .. الاجسام تشير الي ان أصحابها اهملوا سنة (التخوشن) وادمنوا التنعم .. الجلابيب ناصعة البياض مضمخة بارقي العطور واغلاها جميعها تنبئ بان القوم من اصحاب الولاء و(السلطة والجاه) .. القاعة رحيبة فاخرة تفوح منها رائحة البخور .. الجميع يتجشأ من شبع بائن .. كانت مشاهد رصدتها وان اجلس من حيث انتهي بي المجلس تلبية لدعوة وجدتها (طائشة) في وسائل التواصل الاجتماعي لحلقة علمية بعنوان (الطلاق اسبابه وعلاجه) نظمها مجمع الفقه الاسلامي .. ورغم اهمية القضية موضوع الحلقة وانعكاساتها المدمرة الا ان جميع المتحدثين ادلوا بكلام انشائي دون التركيز علي الاحصائيات التى جعلتهم يستدركون اخطار الطلاق وارتفاع نسبه .. تحدث نائب رئيس المجمع د. عبدالله الزبير في الاول وحذر من ارتفاغ نسب الطلاق ولكنه اعتمد علي تقارير نشرت في مواقع الكترونية وكذلك تحدث مولانا احمد عبدالمجيد قاضي المحكمة العليا واورد احصائيات قديمة من 2012- 2008 وان كانت تلك الاحصائيات ليست بالدقة المطلوبة الا ان هناك خمسة سنوات خارج عن تلك الاحصائية .. وحتي الاسباب التي ذكرت اغفلت في اعتقادي الكثير من الاسباب الموضوعية ابرزها حالة الاحباط العام التي يعيشها افراد المجتمع السوداني في الوقت الراهن جراء النزاعات والتشرد والازمات الاقتصادية المتلاحقة التي جعلت الشباب السوداني يفر الي الموت في اعماق البحار … حضرت الحلقة وكنت أمني نفسي بان تكون هناك ارقام واحصائيات موثوقة من جهة ذات مصداقية كمجمع الفقه الاسلامي نفسه باعتبار ان به دائرة مختصة للاسرة ولكن خاب ظني ..وحتي ممثلة وزارة الرعاية الاجتماعية حذرت وتخوفت وخوفت من ارتفاع معدلات الطلاق ولا أعلم علي اي اساس بنت تحذيراتها تلك … علي العموم الحلقة طرقت جانب مهم وقضية اجتماعية مؤثرة اتمني ان يتبني المجمع ودائرته المختصة مناقشة مثل هذه القضايا بدلا من انتظار رؤية هلال رمضان وثبوت العيد …
اخيرا حتي الفرص اتبع فيها شيخ الزبير ذات الاساليب التي يمارسها السياسيين الحاكمين بتوزيعها عبر قوائم معدة سلفا وهو ما زاد جرعة احباطي فحقبت حقيبتي ولملمت بقايا حسرتي علي ما اضعته من وقت وخرجت لملاحقة تغطية اخري …
[email][email protected][/email]