البنك الزراعي يمول المزارعين!ا

البنك الزراعي يمول المزارعين!

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

بالله لو سألني سائل: أنت مجنون ما هذا العنوان؟ ومن سيموِّل البنك الزراعي غير المزارعين؟ هل سيمول الصناعة مثلاً؟ سيكون ردي على السائل والله سؤالك في غاية الوجاهة وأنا لست مجنوناً ولكن الأمور في بلادنا هي المجنونة ومن يديرون كثيراً من أمورنا لا يعرفون إلا مصالحهم والوطن في آخر قائمة أولوياتهم وإلا لما وصلنا لما وصلنا إليه. وكي لا تستغرب عنواني هذا البنك حتى قبل أسبوع واحد وفي إجابة لمدير البنك الزراعي على عضو برلماني محترم أنه لن يمول القطن إلا عبر شركة الأقطان. وهنا ألف سؤال: كيف تكوّنت هذه القناعة عند مدير البنك الزراعي وما هي الأسس التي تحكم التمويل وهل الأمور موصوفة بدقة في نظام مصرفي متقن وخطة دولة، الزراعة من أولوياتها؟ أم كل من امتلك أكرر أمتلك منصباً يمكن أن يفرض مصلحته على مؤسسات الدولة وشفاهةً – هذا إذا أحسنا الظن. شركة الأقطان صارت في حكم الشركات الخاصة حيث لم يرَ ملاكها – اسما- المزارعون لم يروا لها فائدة منذ عقدين من الزمان وبعد ذلك تريد أن تسد عليهم منافذ الرحمة ومنافذ البنك الزراعي إلا عبرهم.
ولكن الحمد لله أخيرًا سمعنا خيرًا من البنك الزراعي وأخيراً جاء الفرج في الصفحة الأولى من صحيفة السوداني عدد يوم أمس الأربعاء هذا الخبر «البنك الزراعي يقرر تمويل مزارعي القطن مباشرةً: أصدر البنك الزراعي قرارًا بتمويل مزارعي محصول القطن بصورة فردية، وقال المدير العام للبنك عوض عثمان لـ«السوداني» إن البنك قرر تمويل مزارعي القطن بشكل فردي بدلاً عن التمويل الجماعي الذي كان يتم عبر شركة الأقطان، مشيرًا إلى أن التمويل سيتم من البنك مباشرة عبر الأسس التي تحددها إدارة المشروع. وأشار مختصون إلى أن قرار البنك الزراعي يعتبر بمثابة فك للاحتكار الذي ظلت تمارسه شركة الأقطان طيلة الفترة الماضية» أ.ه
لن اقف طويلاً عند عبارة «الأسس التي تحددها إدارة المشروع» سنحسن الظن كثيرًا. لكن يقيني أن مزارع الجزيرة لو وجد تمويلاً قدره 5 آلاف جنيه، ألفان عند بداية الزراعة وألف في طورها الأول، وألفان عند اللقيط، سيزرع القطن هاني البال بلا تعقيدات، ودعونا نحسب كل المزارعين يستحقون تمويلاً أصغر ومن محفظة التمويل الأصغر للبنك الزراعي. نقول أحسبوا أن المزارع محتاج لنصف سقف التمويل الأصغر بدلاً من 10 آلاف جنيه فقط 5 آلاف جنيه.
أعيد وأكرر موسمان ناجحان بلا عطش سيريحان المزارع من كل تمويل خارجي وبعدها سينطلق المزارع وستنطلق الزراعة. فقط المزارعون في الجزيرة في حاجة إلى كاسحة ألغام بشرية تزيل من طريقهم كل الطفيليات التي تتغذى على عرق المزارع.
أخيرًا على البنك الزراعي – ليتمم جميله – لابد من تحضير تقاوى ممتازة وبمواصفات علمية ومجازة تماماً ما تخرش منها المية وبعد ذلك توفير أسمدة بأسعار معقولة. وعلى إدارة المشروع ضمان الريات الثماني، وأحسب أن لا عذر لها بعد أن أصبح الري مسؤوليتها، والباقي علينا نحن المزارعين بعد عون الله طبعاً.
الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله .

تعليق واحد

  1. احمد المصطفي الله يديك العافية والله دا نجاح لكل اهلنا الغلابة وكان صفت النواياالزراعة خيرها كتيييير بعون الله. والله رجعت لنا بعض الثقة حفظكم الله انت ومدير البنك الزراعي كان ما قام فيكم لغم من اياهم

  2. خبر سار والله وخطوة موفقة فى الاتجاه الصحيح كل ما نرجوه الوعى الوعى من الاخوة المزارعبن بالتوجه لفتح حسابات بفروع البنك المختلفة لان التمويل فردى وليتقوا شر عقد شيلوك التاجر اليهودى صاحب القصة المعروفة ودام صوتك عاليا يا ود ابراهيم ومتعك الله بصحة ولياقة عالية لتفوز بالسباق الماراثونى ضد التسلط والتجبر والاحتكار وكل خفاش وسواس خناس

  3. مع احترامى للاخوة المعلقين اكبر خطا ماشة فيهوا الحكومة هو البنك الزراعى لانه مهما كثرت وتعددت المسميات فهوا فى النهاية ربا ( يمحق الله الربا ) وسالونى منذ ان بدا البنك الزراعى العمل فى مشاريع هبيلا بجنوب كردفان تانى الزراعة المطرية ماقامت ليها قايمة صدقونى يا اخوان لو فعلا الحكومة عايزة تنهض بالزراعة تترك المزارعين برؤس اموالهم وتدعم المزارع بجميع مدخلات الانتاج وتعفيه من جميع الجبايات والرسوم والضرائب ودا طبعا مستحيل تعمل كدة عشان كدة تظل مشكلة الزراعة فى السودان الى يوم القيامة فى اكبر بلد زراعى فى العالم نتيجة للسياسات الخطا الغير مستقبلية والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..