دبيب في خشمه جراداي و لا بعضي

مهدي رابح
من نافلة القول إن فك الحصار الاقتصادي او ( رفع العقوبات ) الذي تأكد حدوثه بالأمس بعد الإعلان الرسمي الصادر من واشنطن، قد استثار كل المتابعين و بالأخص أصحاب الشأن ، نظام الانقاذ و تابعيه من جانب و الشعب السوداني ( الفضل ) من الجانب الآخر … و ردود الفعل كانت متباينة جدا حتي في حظيرة النظام نفسه و يا للغرابة للأسباب عينها لكن من منطلقات مختلفة.
فلا أظن أن عنزان سيتناطحان في كون القرار ستكون له مآلات إيجابية علي صعيد الحراك الاقتصادي بشكل عام / كلي ، و لكن فيما يخص السؤال الكبير ، وهو من المستفيد من هذا الحراك ؟ ، فالنظرة متشائمة جدا بالطبع ،
لان المنظومة الاقتصادية الكليبتوقراطية الحالية ( اي حكم الدولة بواسطة اللصوص ) ستؤدي بالطبع الي ازدياد (الشيوخ) و من لف لفهم غني و لا أظن أنه سيؤدي الي تحسين ظروف معيشة المواطن من تعليم و صحة … الخ ، باي حال من الأحوال ، فلو كان هنالك أي فرصة ليثبت النظام جدارته ( العملية و ليس شرعيته الدستورية الانقلابية ) لإدارة البلاد ، و لو بالقدر الأدني، أو ان في جعبته خطط يعول عليها لتنمية البلاد لكان ذلك قد حدث بالفعل إبان طفرة البترول بداية القرن الحالي …
لكن علي الصعيد الآخر فإن متطلبات استمرارية علاقة الانفتاح ( عدم الحظر و انعدام العقوبات ) ستجبر النظام لتقديم تنازلات كبيرة في ما يخص سقف الحريات و معايير احترام حقوق الانسان ، مما سيضطرهم الي كف أيديهم الغليظة عن البطش بالمواطن الي حد كبير … و هو ما يسبب قلقا لدي بعض عناصر النظام التي تري ابعد قليلا من أطراف انبعاجات كروشها .
و ذلك بالطبع سيفتح الأبواب و النوافذ و النفاجات لهبوب رياح التغيير ( السلمي كما نتمناه ) التي لن ترحم نظاما فاسدا متهالكا و في شيخوخته المتأخرة… لكن يبقي كل ذلك في علم الغيب بالتأكيد …
ربما لو ازيحت مومياءآت السياسة السودانية ، المستميتة في تمسكها بسراب سلطة زالت ، بظهور حراك جامع تقوده و جوه شابة تملك رؤية واضحة و ايد نظيفة ؟ …
فليزدادوا غني بالسحت حتي ذلك الحين ( و الذي نراه قريبا ) و ليأخذو جيفتهم بعيدا … و ليسعي القضاء العادل بعد ذلك لاخذ قصاص كل ضحية، قتل غيلة و لاسترداد كل فلس أخذ دون وجه حق .
السودان بلد غني بموارده التي لم تنهب بعد و لم تستغل و بإنسانه الذكي الذي ، بقليل من التعليم الجيد و التدريب يمكنه أن يصنع معجزات …
اري ان علينا أن نتفائل …
[email protected]