مقالات سياسية

الملحدون قادمون…لا أصدق (1)

كثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن الإلحاد الذي يعرفه بعض العلماء بأنه الميل عما يجب اعتقاده أو عمله أو العدول عن الاستقامة، أو أنه إنكار وجود الله والكفر بالدين! فهل فعلاً حدث هذا في مجتمعنا السوداني المتمسك بالكتاب والسنة، على وجه الخصوص، أم كذلك في المجتمعات الإسلامية والعربية؟ بكل أسف يبدو أن الإجابة ستكون بنعم. شخصياً لم أكن أصدق هذا الكلام لولا أنني ذات مرة سمعت ابني الكبير الحسن، يتحدث مع أحد أصدقائه ويسأله عن “الكتاب” وتحدثا طويلاً عن الموضوع وفهمت أنهما يتحدثان عن تفشي الإلحاد، خاصة في أوساط الشباب وطلاب الجامعات، من الجنسين، وأنهما بصدد تأليف كتاب من وجهة نظر فكرية وشبابية بهدف رد هؤلاء الشباب إلى جادة الطريق الصحيح!عقب تلك المحادثة، تحدثت مع نفر من الشباب عن الموضوع فأوضحوا لي أن بعض العابثين قد ركب موجة الإلحاد وخرج من الدين كما تخرج الرمية من السهم؛ ولكنني في واقع الأمر لم أصدق قولهم أيضاً؛ لأنني ببساطة لم أكن أتوقع أن يكون الإلحاد في السودان قد أصبح ظاهرة تتطلب تأليف كتب أو حتى كتابة مقالات وبحوث تعالج المشكلة. وما جعلني انتبه لهذا الحديث مؤخراً ما جاء في عنوانين الصحف السودانية خلال الأيام الماضية أن نسبة 2.6% من سكان السودان ملحدون حسب بعض التقارير العالمية! ومع أن هذا التقرير غير دقيق ويعود لسنوات مضت، إلا إنه بكل تأكيد يعطي مؤشراً لوجود نار خافتة تحت الرماد، وهذا لعمري توجه يثير القلق في نفوس الآباء والأمهات كما يجب أن يلفت أنظار المسؤولين في المؤسسات التربوية والتعليمية والجهات المعنية بالشؤونالاجتماعية والفكرية الثقافية الأخرى حتى تتخذ الخطوات الاحترازية اللازمة قبل فوات الأوان. وقد قرأت لأحد الكتاب قوله: “ظاهرة الإلحاد في أوساط بعض الشباب السوداني أصبحت تستحق الانتباه والملاحظة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي. الظاهرة خطيرة وليست حالة واحدة أو حالتين؛ حتى نعتبرها حالات عرضية أو فردية لا تستحق التوقف عندها بجدية.”وكل هذه المعطيات تدل، بما لا يدع مجالاً للشك، أن ثمة انحراف في عقيدة بعض الشباب مما يجعلهم يتخذون موقفاً منحرفاً عن الفطرة السليمة! من جانبه، قال بروفيسور إبراهيم نورين، من مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري:”إن المركز يقوم بدراسة قضية الإلحاد بطريقة علمية حتى يتسنى له تصنيفها كظاهرة أو غير ذلك، منوها إلى أن الرصد يشمل المؤسسات التي تتبنى أفكاراً فيها شيء من الحياد أو المكر والدهاء ورصد مدارس فيها أساتذة يغرسون الفكر الملحد لدى التلاميذ بالإضافة إلى أساتذة في الجامعات تظهر عليهم تغييرات في التفكير ويقومون بنشاط غير مسبوق والدعوة إلى تكوين أجسام.” وحسب تقديري، فإن مجرد اهتمام مثل هذا المركز بالأمر يدل على أن المسألة باتت تؤرق جهات عديدة في البلاد، من ضمنها أجهزة أمنية وفكرية تسعى لتحليل المشكلة ومن ثم وضع حلول معقولة لها، وهذا دليل آخر على وجود مؤشر على انتشار الإلحاد أو إن شئت فقل وجود عدم استقامة وتحول فكري في أوساط الشباب والطلاب مما يستدعي التحرك العاجل والهادف لتدارك الموقف حتى لا يقع الفأس على الرأس، ولات حين مناص. عموماً، من المنطلق الواقعي، ينبغي علينا أولاً أن نعترف جميعاً بوجود حالات من الإلحاد في أوساط شبابنا وطلابنا، ثم علينا بعد ذلك أن نتساءل عن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع الذي يعد طارئً ومستهجناً في المجتمع السوداني الذي ظل محافظاً بقدر كبير على الرغم من وجود أيدولوجيات دخيلة كالشيوعية والوجودية والعلمانية وغيرها من الدعوات الهدامة التي تمثل شكلاً أو آخر من الكفر والإلحاد.ولم يكن أحد يتوقع إنشاء منابر في وسائط التواصل الاجتماعي تدعو شبابنا صراحة للتخلي عن العقيدة الإسلامية الراسخة واعتناق أفكار ومعتقدات هي من اختلاق شياطين الإنس والجن من الذين يدعون الثقافة والعلم. وقد يقول قائل إن السبب المباشر هو انعدام القدوة الحسنة والمنهج التربوي والفكري السليم؛ وإن صح هذا القول،فالسؤال هو: كيف يحدث ذلك خاصة في وجود ممارسة سياسية وفكرية ظلت، لأكثر من ربع قرن من الزمن،تتحدث عن تطبيق مشروع حضاري هدفه المعلن هو التمكين لدين الله في الأرض ورد الناس إلى الصراط المستقيم والحنيفية التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك! فهل يا ترى ذهب ذلك المشروع الحضاري أدراج الرياح أم أن التطبيق الفعلي قد أفرز نتائج سالبة لم تكن في الحسبان؛ أو أن الاستعجال أدى إلى عدم وجود برنامجواقعيومدروس من شأنه أن يشبع رغبات الشباب فكرياً بطريقة تؤثر إيجاباً على معتقدهم وسلوكهم بحيث ينصرف تفكيرهم إلى الالتزام بالإسلام في كل شؤونهم. وهل الإلحاد هو المشكلة الوحيدة التي تفشت في أوساط الشباب أم أن هنالك مشكلات وانحرافات أخرى تهدد بانهيار القيم والأخلاق وتنذر بمستقبل مشؤوم في بلادنا؟ للأسف يتحدث الناس الآن عن المخدرات والزواج العرفي وغيرها مما لا تحمد عقباه دينياً وفكرياً وسلوكياً واجتماعياً.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك السلام والنحية أستاذ محمد التجاني عمر قش.
    (أيدولوجيات دخيلة كالشيوعية والوجودية والعلمانية )
    الإسلام السلفي أيضا دخيل. ان اردنا ان نتكلم عن اصل فهو الإسلام الصوفي
    وهذا يعده السلفيون كفرا. انظر ما يقال عن الشيخ احمد التجاني, ويكفي اسمك (أستاذ محمد التجاني)للدلالة على اتساع القناعة به نهجا بالبلاد, انظر بعض أقواله وما قد يقال عنها:
    (قال في الإفادة الأحمدية ص 74: “يوضع لي منبر من نور يوم القيامة، وينادي منادى حتى يسمعه كل من في الموقف: يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم تستمدون منه من غير شعوركم).
    وقال في جواهر المعاني ص 105:(لا تقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة المائية)
    وغير هذا من اقوال يكفر بها فيلسوف الطريقة الاوسع انتشارا في البلاد والمنطقة الافريقية.
    واكشف لك سرا من اسرار المتصوفة, التجاني-الجيلاني-ابن عربي الحلاج
    هؤلاء الفطاحل ادركوا تقنيات النبوة. او حسبوا انفسهم هكذا.
    أي ان النبوة تتحقق للفرد عبر مسالك من الرياضات الروحية شاقة جدا. من صبر عليها وصل, واخذ شريعته من الذات الإلهية مباشرة بلا حجاب ولا وسيط من نبي اخر وغيره. وهم عرفوا هذه المسالك ووصلوا.
    وهذا القول مني بان الصوفية هي الأصل, لا يعني حجرا على السلفي او أي صاحب مبدا ان يدلي بما لدية على ان نؤمن لبعضنا البعض اقرارا بهذا الحق.
    وما يثلج الصدر عزيمة الشابين اللذين تحدثت عنهما الاعتماد على كتابة كتاب. دلالة على تعويلها على المنطق والاقناع لا العنف كما يسلك غيرهم.

  2. الكيزان هم السبب الرئيسي الذي أدى الى تفشي الإلحاد في المجتمع السوداني

    نظرا لسلوكهم المشين الذي ادى الى تفشي الفساد بجميع اشكاله سوء أخلاق وسرقة وكذب والمشروع الحضاري الذي زعموا انه يهدف الى التمكين لدين الله في الارض؟!

    جميعهم سفلة كذابين واذا امسكتهم واحد واحد ابتداء من شيخهم الهالك ثم عمر البشير وابراهيم احمد عمر والكاروري اعني امام المسجد الدجال وسواه من نفس الاسرة – لن تجد فيهم شخصا نظيف كلهم وسخانين كلاب جائعة لا شئ يربطهم بدين الله سوى غش البسطاء وخداعهم بالجنة والنار!!

    مشروع حضاري هدفه المعلن هو التمكين لدين الله في الأرض ورد الناس إلى الصراط المستقيم

  3. احي جميع الاخوة القراء

    واطرح السؤال التالي:

    كيف نتصدى لهذه الظاهرة

    ارجو الاجابة مشكورين

  4. التجارب الفاشلة في ايران والسودان وطغيان المذهب السلفي المتطرف وظهور تنظيمات كالقاعدة وداعش وغيرها من الاسباب ادت وستؤدي لانتشار ظاهرة الالحاد.

  5. يسأل صديقي الطبيب من سنغافورة : ماذا يضير العالم من وجود ملحدين..وعقب قايلاً بلدي لم تنهض إلا عندما حسمت موضوع ألدين والتديون…السوال التاني : ثعالب حكومة الانقاذ من الصحافيين كم عددهم وكم منهم يعملون في وظيفة الملحق الاعلامي ؟؟

  6. ماهي المشكلة في الالحاد ؟
    ربنا هو البحاسب الخلق
    علي المؤمنين ان يسعوا الي تحسين ايمانهم وجعله اكثر انسانيه

  7. موضوع فارغ شديد لا يستحق حتى التعليق عليه
    سمعت ولدى يقول
    رغم وجود اشياء دخيلة مثل الشيوعية والعلمانية
    هذا خواء

  8. لك السلام والنحية أستاذ محمد التجاني عمر قش.
    (أيدولوجيات دخيلة كالشيوعية والوجودية والعلمانية )
    الإسلام السلفي أيضا دخيل. ان اردنا ان نتكلم عن اصل فهو الإسلام الصوفي
    وهذا يعده السلفيون كفرا. انظر ما يقال عن الشيخ احمد التجاني, ويكفي اسمك (أستاذ محمد التجاني)للدلالة على اتساع القناعة به نهجا بالبلاد, انظر بعض أقواله وما قد يقال عنها:
    (قال في الإفادة الأحمدية ص 74: “يوضع لي منبر من نور يوم القيامة، وينادي منادى حتى يسمعه كل من في الموقف: يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم تستمدون منه من غير شعوركم).
    وقال في جواهر المعاني ص 105:(لا تقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة المائية)
    وغير هذا من اقوال يكفر بها فيلسوف الطريقة الاوسع انتشارا في البلاد والمنطقة الافريقية.
    واكشف لك سرا من اسرار المتصوفة, التجاني-الجيلاني-ابن عربي الحلاج
    هؤلاء الفطاحل ادركوا تقنيات النبوة. او حسبوا انفسهم هكذا.
    أي ان النبوة تتحقق للفرد عبر مسالك من الرياضات الروحية شاقة جدا. من صبر عليها وصل, واخذ شريعته من الذات الإلهية مباشرة بلا حجاب ولا وسيط من نبي اخر وغيره. وهم عرفوا هذه المسالك ووصلوا.
    وهذا القول مني بان الصوفية هي الأصل, لا يعني حجرا على السلفي او أي صاحب مبدا ان يدلي بما لدية على ان نؤمن لبعضنا البعض اقرارا بهذا الحق.
    وما يثلج الصدر عزيمة الشابين اللذين تحدثت عنهما الاعتماد على كتابة كتاب. دلالة على تعويلها على المنطق والاقناع لا العنف كما يسلك غيرهم.

  9. الكيزان هم السبب الرئيسي الذي أدى الى تفشي الإلحاد في المجتمع السوداني

    نظرا لسلوكهم المشين الذي ادى الى تفشي الفساد بجميع اشكاله سوء أخلاق وسرقة وكذب والمشروع الحضاري الذي زعموا انه يهدف الى التمكين لدين الله في الارض؟!

    جميعهم سفلة كذابين واذا امسكتهم واحد واحد ابتداء من شيخهم الهالك ثم عمر البشير وابراهيم احمد عمر والكاروري اعني امام المسجد الدجال وسواه من نفس الاسرة – لن تجد فيهم شخصا نظيف كلهم وسخانين كلاب جائعة لا شئ يربطهم بدين الله سوى غش البسطاء وخداعهم بالجنة والنار!!

    مشروع حضاري هدفه المعلن هو التمكين لدين الله في الأرض ورد الناس إلى الصراط المستقيم

  10. احي جميع الاخوة القراء

    واطرح السؤال التالي:

    كيف نتصدى لهذه الظاهرة

    ارجو الاجابة مشكورين

  11. التجارب الفاشلة في ايران والسودان وطغيان المذهب السلفي المتطرف وظهور تنظيمات كالقاعدة وداعش وغيرها من الاسباب ادت وستؤدي لانتشار ظاهرة الالحاد.

  12. يسأل صديقي الطبيب من سنغافورة : ماذا يضير العالم من وجود ملحدين..وعقب قايلاً بلدي لم تنهض إلا عندما حسمت موضوع ألدين والتديون…السوال التاني : ثعالب حكومة الانقاذ من الصحافيين كم عددهم وكم منهم يعملون في وظيفة الملحق الاعلامي ؟؟

  13. ماهي المشكلة في الالحاد ؟
    ربنا هو البحاسب الخلق
    علي المؤمنين ان يسعوا الي تحسين ايمانهم وجعله اكثر انسانيه

  14. موضوع فارغ شديد لا يستحق حتى التعليق عليه
    سمعت ولدى يقول
    رغم وجود اشياء دخيلة مثل الشيوعية والعلمانية
    هذا خواء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..