شعارات الإدانة .. العمامة نموزجاً

كالمعتاد وجد إتحاد الصحافيين السودانيين في خبر “منع السلطات المصرية، السبت، رئيس تحرير صحيفة “الوفاق”الصحفي رحاب طه من دخول القاهرة، و إعادته إلى الخرطوم، وجد الإتحاد سانحة لإثبات حضوره ـ (إحم.. إحم.. نحن هنا) هذا الإتحاد الغائب /الحاضرـ الحاضر في المحافل الرسمية والمشهد السياسي البئيس بالبلاد، وذو الحضور المكثف بمحافل الخارج / فيما يليه وسواه .. المهم لدى الإتحاد إطلالة عمامته / الشعار/ فاقد موضع إعتمارها،.. والإتحاد الغائب في سوح أعضائه وملماتهم، إلا من بعض البيانات المدبجة بالإدانات الخجولة حين إنتهاكات وما أكثرها للصحافيين والصحافة، وكالمعتاد للإتحاد حين وعكة صحفية له سهم في المواجبة بـ( الساهلة) وما أسهل الإدانة والشجب والإستنكار ولوأنها مجدية لكان العلم الفلسطيني يرفرف الآن عاليا خفاقا بتل ابيب ولجلجل نداء الصلاة بموقع الكنيست الراهن، ولما إستشاطت قوافي مظفر النواب غضبا:
أصرخ فيكم
أصرخ أين شهامتكم..؟
إن كنتم عربا.. بشرا.. حيوانات
فالذئبة.. حتى الذئبة تحرس نطفتها
و الكلبة تحرس نطفتها
و النملة تعتز بثقب الأرض
وأما انتم فالقدس عروس عروبتكم
أهلا..
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فأي قرون أنتم؟
وإدانة الإتحاد الاخيرة وليست بالآخيرة، فقد عودت القبيلة الصحفية ـ دائماً “متعودة.. دايماً” على ـ (الساهلة) ـ جاءت على خلفية ماقرأت مثلها ـ مثل أي قاريء كريم،أو مانما الى أسماعها مباشرة عبر الجزيرة عن خبرـ منع السلطات المصرية، السبت، رئيس تحرير صحيفة الوفاق الصحفي رحاب طه من دخول القاهرة، لدى وصوله مطارها ، وقررت إعادته إلى الخرطوم،
وقال شقيقه متوكل طه في تصريحات صحفية إن رحاب كان برفقة ابنه لإجراء عملية جراحية له بمصر، وتم منعه من الدخول لدى وصوله مطار القاهرة على متن طائرة سودانية، دون معرفة السبب
وأضاف أن “السفارة السودانية بالقاهرة تواصلت مع الأجهزة المصرية التي أخبرتهم بأن رحاب ممنوع من الدخول، ومعروف عن طه بكتاباته الناقدة للتواجد المصري في مثلث حلايب المتنازع عليه بين البلدين، من جانبه، قال مصدر أمني مصري بمطار القاهرة، إن الصحفي السوداني تم منعه من الدخول بالفعل اليوم، لـ”أسباب أمنية”، لم يوضحها،
حقيقة لم أشاء الخوض في القضية لأسباب أوجزها في ان المعني ليس رحاب في شخصه، بل في صفته الصحفية ـ لسان حال المواطن والسلطة معا ،كأي صحفي ،غض النظر عن جنسيته والمعني في المقام الأول نظام الخرطوم لموقفه من حلايب محور النزاع/والمحتلة من الجانب المصري، ناهيك عن وزن موقف الخرطوم المتهاون، والعبرة في رسالة القاهرة الواضحة،بينما الدعم الرسمي والقبلي المتمثل في الزملاء والإتحاد إذا قرأناه في سياقه الصحيح هو محض دعم عاطفي تمليه الزمالة والحمية القبلية والوطنية ،الا انه غير ذي جدوى في سياق قوانين السيادة لأية دولة، فمن حق مصر وغيرها الترحيب بمن ترقب في دخوله أراضيها ومنع من لا ترقب ، وهو شلأن يخصها وحدها حسب قولنينها وكل ما ترى فيه حفظا لامنها القومي، فبدلا من إدانة القاهرة يجب ان توجه الأقلام إدانتها للخرطوم وسلطاتها التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية باعتقالاتها للصحافيين ومصادرة الصحف وإيقافها عن الصدور ومنع الأقلام الحرة من مزاولة حق الكتابة في إنتهاك صريح للدستور… يجب إدانة النظام الذي ينتهك حرية تنقل المواطن بمنعه للناشطين السياسيين من مغادرة البلاد، وإحتجاز جوازاتهم بالمواني! فهل من بلدٍ في الأرض تحترم صحافيا منتهك الحقوق ببلاده مكره على إقتفاء خط النظام، متعاطيا روشتة سياساته ،ماضيا بخطو النظام لا بساقيه على خارطة الطريق الصحفية ضمانا لتدفق الإعلان ودر الأموال فكيف لمن لا يجد الإحترام وما يليق بمكانته الوصفية من تقدير بوطنه ان يتعشمه في الخارج! وهذا مربط الفرس.
ثم لماذا يبحث المواطن عن الطب والطبابة بالخارج رغم كفاءة الآلاف المؤلفة من أمهر الإختصاصيين والجراحين السودانيين بمشافي بريطانيا،ممن دفعتهم السياسات الفوضوية للهجرة ففروا “فرار حُمرٍ مستنفرة فرت من قسورة” ليس رحاب في شخصه، وفي أبريل الماضي، منعت السلطات المصرية الكاتب الصحفي السوداني الطاهر ساتي، المعروف بكتاباته الناقدة للتواجد المصري في مثلث حلايب المتنازع عليه بين البلدين، من دخول أراضيها، وأعادته للخرطوم، كما منعت مصر الصحفية السودانية مروة كمال في ذات الشهر من دخول أراضيها، وأعادتها للخرطوم، ومن حين لآخر تشهد العلاقات بين الجارتين توتراً بسبب النزاع على مثلث حلايب الحدودي، واتهام القاهرة للخرطوم بدعم موقف أديس أبابا بشأن بناء سد “النهضة” الإثيوبي على نهر النيل، مقابل اتهام السودان لمصر بدعم متمردين مناهضين لنظام الرئيس عمر البشير، وهو ما تنفيه القاهرة، من حق مصر مثلها مثل اية دولة تطبيق قوانينها وما تراه من أسباب الحفاظ على أمنها القومي، حتى وان كان غلافا لشي في نفسها، المهم هو إعتماد القوانين، ثم لماذا كل هذا العويل والصريخ وقد نشرت صحافة الخرطوم المنتهكة نقلا عن مصدر مسؤول بالبلاد من قبل تصريحا مخزياً مفاده( الإستفزازات المصرية عادية) ثم ترجل من المنبر هادئاً وعاديا تماما كالذي يمشي بخطو مطمئن كي يناما، دون ان يطرف له جفن ولو ان ما قيل بدر ن مسؤول بالواق الواق لجرد من منصبه وصفته واسمه ولتم نفيه او تغريبه عن وطن لا يتشرف به!هذه هي أزمتنا التي نفتأ نعيد تدويرها.
وحسبنا الله واعم الوكيل
[email][email protected][/email]