صحافيون والأجر على الله

صحافيون والأجر على الله
عبارة ( الأجر على الله ) لمن لم يسمع بها من الأجيال الطالعة ،تقال شعبيا في من يؤدون عملا لوجه الله لا ينتظرون منه جزاء ولا شكورا ،وفي الأثر (ينادي مناد يوم البعث أين اللذين أجرهم على الله فيقبل الصابرون والصائمون والعافين عن الناس ) ،وفي قولة للشيخ عبدالقادر الجيلاني ،( اعمل الخير لمن يستحق ولمن لا يستحق والأجر على الله )..لا أقول أن الصحافيين يعملون ببلاش وبلا أجر ينتظرونه من الله ،ولكني استذكر نصيحة اسداها لي أحد الأقارب حين رآني في حالة شلهتة دائمة لتوفير بعض الاحتياجات الأساسية الضرورية التي لا غنى عنها ، وكنت حينها اعمل باحدى الصحف ،(شغل ما بوفر ليك الحد الأدنى من ضروريات المعيشة بلاش منو )،كما اذكر انني سمعت مرة كلمة حارقة قذفها احد الناشرين في وجه صحافي جاءه يطلب سلفية ،(قروشكم دي ممحوقة وكأنها منزوعة البركة طوااالي عايزين سلفية ) ، هذا ما كان وماهو كائن فيما يخص من ينالون أجرا من الصحافيين فما بالكم بمن لا يتقاضى ولا مليم أحمر ..
لقد ظل موضوع تحسين أجور الصحافيين أمرا عصي التحقق ،لم تنجح معه كل المحاولات التي تتالت عبر السنين ، مرات من مجلس الصحافة ومرات من اتحاد الصحافيين و.. ( وعيش ياحمار ) ، وها هو الآن البرلمان يدخل على خط هذه الغلوتية ،ففي الأنباء ان اللجنة البرلمانية المعنية بشأن الاعلام تسلمت لائحة بأجور الصحافيين لسنة2017،ستعكف على دراستها وتداول الرأي حولها ،لتفعل ماذا بعد هذا الله اعلم ،ربما تجيزها مع التعليق عليها بالحفظ لحين حلول بركات وتساقط ثمرات قرار رفع الحصار.. صحيح أن الصحافيين يعانون الأمرين ولكن الصحيح أن الصحف أيضا تعاني ماديا لاعتبارات عدة لن تتمكن معها من تنفيذ أية زيادات في الأجور تقررها أية جهة كانت ،ولنا في الزيادات السابقة التي اقرتها لوائح سابقة عظة وعبرة ، اذ ظلت حبرا على ورق لم يقبض منها الصحافيون سوى السراب ..لقد سبق أن وصف الصحافيون أنفسهم بــ(البنغالة) وصحفهم ب ( الكناتين )،أرادوا بالاولى أن يقولوا إن أجورهم هزيلة وضعيفة تماثل الأجور التي تتلقاها العمالة البنغالية مع الاحترام لهم ،وبالثانية أن صحفهم تعاني أوضاعا سيئة من كل النواحي ( بنيات أساسية ومعينات عمل الخ الخ ) ،ولهذا يبقى من الصعوبة بمكان الفصل بين حال الصحافيين وصحفهم فحالهم من حالها والعكس ، ومن ثم وحتى لا تكون أي محاولة لتحسين أجور الصحافيين مجرد ( حركة في شكل وردة ) ، لابد من تحسين أوضاع الصحف اما بدعم الدولة المباشر لها كما تفعل الكثير من الدول أو بطريق غير مباشر بإلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية علي مدخلات الصناعة الصحفية والتي تشمل الورق والاحبار وكل مستلزمات الطباعة والمساعدة في تحصيل ديون الاعلانات ..
حيدر المكاشفي
[email][email protected][/email]