الطريق إلى الدولة (3)

٭ في كتاب الطريق إلى الدولة تحليل الأزمة النموذج السوداني طرح مؤلفه سالم أحمد سالم أزمة الكثير من بلدان العالم الثالث.. الأزمة السياسية التي أقعدت مشاريع التنمية وجعلتها مثبتة وذلك بغياب الانتباه لأسس قراءة تاريخ الحضارات وبناء الأسس السليمة للدولة الراشدة التي يرى انها ظلت غائبة.. وجعل النموذج السوداني مثالاً لذلك.. وتناول الكتاب مسيرة الحكم الوطني في السودان أي بعد معركة الاستقلال.. وخلص إلى أن المسيرة كانت متعثرة بين التقلبات والشعارات التي ظلت تتداول بين التكوينات السياسية الحزبية وبين تجارب الانقلابات.. وقال طوال هذا التأرجح ظل الشيء الوحيد المهمل هو الانتباه لبناء الدولة الراشدة الراسخة.
٭ وفي خاتمة دراسته أشار إلى أهمية قراءة التجربة السودانية قراءة متأنية وناقدة وجادة حتى يغدو أمر بناء الدولة السودانية أمراً ممكناً.. ويقول مؤلف الكتاب ان أولى خطوة في بناء الدولة السودانية الحديثة هي نشوء تكوينات جديدة تقوم على أسس البرامجية التي تكفل للتكوينات الجديدة التطور لتصبح أحزاباً سياسية بالمعنى الكامل.
٭ هذه الخطوة لا تتم في الفراغ ولا تتم من تلقاء نفسها إذ لا بد أن تقوم بها حكومة ما.. حكومة تؤمن بأن هدفها الأسمى هو تحرير هذا البلد من خلل تاريخي جسيم ومن ثم دفعه نحو واقع جيد ومستقبل أفضل. حكومة لا تريد أن تحكم وأناس يزهدون في نزوة الحكم في أنفسهم أو تكويناتهم.. بل هدفهم اطلاق سراح الشعب السوداني من دوامة امتدت لأكثر من نصف قرن إذا استثنينا فترة الاستعمار الأجنبي بالتأكيد لا يمكن اسناد هذه المهمة إلى مستعمر أو قوى أجنبية بل يجب أن تقوم بها حكومة وطنية لا مفر من ذلك وعليه فإن الحكومة التي تتولى هذه المهمة التاريخية لها سمات ومواصفات محددة كالتي ذكرنا.
٭ وفي ضوء ما ورد ذكره نحدد في النقاط اللاحقة المهام الأساسية التي تقوم بها الحكومة المعنية إلى جانب المواصفات العامة التي ينبغي أن تتمتع بها.
٭ ويرى مؤلف كتاب الطريق إلى الدولة في السودان أن تأتي الحكومة المقترحة من خارج التكوينات القديمة وأن تتجرد من أي انتماء صارخ وأن تتجنب ذر الرماد على العيون.. ويقول المجتمعات السودانية ذات بصر وبصيرة..
ويستمر المؤلف في تفصيل الحكومة التي يرى انها في إمكانها أن تبدأ في تأسيس الدولة السودانية.. ويقول يجب أن تشكل القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية قاطبة سنداً قوياً وحقيقياً للحكومة حال اتخاذها تلك الخطوة فقد أصبحت الحكومة مبرأة من الانتماء للتكوينات القديمة لذلك لا بد لها من سند قوي عسكري وشعبي.
٭ ان اتخاذ خطوة التجرد من الولاء لتكوين واحد أو للتكوينات القديمة سوف يدفع غالبية الشارع السوداني لمؤازرة الحكومة الجديدة وبذلك يتم تأمين أهلية وشرعية الحكومة من جهتي القوات النظامية والرأي العام.
٭ هذه بعض الآراء المحورية التي استند عليها مؤلف الكتاب وهي آراء جديرة بالمناقشة والأخذ والرد وأتمنى أن يطلع على هذا الكتاب كل من يشغله أمر التطور والتنمية في هذه البلاد التي أصبحت حقل تجارب.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة