أخبار السودان

سقوط المعارضة في فجوة ..كاودا وباريس ..

سقوط المعارضة في فجوة ..كاودا وباريس ..

بينما يتراقص أهل النظام فرحا لما إعتبروه نصراً دبلوماسيا برفع العقوبات في جانبه الخاص بالتجارة و المال والذي جاء بقرار تنفيذي رئاسي أمريكي .. فيما ظل جانبه المتعلق بالإبقاء على حكومة السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب ..والجانب الأول دون شك سيفنح أفاقاً رحبة لطالما كانت موصدة لعقدين من الزمان وحجبت عن البلاد الكثير من الفوائدالتي ضاعت فرصها في غمرة إندفاع هذا النظام كالثور الهائج في مستودع الخزف مستعدياً بالشعارت الكذوبة والهتافات الغوغائية دولاً لا ترد بالمثل ولكن لها من النفوذ و القوة ما يجعلها ترد صاع من يستفزها ولوكان خفيفا بركلات عنيفة قد تحدث لمتلقيها غيبوبة تخرجه عن الملعب السياسي والإقتصادي محمولا على نقالة تأخذه الى غرفة العزل في كرينتينة الأمراض المنبوذة !
نجد بالمقابل وبغض النظر عن إمكانية استفادة حكومة الإنقاذ من نتائج هذه الركلة التي تتوهم أنها تعافت من أثارها ولوجزئياً بالقدر الذي جعلها توزع ابتسامات التفاؤل والفرح بالرضاء الأمريكي ..فإن المعارضة بشقيها المسلح و المدني تعيش إنتكاسات تصل الى درجة خيبة أمل الشعب السوداني فيها ورمي طوبتها الى ما يشبه التسليم والتمسك بخيط الأمل الإنقاذي الذي يصدع به الإعلام مبشراً بفتح صفحة جديدة سيكتب فيها النظام سطورا مختلفة من وعودالرخاء و اجتذاب اموال المستثمرين وتحويلات العاملين بالخارج فيصبح الدولار قزما يستجدي خدود الجنيه السوداني وهو الذي تسيد الساحة عندنا كعملة كان كتفها عالياً فوق قامة عملتنا بأمتار!
إجتماعان أحدهما في أدغال الجنوب التي يغطيها دخان التناحر السلطوي و القبلي فيضم في كاودا على كثافته كفاقد الشي قادة وكوادر الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة السيد عبد العزيزالحلو بغرض إعادة ترتيب البيت المشقق وربما باصباغ قومية وخطوط مناطقية ..بعد أن تخلص من قادتها التاريخيين السيدين مالك عقار وياسر عرمان وقد كان جوهر المنفستو عندهما هو شعار السودان الجديد كامتداد لمشروع الراحل جون قرنق ..فيما يسعى ليلتئم تحت ضباب باريس الحالم جرح جماعة الجبهة الثورية بقيادة الدكتور جبريل ابراهيم .. والهدف المعلن هو إنتخاب قيادة جديدة للمنظومة ..ومن جانب ثالث تقف المعارضة المدنية الداخلية عاجزة تجاه منع الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي من السفر لتلتحق بمجموعة باريس وليس في مقدورها غير التنديد الخجول الذي أثر عليه والدها الإمام الصادق
( صمة الخشم )
على الكحة التي لن تعني في شي ْمن به صمم !
ثلاثة خطوط تتنافر عند مفترقات طرق تباعد بين جاهزية هذه المعارضة على مختلف وسائلها ومواقعها وشخوصها وبين تعويل جماهير شعبنا عليها بما يعطي النظام وهو يسعى لترتيق عباءته التي مزقها باظافره ..بينما تتساقط أوراق التوت لتزيد من عورة المعارضة فيشيح الناظرون لها بعيونهم بعيداً عن قبحها الذي زاد زمن الإنتظار الطويل بلا هدف واضح وعمل مرشد النهج في تجاعيد شيخوختها وبياض شعرها فغدت حيزبوناً تجاوزت سن اليأس و مرحلة إنقطاع الطمث بعقود .. فهل يحلم شباب الوطن في أن ينجب له رحمها الناضب ثورة من صلبه الغض الولود إذا ما صدق غزل عيونها العشواء ناحية منعة جسده ونضارة محياه !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..