القواسم المشتركة أبو الأعلي المودودى والطيب مصطفي وليبرمان

ليبرمان والطيب مصطفي:

لا يطيق الطيب مصطفي رؤية الجنوبيين في الشمال ولا يطيق ليبرمان رؤية العرب في فلسطين، لكن ليبرمان يريد التوسع علي حساب العرب وظردهم من ديارهم أما الطيب مصطفي فقد كان سعيدا بطرد الجنوبيين ومعهم ثلث السودان وثلثي موارده الطبيعية ومستقبل الاسلام واللغة العربية في السودان وأفريقيا كلها، وبما ان الاسلام رسالة للناس كافة والمسلمون أمة رسالية علي عكس اليهودية يكون الطيب مصطفي أشد هوسا وتطرفا في عنصريته قياسا بليبرمان، والطيب مصطفي كليبر رمان في يده مقاليد لسلطة والقوة والنفوذ لكن ليبرمان مقيد بالقانون الدولي والتداخل السكاني ولولا ذلك لفعل ما فعله الطيب مصطفي في السودان، والطيب مصطقي لا يعترف بالقانون الدولي، ويرفض ليبرمان دولة المواطنة ويصر علي يهودية الدولة ويرفضها الطيب مصطفي أيضا ويصر علي هوية السودان العربية والاسلامية، لكن الطيب مصطفي يعارض يهودية الدولة في اسرائيل وينهي عن خلق ويأتي مثله ويأمر الناس بالبر وينسي نفسه ويرمي الناس بالحجارة وبيته من زجاج ويتهم المجتمع الدولي بازدواجية المعاييرفي تلسطين فالطيب مصطفي كالجمل لا يرى رقبته المعوجة, وقانون العقل في عدم لتناقض وليس لدينا مقياس لحالة الانسان العقلية الا التفكير المنطقي لسليم، وكان جدعات شاليط الجندى الأسير في غزة قي نظر ليبرمان يساوى 1500 أسير فلسطيني في سجون ليبرمان لكن المللايين من ضحايا سياسات الأرض المحروقة في عهد حسن بشيروزير الدفاع في حكومة عبود وعشرين عاما في عهد الانقاذ لا يساوون 130 من ضحايا أحداث الجنوب 1955، ويستبيح ليبرمان دم الفلسطينيين لكنه يفعل ولا يعلن عن ذلك لكن تعليمات حكومة الطيب مصطفي لجنودها لا نريد أسرى وشوت تو كل بدليل ان الحركة الشعبية أطلقت سراح ثلاثة آلاف أسير ولم يكن لحكومة الطيب مصطفي أسيرا واحدا التزاما بسياسة الأرض المحروقة فانتصرت الحركة الشعبية أخلاقيا وعسكريا، وقد جمع الاسلام كله في الحديث الشريف انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وقال محمود محمد طه ان الاسلام رسالة حضارية وأخلاقية جاءت في الوقت المناسب،

ويرجو ليبرمان من العرب مراعاة عطلة السبت والأعياد اليهودية مراعاة لمشاعر اليهود ويأمر الطيب مصطفي غير المسلمين بالامتناع عن الأكل والشرب علنا في نهار رمضان واغلاق محلاتهم التجارية يوم الجمعة لكن ليبرمان ليس لديه شرطة دينية تحرم الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية ولا يحرم ليبرمان علي العرب الاحتفال بأعيادهم الدينية.

أبو الأعلي المودودى والطيب مصطفي:

كان السودان في حالة من الرخاء والازدهار حتي ظهور الطيب مصطفي علي مسرج السياسة السودانية، وازدهرت الهند في عهد الأمبراطور المغولي أكبر وابنه دارا بسبب التسامح الديني والأمن والاستقرار والسلام الأهلي، لكن الجماعات السلفية التي أصبحت فيلا والانقاذ طله تتهم الأمبراطور أكبر وابنه دارا بالكفر والخروج من الملة المحمدية، وتعلمنا من التاريخ ان الدولة في الاسلام تبدأ في التدهور والانحطاط كلما تسللت هذه الجماعات الي قصور الملوك والحكام، ولولا الميول الصوفية لدى الأمبراطور أكبر لما كان التعايش بين المسلمين والهندوس ممكنا، وكان حزب المؤتمر الهندى بزعامة غاندى حركة من حركات التحرر الوطني ومؤسسة قومية، وكان لغاندى أيضا ميول صوفية، وكان يذكرني بالحسن بن علي بن أبي طالب ويلتقي معه في الزهد في السلطة وكراهية العنف، ولا يزال الشيعة يعجبون باعجاب غاندى بمقولة الحسن بن علي كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل، فقد كان غاندى يستدل بآيات من القرءان والأحاديث النبوية وآيات من كتاب الهندوس للدلالة علي أن ما يجمع بين المسلمين والهندوس أكثر من الذى يفرقهم ، وكان غاندى ملهم الشعوب التي كانت تعاني من الاستعمار وأطلق اسمه علي الشارع الذى يعرف الآن بشارع الدكاترة بام درمان العاصمة الشعبية وبؤرة الحركة الوطنية الي عهد كومة الأزهرى التي استجابت لضغوط أدعياء الاسلام فإلغت مستشفي الارسالية الذى كان قبلة المرضي من العاصمة والأقاليم فامدت صفوف المرضي أمام الأطباء بمستشفي امدرمان ومستشفي الخرطوم والخرطوم بحرى، ولولا اعجاب الشعوب الأوربية بغاندى بما في ذلك الشارع والصحافة البريطانية لما استطاع الانتصار علي الأمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، ولولا تعاطف المجتمع الدولي مع السود في أميركا في معركتهم ضد قوانين التقرقة العنصرية لما صدر قانون الحقوق المدنية وكذلك الحال في جنوب أفريقيا، ولولا الضغوط المتواصلة من جانب منظمات المجتمع المدني في أوربا ونهج غاندى لما أمكن تحريم الرق وتحرير العبيد فلغاندى الفضل في تغيير مجرى التاريخ، وقتل أكبر وابنه دارا غلي يد مهووس من المسلمين مثلما قتل غاندى علي يد مهووس من الهندوس مثلما قتل محمود محمد طه في السودان ومحمد باقر الحكيم في العراق ورابين في اسرائيل فهل مات جون قرنق قتيلا؟ وكل أعداء الديموقراطية ودولة المواطنة متهمون، وكم قتلنا من الأنبياء علي حد تعبير نزار قباني، وكان أبو الأعلي المودودى زعيم الجماعة الاسلامية في الهند كالطيب مصطفي في السودان يطالب بفصل الباكستان كأغلبية مسلمة، وانحاز اليه العلمانيون بزعامة محمد علي جناح، وتنازل نهرو لمحمد علي جناح عن رئاسة الحكومة لتفادى الانفصال لكنه أصر علي موقفه فأصيب غاندى بحالة من الاحباظ والحزن العميق واعتزل الي أن اغتاله مهووس هندوسي، وكان خط التقسيم لتحويل الحدود الادارية الي حدود سياسية يخترق القرى والمزارع والبيوت ويقدر عدد الضحايا بسبب الفتنة الدينية والعرقية بأربعة عشر ألفا، وتبقت كشمير كأبيي في السودان وكركوك في العراق، ولم تكن الباسكتان ملاذا آمنا من التعدد بدليل انها انقسمت بعد ذلك الي دولتين وتعاني الآن من الصراعات الدينية والعرقية والمذهبية الدامية أما الهند الأكثر تعددا فقد أصبحت عضوا في نادى الدول الأكثر تقدما، ولم فالنوبة وجنوب النيل الأزرق فالطيب مصطفي لا ظهرا أبقي ولا أرضا قطع، وكان الاسلام هو الخاسر في الحالتين فقد انخفضت نسبة المسلمين الي الهندوس في الهند من 40% الي 13% وخسر الاسلام واللغة العربية بانفصال الجنوب أهم المجالات الحيوية في أفريقيا.ولا يزال السؤال لذى طرحته قائما يتحدى الصادق المهدى والطيب زين العابدين فما هو الفرق بين هوية السودان العربية والاسلامية ويهودية الدولة في اسرائيل؟
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..