(حليمة رجعت لي قديما)

الساعة 25
في مقال سابق وصفنا التحول المفاجيء في خطاب القوم من العنف اللفظي الى معسول العبارة ورقيق الاشارة.. من ـ (الزارعنا غير الله.. الليجي يقلِّعنا) والراجل يطلع الشارع … الى آخر البذاءات، الى الشعب السوداني ضرب مثلا يحتزى به في الصبر، والله انا كلما أشوف لي مرة قاعدة بتبيع في شاي قلبي بيتقطع، ..و (أنا قلبي بيدق) و(الاخيرة بين القوسين حقتي)
وصفنا يومها هذا التحول المريب الغريب الحَذِر بالهدوء الذي يسبق رفع العقوبات… كما نوهنا كذلك بان رفع العقوبات هو بداية العقوبات على المواطن وهو كذلك ـ (عودة حليمة لي قديما).. الزارعنا غير الله، وألحس كوعك، وتكنيم الافواه وتقييد حركة المواطن ووأد الحريات والذي منو، والحبيبة د.مريم الصادق، هي أولى مناظر مسلسل ـ (قلبي على وطني)…
ووتزامنا مع احداثه يتم إعادة مصادرة الصحف، الجريدة نموزجا في نسخة القوم (نيولوك/ سيلفي مع تمثال الحرية) وتتوالى الاحداث عاصفة صادر جهاز الأمن السوداني يوم (السبت14 أكتوبر2017) عدد صحيفة “الجريدة”، وكعادته، لم يكشف جهاز الأمن عن أسباب المصادرة
وحسب مصادر صحفية، يمكن تقدير عدد النسخ المصادرة بـ(10000) نسخة، وتطبع (الجريدة) في مطبعة (بكّة الحديثة) بالعاصمة السودانية، الخرطوم- الخرطوم بحري ، وفي تصريحه لـ(جهر) قال رئيس تحرير(الجريدة)، أشرف عبد العزيز(…عندما استفسرت الضابط المسئول بإدارة الإعلام بجهاز الأمن السوداني عن أسباب المصادرة، رفض كشف الأسباب قائلاً انهم في جهاز الأمن قد نفذوا قراراً أعلى من جهات عليا “من فوق)….
وبحسب رئيس التحرير،تُقدّر الخسارة المالية حوالي 20مليون جنيهاً سودانياً، أي ما يُعادل 2000 دولار أمريكي، واضاف أشرف: (… تدرس الصحيفة مع مستشارها القانوني، مسألة مقاضاة جهاز الأمن، باعتبار أنّ مصادرة الصُحف إعتداء على حرية التعبير والصحافة، ويتعارض مع الحقوق الدستورية للمواطنين، كما يُعرّض الصحيفة لخسائر مالية باهظة
وقال أشرف: ( صحيفة (الجريدة) من الصحف المحرومة من الإعلان الحكومي، وتعتمد على عائدات التوزيع بشكل أساسي، وشدّد: (… لن نتنازل عن خطّنا التحريري، ولن نلجأ لممارسة الرقابة الذاتية، ولن نرضخ للإبتزاز والضغط الأمني) ويواصل جهاز الأمن إستهداف الصحفيين والصحفيات، بما في ذلك، منعهم من ممارسة المهنة، وإيقافهم من الكتابة في الصُحف، كما يواصل سياسة مصادرة الصحف بعد الطباعة، لتعريض الصحف لخسائر مالية، مضافاً إلى الخسارة المعنوية التي تأتى بسبب غياب الصحف عن منافذ التوزيع
في الأثناء ناشدت (جهر) كافة المهتمِّين (الأفراد/ الجماعات/ المؤسسات) بقضايا رصد وتوثيق الإنتهاكات بالتواصل مع (جهر) عبر مختلف الطرق المُتاحة، والبريد الإليكتروني لـ (جهر) : ([email protected])
صحفيون لحقوق الإنسان (جهر))
وهذا تأويل تحول خطاب القوم الى لين وحميمية تقطع ـ قلب الكافر من غلظة وبذاءة وإستفزاز مباشر للمواطن، وسبق ان قلنا بان القوم يأتمرون بك عزيزي المواطن / وما تحول خطابهم المفاجي سوى محض بهارات ومحدقات لفتح شهية إله العجوة / واشنطن ـ قبلتهم الجديدة بعد حنثهم ببكة
وهي محض عهوادة وزيادة الخير خيرين على المسارات الامريكية المرهونة برفع العقوبات، وقلنا فيما قلنا بأن المرحلة القادمة بمثابة سوق كبيرلأقلام الدفع الآجل وعلى الأقلام الحرة الصمود ومجابهة جرس الدلالة يقرعونه على البلاد ومكتسباتها التي أحرزها الرجال وسطروا بدمائهم الغالية اسمه الغالي.
وحسبنا الله ونعم الوكيل