رئيس حرب.!

الرئيس الأمريكي ?دونالد ترمب? يعلن عن إستراتيجية جديدة تجاه إيران، حيث من المنتظر أن تفرض إدارته عقوبات صارمة ضد الحرس الثوري الإيراني، وعقوبات أخرى تستهدف برنامج ?طهران? للصواريخ الباليستية، بحُجَّة أنَّ إيران انتهكت الاتفاق النووي.

قبل خطابه هذا بيومين فقط، أعلن الرئيس الأمريكي موقفه النهائي فيما يبدو من إيران، حيث نقلت (الفرنسية) (هاجم الرئيس الأميركي ?دونالد ترمب? مجدداً الاتفاق المبرم بين الدول العظمى وإيران حول برنامجها النووي، واصفاً إياه بأنه ?اتفاق سيئ للغاية?، وذلك قبل بضعة أيام من قراره المنتظر بشأن ما إذا كانت إدارته ستواصل احترام هذا الاتفاق أم لا، وقال ?ترمب? لشبكة فوكس نيوز (هذا أسوأ اتفاق على الإطلاق، لم نجن منه شيئاً).

في أبريل 2015م، كانت أنظار كل العالم تتجه صوب النمسا، حيث التوقيع على اتفاق تاريخي بين إيران والدول الست الكبرى الأطراف، بعد مارثون مضني توصلت إلى اتفاق تاريخي، كان وزير الخارجية الإيراني ?جواد ظريف? يرسل ابتسامة النصر والرضا من على شرف الفندق النمساوي الذي كان يحتضن تلك المفاوضات الطويلة.

وقبيل التوقيع على الاتفاق التاريخي، ومن داخل الكونغرس الأمريكي، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي ?بنيامين نتنياهو? يلقي خطاباً تعبوياً، لم يكن ?نتنياهو? وقتها مجرد متوجس فقط حينما قال إنَّ إيران موجودة الآن في ?دمشق? و?صنعاء? و?بيروت?، كان يخشى أن تتوصل الدول الكبرى إلى هذا الاتفاق.

العبارة التي استخدمها ?ترمب? (لم نجنِ منه شيئاً) تعبر بجلاء عن ما تريده أمريكا في عهد ?ترمب?، وليس بعيداً عن ذلك القمة الأمريكية الإسلامية التي انعقدت في ?الرياض? مايو الماضي، ويبدو أنَّ الرئيس الأمريكي بدأ فعلياً في تنفيذ وعده الانتخابي بـ(تمزيق) الاتفاق النووي.. والآن يصفه بالأسوأ.

يبدو أنَّ مخاوف السيناتور الجمهوري ?كوركر? من دخول أمريكا في حرب في مكانها، ?ترمب? يفتح جبهة مع كوريا الشمالية وإيران في وقت واحد، وسوف تكسب إيران سياسياً ودبلوماسياً إذا ما ألغت أمريكا الاتفاق النووي، إلغاؤه فقط لأنه لم يجنِ مالاً للولايات المتحدة.

سياسة ?ترمب? أصبحت واضحة أكثر من ذي قبل، على الدول أن تدفع مالاً وفيراً حتى تكسب رضا أمريكا.. ولطالما أصبحت هذه السياسة معلنة ومعمولاً بها، أو دخلت حيز التنفيذ دون مكياج أو قناعات، فإنَّ عهداً جديداً بدأ في العالم، هي الحرب.
التيار