حصار و حكومة و حمار

الى حين
* اشتكى الفلاح البسيط إلى حكومة القرية عن سوء أحواله و انه هو و أسرته يتقاسمون غرفة واحدة ,, فضاق وغضب الحكيم و سأله الديك حمار ,, فأجاب بلا ,, فقال سنعطيك حمار ادخله معكم في تلك الغرفة و أقنعه أن المشكلة ستنتهي ,, و جاء الفلاح إلى الحكيم فى اليوم التالي مرهقا فقال له إن الحال صار لا يطاق فسأله هل لديك كلب فأجاب بلا فأعطاه كلب و أمره أن يدخله معهم في الغرفة و توالت الشكوى و ضاقت الأوامر فدخل الحداد و الغنم و امره ان يهتم بهذه الحيوانات الاليفه إلى حين إرجاعها ,, و هكذا كل ما يأتى يدخل معه شئ ,, أما الاشياء التي تخص ذاك الفلاح أدوات حفر و البرسيم و ما يحصده من الثمر و الزرع إما أكلته تلك الحيوانات الأليفة او تبولت عليه ,, و بعد فترة وجد الحكيم الفلاح و سأله عن أحواله فأجاب ان الغرفة صارت لا تطاق و أن الأسرة كلها تتنفس و رؤوسها في شباك الغرفة ,, فسمح له بان يخرج الحمار فحضر الفلاح فى اليوم التالي شاكرا فرحا بأنه أفضل حالا حامدا له السماح بذلك و من ثم سمح له بإخراج الكلب و الجداد و في كل يوم يرتاح الفلاح و يحمد و يشكر رئيس القريه حتى اذا أفرغت الغرفة من بعض الاشياء و تبقي تلك المعاناة الماضية هلل و كبر و فرح و ضحك و بشر و رقص ,, اما البرسيم و المحصول فقد فقده ذاك المسكين ,, ما اسهل القرارات و الانفعالات الطائشة ,,
* و مثل هذه القصة حدثت فى بلادي ,, فالانقاذ عندما جاءت للإنقاذ كانت الغرفة ضيقه فضيقتها علينا فأدخلت معنا العقوبات و الحصار و تحميلنا العلاج و الصحة و التعليم… الخ ,, و لم تنسي ان تحملنا إنفاقها البذخى ,,بعض الأشياء ترجع و هناك أشياء يبقى رجوعها ضرب من المستحيل ,, فتكون قد فقدت ,, فقد تحمل الشعب تلك العقوبات و تلك الأخطاء ,, و دفع الثمن فيما لم تتحمل الحكومة و لا شئ ,, فصرفها لم ينقص بل ذاد اضعاف مضاعفة و برغم الضيق أدنى مسئول لم يتحمل استعمال أثاث استعمله مسئول سابق له ,, دون مقابل ,, صرف بذخي و سفر و نثريات ,, فالعقوبات تحملها هذا المواطن بقلب جلد .,
* رفع الحظر و سوف ترجع الساعة و الزمن القديم و يصبح الزمن العالمي العلمي حسب خطوط العرض ,, أعوام كثيرة نتجادل في حقائق علمية و بكل تأكيد ترتسم على وجوهنا ابتسامة باهته صفراء و دهشة مشفقة ,,
*هكذا أيها الأصدقاء الإبطال أدخلتنا الحكومة فى هذا الضيق و هذه البئر و ذاك النفق الضيق ,, فأمريكا و روسيا قد دنا عذابها كان شعار ,, فروسيا منذ فترة تستثمر فى الذهب ,, ففرحنا و صفقنا عندما رفعت أمريكا عنا الحصار مشكورة ,,,, فهل سترفع عنا الحكومة يدها ,,, فنحن مجرد عبطاء ,, أوليس هؤلاء عندما تم فرض الحصار سابقا قالوا انهم يحملون راية الدين و تعالت أصواتهم بالتكبير لأن امريكا قد باتت تخشاهم و ان سيوفهم ستقطع الرقاب ,,
*اخبرنا التاريخ عن العهد التركي و الجبايات الباهظة ,, فالتاريخ مجرد اسطوانة تم تشغيلها مرة أخرى بصورة أكثر قسوة لم يسلم من الجباية حتى ستات الشاي و الدرداقات ,, و الركشات غرامات كبيرة مهولة على البسطاء و كأنك تشاهد فلم رعب خيالي ,,
* و لكن الشئ الأكيد كثير من الأشياء لن ترجع ,, فالجبايات لن تتوقف و الخدمة المدنية و العمال و المهنية قد ذهبت مع من ذهب ,, الأراضي التى بيعت و الجنوب الذي ضاع و أموال البترول و مشروع الجزيرة و سلسله طويله من الفاقد و الألم و في مقدمة كل ذلك التعليم و الصحة و قبلهم الأخلاق ,, و الشئ الوحيد الذي يبقى مرارة و قصة فى الحلق ,,
* سنتجادل بلا عمل و بلا أمل فمنذ ثورة التعليم المشئوم ,, نتحاور فى التعليم الابتدائي الصحيح ستة او ثماني أم تسعه و مئات الآراء و النظريات و ما أسهل الهدم فى بلادي و ما أصعب البناء ,, نهدم التعليم ثم لا بناء و خوف من الرجوع الى الصحيح اتخاذ قرار يكلف البلاد و العباد معاناة و جهل ,,
* الصحة انهارت كغيرها الكثير و اقتلعت من الجذور فأصبح الشعب يتسول العلاج و الصحة فى خارج البلاد ,, ثم يحدثوننا عن ان أفضل المستشفيات الخاصة و ان على المواطن ان يبيع نعاجه و بيته الى مستشفيات توفر الموت فى غياب للضمير ,,
* بلا خجل او حياء يخرج إليك مسئول كثير الكلام قليل الحياء يعظ و ينصحنا و يذكرنا انجاز الحكومة عدة كباري بديون ربوية ,, و ينسي و يتناسى سياسة الفقر و الافتقار و التشريد ,, هم مستمرون فى الهدم و نحن مستمرون فى الضيق و البكاء ,,
* فلا نصيحة تقبل و لا عمل يبدأ ,, مجرد ذكريات و وعود و أمال بلا سيقان و لا روح ,,
الذي يحكمنا هو الحمار والحكومة مجموعة من الحمير
اللهم اننا نرفع اليك اكفنا بان عصابة اهل الإنقاذ قد شقوا علينا فأشقق عليهم وذلك وفقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :عن عائشة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ في بيتي هَذَا « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فأشقق عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ». – رواه مسلم.
امين يارب العالمين
الذي يحكمنا هو الحمار والحكومة مجموعة من الحمير
اللهم اننا نرفع اليك اكفنا بان عصابة اهل الإنقاذ قد شقوا علينا فأشقق عليهم وذلك وفقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :عن عائشة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ في بيتي هَذَا « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فأشقق عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ». – رواه مسلم.
امين يارب العالمين