أخبار السودان

منع المليونية في إزالة أسبابها !!

سيف الدولة حمدناالله

ليس من الحكمة أن تنتهج الحكومة وسيلة منع خروج مليونية الشارع قسراً بإغلاق الجسور والمعابر والتهويش بإستخدام القوة، ففي ذلك ضرب من التحدي الذي قد يؤدي إلى المزيد من إلتهاب الشارع وإصراره على المواجهة.

وليس هناك عاقل يمكنه تجاهل المخاطر الصحية التي تنتج من وراء تنظيم تجمع بمثل الذي يتوقع حدوثه بخروج المليونية، وقد كان في يد رئيس الوزراء (ولا تزال هناك ساعات متبقية لحدوث ذلك) إصدار القرارات التى تعالج أسباب الدعوة للمليونية بما يُنهي دواعي خروجها في سلام وبإقتناع الشارع.

وقد كان الأسلم من ذلك أن تبادر الحكومة الانتقالية بمعالجة الأخطاء وتصحيح المسالب من تلقاء نفسها دون ضغط من مليونية ولا ألفية، ذلك أن كل المطالب التي قدمت على عرائض مكتوبة تسلمها أعضاء من مجلسي السيادة والوزراء كانت واضحة ومعلومة وقد صرخ بها الناس بأعلى الأصوات عبر كل المنابر، من أول ضعف أداء بعض الوزراء وإصلاح المنظومة الحقوقية وتسريع عملية السلام وتعيين حكام الأقاليم وتشكيل المجلس التشريعي… إلخ.

بيد أن قيمة هذه المليونية تكمن في أنها قد حققت أهم أهدافها حتى قبل أن يحين موعد خروجها، وهو أنها أعادت التأكيد بأن الشارع لازال هو مركز القوة الرئيسي في المعادلة السياسية، وأنها أعادت للشارع ثقته في مقدرته على المحافظة على مكتسبات ثورته ومنع التغول عليها من أي جهة حتى لو كانت من بين صفوفه.

نعم، نجحت المليونية قبل أن يحين موعدها في أن يدرك الوزراء والمسئولين أن الشارع هو رقيب مباشر على الأداء العام سواء في وجود المجلس التشريعي أو في غيابه، وأنه من الفطنة بحيث يستطيع أن يحسن تقييم العمل ومتابعة القرارات والنتائج على الأرض يوم بيوم.

المليونية قبل حلول موعدها، كانت درس مطلوب وتمرين ناجح، ومقياس ثمرة هذا الجهد يكون في غياب المليونيات في المستقبل، وذلك يتأتّى بنجاح مؤسسات الحكومة الانتقالية في التجاوب مع صوت الشارع وتصحيح الأخطاء دون حاجة إلى جنس هذا الحراك مع ما فيه من جهد ومخاطر يعلمها الجميع.

سيف الدولة حمدناالله
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. صح لسانك مولانا…..ولكن ماذا نفعل مع الحمدوك الذي ناشده الكثيرين الوطنيين الشرفاء علي كل المنابر …ناشدوه وحاولو استنطاقه بكل السبل ان يخرج ويوضح للرأي العام ..من هم العائق للانطلاق للأمام؟ تصريحه ومواضحته للناس دونما شئ يخشاه كان سيريح الكل وليترك الباقي للشباب للضغط وفضح المستور …وباعتقادي انه غير متمسك بالكرسي ..ولكن ربما بعد الجلوس عليه أعجبه!! وحتي ان كان خائفا علي حياته فاليهدد أو يتقدم باستقالته حتي عبر تويتر أو فيسبوك ( ان تعذر) ..لكنه لم يتحرك ولا اعتقد انه سيتحرك بالدقيقه ٩٠ !!!! وحتي الخطاب الموعود المسرب
    بأن هناك حالات احلال وابدال ببعض الوزراء …وهذا ليس بكاف…الخرطوم ليس لها اسرار ..هناك من يعيق ويتآمر ويعرقل المسار بالمتاريس والمصلحه الشخصيه واخص بعض الاحزاب التي قفزت وبعض من المكون العسكري …لكن الحمدوك يااخي لم يتحرك ( والمحاذير الصحيه بالخروج يوم ٣٠…تضع البلاد والعباد بكارثه صحيه ..)..نسال الله الستر …فما هكذا تدار البلاد …ليست بالعواطف ….الحمدوك الرجل الطيب ..رئيس للجهاز التنفيذي ولا يملك ٨٠% من الصلاحيات التنفيذيه .. !!فكيف يستقيم الوضع؟؟ نحن هنا ببلاد الغربه …ندمي والله .. اكتفي

  2. يا مولانا حمدنالله بالمناسبة كلامك أصبح كلو تنظير تقول على رئيس الوزراء اصدار قرارته لاستباق المليونية ومن ضمنها (إصلاح المنظومة الحقوقية) وكأن ذلك يتم بقرار منفرد من رئيس الوزراء وأنت تعلم المعوقات المانعة لهكذا قرار وتتجاهل ذلك لمجاملة من يقف وراء عدم صدور أي قرار فيما يتعلق باصلاح الاجهزة العدلية ( كلمة منظومة دي انا لا احب اكررها كالبغبغاء لانها تتبع النظام البائد ) ببالفصيح هي رئيسة القضاء التي تقف ضد القانون وانت منذ تعينها تتفادي قول الحق لعدم الاصتدام بهولاء لشئ في نفسك وتركتم (مولانا عبد القادر ونصر الدين لوحدهم في المعركة ) هذا الشعب واعي يامولانا ويعرف بالضبط متى انحرف الشخص عن الجادة فراجع نفسك وارجع لسابق عهدك لا تخشى في الحق لومة لائم …بالمناسبة دي انتوا عاملين فيها أهل الدراية بالقانون ولا تفوت عليكم شاردة ولاواردة فيه ..ادعوكم لقراءة عامود لبنى محمد الحسن يتاريخ 5 مارس ( دستوركم يا أولاد البرهان ) لتعرف الحس القانوني الصحيح للاستاذة لبنى والتي في تقديري من أفهم الناس بامور القانون والدستور وانتم نائمون في العسل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..