علي مصطفى الدكشنري .. يتكي على أرفف الذكرى .


علي مصطفى الدكشنري[/CENTER]
ما أقسى أن تسرقتا سكين السنوات .. فننتبه بعد طول الغفلة لنجد الكثيرين قد ترجلوا عن سرج الحياة الجامحة في ركضها الطاحن .. والبعض منهم أحياء كالأموات وقد تكسرت بهم ركابات محاولة الصعود على ذلك السرج ولكنهم سقطوا عند حوافر خيول الدنيا الخائنة فباتوا عاجزين تحت ضرباتها يملأ صدورهم المغبونة نقع الجحود وتتأسى ارواحهم الشفيفة من طعنات التجاهل في زمان لايرحم!
مبدعون ذهبوا وتركوا بصماتهم واضحة على صفحة الذاكرة ونقشوا حسهم بأزاميل الإخلاص عميقاً في جدار الوجدان وعلى مدى الأزمان..
كلهم نستحق أن نتلقى فيهم العزاء .. فهم أعزاء على النفوس الحزينة بعيداً عن مواكبة كل حدث أليم رسمته الدموع النازفة من كل المآقي.
علي مصطفى ذلك الفتى الذي عشق الحقيبة وآدمنها فوقف يصفق خلف اساطينها منذ نعومة أظفاره واتقاد شقفه بها حتى صار ذاكرة تتحدى النسيان رغماً عن غبار السنوات الذي تراكم فوق اسطواناتها القديمة والبُلى الذي علت خطوط أزمانه أرفف ارشيفها في مكتبة الإذاعة .. فبات هو المرجع الذي يعين من يبحثون عن المفقود منها جراء تنقل المرافق وتساقط بعض النوادر منها !
فكان له أن استحق لقب (دكشنري الحقيبة) بجدارة حرصه على خلودها ..فوثق لها عبر المايكرفون و من خلال الشاشة.. يعرف من شاعر كل أغنية وملحنها ومتى تم تسجيلها في غابر الزمان سواء هنا أو في شركات الإنتاج في البلاد الآخرى ..من غناها ومن وقف كورسا خلفه أو عازفا على القربة والمثلث والرق معه !
كان دوره في إنشاء دار فن الغناء الشعبي فعالا .. وحرصه على الحفلات الأسبوعية في مسرحها راتبا فتجده يخترق صفوف الحضور من السمار المفتونين بالكلمة والنغم وهم يتمايلون حباً ليجمع ما تجود به جيوبهم على ثقوبها ما يغطي بعضا من نفقات تلك الليالي التي تضيئها أقمار الطرب الأصيل .
بالأمس رحل عن دنيانا صاحب البسمة المشرقة والعمامة التي تعكس بياض سريرته .. ولكن ماتركه في حنايا التوثيق من جهد التنقيب والبحث سيظل ذكرى لن تنطوي صفحاتها المضيئة .. غاردنا علي الدكشنري فذهب مبكياٌ عليه حتى من جدران تلك الدار التي كان يعيش فيها ربما أكثر من مسقط رأسه ..تاركا في عمق الحقيبة الحزينة صفحات ذلك الهيام العجيب والفريد .. فحق لنا أن نبكيه بدموع التضرع للمولى عزوجل بأن يتغمده برحمته و يشمله بغفرانه ونرسل من هنا صادق العزاء لأسرته و وخالص المواساة لزملائه و محبيه ..فقد كان صانعاً للفرح وكتابا في زمانه تشع سطوره بنور المعلومة في مجال لطالما عركه وأجاد متفانياً في محبته .
نسأل الله الرحمة لأساطين حقيبة الفن الذين صاغوا وجداننا وخلقوا لنا عالماً من الكلمة الراقية السامية والأصوات العذبة عذوبة مياه النيل والأداء المتميز. الحقيبة عالم من السحر يكتنفه صفاء الروح وما أحوجنا لها في هذا الزمان الأغبر الداكن الذي جعلنا أشباحا بلا أرواح، وما أصدق العبادي حين قال:
عصر الروح مضى وسارت قوافلو المادة
واستلم المجال من بعدو عهد المادة
طبّق فينا من قانونه أبشع مادة
تتقاذفنا تياراتو جازرة ومادة
آه آه يا العبادي لو رأيت ما بنا اليوم
شكرا أخي برقاوي ورحم الله علي مصطفى وأصيحابه الذين أفضوا إلى بارئهم
نسأل الله الرحمة لأساطين حقيبة الفن الذين صاغوا وجداننا وخلقوا لنا عالماً من الكلمة الراقية السامية والأصوات العذبة عذوبة مياه النيل والأداء المتميز. الحقيبة عالم من السحر يكتنفه صفاء الروح وما أحوجنا لها في هذا الزمان الأغبر الداكن الذي جعلنا أشباحا بلا أرواح، وما أصدق العبادي حين قال:
عصر الروح مضى وسارت قوافلو المادة
واستلم المجال من بعدو عهد المادة
طبّق فينا من قانونه أبشع مادة
تتقاذفنا تياراتو جازرة ومادة
آه آه يا العبادي لو رأيت ما بنا اليوم
شكرا أخي برقاوي ورحم الله علي مصطفى وأصيحابه الذين أفضوا إلى بارئهم
الاخ عبد اللَه برقاوي سررت بمنشورك الرائع وانا اعد لكتاب عن الراحل ارجو منك التواصل على الايميل اوالجوال تعرفت على الراحل علي مصطفى بالإنتاج التجاري قبل انشاء شركتي هنا امد رمان برئاسة اسامه الباهي وشركة أفنان برئاسة شاذلي عبد القادر ذلك الوقت ، وأول شخصيه قابلتها بعد المهندس قيلي كانت الراحل علي مصطفى ( عاشق الحقيبة الأهيف ) وقد كان القدر وحده يسوق لي هذه الشخصيه المتفردة .
} علي مصطفى زول عربي بسيط قادم من تمبول ولما تذكر تمبول تذكر أكبر سوق للإبل وما تنسى تنحني لأرض شهداء شيكان الصغرى في ام ضواً بان ، والكرنوس استراتيجيه حربيه قديمه حديثه ، تضيف لرصيد المجاهد الاسمر السوداني ، وللمبادئ العسكريه السودانيه اينما وجدت ، تضيف لها دهاء شعب يكبو ولا يسقط ، ويمضي شهيده كما تموت أفرعه ضارعه للسماء تشكو ظلم الانسان لاخيه الانسان على مرَ الازمان ، ومن صفات الابل المعروفه الصبر ، التحمل ، الاراده ، الأمانه ، الحنان ، المحافظة ، والاقتصاد في المسير وعلي أخد من ألاباله صفاتهم وأضاف عليها فكان مدرسه نموذج من الألحان …!!
إلا ان اهله في مروي لايقبلوا ان يقال انه ليس من مروي لكن علي ما حق نوري او تمبول علي ثروة سودانيه عامه وملك لا ي زول ، رضع من ثدي العازة …؟؟ {.
مثل ماتعرف ان اول ظهور حديث للحقيبه كان بالثنائي العبادي و المطرب سرور وكما يكرر الاستاذ عوض بابكر في ربوع السودان انه العبادي وسرور نقلا الاغنيه من غناء الطنباره للغناء الديث انذاك ، وبعدهم توالت الثنائيات عمر البنا وسرور ، والامين برهان وعمر البنا ومحمد الامين بادي واشتهرا بإشعار ابي صلاح ، ثم كرومه والياس وعرفا باشعر سيد عبد العزيز ، وفي اولاد شمبات تلتقط الانفاس وانت تتنقل من بستان لبستان في رياض ريلات موسيقىات الحقيبه ، عوض مصطفى ووداعة اللَه وابراهيم حسين ، وعرفوا بشعر الامي ، ولما نذكر الامي يجب ان يكون الحديث ذو دلالات لرجل قيل عنه الكثير وملأ الدنيا وشغل الناس ، وواضع درة الحقيبه ( جوهر صدر المحافل ) و ( لحظك الجراح ) وحتى هنا لا أستطيع ان اواصل معكم ليس على طريقة الفضائيات نطلع فاصل ونواصل ، بل لاذهب لاتنسم ” من كل روضه عينه ، ومن كل عينه زهره ، فقد قضينا ليله ساهره ”
واتلألأت كواكب من اطيب العناصر
وكل من راها تبالا بي هواها
صبح شعوره ثاير وفكره ضل حاير
ما بين دي واحدة صفره
ودي واحدة خضرة
الروضة لابسة حلة
من الزهور طرايف بها المكان تحلا
الجو نسيمه رايق والغيم نشر مظلة
وما احلا ديك مناظر فيها البيان تجلا
بين مسفرات أهلة ونخبة عرب أجلا
ناس عليها فرحة وناس صريعة جرحي
وناس قلوبه أسري
والف الف عاشق يذوب غرام و حسرة
غزال عيونه كاحله رشيق قوام واحلا
ملك زمام فؤادي و ترك عضايا ناحلة
ما احلا ابتسامه يسكرني راح كلامه
في قلوبنا استغل ونجم السعد تدلي
كان علي مصطفى وبادي محمد الطيب لايفترقان داخل دار الاذاعه الا ماندر ، عند قدوم بادي للإذاعة ينضم اليه علي مصطفى بسرعة وماطلب بادي شيئاً الا وكان علي مصطفى يلبي طلب صاحبه ، فلقد كان الحب الكبير يجمع مابين علي مصطفى القروي الاصيل وبادي بلبل الحقيبة الجميل …!!
هكذا كانت الحياة ، اذ كان زمان الناس مودة وكان كلام الريد حنان ، وكان حديث الحب مناجاة وكان لقاء المحبوب امان ، وكان حلم غنوه وحكاية ، وكان امل اخضر وكان ، ياحليلا عاد ريدة زمان .
أذكر بقعة أم درمان
وأنشر في ربوعها أمان
في السودان فتيح معروف
ولسه أب عنجه خوره سروف
ود نوباوي زول معروف
باقى وديك مشارع أبروف
حبك من حسودك بان
(1)
الاخ عبد اللَه برقاوي سررت بمنشورك الرائع وانا اعد لكتاب عن الراحل ارجو منك التواصل على الايميل اوالجوال تعرفت على الراحل علي مصطفى بالإنتاج التجاري قبل انشاء شركتي هنا امد رمان برئاسة اسامه الباهي وشركة أفنان برئاسة شاذلي عبد القادر ذلك الوقت ، وأول شخصيه قابلتها بعد المهندس قيلي كانت الراحل علي مصطفى ( عاشق الحقيبة الأهيف ) وقد كان القدر وحده يسوق لي هذه الشخصيه المتفردة .
} علي مصطفى زول عربي بسيط قادم من تمبول ولما تذكر تمبول تذكر أكبر سوق للإبل وما تنسى تنحني لأرض شهداء شيكان الصغرى في ام ضواً بان ، والكرنوس استراتيجيه حربيه قديمه حديثه ، تضيف لرصيد المجاهد الاسمر السوداني ، وللمبادئ العسكريه السودانيه اينما وجدت ، تضيف لها دهاء شعب يكبو ولا يسقط ، ويمضي شهيده كما تموت أفرعه ضارعه للسماء تشكو ظلم الانسان لاخيه الانسان على مرَ الازمان ، ومن صفات الابل المعروفه الصبر ، التحمل ، الاراده ، الأمانه ، الحنان ، المحافظة ، والاقتصاد في المسير وعلي أخد من ألاباله صفاتهم وأضاف عليها فكان مدرسه نموذج من الألحان …!!
إلا ان اهله في مروي لايقبلوا ان يقال انه ليس من مروي لكن علي ما حق نوري او تمبول علي ثروة سودانيه عامه وملك لا ي زول ، رضع من ثدي العازة …؟؟ {.
مثل ماتعرف ان اول ظهور حديث للحقيبه كان بالثنائي العبادي و المطرب سرور وكما يكرر الاستاذ عوض بابكر في ربوع السودان انه العبادي وسرور نقلا الاغنيه من غناء الطنباره للغناء الديث انذاك ، وبعدهم توالت الثنائيات عمر البنا وسرور ، والامين برهان وعمر البنا ومحمد الامين بادي واشتهرا بإشعار ابي صلاح ، ثم كرومه والياس وعرفا باشعر سيد عبد العزيز ، وفي اولاد شمبات تلتقط الانفاس وانت تتنقل من بستان لبستان في رياض ريلات موسيقىات الحقيبه ، عوض مصطفى ووداعة اللَه وابراهيم حسين ، وعرفوا بشعر الامي ، ولما نذكر الامي يجب ان يكون الحديث ذو دلالات لرجل قيل عنه الكثير وملأ الدنيا وشغل الناس ، وواضع درة الحقيبه ( جوهر صدر المحافل ) و ( لحظك الجراح ) وحتى هنا لا أستطيع ان اواصل معكم ليس على طريقة الفضائيات نطلع فاصل ونواصل ، بل لاذهب لاتنسم ” من كل روضه عينه ، ومن كل عينه زهره ، فقد قضينا ليله ساهره ”
واتلألأت كواكب من اطيب العناصر
وكل من راها تبالا بي هواها
صبح شعوره ثاير وفكره ضل حاير
ما بين دي واحدة صفره
ودي واحدة خضرة
الروضة لابسة حلة
من الزهور طرايف بها المكان تحلا
الجو نسيمه رايق والغيم نشر مظلة
وما احلا ديك مناظر فيها البيان تجلا
بين مسفرات أهلة ونخبة عرب أجلا
ناس عليها فرحة وناس صريعة جرحي
وناس قلوبه أسري
والف الف عاشق يذوب غرام و حسرة
غزال عيونه كاحله رشيق قوام واحلا
ملك زمام فؤادي و ترك عضايا ناحلة
ما احلا ابتسامه يسكرني راح كلامه
في قلوبنا استغل ونجم السعد تدلي
كان علي مصطفى وبادي محمد الطيب لايفترقان داخل دار الاذاعه الا ماندر ، عند قدوم بادي للإذاعة ينضم اليه علي مصطفى بسرعة وماطلب بادي شيئاً الا وكان علي مصطفى يلبي طلب صاحبه ، فلقد كان الحب الكبير يجمع مابين علي مصطفى القروي الاصيل وبادي بلبل الحقيبة الجميل …!!
هكذا كانت الحياة ، اذ كان زمان الناس مودة وكان كلام الريد حنان ، وكان حديث الحب مناجاة وكان لقاء المحبوب امان ، وكان حلم غنوه وحكاية ، وكان امل اخضر وكان ، ياحليلا عاد ريدة زمان .
أذكر بقعة أم درمان
وأنشر في ربوعها أمان
في السودان فتيح معروف
ولسه أب عنجه خوره سروف
ود نوباوي زول معروف
باقى وديك مشارع أبروف
حبك من حسودك بان
(1)