تداعيات مسن.. رسالة الى زوجة 2

إشتعل الرأس شيباً ليس كبراً بقدر ماهو هماً ثقيلاً أحمله وأنا أرتشف الوجع في كل يوم يمر بي حينما فقط أتذكر أنني
رب الأسرة ولي متطلبات كثيرة في هذه الدنيا عليّ أن أقوم بها..

الى رفيقة دربي زوجتي سأقول مالم أقوله لكِ من قبل.. كم راودتك السنوات وأنت تدعي الله بأن يكون الإستقرار والأنسجام الروحي التآم في المنزل هو أهم شيء لديك.. وكيف أصبح المنزل بفضل من الله هو جنتك التي تحمل عثراتنا وضحكاتنا وتناهيدنا و أصبح كذلك ملك لك ولي ولأطفالنا المحاطين برعاية مني ومنك..
ولكن لطالما أهلكتني الدنيا و لم أشتكي من قسوتها التي واجهتها بكل رضا وأنا أحترق لكي انير لأبنائي ولك حياة كريمة بعيدة عن سؤال الناس والطلب منهم وإحتاجهم في اي شئ..

(يا رفيقة دربي.) عشرين عاماً مرت وأطفأنا شمعتها بكل ود ورحمة..
إليك أنتِ أقول مالم يقوله لساني وكتمه قلبي سنوات وأنا أحتمل مالا يحتمله. (العير ) في بلاد ليس بلادنا ونتعامل مع أناس ليسوا من جلدتنا لتكون الحياة قاسية ولاسيما حينما يكون بيننا وبينهم كثير من الصدمات التي تجعلنا نضغط على قلوبنا ولا نتحمل كلمة أُخرى حتى لو كانت صغيرة جداً.. وبعد هذا كلة وبرغم التعب والمعاناة التي تتحملها لأجلك يصور لك خيالك الالاف القصص التي تظل تشعل فتيل الخصام بيننا وبرغم كومات الود والحب الذي بيننا تنسى كل شئ في ثانية..
زوجتي المصون.. من وحي (تداعيات (مسن ) الزمه شرع الله بأن يصونك ويرعاك أنت والقطعة من روحك أطفالنا أجبري خاطري ولو بكلمة شكر تخرج منك. مبللة بماء الصبر لكي أعلم أنني لا أدور حول دائرة مفرغة (الا وهي أنك لا تستحقي هذا التعب) وأنني فقط أتعب لكي أكون من أنجزت مهام وبجدارة ويدور الزمن وغداً يكون مرقدنا التراب ويكمل أجيالنا ما بدأناه معاً …

هويدا حسين أحمد
[email][email protected][/email]