جبهة المستنيرين

هذا المقترح يتطلب التعامل معه تفكيرا خارج الصندوق وتعاليا على الخلافات التقليديه بين جماعات تختلف في قضايا تكتيكيه بينما يجمعها افق استراتيجي واحد
وقبل ان يتهمني احد المتنطعين بانني افتح جبهة جديده تشغل المعارضين عن قضيتهم الرئيسه في النضال لاسقاط نظام الكيزان
اود ان اركز على خطورة القضايا التى من المفترض ان تواجهها جبهة المستنيرين وستجد انها في قلب الصراع ضد النظام والقوى الظلاميه
الاحاله:-
هناك رد جاهز من الاصدقاء في المعارضه باحالة كل قضيه معقده الى مابعد اسقاط النظام وكان الفتره الانتقاليه ستقدم حلولا جاهزه لكل المعضلات
ومع الاسف ان هذا الاستسهال يجعلنا ندخل الفترات الانتقاليه بايدي خاويه فتغرق في خلافات مابعد سقوط النظام حتى يدهمنا حكم عسكري اخر
ويمكن التاكد من كلامي هذا اذا درسنا مرحلة مابعد اكتوبر وصراعاتها ومابعد الانتفاضه وخلافاتها
وقد دلت التجربه ان هناك قضايا تبدا صغيرة ثم تتفاقم ويكبر حجمها ككرة الثلج ولاضرب مثلا واحدا على ذلك
الجبهه الاسلاميه
ظل انصار الترابي ومنذ المصالحه يعملون باخلاص داخل نظام نميري وشاركوهو في كل جرائمه وخاصة مرحلة قوانين سبتمبر
كيف تعاملت الاحزاب التقليديه معهم بعد الانتفاضه؟؟
تحالف معهم الاتحادي الديمقراطي اولا بينما وقف الامه مع قوى الانتفاضه
بعد الانتخابات تحالف معهم الامه واقصى حليفه الميرغني الذي وقع اتفاقا مع قرنق
هذا التعامل الميكيافيلي جعل الجبهه تتضخم على حسابنا جميعا حتى استولت على السلطه ودمرت البلاد
هل يضمن لي احد ان احزابنا هذه لا يمكن ان تتحالف مع قوى ظلاميه اخرى خدمة لاهداف تكتيكيه؟؟
ولهذا وغيره يجب ان ننشئ جبهة المستنيرين لقطع الطريق على القوى الظلاميه وهزيمتها في الجبهه السياسيه والفكريه
ومن يدري فقد تكون هذه الجبهه نواة لتحالف اوسع يدخل قوى جديده تقف الان بعيدة عن المشهد السياسي امتعاضا من مالات النخب السودانيه
ويجعلها طرفا حيا في اشرف معركه حتى لاتتحول بلادنا حقلا لتجارب الظلاميين الفاشله فبعد فشل تجربة النميري جاء الاسلاميون بالبشير وكررو تجربة افشل انتهت بدمار السودان وفصل الجنوب وهي تهدد الان بفصل جبال النوبه والنيل الازرق والحبل على الجرار
ماهي اهداف الجبهه
اولا يجب ان تحسم القوى السياسيه موقفها مرة والى الابد من الدوله الدينيه واستبدالها بالدوله المدنيه حيث يجد الدين موقعه اللائق به ويسترد الانسان كرامته المهدره
وهذا المبدا تاتي اهميته في ان اي حزب يتبنى خيار الدوله الدينيه سيقيم حول افكاره واجتهاداته سياجا مقدسا وينتهي بتصفية معارضيه ثم تتاكله الصراعات الداخليه فنكون قد كررنا تجاربنا الفاشله مع كل نسخ الدوله الدينيه منذ فجر الاسلام وحتى الانقاذ وداعش وعجائب المملكه السعوديه
شعار الدوله المدنيه يجب ان ياتي كقناعات راسخه وليس كشعار اني يرفع للتماشي مع حقبة محدده تمهيدا للقفز من فوقه ودونك كدليل توقيع احزابنا الدينيه على ميثاق القضايا المصيريه باسمرا والمحتوى على رفض التصديق بقيام احزاب على اساس ديني !!!
من سيشارك في جبهة المستنيرين؟؟
اولا كل من يصنف تفسه يساريا يدعو الى العدل الاجتماعي
ثانيا الليبراليين ممن يؤمنون بالخيار الديمقراطي
المتصوفه ممن يمثلون الاسلام المعتدل فهم الاعداء التقليديون للقوى المتطرفه
الشيعه السودانيون فهم اتباع ال البيت الذين انحازو دائما للعدل الاجتماعي
الجمهوريون فهم اول من واجه الدوله الدينيه عبر اجتهادات الاستاذ الشهيد
قوى الهامش فالظلاميون يعتبرونهم من الموالي ولن تنصفهم الا الدوله المدنيه
الهدف من قيام الجبهه؟؟؟
التصدي الجسور للظلاميين والتكفيريين وبيان مفارقتهم لصحيح القيم الاسلاميه ولما توافقت عليه البشريه من قيم الحريه وحقوق الانسان
يدير الجبهه قياداتها السياسيه ومجلس العلماء مستعينين في سبيل ذلك بكافة الوسائل السلميه وتكنولوجيا الوسائط المختلفه
و لو وجد مقترحي هذا استجابه ارى ان ندعو الى مؤتمر عريض يبتعد بنا عن الخلافات ويركز على القضيه التى اجتمعنا من اجلها
ان هذه الفكره هي محاولة للعصف الذهني والتفكير خارج الصندوق التقليدي بتبني قضية انسانيه تهمنا جميعا
وهذا نشاط مصاحب لصراعنا ضد نظام الانقاذ في الجبهه الفكريه يستهدف الاساس النظري لحكم الاسلاميين ويجذب فئات واسعه الى دائرة الصراع ضدهم.