الخطوط الحمراء ..( أشخت شخيت وأقيف بعيد )

الخطوط الحمراء ..( أشخت شخيت وأقيف بعيد )

اشارة زميلنا العزيز فتح الرحمن الجعلي في عموده أمس على أخيرة ( السوداني ) للخطوط الحمراء التي قال أن الشيخ ابراهيم السنوسي بات يتجاوزها في آرائه المعلنة، أعادت الى ذهني حكايتي مع أحد سائقي ( الأمجاد ) من النوع الثرثار وكثير السؤال ،وحكايتي معه بدأت قبل ( الخطوط الحمراء ) وبعد استفساري له عن قيمة المشوار الذي أقصده ، قال ( خليها بالنية ) ، شعرت بأنه باجابته الفضفاضة هذه يمتحن شخصيتي ويختبر ذوقي ، قلت تحاشيا للحرج ( لا بل الأولو شرط آخرو نور ) ، بعد جدال قصير حول ما يراه وأراه اتفقنا على قيمة المشوار وصعدت الى داخل العربة ، أدار المحرك وتحركت السيارة التي بدا واضحا أنها تحتاج ( عمرة وسمكرة ) ، كان مذياع السيارة يعمل بصوت متحشرج ، أظنه كان يبث احدى النشرات الاخبارية ،كنت في شغل شاغل عنه ، فقد كانت تشغلني مشكلة تحتاج لتدبير بعض المال ، وبينما كنت مستغرقا في التفكير في الكيفية التي أدبر بها المبلغ ، قطع علي السائق تفكيري بسؤاله المربك ( خط أحمر يعني شنو يا أستاذ ) ، كان الرجل يتابع نشرة الأخبار المحلية وربما وردت فيها اشارة لهذا الخط الأحمر الذي يسأل عنه ، قلت ماذا تقصد ، قال الآن سمعت مسؤلا يقول ان الشئ الفلاني هذا خط أحمر ، وكثيرا ما أسمع من كثير من المسؤولين يرددون عبارة أن الشئ العلاني أو الموضوع الفلتكاني أو الشخص الفلاني خط أحمر ، حتى تشابهت علي واختلطت الخطوط الحمر ، فلم أدر ماهي هذه الخطوط الحمراء ومن يحددها ، وأريدك الآن أن تعرفني بها ، ثم أضاف متراشقا ( ياخي ما يخلوها مرة كدا بنفسجية ) ..
كدت أن أجيبه على طريقة الكوميديان المصري سعيد صالح ، عندما باغتت المعلمة ( الأبلة ) زميله الطالب الكوميديان الأشهر عادل امام ، بسؤالها الذي أربكه ( ماهو المنطق ) ، فحار جوابا واستعان بزملائه في الفصل ليعينوه على الاجابة ، فتصدى لاعانته زميله سعيد صالح ولكن على طريقة ( جيتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين تتعان ) ، فقد قال ( أنا عارف بجيبو الأسامي العجيبة دي من وين ) ، ولكن طغت علي سودانيتي فاخترت أن أجيبه على طريقة تلك المرأة السودانية التي تشاجرت مع رفيقة لها وأنذرتها بعدم تعدي حدودها ، وتوعدتها شرا حال تخطيها تلك الحدود ، قائلة ( حكووومة والناس مظلومة ..وعشان كدا اعملي لاين وأقيفي بهايند..وأفهميها بقى وأعملي شخيت وأقيفي بعيد ) ، ثم غمغمت قائلا اللهم أكفنا شر الشياطين الحمر والخطوط الحمر وخليك في خطوط السير يا بتاع أمة الأمجاد والماضي العريق ..( الا صحيح ياجماعة ماهي حدود هذه الخطوط ومن يحددها..) ..

حيدر المكاشفي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..