صمت البراكين قبل انفجار الحمم “شعر”

هدوءٌ، ولكنه عاصفةْ.
هدوءٌ،
وفي صمته الكاظم من غيظه
قنبلةٌ ناسفةْ.
هدوءٌ،
يهندس في السرِّ
ذرّاتِ وثبته،
ومجرّاتِ ثورته،
واكتساحَ جحافله الجارفةْ.
هدوءٌ
يدَمْدِمُ غَضْبتَهُ، ويُكوّرُ قَبْضَتَهُ
ويدوْزِنُ أوتارَ حناجرِهِ الهاتِفةْ.
هدوءٌ،
يسطّر اشعار مسيرته العارفةْ
و يرتّبُ للنصر عبر صفوف كتائبه الزاحفة.
هدوءٌ،
يكدّس الرعدَ والبَرْقَ ضمّادةً
فوق شرايينه الراعفة.
هدوءٌ،
ليملأ عينيه من خناجر جلاده النازفةْ.
هدوءٌ،
يُحَفّزُ خَيْلَ الوُثُوبِ،
بِمِهْمَازِ هَبّتِه الهادفةْ.
هدوءٌ صَمُوتٌ ليكبُت ثرثرةَ المُرْجفينَ،
ويَفْضَحُ عُرْيَ المُرائين،
علَى وَهْجِ نيرانها الكاشفةْ.
هدوءٌ،
يُخاتِلُ عُذْرَ التأنِّي،
وغَدْرَجَلاوِذَةِ الأمْنِ،
إفْكَ الدجاجلة الملتحين،
ذوي السحنة الزائفةْ.
هدوءٌ،
وتحسبه هدْأة الموت،
لكنّها الآزفةْ،
ستتْبعُها الرادفة.
فلا هجعت تلكمُ الأنفس الخائراتُ
ولا وهنت جذوةُ الرفض فينا،
ولا نامت الأعينُ الخائفةْ.
(2)
يا سهادَ الدفاتِرِ في ليلة الصَّمْتِ،
والشعراءُ الخليّونَ ناموا.
يا صراخَ القوافِي الحبيسةِ ما بين اقلامِهم،
واصْطِخابِ محابِرِهِمْ، حيث قاموا.
يا ارْتِعاشَ التَّمَرُّدِ في الدمِّ يغلي،
فلا يستقرُّ إلى أن يقرَّ السلامُ.
إلى أنْ يًقامَ القِصاص على ساحةٍ العَدْلِ بالْقِسْطِ،
لا يَتَفَلَّتُ جانٍ،
ولا يعْتَرِي المُنْصِفين انْهِزامُ.
هدوءٌ، يُبَدّدُ وحشَتَهُ،
ويُحَدّدُ وجْهتَهُ،
ويُزَلْزِلُ عرْشَ البُغَاةِ، يَدُكُّ صَياصِيَهُمْ،
حيث حَلّوا وحيث أقاموا.
هدوءٌ، تبرْكَنَ يغلي،
يُؤَكِّدُ أنَّ الطواغيتَ وَهْمٌ،
وأنَّ دمَ الأبْرِياءِ حرامُ.




الله عليك يا عالم وانت بمجهرك في شرايين هذه اللحظة الواقفة رهن انفلاتها
هذه “غورنيكا” السودان _ من ريشة أشعر من تبقى لنا من الشعراء: عالم عباس.
ستذكر الأجيال القادمة _ والى إبد الدهر _ هذه القصيدة كلما قرأوا عن فظائع هذا النظام الفاشي _ وضحاياه _ في تاريخ السودان.
تماما كما سيتذكر العالم حتى زواله لوحة “غورنيكا” لبيكاسو كرمز فني أبدي لفاشية نظام فرانكو في إسبانيا.
Silence of Volcanoes before Explosion of Lava
شكرا أيها الشاعر المبدع عالم عباس على هذا الدفق الشعري الرصين. وشكرا لأنك كسرت الطوق ونقلتنا من أتون ساس يوس
فلا هجعت تلكمُ الأنفس “الخائراتُ ”
ولا وهنت جذوةُ الرفض فينا،
ولا نامت الأعينُ الخائفةْ.
اليس اوقع ان تقول تلك الانفس “الثائرات ” اخي الفاضل عالم عباس.
انت مبدع كما العهد بك دائما يا عالم و اعلم ان جذوة الثورة ستظل تعتمل في نفوسنا حتى نحقق ما نريد من حرية و ديمقراطية حقيقية ووطن يسع الجميع.
أخي الكريم هو يقصد بالأنفس الخائرات أنفس الجبابرة والطغاة ولكنه قال عن الثوار لا وهنت جذوة الرفض فينا