سوق الوهم (الموازي)!!

تفرجوا على هذا ?السيرك? من الأخبار (السعيدة)!!
500 شركة سعودية تتجه للاستثمار في السودان.
شركة كالف أكبر شركة في أمريكا تعتزم الاستثمار في السودان.
200 شركة تشارك في ملتقى الاستثمار السوداني البلجيكي.
وزير الخزانة السودانية: جيوش جرارة من الشركات الأمريكية في طريقها إلى البلاد.
لا يمر يوم إلا وتعتلي مثل هذه الأخبار سنام الصفحات الأولى أو صدر النشرات في الإذاعة والتلفزيون الرسمي وبقية وسائط الإعلام من أصحاب الحقوق المجاورة.
بالله عليكم؛ في أية حضانة أو روضة تخرج الشعب السوداني، ليأكل ويشبع من أخبار هذه (الهجمة!!) الاستثمارية المريعة..
لنفترض أن رجل أعمال سعودي قرر السفر إلى السودان للاستثمار فيه.. ما الذي يجعله يبحث عن 499 من نظرائه رجال الأعمال ليأتوا في قافلة واحدة حتى يظهر الخبر في الصحف (500 شركة سعودية تزور السودان للاستثمار).. حالة تجهيل وتسطيح مخيفة تفترض أن الشعب السوداني يقرأ هذه الأخبار وفي فمه (كشكوش)..
حسناً؛ أمريكا رفعت العقوبات الاقتصادية، خبر سعيد، لكنه لا يتعدى الحيز السياسي والإعلامي (الفرائحي) المرتبط بالدعاية لا أكثر.. فأمريكا حقيقة رفعت العقوبات في يناير الماضي، وليس في أكتوبر.. وتأكيد الرفع الآن لا يستحق أكثر من سؤال حتمي؛ ما الذي تغير في البنية الاستثمارية أو الاقتصادية في السودان يجعل رأس المال الأجنبي يهرول إلى الداخل، في ذات الوقت الذي تتدفق فيه استثمارات السودانيين على دول الجوار والخليج وماليزيا وكل أنحاء العالم الجاذبة للاستثمار.
ليس من أمل في تغيير واقعنا الاقتصادي بغير مخاطبة جذور المشكلة في واقعنا السياسي، فالأصل في الأزمة ?سياسي? لا اقتصادي.
والواقع السياسي لن يتغير بمخرجات مؤتمر الحوار (الذي أفضى إلى تقاسم الكيكة بين الأكلة المتحاورين).. ولن يتغير بانتخابات 2020 الموعودة.. حتى ولو أنجبت حكومة من رحم أحزاب المعارضة..
الذي يجب أن ندركه جميعاً، أن المفاهيم التي تقوم عليها الدولة السودانية حالياً هي مثبتات الفقر ومثبطات النهضة الذي يجعلنا دولة بكل ثراء مواردها متلقية بنهم للإغاثات ومتطلعة بشغف لما في أيدي المانحين مهما قل العطاء و كثر المن والأذى.
بيع الوهم لا يحل مشكلاتنا الأجدر أن نواجه الواقع ونفعل ما يجب أن نفعله.. فلا (هجمة) استثمارية ولا يحزنون..
التيار
معقولة البلد لوفيها أستثمار ومستثمرين بهذه الطريقة كان البشير مشى يتسول الكويت والامارات
الواقع السياسي عنوانه الفساد. هذه دولة تسوسها مجموعة من اللصوص و الحرامية، و على رأسها من يسمى مجازاً ب”الرئيس” و هو الحرامي الأكبر، و لا أدري لماذا لا يصفه الجميع بهذه الصفة. فالرجل حرامي لا أكثر و لا أقل، و لم يكتف بأن يسرق لوحده بل جاءنا بحرامية من رهطه هم إخوانه و نسوانه و نسيبهم، ثم أتبعهم بوزرائه و ولاته و بقية منظومتهم. و لكي يسرق هو و هم كان لا بد من تأمين أجواء السرقة بالجيش و الشرطة و الشرطة الشعبية و الدفاع الشعبي و الدعم السريع و (الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – اسم الدلع لشرطة أمن المجتمع). و هو لا يريد أن يدفع لهؤلاء أجورهم، بل يجعل الشعب السوداني يدفع ثمن عمالتهم و مباذلهم مما خلق ما يعرف عند أهل الشمال ب “الكركية” و هي شق في باطن الأرض إذا أردت أن تسقي زرعك فالكركية يمكن أن تشرب كل مياه الري دون أن ينال المحصول شيئاً من مياه سقايته. و ربما كان لمثل هذا الشق أسماء أخرى في مناطق السودان المختلفة. و طالما ظلت هذه الكركية دون أن تدفن فلن تتوقف الجبايات المفروضة على الناس لدفع مرتبات هذه الجيوش المجيشة.
صح لسانك ي عثمان
ولا وهم ولا حاجة
لا في زول بيقرا جرايدكم ولا في زول بيصدق اخباركم
الا كان تغشوا روحكم
الشعب دا ليهو كم وعشرين سنة عارف كذبكم
صح لسانك ي عثمان
ولا وهم ولا حاجة
لا في زول بيقرا جرايدكم ولا في زول بيصدق اخباركم
الا كان تغشوا روحكم
الشعب دا ليهو كم وعشرين سنة عارف كذبكم