درسوهم فقه الأولويات..!ا

العصب السابع

درسوهم فقه الأولويات..!!

شمائل النور

لم تكن أكثر أو أقل مما نتوقع، هي المذكرة التي رفعتها هيئة علماء السودان للرئيس ولم تخرج المذكرة طبعاً عن مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا ما يليهم طبعاً، لكن والسودان يمر بمنعطف أقرب إلي أن يكون على شفا حفرة من الانهيار، كان الأولى يا هيئة العلماء وأنتم مسؤولون أمام الله أن تبحثوا عن كيف يخرج السودان من هذا النفق القاتم، وحالة الاحتقان القابضة، التي يعيشها السودان، وكيف يجتمع اهل السودان وأحزابه على كلمة سواء لتجنب المخاطر والمهالك التي تلحق بالعباد، وليس أهم من ذلك على الإطلاق في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها، وكان الأولى أيتها الهيئة أن يتصدر مذكرتكم أمر الشورى بصورة حاسمة وواضحة، ليست بطريقة المرور العابر، والشورى بين المسلمين هي أساس الحكم في الإسلام، بدلاً عن الشكوى من إسراف الفضائيات في الغناء، ومناشدة الرئيس بإعادة النظر في التعليم المختلط في الجامعات، وفصل النساء عن الرجال، أو إجلاسهن في بيوتهن حتى ترتاح هيئتنا، ونشدان مظهر فاضل مكتمل أركان التدين، وهي أمور أقل من ثانوية، إن لم تكن سفاسف، ولن تأتي بالقانون، ولو أرادت هيئة العلماء ذلك بالقوة، لأن الفضيلة هي قيمة يُشبع بها الفرد، وليست هناك مدينة فاضلة على الإطلاق أتت بالقانون، ولو أُغلقت كل مقاهي (الشيشة) فهكذا مع الأسف البالغ يُختزل المجتمع الفاضل في مظهره العام. هيئة العلماء حوت مذكرتها موضوعاً، المطالبة فيه أكثر من مدهشة، طالبت الهيئة بإلغاء المناهج الأجنبية، نعم مناهج التعليم الأجنبية، ولو علمت هيئة علماء السودان بمطالبتها هذه سوف تلغي كل العلوم الدنيوية التي لم يلغـِها الإسلام حتى في فجره الأول، وما دامت لم تحدد ما هي المناهج التي لا تصلح لمجتمع الفضيلة فالإلغاء يطال حتى اللغة الإنجليزية، وهذا ما لم يأت في دين ولا سنة نعرفها، اللهم إلا إن كان هناك دين لم ندخل رحابه بعد. لم تقل الهيئة موقفها القاطع تجاه ما يجري الآن من حقائق إهدار المال العام، ومن سوء خدمات يدفع ثمنها المواطن، ولا يجدها بسوءها هذا، لم تذكر الهيئة موقفها القاطع تجاه ما يحدث من ترويع وترهيب يُمارس تجاه كل من يطالب بحقه، ولم تذكر أيضا هذه الهيئة موقفها القاطع تجاه قضية دارفور، ونحن الآن على مشارف إما حل نهائي أو أزمة حتى النهاية، كل هذه قضايا تمس عصب الوطن، وتعرضه للشتات والاقتسام والانفلات، ويقيني، المجتمع الفاضل الذي تنشده هذه الهيئة، والذي هو همها الأول والأخير، لن يتنزل إلا بالاستقرار والأمن، اللذين هما أساس الحياة الفاضلة الكريمة، فالحالة المجتمعية التي نعيشها هي نتاج طبيعي وفطري للحالة السياسية التي يعيشها الوطن. الهيئة فيما يبدو أنها لم تعرف فقه الاولوية، ولو أنها أولت أولويتها للمظهر العام فكما أن هناك فقهاً للضرورة وفقهاً للسترة، فنحن نعلم أن هناك فقهاً للأولويات، الهيئة إن أرادت أن يبقى لها موقف قاطع ينبغي أن يُرتجى من علماء ورجال الدين فنحن الآن في أشد الحالات حاجة إلي مخرج من هذا الاحتقان الذي إن استمر ففيه هلاك البلاد والعباد.

التيار

تعليق واحد

  1. الهيئة لا يهمها الوطن موجود او ما موجود يهمها فقط انها تجتمع وتقول اي حاجة بس تقول حاجة المثل بقول ( طلع حسك ولو ب……….. ) والله كانها هيئة تتكلم من الواغواغ عن بلد اخر غير سوداننا البنعرفو وحقيقة محتاجة لدراسة فقه الاولويات وكيف يتداوى السودان وطبيبه مريض ولا عزاء لمن يغطي عينيه باصبعه ويحسب ان اصبعه اكبر من الدنيا كلها وهذا لسان حال هذه الهيئة التي لا تنظر اكثر من قدميها
    ولك الله يا سوداننا البنعرفو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..