أحسن الله عزاكم

التخبط وتضارب وتصريحات القوم ما بعد رفع العقوبات تلحظه شامة بائعة الشاي في ركنها القصي ذاك بأحد أزقة الخرطوم، دعك من مراقب او خبير والامر في وضوحه يكشف زيف وإدعاءات آثار رفع العقوبات الإيجابية و”هُوليلة” تدفق الإستثمارات على البلاد من فج عميق، وإستنادا على قرار واشنطون الآخير بمنعها سفر رعاياها الى السودان أو مناطق منها بعينها، ولافرق في التفصيلة… القرار في جوفه يبعث برسالة ضمنية مزدوجة ـ للعالم والخرطوم كل فيما يليه، بالنسبة للعالم فالقرار في تحذيره للرعايا الامريكان لا يستثني رعايا بقية الدول بإقراره الضمني بـ(السودان غير آمن) وليس مثله مثل ـ دار ابي سفيان، فكيف يأمن البريطاني أو الفرنسي روحه وماله ودمه في أرض لا يأمن فيها الامريكي ما غلا من روح وحياة في مرمى الخطر المحدق والمتربص بالرعايا الامريكان؟
ثم ما الذي يجبر المستثمرـ غربي / عربي أو سواهم على المغامرة بروحه ليأتي طائعا وبكامل قواه العقلية وقواه المالية الى بلد ترهب امريكا بجلالة
قدرها بإستخباراتها وتكنولوجيتها وأسلحتها الذكية و…. بلد جفلت عنها امريكا شخصيا!!…. اللهم الا ان كان هذا المستثمر إنتحاريا … تلك هي الرسالة وفحواها الضمنية التي لا تحتاج لبابة أو حداقة! ويمكن إستصحاب المجازفة الإستثمارية لتكتمل صورة المشهد وواقع القوم البئيس يقول لكل عوده في اي مشروع ( حقنا كم)؟ ثم الإجراءات العقيمة والتلتلة والبهدلة بإختصار ليس للبلاد صيغة او سياسة واضحة في السياق …لا توجد بيئة إستثمارية كما متعارف عليها خارجيا، فما الذي يدفع المستثمر الى مثل هكذا مغامرة؟.. اما بالنسبة للخرطوم ففالتحذير يقول الامر بيدنا لا بيد ـ (عمرُ)… نحن من قرر العقوبات ونحن من رفعناها وكذلك نحن من نحمي المسارات وكل إشتراطاتنا و (أحسن تلموا ديلكم) وأمس القريب النائب الاول للرئيس،رئيس مجلس الوزراء القومي بكري حسن صالح امام البرلمان ينعي البلاد في مرثية مطولة تقطٍّع نياط قلب الصخر الأصم ، بينما النائب الأول بعد خطاب العشاء الاخير ذاك يترجل هادئا وعاديا تماما من على منبره كأنما قد ـ (سمَّع) للنواب نشيد (دجاجي يلقط الحَب ويجري وهو فرحان) … لا بواكي لهذي البلاد، إزاء هذا الحالة النشاذ والحالة ترفع حالة الدهشة في وجه الإقتصاد …الخبير الاقتصادي الدكتور “صدقي كبلو” عن معربا عن دهشته لإعتراف النائب الأول ورئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح بفشل السياسات الحكومية في معالجة الأوضاع الاقتصادية، واعتبره الاعتراف الأول من نوعه منذ وصول الحكومة الحالية إلى السلطة. وأأشار الدكتور صدقي كبلو الى الإرتباط الوثيق بين الإخفاقات الإقتصادية وفشل السياسات العامة للدولة، وشدد على صعوبة معالجة الأوضاع الماثلة في ظل وجود الحكومة الحالية على سدة الحكم
وفي نفس الموضوع قال كبلو إن الأوضاع الإقتصادية الحالية لا يمكن معالجتها إلا بتقليص الواردات وقصرها على الأدوية ومدخلات الإنتاج، بالإضافة للتغيير الجذري في بنية الدولة وطبيعتها بما يحقق السلام والديمقراطية والحريات وصولاً إلى تقليص الصرف على الدفاع والأمن واتهم كبلو في تصريح لـ”راديو دبنقا” الحكومة بمحاربة شعبها مشيراً إلى السودان ليس لديه أي أعداء إقليميين، كما دعا إلى دعم الإنتاج الزراعي والصناعي والتنمية المتوزانة والتوزيع العادل للسلطة والثروة، واتهم الحكومة بأنها تمثل مصالح القطاع الخاص والرأسمالية الطفيلية مشيراً إلى تنازلها عن المؤسسات الرابحة لصالح القطاع الخاص دون أن تتمكن ممن تحصيل الضرائب
وكان رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن بكري حسن صالح، قد أقر بفشل جهود الحكومة في وقف التراجع المضطرد للجنيه أمام الدولار، أو تحسين ميزان المدفوعات، وكشف عن هبوط إنتاج البلاد من النفط بنسبة 12%، وتدني انتاج السكر بنسبة 3% في العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي و تراجع اداء القطاع الصناعي. وقال بكري يوم الاثنين في خطابه الثاني أمام البرلمان، منذ تعيينه رئيساً لمجلس الوزارء، أن معالجات القطاع الاقتصادي لم تؤدّ إلى نتائج ملموسة، حيث ارتفع سعر الدولار إلى اكثر من 20 جنيهاً حالياً. وانخفضت صادرات المعادن لتدني صادرات الذهب وبالمقابل ارتفعت الواردات بسبب زيادة قيمة السلع المصنعة ومنتجات البترول والقمح والآلات والمعدات
وألغى بنك السودان المركزي منشورات قديمة أصدرها عند فرض العقوبات الأميركية قبل عشرين عاما، وأعلن الثلاثاء عن إجراءات نقدية ومصرفية جديدة لضبط سعر الصرف والتضخم وحفز عائدات الصادر وترشيد فاتورة الاستيراد وبحسب منشور صادر عن إدارة السياسات بالبنك المركزي إلى كافة المصارف، فإن التعامل بكافة العملات القابلة للتحويل بما فيها الدولار الأميركي سيكون متاحا “تماشيا مع قرارات الخارجية الأميركية وإدارة الخزانة (أوفاك) المتعلقة برفع العقوبات وأكد المنشور الاستعاضة بالمنشورات الملغاة بأن يتم الاحتفاظ بالاحتياطي النقدي القانوني بالعملة الأجنبية لدى بنك السودان بكافة العملات القابلة للتحويل بما فيها الدولار الأميركي.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..