قراءة فى فنجان الهندى عز الدين

قبل اكثر من عام تشرفت بزيارة البروف سانديب شاندلر استاذ الطب النفسى اللإجتماعى فى جامعة كوينز ( Queens ) بمدينة كنجستون بمقاطعة اونتاريو بكندا .. شاءت الصدف ان يكون التلفاز مفتوحا وقناة النيل الأزرق تقدم برنامج تحت الطبع الذى يستضيف ( الصحفى ) الهندى عزالدين ليقوم بالتحليل على رؤوس اخبار ومانشيتات الصحف الصادرة صباح ذلك اليوم .. تناولت جهاز التحكم من بعد ( الريموت ) محاولا أغلاق التلفزيون حتى اتفرغ للحديث مع ضيفى ألا انه اشار الى بكلتا يديه بان اترك الجهاز مفتوحا .. رأيته وانا مندهش يتابع بأهتمام بالغ ما يدور من حديث بين مقدم البرنامج ومن يجلس فى مواجهته رغم علمى بانه لا يفهم اللغة العربية ولا يتحدث بها على الإطلاق .. وجدت نفسى مجبرا اتابع حديث ذلك الكائن وهو يحلل بسطحية امور ذات صلة بالإقتصاد والسياسة .. فجأة التفت ضيفى وسالنى عن من يكون هذا الشخص وفيما يتحدث؟ فأجبته بانه صحفى يحلل فى اخبار الصحف .. بعد لحظة صمت قال لى وبصوت عالى وهو يشير الى التلفاز بأصبعه Classic example of a Bumptious ,Sober & Narcissist Personality ( مثال حقيقيى لشخصية متعالية ومتفذلكة ونرجسية ) .. وبدأ يفسر لى ملاحظته عن الطريقه التى ظل يتحدث بها الهندى وما كشفته له عن مكنون شخصيته من خلال الدقائق التى شاهده فيها .. وذهب فى توضيح وتحليل الأنفعالات الداخلية التى ترجمتها الكيفية التى يتحدث بها الهندى وعدم التوافق بين مخارج الكلمات التى يحكيها واشارات العين واليدين وفسرها بأنها محاولة منه اقناع من يستمعون اليه بأهمية حديثة وهيمنته على الشاشة ومن يحاوره .. واضاف بان هذا النوع من البشر لديه احساس مرضى بالأهمية وحاجته الدائمة للإطراء وهذا ما فسر لى ردود الفعل العنيفة والمصحوبة باساءات بالغة وحادة ينشرها الهندى فى مقالاته عندما يتعرض الى الإنتقاد او السخرية .. اقرأ مرات للهندى واستمع اليه احيانا فى التلفزيون وأجد ما قاله وفسره ضيفى صحيحا الى حد كبير .. النرجسية وتوهم القوة والنجاح والجاذبية أجدها وباستمرار فى حديثه ومقالاته فى الصحف .. خيط رفيع يفصل بين النرجسية والثقة بالنفس .. فالأولى صفة للجاهل المغرور فى نفسه والذى يراها دوما بخير والآخرين ليس كذلك , اما الواثق من نفسه فهو من رفعها بالعلم وجملها بين الناس بالتواضع .. أخر مقالات الهندى عزالدين التى قرأتها تحدث فيها عن البشريات القادمة لأهل السودان بسبب القروض الكبيرة والتى بلغت 600 مليون دولار والتى تتسابق البنوك فى تقديمها لأهل السودان .. اظنه والله اعلم انه الصحفى الوحيد فى العالم الذى نعت القروض بالبشريات .. فى ذات المقال لم يخالف ظن قراءه وتحدث عن نفسه ووصفها بأنه الوحيد الذى يتحدث بأجابية عن رفع الحظر الأقتصادى عن السودان بينما الأخرين لم يروا فيها ما يستحق الذكر .. الهندى ليس وحده .. هم كثر من فرضتهم الأنقاذ على اهل السودان ليضيفوا مزيدا من الالم على ما هم فيه .. أغلب اهل السودان متفقون على أن الأنقاذ كلها سوءات واسوأ سوءاتها هذه النفايات التى اصبحت اسماء فى حياتنا !!!
[email][email protected][/email]