تطفيف لطيف
اولا أقر بأننى من المداومين على قراءة كل ما يكتبه الصحفى محمد لطيف ، ذلك لأنه يمثل عندى أحرف اللاعبين فى ميدان الانقاذ من الصحفيين الكتبة الآخرين، و أحرف الهدافين الذين يستطيعون أن ينتصروا للإنقاذ فى أى مباراة مع المعارضة. و إن اضطر وأجبرته الوقائع غيرالمنكورة، فإنه يعادل الاهداف فى الزمن البديل. فهذا الرجل تجاوز فى “حرافته” و براعته كل المعقول وغيرالمعقول، فهو الوحيد الذى لم يستطع ان يجعل من الفسيخ شربات فقط، بل هو أول من إستطاع ان يجعل من الشربات فسيخ حتى يسوق مراميه العسيرة على العقول والقبول لكل متابع لمآلات تجارب الانقاذ السياسية. وهو أول من فاق الحواة والدجالين والمشعوذين فى تحريف وتجريف الوقائع والحقائق وتحويلها عن مجراها ومرساها الجلى فى عيون المواطنين إلى مقاصد تصد عن الانقاذ عواتى النقد و الإنتقاد. هذا الانسان فى شهر تسعة سنة الفين وستة عشر كتب بمراوغة بالغة عن سبب غياب البشيرعن قمة الايقاد التى إنعقدت فى مقديشو وقتها. ليبررهذا الغياب ويعزيه لغير أسبابه الحقيقية التى يعرفها أبسط البسطاء، أولاً حاول جاهداً أن يقلل ويستخف بالدولة المضيف ويصورها بانها ليست الارض المؤهلة لإستقبال هذه القمة. وهو لا يكتفى بالمسخرة بالصومال بل يشكك فى صميم إسلامها حين يدعى المفاجأة ب” أن دولة إسلامية تستضيف قمة إقليمية في ثاني أيام عيد الأضحية” وهى بالواقع ليست مفاجأة ولكنها مدخل يريد لطيف ليؤكدعمق إيمان البشيرالمسلم الحق الذى يرفض الذهاب للقمة وفى يوم العيد حتى يجلس لمعايدة الاهل والاحباب. و”فجأة” هذه منى. إنقلبت مفاجأة لطيف الى دهشة لها بقية حين يذكر أن أنباء مقديشو تحدثت “أن سبب غياب الرئيس السوداني هو ما يمكن أن يتعرض له من ملاحقة قانونية حال ظهوره في مقديشو” وكان يمكن للطيف أن يكون اكثر حصافة و يمدح ذكاء كفيله البشير، بأن يقول الرئيس كان اذكى مما توقعه البعض فهو لم يأمن نفسه فى مدينة يحرسها الغربيون جنود المحكمة الدولية. ألم يك هذا اوقع على العقل والمنطق من تلك التحريفات الباهتة؟ والحقيقة ايضا أنه تراجع عن الذهاب بعد ان تلقت الاستخبارات السودانية ما يفيد بان هنالك مصيدة للبشير لتسليمه للجنائية. هذه ليست البدايات التى بدأ لطيف فيها محاولاته المستمرة فى كيمياء الفسيخ والشربات فقد سبقتها محاولات بعضها نجح والآخر صب عليه ما لا يحصى من التعليقات الرافضة. إلا ان قمة هذه التحليلات هى تلك التى كتبها قبل ايام أثناء الهوجة التى صاحبت رفع امريكا بعض عقوباتها. تعالوا لنريكم كم هو حربائى هذا الانسان، إليكم هذه الفقرة من تجلياته ” وكانت المعركة ضد الشيطان الأكبر مقدسة.. وحتمية على الجميع.. رغم أن من أشعلوها كانوا قلة.. إلا أن الجميع اكتوى بنارها.. ودفع ثمنها.. وتحمل تبعاتها” و الشيطان الاكبر بالطبع كان حينها أمريكا، وها قد مرت ما يقارب الثلاثة عقود من حكم الانقاذ الذىأجبر الشيطان الاكبرعلى الخضوع ودخول الاسلام بعد إنتصاره فى الحرب المقدسة عليه وأصبح أعز الحبايب. ثم هل حقيقة ان تلك القلة التى اشعلت المعركة ضده إكتوت بنيرانها. والقلة بالطبع هم سدنة الانقاذ، فإذا كانوا قد إكتوا فلماذا يصرخون بان الشعب هو الوحيد المكتوى؟ ويرفعون هذا القول شعاراً يستدرون به عطف الدول. و لأن نظام الانقاذ كان أذكى من أمريكا فقد إستدرجه إستدراجاً حتى يوقع عقوباته تلك بغباء ويستثمرها فيقول لطيف ” والحكومة التي كانت تعتقد الولايات المتحدة أنها تعاقبها بتلك العقوبات.. كانت في الواقع تستثمر في تلك العقوبات.. فالنقص في الخدمات.. سببه العقوبات.. والنقص في الأنفس والثمرات.. سببه العقوبات.. وحتى الأخطاء والتجاوزات.. أيضاً سببها” أرأيتم كيف يكون الدفاع عن الانقاذ بجعل أوجاع المواطنين ومعاناتهم وسيلة من وسائل الانقاذ التى أجاد الإستثمار فيها حسب منظور لطيف ودون ان يطرف له جفن على حال البلاد والعباد واستطاع بها هزيمة امريكا. ولطائف لطيف لا تقف عند هذا الحد، بل تعالوا لتروا كيف جعل من تهريب اموال البلاد للخارج وسيلة من الوسائل التى استخدمتها الانقاذ ” .. فظهرت الحقائب الدولارية.. والاستيراد بطرق تحايلية.. فكانت النتيجة كارثية” هنا صاحبنا يريد ان يرمى اللوم على امريكا التى اجبرت الانقاذ على حمل الاموال مخفية فى الحقائب لتستورد بها ما يحقق رفاهية المواطنين رغم أنفها. و بالطبع هو معذور لان ذاكرته فى هذه الامورسمكية ولو لا ذلك لنورنا عن الوسيلة الرسمية التى خرجت بها أموال البلاد و تكدست فى دول شرق آسيا قى حسابات متنفذى الانقاذ فى ماليزيا ودبى و غيرها . وهذه اسالو عنها مهاتير محمد الرئيس الماليزى السابق .وليت لطيف تلطف علينا مثل صاحبنا على الحاج وخلاها مستورة. هكذا يريد لطيف ان يعلق كل أخطاء وخطايا الانقاذ وما جرت على البلاد والعباد على العقوبات الامريكية، ودون ان يوضح لنا لماذا فعلت امريكا الغبية ذلك، وما السبب أساسا الذى استحقت بموجبه الانقاذ هذه الهدية الامريكية وهى تعتقد أنها عقوبة. يقول لطيف” .. فواحدة من أكبر الآثار السلبية لتلك العقوبات.. كانت ضرب جهاز الدولة في مقتل.” نعم جهاز الدولة مضروب ومدشدش منذ اول يوم للانقاذ بالتمكين والخصخصة والمحاباة وغيرها من النقائص التى يجيدونها.فأنظر كيف ينصلح جهاز الدولة بعد رفع العقوبات بنفس الكوادر التى أعطبته. يمضى لطيف مبحراً فى تخفيف الاخطاء التى ارتكبتها الانقاذ و رجالها فى حق الوطن و المواطن ليبشرنا بمرحلة جديدة من عمرالانقاذ بعد رفع العقوبات ويريد من الكل حكومة ومواطنين ان يعملوا معاً على كنس رزايا الانقاذ، يكتب “ويخطئ خطأ قاتلاً من يظن أن المرحلة المقبلة وتحدياتها هي مسؤولية الحكومة حدها”حكومتك يا لطيف تفرض قوانينها بالقوة على أفراد المجتمع ودون شرعية، و كوادرها المنوط بها التنفيذ سمينة وتتجشأ المبررات والاعذار لعدم تنفيذها. ولك فى الدستور وملطشته عبرة. فكيف تريد من مثل هذه الحكومة أن تشارك غيرها فى كشف عورتها؟ لطيف بكل لطافة يريد من المواطنين ردم الحفر الى حفرتها الانقاذ و فة نفس الوقت يعرف أن الانقاذ “داسة” المحافير والكواريق فى بير نظامها الصفوى.قول يا لطيف من التطفيف.
[email][email protected][/email]