تفكيك القوالب الثابتة

خلف الستار

الدولة ليست مسؤولة من إدخال الناس للجنة، وليست لها علاقة بطرق التعبد التي يمارسونها مع الهتهم سوى كانت مرئية أو غير مرئية، في الكنائس، المساجد،المعابد، الأضرحه، والأماكن الأخري المخصصه لممارسة الطقوس الدينية بمختلف أشكالها،فالدولة لا تأتي يوم البعث ممثلة لشعبها ومدافعة عن حقوقهم أمام رب العالمين!، ولا تستطيع إبتعاث مناديب ذوي خبرة وكفاءة عالية لجلب صكوك الغفران لمن ضلوا من حُكامها أو وزرائها الأبالسة الذين عاسوا في الأرض ظلماً وفسادا،وليست لها أدني فرص النجاح في ذلك وإن حشدت أقوي حلفائها من الدول العظمي مثل إمريكا والصين، أو حتى السعودية بإعتبارها أرض المقدسات والنبوة بوزنها وثقلها الريالي لا تستطيع جلب ذرة من الشفاعة! إذن التفويض في الأصل ليس مشروعا من قُبل الشعب، لأن جميع أطر التبني والمسؤوليات الجماعية حينها سوف تسقط،وتُفتح نافذة المسؤولية الفردية للأفراد أمام ربهم، مع إنها مفتوحه منذ خلق البسيطة لولا التغول المفرط الذي يتبناه المرجفون وأئمة السلطان.
وفي تقديري الخاص أرى أن الدولة مسؤولة عن مؤسساتها ودواوينها المختلفة،بالإضافة الي رسم سياسات داخلية وخارجية واضحة فيما يخص دستورها، قوانينها، إقتصادها وتعاملاتها مع الدول الأخري علي الصعيدين القومي والعالمي،ولها الحق إيضا في فتح القنصليات والسفارات وإبتعاث مناديب مخضرمين للمؤتمرات الدولية والأمم المتحدة. إذن كلما ذكر يُعد في إطار التكاليف التي تقوم بها الدوله إنابة عن المواطن بعد منحها مشروعية التكليف، وطالما هي حريصة لحماية المواطن بموجب الدستور، يجب توفير أقصي درجات الأمن والحماية في كل الأصعدة،فالحماية واجبة للمسلم الذي يُصلي في مسجده،المسيحي المتعبد في كنيسته،اليهودي في معبده،الفنان في مسرحهه،اللاعب في ملعبه،الطالب في مدرسته والسكير في باره و…الخ.
إذن طالما انماط المسؤوليات تأتي علي تلك الشاكلة،لماذا يغلقون الأسواق جبرا في ميقات صلاة الجمعة؟؟ مع العلم أن الدولة ليست من مسؤوليتها تدريب الناس علي كيفية الصلاة ورفع مستوي الخشوع فيها حتي يتقبلها الله! ولماذا يجلدون ويحاكمون الذين يفطرون في رمضان!؟ا وليس الصيام مسؤولية فردية وقيمة روحية بين الإنسان وربه مصونة بالتفاني والشفافية والإخلاص، ويجد فيها ما يجد من الحسنات بعد تأديته بالصورة التي يراها مناسبا.إذن هل الدولة من واجبها زيادة حسنات الناس أم أنها تمتلك تذاكر لجنان الخلد والفردوس لذا تفرض معايير محددة للتاشيرات!!وهل هدم الكنائس والتضييق علي القساوسة منهجا يتبناه الدولة الراشدة!!أم من صميم مسؤليتها حمايتها كالمساجد والمعابد الأخري! اعتقد مايمارسه الحُكام في السودان بإسم الدولة هو ضرب من الجنون يهدف الي تجهيل المجتمع وتفكيكه،بالإضافة الي إشعال روح التشدد والعصبية في الطوائف الدينية وإستغلال بعضهم في تكفير الأخرين ومحاربتهم،وهي تجني من ذلك ثمار التفتت والتشتت الذي يصرف الأنظار عنها عبر الإنشغال بالمهافت وصغار الأمور،ولكن كل هذة الخطط التي تعمل علي صناعة الجهل ونشره بصورة رصينه أصبحت مكشوفة في العلن،ولا مجال لتمرير القوالب الثابته التي تتم صناعتها وتعليبعها بدقة،يجب علي الشعب السوداني عدم الإلتفات للمعلبات الفاسدة التي تؤدي الي التسمم الحتمي،والفصل مابين مسؤولية الدولة ومسؤولية الأفراد،فكل الذي يحدث من إختلالات وإختناقات في الوطن الحبيب السودان بسبب اؤلئك الطغمه من الأفراد الذين يحكمون البلاد بالقوة ورفع العصا، ولا مسؤولية لهم في مسؤولياتهم فكيف يتبنون مسؤوليتنا أمام الله!! فهم ليس إلا جهابذه وجبابره ضلله حالفهم الحظ ويمارسون نهج القوالب الثابته،يجب تفكيكهم وإستئصالهم من الأرض ودفنهم في مزبلة التاريخ.

صالح مهاجر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..