مقالات سياسية

شرق السودان فى ظل الاهمال المتعمد ( 8 )

شرق السودان فى ظل الاهمال المتعمد ( 8 )
بكرى سوركناب
كنت اود الحديث عن ميناء سواكن وعن اوضاع مستشفى سواكن وغيرها من القضايا التى لم تجد حتى الان حتى انصاف الحلول وسبق ان تحدثت عن مشكلة مياه سواكن والتى تعانى منها منذ وقت طويل ونفس الحال يلاقيك وانت فى طريقك الى بورتسودان والتى تعانى من مشكلة المياه لاكثر من ثلاثين عاما وربما ذادت .
تعددت الوعود لحل مشكلة مياه بورتسودان منذ العهد المايوى وكنا فى مقال سابق تحدثنا عن مشروع لمد سواكن وبورتسودان بالمياه من ابار كرمبت ايام الديمقراطية الثالثة لم يجد طريقه الى ارض الواقع . كما هو معروف ان المدينة تعتمد اعتمادا كليا فى مياه الشرب على خزانات سد اربعات والتى تغذيها فقط مياه الامطار .
فى حال توفر المياه تتوفر اسباب ومقومات كثيرة للبناء والتقدم وتسهم بدورها فى تقدم ورقى اى منطقة وعدم توفرها يؤدى الى عدم الاستقرار و إلى لجوء الناس وحيواناتهم إلى موارد ملوثة وغير صحية مما يؤثر على الانتاجية عامة. وربما تسبب ذلك في موت الإنسان والحيوان وهذا ما تحدثنا عنه فى مقال سابق حول اعتماد مناطق كثيرة فى الشرق الى مياه جوفية تؤدى الى امراض واوبئة كثيرة انتشرت فى هذه المناطق بصورة مخيفة .
فى تقرير نشرته لجنة طوكر مدينتى حول صيانة الابار والخطوط الداخلية واوضحت فيه مشاكل الامداد المائى للمدينة فى هذا التقرير اوضحت اللجنة فى رسالة مختصرة الى حوجة ارجاع مشروع امداد طوكر بالمياه الى ما كان عليه . وفى تقرير نشر من قبل جاء فيه الاتى : (تستجلب المياه لمدينة توكر من كرمبيت داخل الدلتا على بعد 18 كيلومتر وتعتبر مدينة طوكر من اوائل المدن التى تنعم بمياه شرب نقية وقد تم انشاء هذا المشروع فى العام 1925 نتيجة لانشاء مؤسسة دلتا طوكر الزراعية ويوجد خطان لنقل المياه من كرمبت الاول بحجم 8 بوصة والاخر بحجم 6 بوصة يغذيا المدينة .
الان هذه الخطوط والابار والصهاريج تحتاج الى مراجعات وصيانة وتجديد الداخلية ولذا جاءت هذه المناشدة من اللجنة التى تسعى وتخاطب جهات عديدة
مشكلة مياه البحر الاحمر مشكلة ( عويصة ) وتحتاج الى جهود جبارة وصادقة لحلها جزريا بدلا من الوعود الزائفة والفرقعات الاعلامية التى سئمنا منها وهناك فيديو عن مشكلة مياه بورتسودان مشهور يثبت عدم جدية النظام فى حل مشكلة المياه فى البحر الاحمر سواء فى المدن الرئيسية او غيرها من مدن الولاية .
كثرت الاقتراحات لحل مشكلة مياه بورتسودان مثل توصيل الماء من أتبره أو خشم القربة أو دلتا توكر. وفي شهر يناير العام 2002م تم توقيع عقد تعلية خزان أربعات بين السودان وشركة كيم ودانفوديو الشركة المنفذة بتكلفة (700) مليون دينار ويزيد السعة التخزينية (15) مليون متر مكعب.
يتم توزيع المياه في أحياء المدينة المختلفة بشبكة طولها 140 كيلو متر، وتتكون من أنابيب 12 بوصة و8 بوصة و6 بوصة و4 بوصة و2 بوصة. وبالطبع فإن الشبكة لا تغطي كل أحياء المدينة (لا بد من الإشادة بمجهودات المرحوم المهندس زمراوي)، فالمناطق الشعبية التي يسكن فيها البجه أصحاب المياه لا تصلها المياه وتتم تغطية متطلباتهم من أكشاك، ويعانون من ارتفاع سعر المياه وتبديد الجهد والوقت والمال في الحصول على المياه.
كتب الأستاذ التاج عثمان عن مشكلة مياه بورتسودان في صحيفة الرأي ما نورده بتصرف. وصلت أزمة مياه بورتسودان ذروتها في يوليو 2001م، حيث وصل سعر صفيحتي الماء إلى (200) دينار، بل وإن كثيراً من المواطنين لم يحصلوا عليها حتى بهذا السعر المرتفع!
وفي المقر الدائم للجنة حل مشكلة المياه، قال الدكتور سيد بيومي نائب رئيس اللجنة، أن هناك 120 بئراً في خور أربعات لكنها لا تعمل جميعها. وتغذي المدينة يومياً بحوالى (30 ـ 40) ألف متر يتسرب نصفها من الشبكة. وتغطي الشبكة حوالى (30%) فقط من المدينة، ويستفيد منها فعلياً (15% ـ 20%)، لأن الشبكة موجودة في الأحياء الراقية. ويوجد ببورتسودان مائة ألف منزل، وليس بها سوى (20 ـ 25) ألف عداد مياه، هذا يعني أن (75%) من سكان المدينة ليس لديهم امداد مائي منتظم.
في شهر مارس 2002م صرح والي البحر الأحمر بأن ولايته تتفاوض مع شركات سعودية وإماراتية وكويتية لتنفيذ مشروع طويل الأمد لحل مشكلة مياه بورتسودان عبر خط ناقل من مدينة أتبره إلى بورتسودان يقدر طوله بنحو 472 كيلومتراً وبتكلفة 2150مليون دولار عبر نظام البوت. في شهر أغسطس 2002 تم الإتفاق مع شركة لبنانية لتحلية 10 الآف متر مكعب من المياه يومياً بتكلفة 7 ملايين دولار تنفذ خلال 6 شهور.
كل هذه المشاريع لم تجد طريقها الى ارض الواقع فى طوكر سواكن بورتسودان بسبب تعنت المركز .
ونواصل
[email][email protected][/email]

.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..