اللعب… بالحج

زمان مثل هذا

اللعب… بالحج

الصادق الشريف

? مِن مسؤولي الإنقاذ مَن قضي ثلاثة وعشرون عاماً يتقلب في المناصب السيادية العليا… ولكن أحمد عبد الله أحمد مدير الهيئة العامة للحج والعُمرة قضى سنتين فقط في منصب… (وفات الكبار والقدرو). ? العارفون ببواطن الإمور يقولون أنّ العام الأول الذي قضاه الرجل في منصبه مرَّ بسلام ولم تحدث فيه تجاوزات (ترقى) لمستوى المساءلة. ? ولكن حينما بدأ الرجل عامه الثاني شعر بأنّه لن يلحق بالركب الذي سبقه من المسؤولين ما لم يدلج الخطى… ويسرع. ? إرتكز مدير الهيئة على صلاحياته… فمنح آلاف من تأشيرات الحج لسماسره… باعوها في السوق باسعار خيالية. ? ومن تعلق قلبه بالله من المواطنين، وأحبَّ الحبيب المصطفى… فإنّه سيدفع الثمن مهما غالى السماسره فيه. ? فهل سلم المواطنون الذين دفعوا ثمن تلك التأشيرات من الأذى؟؟؟ سنؤجل الإجابة ونواصل. ? ولأنّ الحج الى بلاد أجنبية فهو يحتاجُ الى العملة الأجنبية، وللعملة في السودان تاريخٌ أدهمٌ كسواد الليل… ولكن لم نكن نظنُّ انّ المتاجرة بالعملة سوف تدخل الى شعائر الله. ? في العام الفائت كان للعملة سعران… سعر بنك السودان.. وسعر السوق الموازي وهو السوق الاسود. ? وهنا برزت الفكرة لمدير الهيئة بان يستفيد من هذه الفروقات في إدخال موارد (للهيئة!!!).. فكان يتسلم الأموال من المواطنين بسعر السوق الاسود… ويشترى الدولارات من بنك السودان… أمّا فارق السعر فاسألوا البرلمان عنه. ? هل وقف الأمرُ عند ذلك الحد؟؟؟. ? في العام الفائت، ما حدث من بعثة الحج السودانية فذاك شيئٌ طويل لن نتطرق له هنا… ولكن حينما أكمل السودانيون حجُّهم ب(آخر نَفَس) ثمّ جآؤا الى جده لكي يعودوا الى أهلهم… وفي ذهنهم أنّ الحجَّ تعبٌ ومشقة… لم يكونوا يدرون ما ينتظرهم. ? لم تكن هناك طائرات لنقلهم الى الخرطوم ولا الى أيٍّ من مدن السودان الأخرى التي يتوقع أن يصل اليها الحاجُّ مباشرةً دون المرور بالخرطوم. ? ومن يعرفون سودانير جيداً يقولون انّها تستقل موسم الحج لترحيل حجاج غرب أفريقيا أولاً… لأنّهم يدفعون تذاكرهم بالدولار… ولأنّ ناس (قريعتي راحت) من حجاج السودانيين هم ركاب مضمونون… ولا بواكي لهم. ? أمير جدة لم يحتمل أن يرى كل تلك الجموع المكدسة في مدينته، فأرسلهم الى خارج مكة للمدارس الطرفية ريثما يتم ترتيب وسيلة نقل لهم. ? وفي تلك الأثناء نفدت الأموال من جيوب كثيرٍ منهم، فأضطرت النساء لبيع الحُلي والذهب… والرجال باعوا ساعات اليد وأجهزة الموبايل لكي يسدوا ثغرة الجوع. ? بعض المواطنين ضاقوا ضيقاً كاد أن ينقض حجهم… وآخرون في آخر الليل ارسلوا الدموع العزيزة وهم يدعون على (من كان السبب). ? رجلٌ واحدٌ وحاشيته هم الذين ربحوا من ذلك الموسم.. وهو مدير هيئة الحج والعمرة ومن تحلق حوله. ? الوزير أزهري التجاني وبعد أن أخرجت لجنة البرلمان التي تكونت للتحقيق في تلك الأفعال تقريرها.. أوقف الرجل عن العمل وأحاله للمحاسبة. ? وحتى لا يظهر التجاني وكأنّه بطل يبحث عن الحق، فإنّه ماطل في إحالة الرجل للمحاسبة حتى هدده البرلمان بمحاسبته هو.. والمطالبة بسحب الثقة منه. ? أمّا مدير الهيئة فقد قال وكلُّ جسمه تحت الماء الآسن ورأسه فقط الى أعلى (لا يمكن للوزير أن يوقفني عن العمل.. لقد تمّ تعييني بخطاب من رئيس الجمهورية!!!).

التيار

تعليق واحد

  1. عشان كده إستحدثوا شعبة تسمى "وحدة الضائعين والموتى" وتم تعيين أحد متعطلي الموهبة مسؤلاً لها، ولم نسمع بأن أي دولة لها وحدة بهذا الأسم، ولكن هيئة الحج والعمرة ومع سبق الإصرار أذلت الحاج السوداني ومن سخرية القدر أن إمراة من الحجيج للعام المنصرم لم تؤد مشاعر الحج للفوضى الضاربة في البعثة

  2. ديل بيشتروا العملة من بنك السودان زي لاسباب قذرة وبالسعر اللي عايزنو قريبتي المفروض تتعالج في دولة اوربية حسب تقرير القومسيون الطبي والتكلفة عالية ولما اهلنا وقرابنا لمو جزء من المبلغ وكل الاجراءات سليمة بس بنك السودان حلف طلاق الا نجيب التاشيرة والتي تاخرت بسبب اشياء تتعلق بالمستشفى والجنيه السوداني راجع لورا طبعا ما يطبقو القوانين الا على الغلابة حسبنا الله ونعم الوكيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..