(الحلقة الثانية) – الحكومة الدينية فكرة خاطئة لا سند لها في القرآن الكريم، ولا في السنة المطهرة،

الحكومة الدينية فكرة خاطئة لا سند لها في القرآن الكريم، ولا في السنة
المطهرة، ثم هي دعوة مناقضة للدستور وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان
(الحلقة الثانية)
بسم الله الرحمن الرحيم
” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”
[COLOR=#0300FF]بدرالدين يوسف دفع الله السيمت[/COLOR] [SIZE=5][COLOR=#FF0036]مقدمة[/COLOR][/SIZE]لقد تمادى السيد رئيس جمهورية السودان، أو على وجه الدقة، ما تبقى من السودان، في دعوته الباطلة، لإقامة حكومة دينية في شمال السودان… حكومة لا تعترف بالتعدد الإثني والثقافي كما قال في القضارف… حكومة تحكم بالجلد والبتر والصلب… حكومة تستجدي امريكا، بعد أن قالت يوما إن أمريكا والعالم الغربي تحت أقدامها!!
وقبل الخوض في هذا الموضوع، فلا بد أن نبارك لمصر الشقيقة، إنتفاضة بناتها وأبنائها، وإنقشاع ظلمة الحكم المباركي الساداتي الناصري، الذي جثم على صدرها، أكثر من نصف قرن من الزمان، لقيت مصر والعالم العربي، خلاله الويلات والدواهي.
في ذات الوقت، فإننا نحزن كل الحزن، ونأسف أسفا شديدا، لسقوط الضحايا، ليس في ميدان التحرير فقط، وإنما طيلة العهود الناصرية الساداتية المباركية… نرجو أن يفتح الله الآفاق لأهل مصر فيدخلوا في السلم كافة، ويطوروا ثورتهم العاطفية ، إلى ثورة فكرية سلمية، لا تبتغي شيئا، سوى الحرية والكمال والحق… ثورة سلمية يكون الفرد فيها غاية، لا يضح به في سبيل الجماعة.
إن مصر اليوم في مفترق طرق، والخيار متروك للشعب المصري، إما أن يختار الطريق الصاعد إلى مشارق النور ومشارف الحرية، وإما أن يختار الطريق الهابط إلى مزالق السلفية والهمجية والحروب.
ونعود لرئيس شمال السودان، والذي صمتت أجهزته الرسمية، عن أخبار ثورة مصر، التي تابعها العالم أجمع، وشغلت نفسها بمتابعة خطب الرئيس العجيبة، والمحشود إليها مسبقا.
نعود للسيد الرئيس، فنجده، قد أعلن في ختام خطبة له بقرية الكباشي، على رؤوس الأشهاد، أنه إما أن يعود للإسلام مجده، او أن تراق فيه الدماء!! والسؤال الأول هو: لماذا لم يفلح السيد رئيس الجمهورية في إستعادة مجد الإسلام خلال أكثر من عشرين عاما، حكم فيها السودان حكما مطلقا إستبداديا ؟؟ ولكن السؤال المحير هو: أي دماء سوف يريقها السيد رئيس الجمهورية؟
أهي دماء شعب شمال السودان، الذي يزعم الرئيس ، انه حقق له السلام ، بفصل الجنوب عن الشمال؟ إن هذا الحديث غير المسئول، ليس مجرد فلتة لسان، وإنما هو تدبير مبيت، و نهج قديم ومتواتر عن السيد الرئيس بصورة خاصة، ولبعض مستشاريه ووزرائه، بصورة عامه… هؤلاء جميعا، بما فيهم السيد الرئيس ، يتكلفون الحديث عن الديمقراطية والسلام، ولكنهم سرعان ما يعودون لطبعهم القديم، في التلويح بالعنف:
وأسرع مفعول فعلت تغيرا تكلف شئ في طباعك ضده
ولذلك فإن حديث السيد رئيس الجمهورية غير المسئول، يجب الا يمضي عابرا، ويجب أن نقف عنده طويلا، درءا لصد الشر القادم من كل الأبواب، والمطوي في تأسيس حكومة دينية في شمال السودان.
ومن حقنا، أن نتساءل: لماذا اعلن السيد رئيس الجمهورية وقبيله الجهاد على سكان الجنوب، وسفكوا دماء الأبرياء، ثم عادوا للتباهى والتفاخر ، بتحقيق السلام ، بفصل الجنوب من الشمال، مثل الطبيب الفاشل الذي يفتخر بأنه قد شفى المريض، وأزال عنه الوجع، لأنه قتل المريض!! لماذا لم تفصل هذه الحكومة الجنوب منذ الوهلة الأولى؟
هل تظن هذه الحكومة أن شعب شمال السودان، شعب بلا ذاكرة!! أو لم يكن أكرم لحكومة شمال السودان، أن تعلن للشعب السوداني، أنها إكتشفت أن فكرة الجهاد في جنوب السودان، هي فكرة خاطئة وباطلة، وأنها رجعت إلى الصواب والحق، فوقعت إتفاقية السلام ، لأن الرجوع للحق فضيلة، بدلا من أن تتخذ من عجزها فضيلة، تمتن بها على الشعب السوداني… إنها حكومة لا تشعر بالآم ذوي الضحايا ، ولا تحس بأية مسئولية دينية أو أخلاقية أو مادية تجاه مئات الآلاف من الضحايا الذين ضحوا بنفوسهم، وفقدوا مهجهم، وسفكت دماؤهم ، في سبيل فكرة جهاد الجنوبيين الخاطئة الباطلة.
وبعد كل هذا، بأي وجه يتكبر هذا الرئيس على شعبه، ويزدريه ويحتقره، ويعتبر معارضيه، مجرد نمل، يمكن أن يحطمهم بكلمة واحدة لمؤيديه الذين يبلغون 90% من شعب السودان حسب زعمه!! ولكنه لم يفعل رحمة بشعبه المسكين، وتمسكا بأخلاقه الفاضلة!!
ولنفرض أن للسيد الرئيس أغلبية ساحقة، وأجهزة أمنية مسلحة بمال الشعب ، أليست هذه دعوة للإبادة الجماعية لكل الأقليات ، تلك التهمة التي لا يزال سيفها معلقا على رقبة السيد الرئيس في جميع المحافل الدولية؟
أو لم يقل هذا الرئيس، في يوم من الأيام ، أنه لا يريد أن يرى أسيرا ، أو جريحا في دارفور!! ماذا يريد أن يرى سيادته؟؟ أيريد أن يرى شعبه نملا يحطمه جنوده، وهم لايشعرون!!
لقد ظن السيد الرئيس، بعد أن مهد لفصل الجنوب بالإصرار على نظامين قانونيين في البلاد، وتضمين ذلك في إتفاقية السلام الشاملة، وبالمضي في سياسته الظالمة التعسفية، المقيدة للحريات، ظن انه سينفرد بالشمال ويطبق عليه قوانين سبتمبر المهينة المذلة، التي لا تعترف بحرية العقيدة.
تلك القوانين التي إبتدعها جنرال مثله، زعم يوما أنه إمام المسلمين، وجمع حوله أدعياء التصوف، وفلول الطائفية، الذين يدقون الطبول للرئيس اليوم، ويحرقون له البخور، ويبايعونه نفس بيعة الرئيس نميري، تلك اليمين الغموس الكاذبة، التي لا تزال معلقة في رقاب أهل الإنقاذ الذين بايعوا نميري، ثم نقضوا بيعته.
[SIZE=4][COLOR=#FF003E]لماذا يصر الرئيس ونائبه وقبيلهما على إبقاء ما يسمى بحد الردة في قانون عقوبات السودان؟[/COLOR][/SIZE] أريد أن أشق هونا ما،على السيد الرئيس وقبيله ونائبه، الذي كان محاميا يدافع ويرافع أمام المحاكم بالنيابة عن الذين كانوا يحرضون على قتل الأستاذ الجليل محمود محمد طه!! أريد أن أشق عليهم هونا ما، وأسألهم عن حكم الردة المنصوص عليه في قوانينهم المزيفة؟ ولماذا يصرون عليه حتى الآن، وعلى من يودون تطبيقه، وهم يزعمون أنهم دعاة لحرية العقيدة!!
لقد قتل بإسم قوانين سبتمبر الباطلة ، رجل من أنبل الناس وأميزهم وأزكاهم وأذكاهم وأكثرهم علما…. لقد قتل بإسم قوانين سبتمبر الرجل الوحيد في السودان، الذي أقترح حلا نهائيا، لمشكلة الجنوب، بدعوته الصريحة منذ عام 1955 لتطبيق نظام الحكم الفدرالي ليس للجنوب فحسب، وإنما للشمال وللشرق وللغرب وللوسط؟؟ لقد قتل بإسم هذه القوانين الجائرة، الرجل الذي كان يسمي مشكلة الجنوب، بمشكلة الشمال؟؟ أليست هذه تسمية حقيقية، وإستباقا لمشكلة دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان؟
لماذا يصر الرئيس وقبيله على قوانين سبتمبر التي قتل بإسمها صاحب اليقين الذي كان يسكن في بيت الطين؟ بأي حق قتلوا المتصوف الحقيقي الزاهد المنقطع لذكر الله ومحبته وتعظيمه، حقا وصدقا، رقا وتعبدا؟ بأي حق قتلوا رجلا يقول ربي الله؟
لماذا يصر السيد الرئيس على حد الردة الذي قتل بتنفيذه الرجل، صاحب السيرة العطرة الممجدة، عند كل أهل الفكر الحر، والذي أفنى عمره في الدفاع عن الإسلام، والذي نجح في إبراز فردية الإسلام، بلسان عربي مبين… تلك الفردية التي رفعت الدين الإسلامي إلى مرتبة فكرية سامقة ودرجة روحية عالية، يقصر عنها تطاول كل متطاول!!
فليطمئن السيد الرئيس، وليطمئن نائبه وقبيلهما، أن الله إستجاب لعبده الصالح محمود محمد طه، يوم نادى ربه نداء خفيا بقوله:” إن كان هناك يوم ، لا أحب أن أرى فجره، فهو اليوم الذي تكون عندنا فيه، طبقة تموت من التخمة، وطبقة تموت من الجوع” لقد أكرم الله عبده الصالح ، فلم يشهد عهد الإنقاذ.
فليطمئن السيد الرئيس ونائبه وقبيلهما، فإن الرجل النبيل، قد إبتسم لجماهيرهم ، وهو على حبل المشنقة، إبتسامة الأب الشفوق، الحاني على الإبن العقوق، ثم عفا عنهم ولسان حاله يقول: اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
الآن ، بفضل من الله ونعمة، وبمدد دائم من الحي الذي لايموت، فإن قوم شمال السودان يعلمون، ولن يستطيع السيد الرئيس، ولا نائبه، ولا قبيلهما، ان يفعلوا ما فعله سلفهم وصاحبهم نميري، وينفردوا بشعب شمال السودان العظيم، في دولتهم المزعومة، والتي أسموها سخرية بالجمهورية الثانية، وهيهات هيهات لما يظنون.
ليعلم السيد الرئيس ونائبه وقبيلهما، أن يدا علية سوف تناهضهم مناهضة سلمية فكرية، بسلاح الآيات القرآنية، وبالإعتصام بالله، وبالتوكل عليه بالكلية. ليعلموا منذ اليوم، أنهم سيواجهون من لا يقتل أحدا، ولكنه لا يخاف أن يقتله أحد… سيواجهون من يقول لكل واحد منهم ، نهارا جهارا: ” لئن بسطت إلي يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك”
إن آيات القرآن تهد الجبال، ولا يوجد جبل يعصم السيد الرئيس ونائبه وقبيلهما من ماء أسرار القرآن!! إن جميع آيات القرآن لهم بالمرصاد، فإن لم يصبهم وابل، فالطل يكفي، فإن القرآن كله موجود في بعضه!! ليعلم هؤلاء، أن جذوة أكتوبر لم تمت، وإن غمرها رماد كثيف، وأن شعب الشمال لم يمت، وإن غشيه نوم طويل ، وما قيام الشعوب على الظالمين ببعيد.
لقد قلنا في مقالنا السابق،إن الحكومة الدينية فكرة خاطئة لا سند لها في القرآن الكريم، وقد تمكنا بفضل من الله ونعمة ، من تجريد السلطة الحاضرة في شمال السودان من سلاح الآيات القرآنية، في لمحة خاطفة، هي أول الغيث.
ونعود اليوم، بإذن الله لتجريد سلطة شمال السودان من سلاح الأحاديث النبوية، حتى تقف عارية أمام الناس، كما هي عارية أمام الله، إذ أن الحكومة الدينية فكرة خاطئة لا سند لها، في السنة المطهرة، والآثار النبوية الشريفة، وعند الله وحده نلتمس العون والسداد.
وبالنبي، وبالأسماء الأخرى التي تدل على التبجيل والإشراق، وعلى التعليم والإرشاد[/COLOR][/SIZE]
معلوم أن النبي الكريم، قد خير بين أن يكون نبيا ملكا، أو نبيا عبدا، فاختار أن يكون نبيا عبدا لها … إختار الله، فاختاره الله، جزاء وفاقا، ونسبه إليه تعالى ، نسبة متواصلة، ومتواترة، ظاهرة بائنة، كأنها الوردة البيضاء في زهرة شجرة الأنساب العلوية.
ومن الميسور إلتماس تلك النسبة العلوية، تسبيحا وتقديسا في قوله : ” سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى” وقيومية ورفعة في قوله تعالى : ” وأنه لما قام عبدالله يدعوه” وحمدا وتنزيلا في قوله تعالى: ” الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا” ثم وحيا وإشراقا، وتحقيقا، وإنسلاخا من ظلمة الطين، في قوله: ” فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى إلى عبده ما أوحى* ماكذب الفؤاد ما رأى”
وأحب أن الفت نظر القراء الكرام، إلى أن الله لم يمدح نبيه العظيم، في القرآن الكريم، بملك أو برئاسة، وإنما مدحه بنبل الأخلاق وكرمها وعظمتها : ” وإنك لعلى خلق عظيم” ولم يقل النبي قط، أنه بعث لإنشاء مملكة، وإنما قال : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
ولم يحصل قط، أنه عليه السلام، قد خاطبه أصحابه، طيلة بقاء نفسه الطاهرة في إهاب الهيكل البشري، أثناء بعثته المشرفة ، لمدة ثلاث وعشرين سنة، بأي لفظ يدل على الملك ، أو الحكم أو الرئاسة، وعن الملك والحكم تعالى عليه السلام علوا كبيرا، فقد كان النبي مذكرا ولم يكن مسيطرا، سيطرة الحكام والملوك: ” فذكر إنما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر”
ولست أقصد بهذا التقليل من شأن الملك والحكم، والزراية بهما، ولكنني أقصد أن أضعهما في موضعهما الصحيح، من حيث أن الحكم، وظيفة دنيوية مدنية ، لها مهامها المرحلية في إدارة أمور الناس، وسياسة وتدبير معاشهم، تقتضي الحكمة في تنظيمها قدرا من السيطرة والتحكم والتفرغ، شأنها في ذلك، شأن الزراعة والصناعة والهندسة والطب والتجارة وهلم جرا… وإن كانت السيطرة والتحكم في أمور، الإدارة والقضاء، والشرطة، والحكم، أظهر مما في سواهم، بطبيعة الحال.
ومعلوم أنه عليه السلام قد مارس التجارة، قبل بعثته المشرفة ، بل إنه في بداية الأيام الأولى للرسالة ، كان يمارس التجارة ، ليكسب قوت يومه، ويعول عياله، فأعاب عليه الجاهلون ذلك: ” وقالوا ما ل هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق” ولكنه ترك التجارة، وتفرغ بكليته، للنهوض بأعباء الرسالة، ونشر تعاليم الإسلام ، عندما إستعلن النور الإلهي به عليه السلام، بظهور شمس النبوة، حيث لم يكن من الممكن عمليا ممارسة أي عمل آخر معها ، فاغناه الله عن التجارة : ” ووجدك عائلا فأغنى”
ثم توكل النبي الكريم على ربه ببلوغ الحق المبين: “فتوكل على الله، إنك على الحق المبين” وتفرغ بكليته لتبليغ ما أنزل إليه ، وأداء ما ائتومن عليه، ففعل ذلك فعلا وليس قولا فقط ، وإن لم يفعل، فإنه ما بلغ رسالة ربه: ” يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس” فعصمه الله من ملك الناس، فلم يكن مسيطرا على أحد، بل كان متفرغا لوظيفته الجليلة في التذكير بالله: ” وما أنت عليهم بجبار، فذكر بالقرآن ، من يخاف وعيد”
وغني عن البيان، ان النبي الكريم قد سماه ربه، وعرفه الناس بمئات الأسماء ليس من بينها الملك، أو الحاكم ، أو الرئيس، فهو عبدالله ، وهو الرسول النبي الأمي، وهو أحمد، وهومحمد، وهو محمود، وهو حامد، وهوالسراج المنير ، وهو المبشر، وهو النذير، وهوالداعي إلى الله، وهو طه، وهو يس، وهو الطيب، وهو الطاهر، وهو الحاشر، وهو المتوكل، وهوالمأمون، وهو الأمين ، وهو صاحب الفتح المبين، وهو المصطفي، وهو المجتبى، وهوالشفيع، وهو الوسيلة، وهو صاحب الدرجة الرفيعة ، وهو الهادي، وهو المهتدي، وهو النور، وقديما قال أصحابنا:
فإنك أنت نور النور باد وإن سموك لي طه الأمينا
إنه نور الرب العظيم ، الذي كان متجليا على وجه النبي الكريم، من شدة تسليمه لربه: ” أفمن شرح الله صدره للإسلام ، فهو على نور من ربه”
تأمل جميع هذه الأسماء!! هل من بينها الملك؟ أو حاكم الولاية؟
وتحضرني هنا قصة طريفة، أن إعرابيا قدم من البادية، فلما رأى النبي محمدا، أخذته هيبته، المعلوة بأنوار الرضا والتسليم، فلجلج في الكلام، فتبسم له عليه السلام، وقال: ” هون عليك، فإني لست ملكا، وإنما أنا إبن إمرأة من قريش ، كانت تأكل القديد”
لماذا ينفي عليه السلام عن نفسه الملك؟ ولماذا كان يقول لإصحابه : ” لا تعظموني ، كما تعظم الأعاجم ملوكها، فإنما أنا عبد، أجلس كما يجلس العبد، وآكل كما يأكل العبد”
أو بلاط دولة، ولم يدبج موسوعة قوانين[/COLOR] [/SIZE]
لو كانت الحكومة الإسلامية، فريضة دينية، لا يكتمل تبليغ الرسالة ، إلا بها، لأنشأ النبي الكريم بلاطا، ولنظم الدواوين، ولأعلن نفسه حاكما، أو ملكا، أو إمبراطورا، ولا يظنن ظان، ان هذه الأمور لم تكن معلومة، في ذلك العصر، فقد كان بلاط الروم، على مرمى حجر من يثرب، ولقد زار النبي الكريم، بنفسه بلاد الشام مرارا وتكرارا، بل إن قصص الملوك والدول مبسوطة في القرآن الكريم.
لماذا لم يأمر النبي بتشييد السجون لحبس المجرمين، وسجن فرعون مذكور في القرآن الكريم؟ لماذا لم يصدر النبي الأوامر والمراسيم، وهو عليم بأخبار القياصرة والأكاسرة، بل إن من هم دونه من العرب كانوا يروحون ويغدون لحواضر جيرانهم أصحاب عرش كسرى العتيد؟؟
لماذا لم يدبج النبي موسوعة للقانون الإسلامي، وقد دبج حمورابي قوانينه، قبل ميلاد المسيح؟ و لايستطيع أحد أن يحتج بأن النبي الكريم لم يكن يعلم ذلك والقرآن الكريم ، قد ذكر قصة الذي آتاه اله الملك مع أب الأنبياء إبراهيم ، في أرض حمورابي.
لم يفعل النبي الكريم كل ذلك ، لأنه لايوجد نظام حكم في الإسلام.
لو كانت الحكومة الإسلامية، فريضة دينية ، لما تردد النبي الكريم، في تضمينها مع أركان الإسلام الخمسة، كما فعل بالشهادة والصلاة والزكاة والصيام والحج؟
لم يفعل النبي الكريم كل ذلك، لأنه لا يوجد نظام حكم في الإسلام.
معلوم في مبادئ القانون الدستوري، والعلوم السياسية، التي تدرس أنظمة الحكم، إن هناك أشكال مختلفة لإنظمة الحكومات، ولإنواع الدول، ولكننا لا نجد أثرا لذلك في الدين الإسلامي، لأنه لا يوجد في الأساس نظام للحكم في الأسلام، وليست هناك طريقة شرعها النبي الكريم لإختيار رأس الدولة.
لو كانت هناك حكومة إسلامية لبين النبي الكريم، طريقة إختيار رأس الدولة، ولكنه لم يفعل … هذا أمر لايفوت على حكمة أي سياسي يدبر أمور الناس، دع عنك حصافة وذكاء النبي الكريم، إن لم نقل وحي بصيرته وإشراق نبوته.
لهذا السبب العتيد ، فإن الأصحاب، قد إختلفوا في أمرإختيار رأس الدولة، إختلافا موبقا، من قبل أن ينفضوا أيديهم من تراب قبر رسول الله!! هل يعقل أن يختلف الأصحاب الكرام في أمر بينه لهم نبيهم؟؟
فقد قال الأنصار ، الذين هم كتيبة الإسلام، للمهاجرين الذين هم السابقون الأولون، قالوا يومذاك : منا أمير ومنكم أمير!! أي أنه أمر مدني لتدبير الأمور، فليكن من المهاجرين أمير ومن الأنصار أمير.
ولو كانت الخلافة والحكومة أمرا من أمور الدين، وركنا من إركانه، لما تردد فيه أنصار رسول الله الذين قال الله فيهم في محكم التنزيل: ” والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” ومعلوم أن الأنصار قوم يكثرون عند الفزع، ويقلون عند الطمع، حسب وصف نبي الإسلام العظيم لهم.
إن الأنصار غير متهمين في دينهم، وهم الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وفوق ذلك فإن أبابكر غير متهم في دينه، فهو الصديق، وهو صاحب رسول الله، بنص القرآن، وإن عليا غير متهم في دينه، وهو باب مدينة العلم، وهو أخ رسول الله ، الذي قال عنه النبي: ” علي مني بمقام هارون من موسى”… وإن إبن الخطاب غير متهم في دينه، وهو الفاروق، بشهادة نبوية… وكذلك السيدة فاطمة التي قال عنها أبوها العظيم: ” فاطمة بضع مني يضيرني ما يضيرها” وما يقال عن هؤلاء الكرام الأماجد ، يقال عن البقية الباقية من السلف الصالح من كبار الصحابة على إختلاف في درجاتهم : ” هم درجات عند الله”
إذن لماذا أختلفوا؟ إن المتأمل في التاريخ الإسلامي، يجد انه لا يوجد أي أساس لإختيار رأس الدولة، ومن هنا كان الخلاف، الذي سالت حوله الدماء أنهارا.
تمت بيعة إبي بكر في سقيفة بني ساعدة ، دون حضور عدد كبير من الأصحاب، على رأسهم على بن أبي طالب والزبير بن العوام، وعبدالله بن عباس، ورهط من كبار المهاجرين والأنصار… ومعلوم أن عليا إبن أبي طالب، قد إمتنع عن مبايعة أبي بكر لمدة ستة اشهر كاملة، ولم يبايع علي ابابكر إلا بعد إنتقال السيدة فاطمة إلى ربها، وتعليل ذلك أن عليا لم يبايع عن قناعة، وإنما بايع درءا للفتنة، كما إتضح فيما بعد.
وكذلك إمتنعت السيدة فاطمة بنت رسول الله، من مبايعة إبي بكر حتى وافتها المنية، بل إنها قد أوصت الا يصلي عليها أبوبكر ولا عمر، وقد نفذ علي وصيتها، بحذافيرها.
إذن ، فإن بيعة أبي بكر رضي الله عنه، قد تمت في جو كثر فيه الصخب، وعلت فيه الأصوات، كما يحدثنا إبن هشام في سيرته… في مثل هذا الجو المتوتر، تمت بيعة أبي بكربمجرد الصدفة، أو الفلتة على حد تعبير الخليفة الثاني عمر الذي قال:” لقد كانت خلافة أبي بكر، فلتة وقى الله الناس شرها”
ويلاحظ أن أبابكر رضي الله عنه، في بداية خلافته قد شرع ليمارس التجارة، ليكسب عيشه، لولا أن منعه عمر، وقال: نجعل لك جعلا من بيت مال المسلمين، والذي لم يكن منظما يومئذ، لأن تنظيم المال مسألة دنيوية مدنية وليست مسألة دينية… وهذه الواقعة وحدها تكفي دليلا يثبت أن الخليفة الأول، لم يكن يرى وجود حكومة، ولم يكن ير أن إستخلافه وظيفة تستحق أجرا.
نسبة لأن النبوة لا تورث، فإن وضع أبي بكر وصفته لم تكن واضحة في أذهان الأصحاب أنفسهم ، فناداهم أحدهم بقوله: ” ياخليفة الله” فأجابه أبوبكر: ” ذاك عيسى إبن مريم” ثم اصطلحوا على تسميته خليفة رسول الله، وسموا عمر خليفة خليفة رسول الله، ولكن عمر خشي أن يشق ويطول ذلك على من يجيئون بعده، فسمى نفسه أمير المؤمنين، كمصطلح مدني لتصريف أمور الحكم .
ومهما يكن من أمر، فإن أبا بكر نفسه، لم يكن ير أن الخلافة مسألة دينية ، عهد بها إليه النبي بدليل قوله لعمر : “خذوا عني خلافتكم وردوا إلي ديني” وذلك عندما رفض بكل حزم وبكل قوة، حرق علي وفاطمة في بيتهما ، عندما هم عمر بذلك ، لإجبارهما على مبايعة أبي بكر، كما هو مثبت في جميع كتب التاريخ، وكما رواها حافظ إبراهيم الملقب بشاعر النيل في عمريته الشهيرة، بقوله:
حرقت دارك لا أبقي عليك بها ، إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
هل يمكن ان تكون هناك فكرة إسلامية، توحي، ولو في الخاطر، ولو سهوا، بحرق علي كرم الله وجهه، وفاطمة البتول التي هي من خير نساء العالمين!!
إن هذا احد الشواهد الكبرى التي تدل على أن فكرة الحكومة الدينية، لا أصل لها في الإسلام، بل في الحق ، فإنه لا يجوز دينا مبايعة كائن من كان سوى رسول الله ، بنص القرآن: ” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله” وذلك بسبب أن طاعة الرسول هي طاعة الله:” من يطع الرسول فقد أطاع الله”.
فهل يمكن أن يقبل دينا، أو عقلا، أن الذي يبايع الرئيس عمر البشير قد بايع الله، طالما أن حكومته حكومة تزعم أنها حكومة إسلامية، وطالما أن رئيسها يدعي أنه يحكم بشريعة الله!! وكيف تجوز مبايعة الرئيس البشير، والرئيس البشير نفسه قد نقض بيعته للدكتور حسن الترابي!! والدكتور حسن الترابي نفسه، قد نقض بيعته للرئيس نميري!!
وفي الحق، فإن أبا بكر ، قد كان تقيا ورعا، ولكنه قد أجبر في ظروف مربكة على تولي خلافة، ضاق بها ذرعا، وقال لعمر: ” خذوا عني خلافتكم وردوا إلى ديني” سماها خلافتهم، وسمى الدين دينه، رضي الله عنه وأرضاه، فإنه صديق رسول الله، المخصوص بالصحبة، ومن أختص بالصحبة، فإنه لا يضل ولا يشقى. … وتحدثنا كتب التاريخ، أن أبا بكر رضي الله عنه، قد بذل جهودا عديدة لكسب ود السيدة فاطمة، وهذا ليس بمستغرب، إذ أن أبا بكر بفضل صحبته المجيدة وصداقته الطويلة لرسول الله كان يعلم المكانة الروحية السامية للسيدة فاطمة، وأن رضاها أعظم من كل الحكومات.
ومهما يكن من أمر ، فإن السيدة فاطمة، لم تتنازل، ولم تبايع أبا بكر، حتى آخر يوم في حياتها المبرورة، مما يلقي ظلا كثيفا من الشك، حول الحكومة الإسلامية… ليس ظلا كثيفا فحسب، وإنما يلقي يقينا محققا عند أولي البصائر، الذين يعرفون أسرار الدين.
[SIZE=5][COLOR=#FF002E]كيف كانت خلافة عمر؟[/COLOR] [/SIZE]لقد قلنا، ان أبا بكر قد ضاق ذرعا بالخلافة، وما جرته من عواقب دينية على شخصه الكريم ،فلما حضرته الوفاة، لم يجد شيئا غير رد الخلافة لعمر، إذ أنه لا يوجد منهج ولا طريقة لإختيار رأس الدولة.
ولما كانت بيعته في أعناق المسلمين ، فقد كان أبوبكر يعلم سلفا، أن المسلمين لا يملكون مخالفة أمره، إلا إذا أمرهم بمعصية، ولذلك فقد رأى حسما للخلاف المتوقع، وبناء على إجتهاده الخاص، أن عمر هو أصلح من يتولى هذا الأمر، فعهد بالخلافة لعمر.
ولوكان أبوبكر يعلم أن الشورى هي النظام الملزم، لما تردد في أن يترك الأمر شورى، إذ لا يعقل أن يتعمد رجل في مقام أبي بكر مخالفة تعليمات صريحة في الدين.
وعلى نفس هذا النهج ، فإن عمر نفسه لم يعمل بالشورى، فقد حصرها في ستة، وإستبعد منها كل أنصار رسول الله من الأوس والخزرج، سكان عاصمة الخلافة الأساسيين، وملاك أراضيها، كما إستبعد منها بقية كبار الصحابة، أمثال عبدا لله بن عباس الذي هو حبر الأمة وترجمان القرآن، وعمار بن ياسر الموعود بجنان الرحمن… أكثر من هذا، فإن عمر، قد أمر بضرب عنق، كل من يخالف من الستة، في حالة إتفاق الباقين!! هل بعد كل هذا، يمكن أن يزعم زاعم، بوجود حرية إختيار.
ولا يظنن أحد أن الموضوع قد كان مجرد خطأ في التطبيق، وان النظرية صحيحة… في حقيقة الأمر لا توجد نظرية، لأنه لا توجد حكومة دينية ، لا في نصوص القرآن الكريم، ولا في نصوص السنة المطهرة.
وفي هذا المقام، لا بد أن نشير إلى أن الشورى التي يتحدث عنها السلفيون كثيرا، لا تعطي الحق في تأسيس أي نظام للحكم، لأن الشورى غير ملزمة للنبي الكريم، بطبيعة مكانته الروحية، وملكاته العقلية، وبنص القرآن أيضا، الذي ترك الأمر لعزيمة النبي، وليس لرأي أصحابه: ” فإذا عزمت فتوكل على الله”.
ثم أن الآية الكريمة، قد قررت لين جانب النبي ، رحمة من الله بأصحابه : ” فبما رحمة من الله لنت لهم” ثم أمرت النبي بالتجاوز عن أخطائهم، والعفو عنهم والإستغفار لهم، وتطييب خواطرهم بمشاورتهم:” فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر” هل يستطيع من عفي عنه، إلزام من منحه العفو، ومن إستغفر له؟ مالكم كيف تحكمون؟
ونعود لخلافة عمر، فنجد أن ما نسب من نجاحات لخلافته، فإن أغلبها يرجع لأسباب مدنية وإدارية، إذ أن عمر لم يكن يختار معاونيه على أسس دينية، فهو قد ولى عمرو بن العاص على مصر، وعمرو هذا، رجل ليست له سابقة في الإسلام ، بل كان من ألد أعداء النبي … وكذلك ولى معاوية بن أبي سفيان على الشام، ومعلوم أن معاوية وأهل بيته، قد كانوا قوما لدا في خصومتهم لرسول الله، وفي كيدهم لأصحابه ،حتى تم فتح مكة، فكانوا من الطلقاء، الذين عفا عنهم رسول الله.
لقد فعل عمر هذا ، بأكبر أقاليم خلافته، مع وجود أهل الفضل والسابقة في الإسلام، وحفظة القرآن الكريم، لأنه كان يعلم أنه يدير دولة مدنية، يجوز فيها الإجتهاد العقلي وليس حكومة إسلامية، لا يوجد أي نص يسندها. وقد كان عمر يعلم أن رسول الله لم يستخلف احدا، أليس هو القائل: ( إن لم أستخلف أحدا، فقد فعل ذلك من هو خير مني، يعني النبي، وإن إستخلفت فقد فعل ذلك من هو خير مني، يعني أبا بكر).
إذن لا يوجد أي أساس، إلا الإجتهاد المدني، وهذا هو السر، في أن عمر قد الغي عطاء المؤلفة قلوبهم مع وجود النص القرآني الصريح، وعطل تطبيق حد السرقة في عام الرمادة، مع وجود النص القرآني الصريح، ومنع زواج الكتابيات مع وجود النص القرآني الصريح، وحبس كبار الصحابة بالمدينة، دون سند من القرآن أو من السنة، وإنما هو الرأي والتدبير، في الأعمال المدنية، التي يقع في تقديرها الخلاف ، والأخذ والرد، وليس هذا المقال مجال إحصاء تلك الأعمال والقرارات التي تفوق الحصر.
ومعلوم أن عمر قد أخذ الناس بالشدة، ولما كان لكل فعل رد فعل، كان طبيعيا – إلى جملة أسباب أخرى – ان ينتهي عهد عمر، على ابواب فتنة كبرى، سالت فيها دماء المسلمين، عبر التاريخ ، وحتى يوم الناس هذا، فإنه حيثما فتح موضوع الحكومة الدينية، فانتظر بوائق المحن وجوائح الشرور، وسفك الدماء.
لست أبتغي في هذه العجالة الخوض في تفاصيل أحداث دامية، ضرب فيها المسلمون رقاب بعضهم بعضا، ويكفي أن تعلم أن أم المؤمنين عائشة ، والزبير بن العوام حواري رسول الله، وطلحة بن عبيد الله، وكلهم من أهل الفضل والسابقة، قد خرجوا على علي كرم الله وجهه، في واقعة الجمل، التي حصدت صحابة رسول الله حصدا.
ولا أريد أن أفصل قتال معاوية لعلي كرم الله وجهه في واقعة صفين، حيث لجأ معاوية لإستغلال الدين لأغراض السياسة ، حينما هزمت جيوشه، فرفع المصحف الشريف على أسنة الرماح طالبا التحكيم!! هل هناك إستهزاء بآيات الله أكثر من هذا؟
ثم إضطر على رضي الله عنه، لقتال أصحابه الذين خرجوا عليه في واقعة النهروان فسالت الدماء أنهارا… عندئذ إستيقن علي كرم الله وجهه، أن الأمر، ليس أمر دين، وإنما كله فتنة ، فطلب الإلتحاق بربه، فنادى ربه نداء خفيا، قائلا : متى يخرج أشقاها؟ فخرج عبدالرحمن إبن ملجم الفارسي، ففعل فعلته الشنيعة وصدقت نبوءة رسول الله، الذي قال يوما لعلي: ” أشقاها هو الذي يشج هذه ويخضب هذه” واشار عليه السلام إلى جبهة علي ولحيته.
إذا لم يستطع أصحاب رسول الله، وهم أهل الفضل والسابقة، تأسيس حكومة إسلامية، فهل يستطيع الرئيس عمر البشير وقبيله وغيرهم فعل ما عجز عنه أصحاب رسول الله؟ وهل يمكن أن تعتبر حكومة بني أمية التي قتلت الحسين رضي الله عنه، وسبعين من الطاهرين الطيبين من آل بيت محمد في يوم واحد، حكومة إسلامية؟
وهل يمكن أن ينسى المرء أن يزيد بن معاوية، قد قتل عشرة الآف من أنصار رسول الله في واقعة ذات الحرة، التي إستباح فيها مدينة رسول الله؟ أو ليست هذه إبادة جماعية لأنصار رسول الله، الذين آووه وعزروه ونصروه؟ ما هي جدوى حكومة دينية ، تلتحف قداسة الإسلام، ثم تدوس على كل المحرمات والمقدسات، التي يمكن أن تحميها أية حكومة مدنية ، متوسطة المقدرات!!
ولا أريد أن أخوض في دولة بني العباس وفي الخلافة التركية ، وما شابه ذلك ، ويكفى أن تعلم أن الخلافة العباسية ، إفترعها خليفة ملقب بالسفاح، وأن المأمون أعظم خلفاء بني العباس ، قد قتل أخاه الأمين، مثلما قتل أبوه هارون الرشيد وزراءه وأعوانه من البرامكة، ومثلما فعل أبو جعفر المنصور، بوزيره وساعده الأيمن أبي مسلم الخراساني، ولا داعي للخوض في بقية المآسي.
ومع هذا ، فإن تلك الدول، تعتبر دولا ناجحة في المجال المدني، إذا ما قورنت بدول زمانها، بل إن جميع الدول القائمة في يوم الناس هذا، إنما قامت بدهاء الساسة، ومكر الجنرالات، على أشلاء الموتى، وجثث الجنود المجهولين… ولكن لا يمكن أن يزج باسم الدين المقدس، في أوحال مثل هذه الدول .
لذلك لم يكن مستغربا، أن تفتتح الإنقاذ عهدها بسفك الدماء، ثم تسير بعد ذلك في نهج دموي تسلطي يعلمه الجميع، فأرجو أن يخفف الله على عباده عواقب ذهاب هذا العهد، الذي أرجو أن نكون الآن نعيش في أخريات أيامه، وما ذلك على الله بعزيز، فإن لم يكن ذلك كذلك، فالحكم لله العلي الكبير.
هل تريدون الحق!! لا يوجد شئ إسمه الحكومة الإسلامية، ونعود لرسول الله العظيم، لنرى كيف كان يخاطب الملوك، وكيف كان يترك للناس أمور دنياهم.
[SIZE=5][COLOR=#FF0045]كيف كان يخاطب النبي الكريم الملوك والأباطرة المعاصرين لهوهل كان يطلب منهم إقامة حكومة إسلامية؟[/COLOR] [/SIZE]
من حسن التوفيق، أن كتاب التاريخ قد حفظوا لنا مراسلاته عليه السلام إلى من عاصره من الملوك، في رسائل عديدة، مختومة بختمه، منها تبين لنا كيف كان عليه السلام ، يخاطب الملوك مخاطبة تليق بهم كعظماء أٌقوامهم.
فقد خاطب هرقل ملك الروم وإمبراطورهم وسماه عظيم الروم، حسب رواية إبن حجر العسقلاني، ولا يوجد في الخطاب، أية دعوة لحكومة إسلامية، بل العكس من ذلك ، فقد دعا النبي الكريم لأن يثبت الله ملك هرقل ، وقال له: إني أدعوك بدعاية الإسلام ” قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء” وطلب منه الدخول في الإسلام، لأن هذا هوسبب البعثة النبوية، ولم يطلب منه أي طلب آخر.
وبنفس الأسلوب خاطب النبي الكريم، المقوقس عظيم القبط، وكسرى عظيم فارس، والذي ورد في الرسالة المرسلة إليه: ” أدعوك بدعاء الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة” ولم يعرف عليه السلام نفسه، بغير رسول الله، فهو ليس غازيا، ولا جابيا ، ولا ملكا، وإنما رسول الهدى ودين الحق.
واستهل رسالته إلى النجاشي بالثناء على عيسى روح الله، ومريم البتول، وفي هذا منتهى البراعة في الإستهلال، فلكل مقام مقال، ولم يزد عليه السلام على النصيحة، وعلى قوله: ” أقبلوا نصيحتي” فأين الحكومة الإسلامية هنا، وهل كان من الممكن، ألا يبلغ رسول الله، أمر الحكومة الإسلامية، لو كان مكلفا من الله بذلك؟
أكثر من هذا، فقد خاطب النبي الكريم المنذر بن الحارث صاحب دمشق بقوله: ” يبقى ملكك” وخاطب المنذر بن ساوي حاكم البحرين بقوله: ” أجعل لك ما تحت يديك”
فلماذا لم يذكر النبي الكريم الحكومة الإسلامية في اخص المواضع وهو يخاطب الملوك.
معلوم أن النبي الكريم، قدقال في حديث تأبير النخل، وتلقيحها قولته المشهورة، التي سارت بها الركبان: ” أنتم أعلم بإمور دنياكم” وهذا تأكيد لما سبق أن قررناه من أن الزراعة، وكل أمور الدنيا، من سياسة وحكم وإدارة وصناعة، وتجارة، لا تقع في دائرة المسائل الدينية، والتي هي امور روحية، لا تفهم إلا بعقل المعاد، و ببصيرة نورانية، أما عن طريق الوحي، أو بنور يهدي به الله من يشاء من عباده، كما هو واضح من قوله : ” وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ، ولا الإيمان ، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا” وكما هو واضح من قوله: ” يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده”
إذن الحكومة ، من أمور الدنيا، والناس أعلم بأمور دنياهم، وقد دلت التجربة البشرية الطويلة على ذلك، وسوف نعود لبعض التفصيل في الحلقة الثالثة عن الدستور والقانون.
أقول قولي هذا وليس غائبا عني، أن النبي الكريم، قد قصد تعليم أصحابه ، دروسا في التوكل على الله، في حديث تأبير النخل، ولكن العبرة بعموم اللفظ، وليس بخصوص السبب، كما يعلم الفقهاء… أقرأ مرة أخرى: ” أنتم أعلم بأمور دنياكم” أليس هذا حديثا واضحا، شديد الوضوح، فمن أين جاء اللبس إذن؟
لقد جاء اللبس من أسباب شتى، أذكر لك أهمها:
أولا: إن تداعيات الجهاد قد تمخض عنها ، ممارسة النبي الكريم بعض الأعمال التي تشبه أعمال الحكومة، كتوجيه الجيوش، وتوزيع الغنائم، وإقامة الحدود.
وثانيها: أن بعض الأنبياء قد تولوا إدارة بعض الممالك.
ونجيب على هاتين المسألتين بما يلي:
نحن نقول ان الجهاد مرحلي، بسبب تدرج آيات القرآن من الآفاق إلى النفوس، وإلى بيان الحق، وشهود الحق، المطوي في قول الله تعالى:” سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد” فلكل كلمة في القرآن معنى في الآفاق، ومعنى في النفوس، ومعنى في بيان الحق، ومعنى في شهود الحق، ولذلك فإن للقرآن ظاهر جلي وباطن خفي، وحد أخير ومطلع أول: ” هو الأول والآخر والظاهر والباطن”، وقد فصلنا ذلك في مواضع أخرى في كتبنا.
لهذا السبب العتيد ، فإن النبي الكريم، قد كان يقول عقب كل غزوة: ” رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر” يعني رجعنا لتطبيق آيات النفوس التي هي اكبر من آيات الآفاق، وأخذا من هذا فسر أصحابنا الصوفية كلمة الكفار في قوله تعالى: “قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ” بالحواس ، وهذا معنى لطيف في آيات النفوس، لأن حواسنا هي التي تلينا، وهي أقرب إلينا من الكفار الخارجيين، ولكن هناك من دقائق المعاني ما أعمق من ذلك بكثير .
وقد إجتهد بعض المفكرين الإسلاميين، لإلغاء الجهاد، في القاديانية والبهائية، ولكنها كانت إجتهادات فطيرة، تفتقر إلى التعمق، وإلى العلم المستوفي لكل النصوص ، وإلى الدراية بالحكم الخفية وراء النصوص، حتى جاءت المحاولة الناجحة، على يد العبد الصالح محمود محمد طه، إلا أن محاولات الأستاذ محمود تحتاج إلى تطوير وتجديد وتفصيل ، ولم يكن كل ذلك غائبا على الأستاذ الجليل محمود، وقد أشار إليه هو بنفسه في بعض مواضع كتاباته، ولكن ليس هذا هو موضوعنا الآن.
وما يهمنا هنا، ان النبي الكريم، قد كان يضع بذرة إلغاء الجهاد بعد كل غزوة يغزوها، بل كان لا يشارك في الحرب بسيفه، وإنما يجلس على عريش ينصب له، وهذا في حد ذاته، إشارة لمرحلية الجهاد، إذ لو كان الجهاد فرضا وأصلا، لما تردد النبي الكريم في المجالدة بسيفه، والمبارزة بنفسه.
ولما جاء يوم فتح مكة، كشف النبي الكريم عن مرحلية الجهاد في خطبته العظيمة، التي جاء فيها :
” إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس، ولا يحل لإمرء يؤمن بالله واليوم الآخر، ان يسفك بها دما.. لم تحل لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد يكون بعدي، ولم تحل لي إلا هذه الساعة… فلا يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله، فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب”
وقد ظهر هذا الإذن بصورة جلية في قوله تعالى: ” فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم، وما رميت إذ رميت ، ولكن الله رمى” بمعنى آخر، ان النبي غير مسئول، عن سفك تلك الدماء، لوجود أمر إلهي قاهر، تولت به الإرادة الإلهية قتل أولئك المعارضين واستعملت أصحاب النبي الكرام في تنفيذ ذلك القدر القاهر: ” فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم”، وهذا من الأسرار العرفانية الدقيقة التي إختص بها النبي الكريم، ولم يحل سفك الدماء لأحد من قبله ولا يحل لأحد يكون من بعده، كما قال عليه السلام.
معلوم أن تعظيم مكة، إنما يرجع لوجود المسجد الحرام وللقبلة التي بها أعني الكعبة المشرفة، ومعلوم أن رسول الله قد قال: ” جعلت لي الأرض مسجدا طهورا” إذن مكة، إشارة إلى الأرض كلها.
فإذا علمت أن الله موجود في كل مكان: ” وهو معكم أينما كنتم” وإذا علمت أنك حيثما وليت شطرك، كان هناك وجه الله :” فأينما تولوا فثم وجه الله” أي أن القبلة في كل مكان ، ولكنها سامية عالية، لا يراها إلا أهل الرضا: ” قد نرى تقلب وجهك في السماء ، فلنولنيك قبلة ترضاها”
إذن هذا الحديث، إذا صادف أذنا واعية، فإنه يمهد لتحريم سفك الدماء، في أي مكان ، وفي أي وقت، ولإلغاء الجهاد إلغاء نهائيا، والذي لم يكن يملك أحد الإذن لإعلانه ، سوى رسول الله، والذي لم يأذن الله له ، إلا في ساعة من نهار، إي في مرحلة محددة من الزمان، إنتهت بإلتحاق النبي الكريم بالرفيق الأعلى.
والغريب في الأمر ، أن أحد الأصحاب الذي كان شاهدا فتح مكة، قد قال عند روايته لهذا الحديث، كما يحدثنا صحيح البخاري : ” لقد سمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي” فنضر الله وجه إمرء ، سمع مقالة عن رسول الله ، فبلغها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع.
وعليه فلا يستطيع أن يحتج محتج ببعض مظاهر الإدارة التي باشرها النبي الكريم لتنفيذ احكام الجهاد المرحلي، لأنه حتى في هذا المستوى المؤقت، فقد كان النبي يحكم بما يريه الله في كل لحظة : ” لتحكم بين الناس بما أراك الله” فمن من حكام الإنقاذ اراه الله شيئا يحكم به؟؟
هذا فضلا عن أن الرؤية في الآية تعني الرؤية العرفانية، كما أن كلمة الناس في الآية تشير إلى الناس في جميع الأزمان، لأن النبي الكريم موجود بروحانيته اللطيفة في جميع الأزمان، وما يعقلها إلا العالمون، وإني لأعجب لمن يعلم أن عيسى روح الله، ولا يعلم أن محمدا روح الله، ومن باب أولى.
وحتى في ذلك التنزل لأرض الناس ، فقد كان النبي مخيرا أن يحكم أو يعرض ” فاحكم بينهم أو أعرض عنهم” وهذا وحده يثبت عدم وجود حكومة دينية… فإذا كانت هناك حكومة دينية، فإن النبي يكون ملزما بالحكم ، والا يعرض عنه في أي وقت، هذا بالإضافة، إلى ان كلمة الحكم ليست مشتقة من الحكومة، كما سلف القول.
إذا كان النبي الكريم، على جلال قدره، لم ياذن له الله له بالجهاد إلا في ساعة من نهار، أو وقت من زمان، فمن أذن للرئيس البشير ان يسفك الدماء، في كل الأوقات؟
لاأريد أن أطيل هنا، إذ أن موضوع الحدود، قد تمت دراسته وبحثه، في مواضع أخرى، وقلنا يومئذ، إن كلمة الحدود لم تنسب للعقوبات في القرآن، وإنما سميت العقوبات حدودا، كمصطلح فقهي، مأثور عن النبي الكريم.
ولكنني ، ما أحب أن أزايل مقامي هذا، قبل أن أشير الى الحديث المشهور : ” أدرأوا الحدود بالشبهات” والذي يعني الغوا الحدود بالشبهات، ويؤخذ هذا من معنى فعل الأمر ” أدرأوا ” كما هو مبسوط في القرآن:
أقرأ قوله تعالى: ” وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها” أو قوله: ” فادرأوا عن أنفسكم الموت” أو قوله : ” ويدرأون بالحسنة السيئة” ألا تعني كل هذه الآيات الإلغاء والإذهاب بالشئ المذكور فيها نهائيا، كما هو واضح من قوله: ” إن الحسنات يذهبن السيئات”.
وقد توسع الممتازون من الفقهاء المسلمين، مثل أبوحنيفة النعمان، في معنى الشبهات، حتى ذهب أبوحنيفة إلى القول، بإن المتهم بالسرقة إذا إدعى كذبا، ملكيته للمال المسروق، لا تقطع يده، لقيام الشبهة، والجدير بالذكر ان الإمام اباحنيفة ، كا ن يقتفي آثار استاذه الإمام جعفر الصادق، مؤسس الفقه الشيعي الجعفري، مما يدل على إتفاق جميع المدارس الفقهية، على التوسع في معنى الشبهات.
التوسع في معنى الشبهات، مطلوب دينا وعقلا وقانونا، إذ أن الخطأ في العفو، خير من الخطأ في العقوبة، ولئن تبرئ ألف مذنب، خير من أن تدين بريئا واحدا، ومن الخير دائما الستر والغفران، وعدم الجهر بالسوء من القول، وكل ذلك من المروءة، وحسن الأخلاق.
إن قيام الكثير من الشبهات، حول وقائع أي إتهام بإية جريمة، هو أمر كثير الورود، ويعلم هذا كل من له إلمام صالح بمبادئ القانون الجنائي، وعلم الإثبات ، والإجراءات الجنائية، ولكن يهمنا أكثر أن درء الحدود بالشبهات، يعني إلغاء الحدود.
[SIZE=5][COLOR=#FF0073]ما شأن الأنبياء الذين مارسوا بعض الأدوار الإدارية؟[/COLOR][/SIZE]بادئ ذي بدء، لابد من تقرير أن ملك الأنبياء، هو ملك الكتاب والحكمة: ” فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة، وآتيناهم ملكا عظيما” وهذا الملك العظيم، لا يرى إلا بالرؤية الثانية المتأملة العميقة، المثبتة في قوله: ” وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا” …. وهذا هو بعض من السر، الذي حدا بالزاهد الصالح إبراهيم بن أدهم، أن يقول قولته المشهورة: ” نحن في لذة، لو علمها الملوك ، لجالدونا عليها بالسيوف”
معلوم أن كبار الأنبياء، والرسل أولي العزم، المأمورين بإقامة الدين، والمذكورين في قوله: ” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا، والذي أوحينا إليك، وما وصينا به ، إبراهيم وموسى وعيسى، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه” لم يمارسوا ملكا، ولم يقيموا دولة، لسبب عرفاني، يتطلبه التفرغ لأعباء الرسالة، والتعليم والإرشاد، بصورة لا تمكنهم من القيام بأي عمل آخر ، مع تلك المهام العظيمة، والأعمال المستجدة ، كل صبح جديد.
ويلاحظ أن الآية لم تقل ” الأديان” وإنما قالت ” الدين” لأن الدين في القمة دين واحد، هو التسليم للواحد القيوم… هذا هو الإسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره:” ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه” لأن الإسلام هو الدين الذي عند الله ” إن الدين عند الله الإسلام”… بهذا المعنى، فإن دين الإسلام، موجود قبل محمد… فإبراهيم مسلم، وموسى مسلم، وعيسى مسلم: “النبيون الذين أسلموا” أو : “إنا كنا من قبله مسلمين”… هذا هو الأسلام بمعنى الفطرة الوجودية، وليس العقيدة الدينية.
وبالطبع فإن إلاسلام في هذا المكان السامق عند الله، لا يعني إسلام الهوس الديني، عند الناس، والذي تحكم به حكومة السيد البشير، وتحشد له الحشود، كل يوم من أجل إرهاب المعارضين، مع تلويح السيد الرئيس، بإستعمال العنف، في خطبه العجيبة.
ويلاحظ أن بعض الأنبياء، في بعض الحقب التاريخية، قد إكتفوا بالتأييد الروحي لبعض الملوك المبعوثين ، لمهمات خاصة، كما هو وارد في قوله: ” وقال لهم نبيهم ، إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا”
إن القول بأن كبار الرسل، لم يكونوا ملوكا، لا يعني أن من هم دونهم في المرتبة من الرسل ، لم يتولوا ملكا مرحليا ، في ظروف خاصة، أملتها ضرورات معينة. فقد تولى داؤد الملك، بعد أن بلغ درجة الخلافة في الأرض التي يقف عليها: ” يا داؤد إنا جعلناك خليفة في الأرض، فاحكم بين الناس بالحق ”
قال: فاحكم بالحق، ولم يقل: فاحكم بشريعة معينة، لأنه لا توجد حكومة دينية محددة الشكل، إذ أن منازل الحق، تتنزل في المنازل، من يوم إلى يوم… لهذا السبب، فإن داؤد نفسه، وعلى مكانته السامية، لم يتبين له وجه الحق تماما، عندما حكم في الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم، فقصر أن يفهم ما فهمه إبنه سليمان، وقد ورد في ذلك قول الله: ” ففهمناها سليمان، وكلا آتينا حكما وعلما”
هذا الفهم وهذا الحكم وهذا العلم،هو الذي جعل النبي الكريم ، يختار أن يكون نبيا عبدا، ولم يختر أن يكون نبيا ملكا… إن مجرد التخيير إنما يعني فيما يعني، جواز تولي الملك للنبي في تنزل، ولكن النبي الكريم إختار الخيار الأعلى، إختار العبودية مع النبوة، ولم يختر الملك مع النبوة، ومن هناك كان الأصل الأصيل في الإسلام ، هو عدم وجود حكومة دينية في الدين الإسلامي.
وعندما نقول أنه لا توجد حكومة دينية في الإسلام، فإن هذا لا يعني الا تسترشد الحكومات المدنية، ببعض المبادئ الدينية في معاني العدالة والحق والمبثوثة ف
مثيرة للاهتمام، وشكرا لكم
[img]http://s09.flagcounter.com/mini/ZbQh/bg_ffffff/txt_fffffc/border_ffffff/flags_0/.jpg[/img] [img]http://s03.flagcounter.com/mini/ppHy/bg_ffffff/txt_fffffc/border_ffffff/flags_0/.jpg[/img]
دول عصابة تتاجر باسم الدين الله اكبر عليهم دولة اسلامية شنو البينادوا بيهاالفاسدين الظالمين دول كل شي ولا يدخلوا ربنا واسمه ودينه في امورهم الدنيويةوصفقاتهموبنوكهم الربويةوربنا يمهل ولا يهمل
عندما هم عمر بذلك ، لإجبارهما على مبايعة أبي بكر، كما هو مثبت في جميع كتب التاريخ،
وعلى نفس هذا النهج ، فإن عمر نفسه لم يعمل بالشورى، فقد حصرها في ستة، وإستبعد منها كل أنصار رسول الله من الأوس والخزرج، سكان عاصمة الخلافة الأساسيين، وملاك أراضيها، كما إستبعد منها بقية كبار الصحابة، أمثال عبدا لله بن عباس الذي هو حبر الأمة وترجمان القرآن، وعمار بن ياسر الموعود بجنان الرحمن… أكثر من هذا، فإن عمر، قد أمر بضرب عنق، كل من يخالف من الستة، في حالة إتفاق الباقين!! هل بعد كل هذا، يمكن أن يزعم زاعم، بوجود حرية إختيار.
يارااااااااااااجل الكلام دا بالجد !!!!
طيب الكانوا بدرسوهو لينا فى المدرسة عن عدل عمر وعمر الفاروق دا كلوا كلام سااااااى
لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله
لا أحد كامل
[img]http://s01.flagcounter.com/mini/fcPpr/bg_ffffff/txt_fffff1/border_fffff2/flags_0.jpg[/img]
شكرا ابو حازم لافادتك لكن حقيقة ان مثل هذه الاحاديث ان كانت حيقيقة فان هذا سوف ينسف كل ما فى عقولنا فى المطالبة بالشورى ودولة الاسلام هذا اذا لم يقود الى الشك اى والله الشك فى كل افعال واقوال الصحابة .
قبل فترة عندما قرر النظام المصر (محمد مرسى) فرض ضريبة على الخمور رد عليه الحاج اشرف السعد من قناة المستقلة ان الله حرم الخمر ولكن لم يمنعها!!!!! .
ليس لدى شىء اقوله الا اننى سوف ازيل كل معرفة سابقة عنهم والبدء بالبحث عن الحقائق .
اكتب تعليقك كيفما تشاء دون الاساءة بكلمة ” جهل ” وخلافها ووضع نفسك في مكان العالم وغيرك جاهل.
الحمد لله على نعمة الايمان و الاسلام و لولا ان هدانا الله و اياكم لما اهتدينا الى التمييز بين الحق و الباطل، بينك و بين ذاك الراقص و زمرته آكلى أموال السحت و غاصبى حقوق الناس و الله و الوطن باسم الدين، و رغم ذلك لا يزالون يدعون النزاهة و رفع راية الحق بدون وجه حق.
هبوا لنجدة الوطن و اعلاء كلمة الحق انتم يا ابناء المهدى بن فحل، و ابناء محمود محمد طه و ابناء كل شريف من شرفاء هذا الوطن الأبى و انقذوه من براثن هذا الجسم الغريب الذى يجثم فوقه.
أتمنى متابعة ما أقول بتريس إلى النهاية!
هذه اطروحة لابد من مدافعتها علمياً:
ما تم طرحه في هذا المقال هو ليس بالجديد لأنه على شاكلة “ما لله لله، و ما لقيصر لقيصر” و هذا ما قاله الأوربيون من قبل، إذن هذا ليس بجديد ولكن طرح تم تشكيله بالصبغة المحلية!
ملخص ما قاله الأوربيون و ما قاله صاحب المقال هو : فصل الدين عن الدولة. و هذا لا يمكن، لأن الدين يعني ما يدين الأنسان و يخضع له، يعني المبادئ. إذن، الإنسان يدين و يخضع و يتصرف وفق مبادئه؛ علمانية أو لبرالية أو كوفشوسية أو إسلامية…، فلذلك، واهم من يقول أن الغرب لا دين له، لأنه يدين الى مبادئه يعني “دينه” و يتعامل مع العالم وفق ذلك. ففصل المبادئ يعني “الدين” عن الحياة أو الدولة كمثل الإنسان الذي ليس له منظار م ينظر به للأشياء فيتصرف حيالهاو يختار.
إذن، لايمكن فصل المبادئ يعني “الدين” عن حياة الفرد والمجتمع و الدولة. لأننا نختار وفق مبادئنا فهي بمثابة مقياس الرسم الذي نرسم به حياتنا في الدنيا و الآخرة.
موضوع جميل وشيق وجدير بالقراءة والفهم وفقك اللة ونسألة المزيد من اصحاب العقول النيرة , واعوز
باللة من علما لا ينفع .
1.قال الكاتب مفندا الشورى “ولوكان أبوبكر يعلم أن الشورى هي النظام الملزم، لما تردد في أن يترك الأمر شورى، إذ لا يعقل أن يتعمد رجل في مقام أبي بكر مخالفة تعليمات صريحة في الدين.
وعلى نفس هذا النهج ، فإن عمر نفسه لم يعمل بالشورى،
تعليق :بادئ ذي بدأ كان من حكمة الله سبحانه و تعالى ان يبين النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة أمور دينهم و اقامة دولتهم و ضرورة السمع و الطاعة لامام المسلمين و غير ذلك من امور الحكم و الامارة فقد منع النبي صلى الله عليه و سلم اباذر الامارة لعدم مناسبته لها مع فضل ابي ذر و تقواه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها”
و لكن ترك النبي صلى الله عليه و سلم ءالية اختيار الامير للامة حسب ظروفها و حالتها و في هذا مرونة كبيرة و مراعاة لاختلاف الظروف و الاقوام لذا لم يعهد النبي بالخلافة لاحدمن بعده
و بعد وفاته صلى الله عليه و سلم تشاور الصحابة من المهاجرين و الانصار في سقيفة بني ساعدة و اختاروا ابابكر رضي الله عنه خليفة و غياب علي رضي اللع عنه كان بسبب انشغاله بموت النبي صلى الله عليه و سلم فهو ابن عمه و زوج ابنته و استعجل الصحابة الامر درءا للفراغ في السلطة و ما يحدثه من فتنة و من المعلوم انبعض الملاسنات وقعت بين الاوس و الخزرج في حياة النبي صلى الله عليه و سلم و لكن وجوده بينهم منع من اشتعالها فخاف البعض من مثل ذلك اذا لم يستعجلوا.
أما استخلاف ابي بكر لعمر فقد ورد انه عندما مرض ابوبكر بدأ يشاور الناس في من يخلفه فلم يتقفوا في تلك الفترة على شخص فوضعوا الأمر بين يديه، وعندئذ أخذ يستشير أعيان الصحابة كلا منهم على انفراد، ولما رأى اتفاقهم على كفاءةعمر وفضله اختاره
وليس في هذا دليل على ما يظن بعض الناس أن مجرد العهد والاستخلاف يعد طريقة من طرق ثبوت الإمامة والحكم، فثبوت الإمامة والحكم الشرعي لا يتم إلا بعرض الأمر على المسلمين ثم إعلانهم الرضا عن إمامة هذا الذي عهد إليه بها، فلا تتم الإمامة ولا تمضي إلا بالرضى، فلوا أن أبا بكر عهد بالخلافة إلى عمر ولم يرض الناس به فلا اعتبار لذلك العهد.
و هكذا الامر حينما حصر عمر الامر في ستة من الصحابة بعده
يقول الكاتب :لو كانت الحكومة الإسلامية، فريضة دينية، لا يكتمل تبليغ الرسالة ، إلا بها، لأنشأ النبي الكريم بلاطا، ولنظم الدواوين، ولأعلن نفسه حاكما، أو ملكا، أو إمبراطورا، ”
تعليق :يبدو ان كاتب المقال يهتم بالمظهر و يغفل الجوهر فالبلاط ما هو الا امر ظاهري و مقام النبي أعلى من مقام الامبراطور فلا حاجة للنبي في ذلك و المقصود بان النبي فضل ان يكون عبدا نبيا على ان يكون ملكا نبيا معناه انه فضل البعد عن مظاهر الفخامة و الابهة و العظمة الظاهرية المصاحب للملك و التاج و فضل الزهد و التواضع على ذلك و ليس المقصود عدم وجود الدولة كما انه في عهده صلى الله عليه وسلم كان يكتب اسماء المجاهدين الذين يخرجون جهادا في سبيل الله و هذه بداية الديوان و لكل مقام مقال
2.يقول الكاتب :نعود للسيد الرئيس، فنجده، قد أعلن في ختام خطبة له بقرية الكباشي، على رؤوس الأشهاد، أنه إما أن يعود للإسلام مجده، او أن تراق فيه الدماء!!
تعليق : هذا نموذج من الخلط العجيب بين الشريعة أو الدولة الاسلامية و نظام البشير الذي تخلى عن أهم صفة تمتعت بها الدولة الاسلامية الا و هي حماية حدودها و دحر اعدائها بينما نجد نظام البشير أضاع جزءا من البيلاد و سمح لعشرات الالاف من جيوش الدول القريبة و البعيدة باقامة ممعسكرات و ثكنات داخل السودان و آخرهم القوات الاثيوبية مع ملاحظة ان اغلب هؤلاء الجنود من غير المسلمين
ظهرت هذه الايام ظاهرة التنصير فى وسط السودان وبصورة لم تحدث من قبل وهذه الظاهرة مردها الى ان الكيزان اساءوا استخدام الدين وتاجروا به ليحققوا مكاسب دنيويه وسلطوية بحته مما افقد الناس المصداقيه فيهم وفى الدين …
هناك العديد من الملاحظات على الحلقتين فالكاتب يعاني من متلازمة تركيب مزجي يمزج الفكر بالعاطفة,فاضحى الغموض يخيم على طبيعة المقال هل هو نقد فكري ام مقال سياسي ام تعبير عن احباط نفسي تجاه النظام الجاثم على مقدرات سوداننا الحبيب عموما لدي الملاحظات التالية:
1.قال الكاتب “معلوم أن النبي (صلى الله عليه و سلم) الكريم، قد خير بين أن يكون نبيا ملكا، أو نبيا عبدا، فاختار أن يكون نبيا عبدا لها ” ثم ذكر “ولم يحصل قط، أنه عليه السلام، قد خاطبه أصحابه، طيلة بقاء نفسه الطاهرة في إهاب الهيكل البشري، أثناء بعثته المشرفة ، لمدة ثلاث وعشرين سنة، بأي لفظ يدل على الملك ، أو الحكم أو الرئاسة”
تعليق :قول الكاتب انه لم يخاطب أحد من الصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم بلفظ يدل على الملك أو الرئاسة و اتخاذ ذلك ذريعة لنفي الدولة الااسلامية و الادعاء بان الحكم، وظيفة دنيوية مدنية لا علاقة لها بالدين , قول الكاتب هذا يفصح عن جهل عظيم بدين الاسلام و بمقام المصطفى صلى الله عليه و سلم و ذلك لأن
أولا : مقام الرسالة أشمل و أعظم من مقام الملك أو الرئاسة لذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يخاطبون النبي صلى الله عليه و سلم بأعلى الالقاب و الاحوال ال وهو لقب الرسالة و من المعلوم بان طاعة الرسول مقدمة على طاعة كل الخلق ملوكا كانوا او سوقة ,علماء كانوا أو من عامة الناس
ثانيا:مخاطبة النبي صلى الله عليه و سلم بلقب يدل على الرئاسة فيه انتقاص لمقامه و تعريض بنبوته
ومشابهة لكفار قريش فقد عرضوا عليه الرئاسة مقابل تخليه عن الرسالة لذا و جب تجنب ذلك
ثالثا:ان تعامل صحابةمع رسول الله جسد معنى امتزااج الحب مع التعظيم والمهابة وهذا المعنى هوالذي جعل عروة بن مسعود الثقفي (وهو الذي ارسلته قريش ليروا ماذا يفعلون برسول الله عندما قدم الى العمرة من المدينة مع اصحابه منزوعي السلاح).لما عاد الى قومه يقول لهم:”اطيعوني ياقوم.ولاتقاتلوهم.” فقيل له:” أصبئت؟ هل سحرك محمد؟ ” فقال لهم:”لا.ولكني دخلت على كسرى في ملكه وعلى قيصر في ملكه وعلى النجاشي في ملكه ولكني لم ارى احدا يعظم احداكتعظيم اصحاب محمد لمحمد.يا قوم انه ما تكلم كلمة الا كلهم أذان صاغية .يا قوم انهم يجلسون بين يديه وكأن على روؤسهم الطير” فهذه هو الاحترام و التوقير و دين الدولة الحقيقي
2.قال الكاتب “معلوم أن النبي الكريم، قدقال في حديث تأبير النخل، وتلقيحها قولته المشهورة، التي سارت بها الركبان: ” أنتم أعلم بإمور دنياكم” وهذا تأكيد لما سبق أن قررناه من أن الزراعة، وكل أمور الدنيا، من سياسة وحكم وإدارة وصناعة، وتجارة، لا تقع في دائرة المسائل الدينية، والتي هي امور روحية”
تعليق: هذا الحديث على عكس ما يريده الكاتب يبين أن الاسلام دين و دولة فلقد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يقضي بين الناس و يبين لمبعوثيه كيفية القضاء بين الناس كما فعل مع علي ابن طالب عندما ارسله الى اليمن و كانصلى الله عليه و سلم القائد الاعلى للجيش و هناك الكثير من الاحاديث في الحكم و البيعة مثل حديث العرباض بن سارية
قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ، وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع ، فأوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي ، وقال حديث حسن صحيح .
لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم في شئون الحكم و القضاء انتم اعلم بشئون دنياكم و لكنه قاله في تأبير النخل لان مسألة تلقيح النحل مسألة فنية بحتة يتوصل اليها بالبحث و اعمال العقل و باستطاعة أي انسان بغض النظر عن دبنه الوصول الى نفس النتيجة ,فالغرض من هذا الحديث هو توجيه المسلمين الى اعمال العقل و الى البحث و اتخاذ الاسلوب التجريبي فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية و الاعمال الفنية البحتة و هذا ما فهمه المسلمون فكانوا أول من ابدع المنهج التجريبي الذي حرر العلوم الطبيعية من تابوت الفلاسفة و تخرصاتهم و لهذا لم ينشأ صراع بين الدولة الاسلامية و علماء الدين الاسلامي و العلومالطبيعية الحديثة كما حصل بين الكنيسة و علماء النهضة الاوربية فنتج عن ذلك الخطل العلمانية و الالحاد
3.. ذكر كاتب المقال قي المقال السابق :يزعمون ان الزكاة ذات المقادير عبادة، فهل تحتاج العبادة إلى إقامة دولة، وإلى وضع دستور، وتشريع قوانين ؟ هل تحتاج الصلاة وسائر العبادات ، والمعاملات بين العبد والرب، لدستور!! اللهم لا و يقول في موضع ءاخرفهل يوجد عاقل، يقول بجعل زكاة إسماعيل وعيسى عليهما السلام، دستورا وقانونا !!
الرد :أولا:نقول له هل يحتاج جمع الضرائب في الدولة الغربية الى اقامة دولة ؟ الاجابة نعم و بنفس المنطق الزكاة
ثانيا: العبادة في المصطلح الاسلامي يقصد بها كل ما يحبه الله و يرضاه و منها ما هو بين العبد و ربه مثل النوافل و منها ما هو بين العبد و ربه و لكن على الدولة توفير الجو المناسب مثل منع مظاهر الافطار العلنية في رمضان و منها ما يتعلق بحقوق العباد كالزكاة و المعاملات بشكل عام فهنا للدولة الحق في التدخل لاعطاء كل ذي حق حقه
ثالثا هناك الكثير من الايات و الاحاديث التي تدل على وجوب الزكاة مثل قوله تعالى ” و أقيموا الصلاة و ءاتوا الزكاة و أطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ”
و الحديث المشهور بني الاسلام على خمس و ذكر منا ايتاء الزكاة و السؤال المطلوب :هل يوجد عاقل ينكر شرعية الزكاة و فرضيتها عقيدة و شريعة؟
رابعاا :أما الدستور الذي يتشدق به الكاتب و لا يعرف معناه فهو ببساطة ما ارتضاه الشعب ليحتكم اليه ليس الا فالدستور ليس مخلوقا له روح و ليس جهازا من مخترعات العصر الحديث ذات التقنية العالية و قد ارتضى المسلمون الاحتكام الى شرع الله حيث أوجب الله ذلك عليهم فما هو مصدر احتجاج الكاتب
خامسا : من المعلوم ان الصلاة التي فرضت على اليهود كما ورد في حديث الاسراء و المعراج كانت ثلاثةفروض في اليوم و الليلة بينما فرض علينا نحن المسلمين خمس صلوات في اليوم و الليلة فكما جاز ان يكون هناك اخ في كيفية الصلاة جاز ان يكون هناك اختلاف في كيفية الزكاة
!!من أكبر جرائم الكيزان في السودان أنهم فتحوا باباً كبيراً تهاجم به الشريعة ويفتن الناس بسبب ذلك في دينهم!!
أولاً يجب التفريق بين مفهوم “الدولة الدينية” التي يعنون بها الكاتب مقاله وبين مبداء تطبيق الشريعة، فالدولة الدينية (الثيوقراطية) بنموذجها الاوروبي الذي كان يتمثل في حكم الحاكم بأمر الله وبإسمه كما كانت تقول الكنيسة وبالتالي لا يجوز الاعتراض عليه، وكان فيها البابا هو من يوزع صكوك الغفران بإسم الله، هي فعلاً مرفوضة في الاسلام بإجماع الجميع. وأما تطبيق الشريعة فهو أمر آخر حيث أنها تحوي أحكاماً تلزم الحاكم ولا تجعل منه حاكماً بإسم الله أو بأمر الله كما يحدث في الدولة الدينية (الثيوقراطية) بل وتحض على الوقوف أمام الحاكم إذا جاوز شرع الله أو ظلم وطغى فتجعل ذلك من “خير الجهاد”.
وصراحة لم تتح لي فرصة للقراءة والرد على المقال الاول المذكور بمقال الكاتب هنا، والذي قال فيه بأنه إستشهد بآيات القرآن على أنه لا دولة دينية بالاسلام، ولكني أقول أختصاراً، لو أنه لم يكن القرآن يحوي أحكاماً ملزمة ولم يكن الالتزام بها واجباً، فلماذا يكثر في القرآن الأمر والحض على ضرورة طاعة أوامر الله وحكمه ومراعاة أحكامه. فإما أن نقول أن بالقرآن أحكام من الله واجبة التنفيذ و يكون هذا هو المعني بضرورة الإتباع بآيات كثيرة، وإما أن نقول بأن القرآن لا يحتوي على أوامر واجبة التنفيذ بزماننا (كما يصور البعض) وبالتالي فلا معنى للآيات التي تتحدث عن ضرورة الالتزام بأوامر الله وحكمه، ويصبح هذا القرآن هو مجرد كتاب عن قصص وحكاوي السابقين فقط لا غير (عياذاً بالله) !
ما معنى آيات مثل (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ). ومثل: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ومثل: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ومثل: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)؟
ومن سيقول بأنها آيات خاصة بأقوام سابقين فسأتغاضى عن عدم صحة هذا القول، ولكن بالمقابل فإن ما كان يفعله هؤلاء السابقون حسب الآية واضح جداً وهو (عدم الحكم بما انزل الله)، وبالتالي من يفعل مثل فعلهم فسينطبق عليه نفس الحكم. فعندما يرتكب عمر البشير الجريمة وننتقدها جميعاً، فإن الإنتقاد صادر عن كونها جريمة وليس فقط لان عمر البشير هو من فعلها، وبالتالي فإن كل من يفعل مثل ما يفعله عمر البشير فهو جدير بنفس الانتقاد والحكم.
وأما بالنسبة لما أورده الكاتب بهذا المقال للإستشهاد على بطلان فكرة تطبيق الشريعة (رغم إستخدامه لعنوان مضلل وتستره تحت عباءة بطلان الدولة الدينية “الثيوقراطية”) فسأحاول الرد عليه بتعليق آخر، ولكنني لاحظت أن الكاتب إعتمد على منطق أن الأمر أو الشئ إذا لم يكن موجوداً بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو لم يفعله تحت نفس المسمى أو لم يسميه كذا وكذا فهو بالتالي غير واجب علينا، وهذا منطق غريب لأن الكاتب يعلم أن إختلاف المسميات عبر الأزمان لا يقتضي بطلان المفاهيم أو الاحكام أو نقضها. وبهذا المنطق فسنجد أن ربا البنوك ليس حراماً لأنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن هناك بنوك، و سارق آلات الصراف الآلي لا حد عليه لأنه لم تكن هناك آلات صرف آلي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأيضاً يمكن القول بأن المصحف المطبوع إلكترونياً الآن ليس قرآناً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطبع القرآن إلكترونياً، وقس على ذلك من الامثلة وتصور لما سيوصلنا له مثل هذا المنطق!
وغرابة الامثلة المضروبة أعلاه نابعة من غرابة المنطق الذي أستخدمه الكاتب والمبنية عليه هذه الامثلة، وبالتالي فمن قبل بمنطق الكاتب فعليه قبول منطقية ما بهذه الامثلة وليس له إنتقاد عدم منطقيتها لأنها مبنية على حقيقة أن كل ما ذكرته لم يكن موجوداً بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو لم يكن يحمل الإسم الذي ذكرته!!
وعوماً تلخيص ما سبق هو أنه من الواضح جداً أن الحكم على ما هو واجب وما هو غير واجب لا علاقة له بمسميات الاشياء بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن المرجع هو المفهوم المراد من قوله أو فعله (سنته) أو من آيات القرآن. ولذلك فقد وضع العلماء باباً كبيراً وأجتهدوا فيه سموه “مقاصد الشريعة” حيث أن فهم المقصد من كل حكم مهم جداً قبل إطلاق الكلام على عواهنه وليس الموضوع بهذه البساطة (المخلة) التي أتبعها الكاتب للإستدلال على رأيه!
وأما الخوض في الصحابة إستدلالاً ببعض الشبهات من الاخبار الكاذبة أو التحريف لمضمون ومعنى الاحداث مثل ما ورد في كتب الفرق المنحرفة كالشيعة الذين نشطوا في السودان في ظل علاقة الكيزان المريبة مع أيران، فهو أمر لن أطيل الحديث فيه ولكني سأقول بأختصار: أن الكاتب رغم محاولته لحفظ مقامات الصحابة ولكنه يستدل بشبهات مكررة مثل ما حدث سقيفة بني ساعدة والتي إنتهت على عكس ما يصور الكاتب برضاء جميع الاطراف (الانصار والمهاجرين)، أو شبهة عدم رضاء فاطمة الزهراء وعلي رضي الله عنه عن خلافة أبي بكر وهو أمر قد تم الرد عليه آلاف المرات وثبت عدم صحته، وغيرها من الشبهات. وبالتالي فإن الأولى عدم أيراد هذه الشبهات على الأقل من الباب العلمية حيث أنه ولا الكاتب ولا غيره يستطيعون إثبات صحتها لأن الأدلة التي تثبت عدم صحتها هي الأكثر، وبالتالي فالأولى هو الاقتداء بالقرآن والسنة التي بين أيدينا وبأفعال الصحابة الموافقة لهذين المصدرين (بعيداً عن الشبهات المكررة). وأما البحث عن الشبهات وترديدها للإستدلال على قول أو رأي فهو أمر خطير قد يؤدي الى فتنة البعض بدينهم والعياذ بالله.
ولو أذن المولى فسأرد على هذه النقاط عن خلافة أبي بكر (حادثة سقيفة بني ساعدة) وخلافة عمر والفتنة الكبرى التي حدثت وغيرها من النقاط التي أوردها الكاتب، وسأبين بالتفصيل إن شاء الله عدم صحة ما يكرره الكاتب وما قد كرره من قبله العديد ولم يغير شيئاً!
(لاحظت أن الكاتب يكتب من البحرين بعد الإنتها من كتابة هذا التعليق، ودون الخوض في النيات فهذا يفسر قليلاً سبب أن العديد من إستشهاداته مأخوذة من أقوال الشيعة، والذين كما يعرف الجميع يتواجدون بكثرة وينشطون بالبحرين!!)
انا عايز من الحكومة توفر لى الامن والتعليم والصحة والبنيات التحتية ودار للعبادة كمان، بس حكاية فرض رؤية دينية واحدة لبلد متعدد الاديان والثقافات دى فكرة ما فى محلها.. والسودان فيه اكثر من دين، والمفروض يكون الدستور مدنى بعيداً عن رؤية دين واحد.. حتى لو فرضنا انو الاسلام دين الاغلبية فان شئون الحكم دى امور دنيوية لتنظيم الحياة العامة مش للتسلط على المواطنين بإسم الشريعة.. مع انو قانون العقوبات والقانون الشرعى بيحتوى على كثير من المواد المستمدة من كتب الدين الخاصة باصحاب كل ديانة.. بما انو الدين لله والوطن للجميع، بتفرق شنو اذا كان رئيس الجمهورية صوفى لابس مرقوعة وشايل سبحة كاررة فى الواطة ولّلا انصارى بى طاقية ام قرون وللا سلفى لابس ليهو جكسة فى خط ستة وللا مسيحى معلق صليب شبرين فى شبر.. طبعاً القانون المدنى بيمنع لبس الرموز الدينية لشاغلى المناصب الدستورية وموظفى الخدمة العامة اثناء الدوام الرسمى، بس للتوضيح انو اى زول حر فى دينو.. اهم شئ انو الحكم يكون عادل ويحقق الرخاء والامان للمواطنين مش نملأ الدنيا صراخ وعياط مهددين ومتوعدين الدولة الفلانية بالعذاب والدولة العلانية بالسواطير.. انحنا بيجمعنا الوطن مش الدين عشان كده الحكومة تشوف شغلها فى خدمة المواطنين و المؤسسات الدينية ليهم شغلهم الدينى..
نحنا حنقعد نتجادل كده فى مسألة الشريعة والعلمانية لغاية ما البلد تتفتفت زى كيمان الكمونية!!.. وتكون آخر صيحة فى موضة الانفصال دولة اسلامية أُم شريعة وتانية أُم من غير شريعة، دولة مسيحية، دولة كجورية، دولة لا دينية….
المتاجرة بالدين…!
د . يوسف أبا الخيل
ولأن الدعوة تحولت على يدي بعض الدعاة إلى سلعة لها ثمن ، فمن الطبيعي أن تخضع في سبيل توزيعها في وسط المستهلكين لنفس المنطق الذي تقتضيه آليات الترويج التجاري البحت ، وهي آليات تعتمد ترويج السلع عبر مغازلة وجدان الجمهور المستهلك . لذا ، واتساقاً مع هذا المنطق الترويجي الذي يستهدف تمرير رسائل وجدانية تساعد على القبض على أعلى قدر من الاستجابة ، فلا غرابة في أن نجد كثيراً من الدعاة والوعاظ وقد نفروا يتوسلون طرائق غاية في دغدغة المشاعر الطفولية.
نجد مثلاً لتلك الطرائق فيما ذكره الأستاذ: مشعل السديري في مقال له بعنوان: “أصحاب اللحوم المسمومة” نشره في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ (14/8/2010م) من أن ” أن أحد الصحافيين الخبثاء فضح أحد هؤلاء الدعاة عندما قرأ مسودة محاضرته قبل أن يلقيها, ويقول بالحرف الواحد: كنت أقرأ أمامي وقفات كتبها ذلك الشيخ الداعية، فبعد كل عدة أسطر وجدته يكتب ملاحظة:(هنا يجب أن أرفع صوتي, أو هنا يجب أن أبتسم, أو هنا يجب أن أبكي), أي أن المسألة كلها تمثيل وضحك على الذقون. ويمضي ذلك الصحافي قائلا: إن ذلك الداعية بعد أن انتهى من محاضرته تلك أتيته قائلا: أراك يا فضيلة الشيخ قد ذرفتَ هذه الليلة دموعا كثيرة, وتفاجأت برده وكأنه يلقمني حجرا عندما أجابني من دون أي خجل ، ومن دون أن يرف له رمش قائلا لي: نعم إنها دموع نحشد بها الجماهير “. ونتيجة لمثل هذه السيناريوهات التي تتغيأ السيطرة على عواطف جمهور متدين بالفطرة ، فقد ارتفعت أسعار الدعاة إلى الحد الذي أصبحت تحسب فيه ، وفقاً للكاتب ” بعشرات الآلاف من الريالات وذلك في المحاضرة الواحدة التي لا تزيد مدتها على ساعتين فقط ” مقابل ” كلام في كلام في كلام يطير في الهواء. بل إن بعضهم يخفي رأيه أمام العامة، فيقول في منبر دروسه رأيا ثم يناقضه في مجلسه الخاص ، ويقول للحاضرين: إن ما قلته خاص (بالعامة)، والصواب هو كذا وكذا. وهذا معروف وموثق ومحفوظ ، بل ومسجل بالصوت والصورة “.
المسألة لم تعد مجرد أخذ أجرة محدودة بالحاجة للمال, بل تعدتْها إلى أن تكون عبارة عن صفقات تجارية يتخللها مفاوضات مسبقة, معرضة للاتفاق كما للاختلاف, والفيصل في كلا الأمرين الاتفاق والاختلاف هو المال
من جانبه, لاحظ الزميل الدكتور: عبدالله العسكر في مقال له في هذه الجريدة( الرياض ) عنْوَنَه ب(الفتوى وما آلت إليه), أن الفتيا”غدت عملاً يمكن للشخص التفرغ له، والكسب من ورائه. بينما الفقيه في عصور الإسلام الأولى لا يمكنه أن يتكسب من علمه الشرعي. وحيث غدت الفتيا مهنة، فقد كثر الذين امتهنوها، ثم زاد الطلب على من لديه القدرة على إصدار الآراء الشخصية ودفعها للجمهور على أنها فتوى يجب الأخذ بها، ثم توسع المفتون وطفقوا يبحثون في التراكمات الفقهية، ويستخرجون شواذ الآراء، والأفكار، والتعليقات، والتهميشات والأحلام، يخرجونها للناس، ثم توسعوا أكثر عندما وضعوا في روع الناس ضرورة سؤال أهل العلم (هكذا يسمون أنفسهم) عن كل صغيرة وكبيرة، ثم زادوا بأنهم يصدرون عن فقه وتخصص، وأنهم يوقعون عن الله سبحانه وتعالى. وأخيراً تعاقدوا مع الفضائيات، وانتشروا وأثروا. والله يرزق من يشاء!”.
لكن الأمر الذي لا يريد أولئك الدعاة/التجار مناقشته أو الاقتراب من حماه هو أن تلك المداخيل الوافرة من الانتظام في سلك الدعوة, لا تخلو من شائبة, بل شوائب كثيرة, تتعلق بمسألة حلها . ذلك أن أخذ الجُعْل على تعليم شيء من أحكام الدين, إفتاءً أو وعظاً أوإرشادا, مما اختلف فيه الفقهاء في حِله, بل, إن بعضهم مال إلى جانب تحريمه تحريماً مطلقا. فقد رأى الإمام القرطبي في قول الله تعالى:”ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإياي فاتقون”, أن” هَذِهِ الآية وَإِنْ كَانَتْ خَاصَّة بِبَنِي إِسْرَائِيل فَهِيَ تَتَنَاوَل مَنْ فَعَلَ فِعْلهمْ. فَمَنْ اِمْتَنَعَ مِنْ تَعْلِيم مَا وَجَبَ علَيْهِ أَو أَدَاءِ مَا عَلِمَهُ وَقَدْ تَعَيَّنَ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْخُذ عَلَيْهِ أَجْرًا فَقَدْ دَخَلَ فِي مُقْتَضَى الآية وَاَللَّه أَعْلَم”. إضافة إلى ذلك, فقد أورد جملة من الأحاديث النبوية التي تسير في الاتجاه ذاته, اتجاه حرمة أخذ العوض من تعليم الدين. منها ما رواه أَبُو دَاوُد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لا يَتَعَلَّمهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا لَمْ يَجِد عَرْف الْجَنَّة يَوْم الْقِيَامَة”. ومنها حديث أَبي هُرَيْرَة أيضاً قَالَ: قُلْت يَا رَسُول اللَّه مَا تَقُول فِي الْمُعَلِّمِينَ قَالَ”دِرْهَمهمْ حَرَام وَثَوْبهمْ سُحْت وَكَلامهمْ رِيَاء”. وكذلك, ما رواه عُبَادَة بْن الصَّامِت قَالَ : عَلَّمْت نَاسًا مِنْ أَهْل الصُّفَّة الْقُرْآن وَالْكِتَابَة , فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُل مِنْهُمْ قَوْسًا فَقُلْت : لَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيل اللَّه. فَسَأَلْت عَنْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:”إِنْ سَرَّك أَنْ تُطَوَّق بِهَا طَوْقًا مِنْ نَار فَاقْبَلْهَا”.
وهذه الأحاديث, وإن كان يشوب أسانيدَها شيء من الضعف, إلا ابن تيمية فصَّل القول في موضوع أخذ الأجرة على تعليم الدين في المسألة رقم(204/30) من مجموع الفتاوى عندما سُئل عن”جواز أخذ الأجرة على تعليم شيء من أحكام الدين”. وبدون أن نخوض في التفاصيل التي ضمَّنها جوابه, فإن الناظر فيه سيجد أنه(=ابن تيمية) ناقش المسألة من وجهيها فمال, على ما يبدو, إلى ناحية عدم الجواز, معللاً موقفه ب”أن هذا العمل عبادة لله عزوجل, وإذا”عُمل للعوض لم يبق عبادة, كالصناعات التي تُعمل بالأجرة”, وبالتالي ف”لا يجوز إيقاعه على غير وجه العبادة لله, كما لا يجوز إيقاع الصلاة والصوم والقراءة على غير وجه العبادة لله, والاستئجار يخرجها عن ذلك”. مستدلاً على ما يقول بعدة آيات كريمات, منها قوله تعالى:”وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين”. وكذلك قوله تعالى:” قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين”. وكذلك قوله تعالى:” قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا”. وحين ناقش مسألة جواز أخذها ، أعني الأجرة ، ربطه بحاجة الداعية للمال ، وبأن يُعطى من بيت مال المسلمين فقط.
ومن نافلة القول أن آليات التكسب التي يستخدمها الدعاة حالياً هي أبعد ما تكون عن تلك القيود التي اشترطها ابن تيمية. فالمسألة لم تعد مجرد أخذ أجرة محدودة بالحاجة للمال, بل تعدتْها إلى أن تكون عبارة عن صفقات تجارية يتخللها مفاوضات مسبقة, معرضة للاتفاق كما للاختلاف, والفيصل في كلا الأمرين الاتفاق والاختلاف هو المال .. والمال وحده .. مستخدمين في سبيل ذلك طرقاً مـن الـنصـب والإحـتيال وإعمال الـحيل المتعددة لقبض الثمن, فمرة يقبضون ثمن المحاضرات أو الدورات التي يقيمونها(…) مرة واحدة عند انتهائها, ومرات أُخَر يقبضونها على أساس العمل بالقطعة/الساعة . وبعضهم يشترطون رعاة إعلاميين يقتسمون معهم أجور الرعاية الإعلامية إضافة إلى أجرهم الأساسي!
وليس ثمة مهرب من الاعتراف بأن نقد تحويل العمل الدعوي إلى بازار استثماري لا يمكن أن يجد له صدى لدى الأغلبيه من الدعاة / المستثمرين ، فهم في النهاية تجار يعرضون بضائعهم في سوق يخضع لقانون العرض والطلب ، وبالتالي ، فإن النقد يجب أن يوجه ناحية الارتقاء بذائقة المستهلكين الذين تحولوا إلى مناجم تدر ثروات طائلة في جيوب أولئك الدعاةالمتحـايلين مقابل مـا يبيـعـونه لـهم مـن أي كــلام .
أتابع الرد على النقاط التي طرحها الكاتب بإختصار (بإذن الله) وهي:-
* (( نبي الإسلام العظيم لم يكن ملكا ، ولا رئيسا، ولا حاكما، ولم يكن يخاطب إلا بالرسول وبالنبي، وبالأسماء الأخرى التي تدل على التبجيل والإشراق، وعلى التعليم والإرشاد )):
عندما تخاطب أي شخص له عدة ألقاب بواحد منها (أعلاها شأناً مثلاً) فإن ذلك لن ينفي عنه بقية الالقاب او الصفات. ونبي الاسلام صلى الله عليه وسلم كان يمارس قيادة الدولة ويدير شؤونها من العسكرية حتى المدنية كما هو معلوم من سيرته. وأما ما روي عن أنه كان ينهي عن وصفه أو معاملته كالملوك، فأعتقد بأن المعنى واضح وهو تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على صفة النبوة على أي صفة أخرى ولكن هذا لم يتعارض مع أنه كان يقوم بمهام هذه الوظائف (الأدوار) الأخرى.
كما أنه صلى الله عليه وسلم كان متواضعاً لذا رفض صفة الملك التي إرتبطت بالتكبر ووجود الحاشية والبعد عن الناس، وليست كلها من صفاته صلى الله عليه وسلم ولا مما يحبه.
الشاهد في الأمر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان هو القائد الفعلي للدولة وفقاً لأفعاله المعروفة بسيرته وبغض النظر عن المسميات، فلماذا تكررون هذا الاستدلال الذي لا علاقة له بما تحاولون إثباته عن بطلان الشريعة!
بل أنه صلى الله عليه وسلم قد كانت له العديد من الاحاديث التي تتناول موضوع الحكم وتضع معاييراً له، مثل ((إنا لا نولي أمرنا هذا من طلبه)) أو حديث ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به)) أو حديث (( ما من أمير يلي أمور المسلمين ، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة)) أوغيرها من الاحاديث.
بالاضافة للحديث الذي يتغافل عنه جماعة “فصل الدين عن الدولة (والحياة)” والذي يلخص ما يحدث الآن بزماننا من دعوات وأفكار مثل خاصتهم، وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، وأولهن نقضاً “الحكم” وآخرهن الصلاة ).
وأعتقد أن الحديث لا يحتاج الى تعليق!!
* ((نبي الإسلام العظيم، لم ينظم دواوين حكومة أو بلاط دولة، ولم يدبج موسوعة قوانين )):
نبي الاسلام العظيم صلى الله عليه وسلم نظم شؤون الدولة العسكرية فقاد الجيش بنفسه أحياناً (الغزوات) أو أشرف على تعيين قياداته ووضع الخطط (السرايا)، وقام أيضاً بالاشراف على أموال الدولة ومتابعة أوجه صرفها وتعيين المسؤلين عن ذلك ووضع القواعد لهم، وغيرها الكثير من الأسس التنظيمية للدولة التي قام بها صلى الله عليه وسلم. فكون أنه لم تكن هناك يافطة لـ (وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي) أو (وزارة مجلس الوزراء) بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم ليس دليلاً على إلغاء فكرة الحكم بشرع الله (الشريعة).
* ((الحكومة الدينية ليست فريضة، ولا ركنا من إركان الإسلام )):
ومنطق الكاتب هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضمن الحكم ضمن أركان الاسلام الخمسة. فأي منطق هذا بالله عليك؟!
إذاً محاربة السرقة والربا والزنا وشرب الخمر و و و و ليست من الاسلام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجعلها من ضمان أركان الاسلام الخمسة.
وبهذه المناسبة، إبحث عن مقتضيات وحقوق الشهادة (الركن الأول) وستعرف لماذا لم يتم ذكر ما قلته أنت (الحكم بما أنزل الله) وما قلته أنا من امثلة كأركان أخرى بالاسلام، وستفهم أن كل هذه الاشياء هي من مقتضيات هذه الشهادة لأنها تسليم بأمر الله ومطلق صحته!!
وأبحث أيضاً عن الفرق بين “إقامة” الصلاة (الركن الثاني) وبين “أداء” الصلاة!
ومرة أخرى، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، وأولهن نقضاً “الحكم” وآخرهن الصلاة ))
* ((ما هو شكل الحكومة الإسلامية المزعومة؟ )):
ويبني الكاتب منطقه على أنه لا توجد بالاسلام تفاصيل توضح شكل الحكم (كونفدرالي، فدرالي، رأسمالي، إشتراكي …الخ) وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوضح طريقة إختيار الحاكم!
وهذه هي المشكلة، فأنتم تعاملون الشريعة ومصادرها (القرآن والسنة) كأنها كتالوج تلفزيون يجب أن يكون به كل إرشادات المستخدم!
شكل الدولة الاسلامية هي الدولة التي تلتزم بأوامر الله وشريعته. وتشمل هذه الشريعة أموراً تم تحديدها بكلياتها ( الاطار العام لها) وتم ترك طريقة التنفيذ (التفاصيل) للناس فيها، وأموراً أخرى تم تحديدها بالتفصيل مثل الحدود والحلال والحرام وهذه ليس لأحد أن يغير فيها، وأمور أخرى تم السكوت عنها (منطقة العفو) وهي تمثل معظم الشريعة والتي تركت الامر للناس تماماً ليجتهدوا فيه.
وأما الدولة التي تريد أن تلقي وتضرب عرض الحائط بكل ما أنزله الله في كتابه من شريعة سواء أن كان مجملاً (عاما) أو مفصلاً (كالحلال والحرام والحدود) مما ذكر أعلاه، فبغض النظر عن تسميت هذه الدولة فإنه بالتأكيد لا علاقة لها بالقرآن والسنة اللتين أكثرت الإستشهاد منهما.
* ((كيف تمت بيعة أبي بكر؟ )):
الشيعة وأشباههم هم من يفسر أحداث سقيفة بني ساعدة بمثل ما قلته بمقالك وقد تم الرد على هذه الشبهات آلاف المرات، ولكن للأسف أصبح بعضنا يقراء لأي من كان ويبتلع بجوفه ما يقراء دون تمييز المفيد من الزبد الجفاء. وسأعود لهذا بشئ من التفصيل بإذن الله إختصاراً لهذا التعليق بالاضافة الى “خلافة عمر” و”الفتنة الكبرى”.
* ((كيف كان يخاطب النبي الكريم الملوك والأباطرة المعاصرين له؟ وهل كان يطلب منهم إقامة حكومة إسلامية؟ )):
ومنطق الكاتب هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خاطب الملوك لدعوتهم للاسلام ولم يذكر شيئاً عن إقامة حكومة إسلامية!!
ومعلوم أن دخول الشخص في الاسلام يقتضي الالتزام بقواعد وأسس الاسلام والتي من ضمنها (الحكم بما أنزل الله). وعليه فإنه صلى الله عليه وسلم كان يدعوا الملوك وغيرهم الى الإسلام، ومن يستجيب منهم يعلمه صلى الله عليه وسلم قواعد هذا الاسلام وفقاً لما أمر به الله تعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
* ((أنتم أعلم بأمور دنياكم )):
كالعادة، فهذا الحديث هو حجة كل من يريد الطعن في حكم الشريعة!!
ألم يقل أيضاً (نحن لا نولي أمرنا هذا من طلبه) أو (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً وشق عليهم فشق عليه) وغيرها من الاحاديث التي تتناول مفاهيم متعلقة بالحكم؟ ألم يقل أيضاً:
( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة )!!
عموماً، هذا الحديث الذي قيل في شأن النخيل يقصد به أمور الدنيا التي لم يأمرنا الله بشئ فيها، وأما ما أمر به بشئ من الله أو رسوله فلا تنظير يجوز فيهم لأي بشر.
قال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ) [الأحزاب : 36]
* ((النبي الكريم يضع الأساس الديني لإلغاء الجهاد )):
الفقرة تحت هذا العنوان لا علاقة لها بالموضوع وتفسير الآية هو فعلاً التفسير المنحرف لمحمود ومن قبله بعض غلاة الصوفية الذين تأثر بهم. فالآية بسورة [فصلت : 53] (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) تعني ببساطة أن الله تعالى سيري الناس العلامات والايات التي تدل على أن كتابه (القرآن) وما فيه هو الحق، حيث أنه تعالى سيريهم هذه العلامات المتجدد إستكشافها عبر الازمان والتي تدل عليه وعلى صدق ما أنزل بكتابه في الآفاق وما فيها من خلق وعجائب، وفي نفس البشر وما في خلقهم من عجائب وحكم، ثم تختم الاية بالإستنكار عن حوجة الانسان لمثل هذه الادلة لمعرفة صدق كتب الله رغم ان الهم عز وجل قد شهد (وهو الشهيد على كل شئ) على صدق هذا الكتاب، وكفى به شهيداً.
وأما الآيات التي شرعت الجهاد فلم تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وخصته بهذه الرخصة دون المسلمين كما تقول، بل أنها خاطبت عموم المسلمين لدفع الظلم من الآخرين بما في ذلك منع تبليغ دعوة الله (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) [الحج : 39]
وأما ما يفعله عمر البشير فإن الطفل يعلم الفرق بينه وبين شرع الله، فلا تتاجروا بمعارضتهم لبيع سلعتكم وإلا فلا فرق بينكم وبينهم.
وبالمناسبة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك في القتال، وقد شجت رباعيته في غزوة أحد كما هو معلوم.
* ((النبي الكريم يضع الأساس الديني لإلغاء الحدود )):
فعلاً غريب هو المنطق الذي يريد الكاتب أن يقنعنا من خلاله بأفكاره. درء الحدود بالشبهات لتجنب إسقاط الحد على شخص ظلماً لأي سبب يختلف تماماً في معناه عن إلغاء الحدود التي أمر بها الله تعالى في كتابه بالمزاج هكذا وإتباعاً للهوى.
وبمنطقك هذا فسيأتي أحد ليقول لنا بأن العبارة المتداولة قانونياً “المتهم برئ حتى تثبت إدانته”، تعني وجوب إلغاء كافة القوانين وتبرئة كافة المجرمين والمدانين وإطلاقهم!!
* ((ما شأن الأنبياء الذين مارسوا بعض الأدوار الإدارية؟ )):
تحت هذه الفقرة خلط عجيب بين الدين وأفعال عمر البشير وزمرته، وكذلك بين حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كبشر وبين تطبيقه لأوامر الله وحكمه في كل ما حكم به سواء ان كان متعلقاً بحكم أو بتجارة أو بغيره. ومعروف أن تصرفات وخلق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شؤون حياته (نبوة، قيادة الدولة، التجارة، الخ) كانت جميعها قائمة على طاعة الله في ما أمر به والاجتهاد في ما تركه للبشر ليجتهدوا فيه، لذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم: (كان خلقه القرآن).
وأما عبارة ” نحن في لذة، لو علمها الملوك ، لجالدونا عليها بالسيوف” التي أستشهدت بها، فقد عنى بها قائلها لذة الايمان الناتجة عن طاعة الله سبحانه وتعالى في كل أوامره والإنتهاء عن كل نواهيه، وليس اللذة الناتجة عن التعالي على أمر الله بحجج أنها لا تصلح لزماننا وأنما تصلح للقرن السابع فقط كما يقول أستاذك محمود.
وأعتقد (والله أعلم) أن قائل العبارة لو علم بأن من يتكبر على أوامر الله بحجة عدم صلاحيتها سيستشهد بعبارته هذه لما قالها!!
* ((طالع سعد وفأل حسن )):
أسأل الله أن يعصمنا في ديننا وأن يجنبنا الفتن وشرورها وأن يعيننا على طاعة أمره وعدم التكبر عليه وإلا لكان طالعنا جميعاً أسود مما تتصور ولسلط علينا من كان بالنسبة له عمر البشير وأمثاله ملائكة!!!!
فيما يتعلق بالدولة الاسلامية انا أرى أنه يجب علينا ان لا نتأثر بالغرب و نقول أن الاسلام يحارب الدولة الدينية فالغرب له دينه و لنا نحن المسلمين ديننا و اذا كانت دولتهم الدينية الثيوقراطية باطلة فدولتنا الاسلاميةباذن الله موفقة.
و في الحقيقة ما يحاربه الاسلام هو استغلال الدين في اي مجال من مجالات الحياة سواء كان سياسة او تجارة أو حتى تعليما فقد ورد في حديث معنعن : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة
و قد جاء في الحديث: « ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ؛ أشيمط زان ، وعائل مستكبر ، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه » فهذا الرجل ملعون لانه استغل الحلف بالله لبيع بضاعته
و ورد ان عمر ابن الخطاب سأل رجلا عابدا كان أغلب وقته في المسجد كيف يجد قوته قاجابه الرجل بان أخاه يطعمه فرد عليه عمر رضي الله عنه ” أخوك خير منك” فالعبادة لا تمنع طلب الرزق و لا تدعو الى ذلك بل بالعكس طلب الرزق الحلال عبادة
و هناك خلط بين الجانب التشريعي للدولة الاسلامية و الجانب السياسي و التنفيذي فكل الفتن التي حدثت في الاسلام بما في ذلك تفرق المسلمين الى سنة و خوارج وشيعة سببها خلاف سياسي و بعضها أخطاء في أمور تنفيذية بحتة و من المعلوم ان اصلاح الاخطاء السياسية و التنفيذية يتم بالتربية الحسنة و الانضباط و اشاعة الوعي و التعليم و ليس بتغيير المنهج و الشريعة و لهذه الاسباب التنفيذية من التربية الحسنة و القيادة الرشيدة تفوق علينا الغرب لانهم عملوا و اتقنوا و نحن اكتفينا بالتنظير و التشدق و تزييف الحقائق و التزوير
الامر لله
ذى ما قال عبد الرحيم ود كلتوم
فى كل الازمان والعصور تم استغلال الدين للسيطره على الناس
مافيش حد يغشنا تانى
مافيش حاجه اسمها دين وسياسه ابدا
وكل الجهلاء والمهوسيين والمحترفين من النصابين هم من يريدون
استمرار هذا التجهيل على الناس الذين يصحو من هذه الغفله وينظروا اين هى
تحدياتهم الحياتيه بدلا ان يعيشو مثل المساطيل
عدد ايات القران اكثر من سته الف ايه مصطلح دوله جائت في سته ايات وكانت كلها تصب في التتداول .اما الدوله بمفهمها الحديث جائت في القرن السابع عشر وزكرها مكافيلي.الدوله الدينيه كارثه انسانيه .اذا اردنا ان نطبق دوله دينيه فعلي اي مذهب ناحذها مذهب صوفي ول سلفي ول شيعي ول تكفير هجره ول قاعده ول معتزله ول مذهب عباس هنداوي.ده شغله كتيره خلونا نطبق الاحلاق ونخلي الكذب والنفاق بتاع امه المساجد.ونكون ناس واقعين ونعتمد العلم لحل مشاكلنا .الدزله الدينيه الوصلتنا ليهو الانقاذ دي نتيجه حتيه للدوله الدينيه والمرحله الوصلتها الصومال والمرحله الوصلتها افقانستان .دي نتيجه حتميه لتسلط الدوله الدينيه كفايه ماسي دوله بني اميه ومظالم الدوله العباسيه وجبروت الدوله التركيه وتحلف تنظيم القاعده في دوله مالي واختفاء اثار دوله تمبكتو العظيمه في مالي. الاخلاق العاليه مامجتاجه شريعه محتاجه ضمير مش ذي ضمير رجال دين اهل الانقاذ تاني حندمر السودان بي تجربه دينيه جديده ونتهي من السودان الفضل بالله لوسمحتو اركان الاسلام الخمسه مامحتاجه دوله دينيه كارثيه تاني كفانا تخلف وكفانا ظلم ودايرين عدل وعيش وسلام وحريه وعداله اجتمايه ونجعل كل انسان يدخل الجنه بالطريقه التي يراها مناسبه
سوف يقرأه بعض الكيزان ولكن لن يفهمه أى كوز
الحكم بما أنزل الله من شروط صحة الركن الأول للإسلام و هو من مقتضيات لا إله إلا الله فلا تنشر الجهل بين الناس . عمر البشير و زمرته لا علاقة لهم بالإسلام فلا تصدعوا أدمغتنا بالكلام عنهم و كأنهم يمثلون هذا الدين . لا علاقة أبداً بين الدولة الدينية النصرانية في القرون الوسطى و تطبيق أحكام الله فلا تخلطوا المفاهيم . رسول الله صلى الله عليه و سلم كان حاكماً و قائداً ساس الدولة و أرسى دعائم العدل و جيَّش الجيوش و بعث البعوث و خاطب الملوك و خاض الحروب و كذلك كان خلفاؤه من بعده و هم أفهم الناس لدين الله و لما كان يعمله رسول الله . بإجماع علماءالمسلمين في كل العصور ، بدايةً بعصر الصحابة و انتهاءً بالعلماء المعاصرين من رفض أحكام الله جهراً و دعا إلى تنحيتها من حياة الناس فلا نصيب له من الإسلام لأن الإسلام كلٌّ لا يتجزأ ، فالكفر ببعضه كفرٌ بكله. ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين ) هذه الآية ترد على كل ما ذكر المتاب من ترهات لا أصل لها في دين الله … مرة أخرى الإنقاذ و رموزها لا علاقة لهم بالإسلام و المنهج لا يحاسب بخطأ الأفراد
قال المعلق قاضي “ما معنى آيات مثل (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ). ومثل: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ومثل: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ومثل: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)؟
قانونيون وفقهيون كثر قالوأ ان ذلك الحكم هو حكم القضاء وليس حكم رئيس او ملك..
ثانيا.. الآيات التى نزلت وفيها ومن لم يحكم بما أنزل الله وتنتهي ب فأولئك هم الفاسقون وهم الخ الخ الخ كانت تتحدث عن يهود ونصارى ولا أظن الكاتب يكون قد فات عليه تناول ذلك..
الرد على قاضي:أولا لو قرأت تفسير تلك الايات او تدبرتها ستعلم أن السلطة القضائية لا يكون لها تأثير من دون سلطة تنفيذية و لا يكون لها وجود من دون سند تشريعي أي الشريعة الاسلامية او القانون الوضعي .
تتمثل السلطة التنفيذية في الدولة اي السلطان فلو كان الحاكم شيوعي العقيدة فلن يقوم بتطبيق حد الخمر على شخص مدان و لزو جكم عليه الف قاض و لو كان القانون وضعيا فلن يحكم قاض بجلد شارب الخمر لان القانون لا يسمح له بذلك
ثانيا: لوقرأت سورة المائدة , ستجد ان بعد الايات الصلاث التي ذكرت انها عن اهل الكتاب ياتي قوله تعالى :” ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )
و المعنى واضح من حيق قال تعالى مخاطبا الرسول “فاحكم بينهم بما انزل الله” و هذا نص واضح في ان الايات التي قبل هذه و التي وردت في وصف أهل الكتاب ينطبق حكمها على المسلمين
قوله تعالى :(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ينطبق على كل من رفض حكم الله كما هو واضح من السياق حيث ورد ذلك بعد امر الله للنبي محمد صلى الله عليه و سلم ان يحكم بينهم بما انزل الله و بالتالي فما امر به النبي يصبح واجبا على المسلمين العمل به
ثالثا : من المجمع عليه ان قضايا الاعتقاد من الكفر و الايمان تتفق فيها جميع الديانات السماوية .
حسبى الله ونعم الوكيل للاسف الشديد وجدت هذاالكاتب الحائر(البحرينى)صاحب الموضوع الحشو والذى اسهب حد الملل والضجر وأجزم لك ان نسبة الحشو فيه تتجاوز ال99% منه, فرجاءاً قل رايك بالواضح ولاتستغل دعوتنا للدولةالمدنيةاوالعلمانية فى عرض بضاعتك الخاسرة والطعن فى سيرة خيرالخلق بعد الانبياء والرسل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والى كل أفراخ الشيعة من المعلقين خسئتم وخاب مسعاكم فانتم تناطحون عقيدةً غير قابلة للاختراق إلا لمن غلبت عليه شفوته واختار ذلك بنفسه عن علم وقصد فباع دينه بعرص من الدنيا قليل والتحية معطّرةللاحبةالذين أوضجوا وأفادوا وأجادوا ونافحوا وردوا على البحرينى فيروساته وعلى رأسهم الرائعين ودالحاجةو[muslim.ana] وبالمناسبة انا قرات كثيراعن بيعة على وما اعتراها من قيل وقال ولكن الصواب والذى رجحه العلماء والمحققون ان علياً بايع ابابكر بعد ان تاخّرا هو والزبير بن العوام فى عشية الإجتماع فاستدعاهما فى صبيحة اليوم حيث البيعة العامة وليس أجتماع كبارالصحابة فى تلك الليلة فبايعاه قى صبيحة اليوم وان سبب تأخر عليا رصى الله عنه كان بسبب مرض فاطمة رضى الله عنها وهذه خلاصة آخر ما قراته عن بيعة على لابى بكر الصديق ( ومما لاشك فيه أن عليا بايع ثم لازم فاطمة في مرضها حتى ظن البعض أنه لم يبايع خاصة إذا أضفنا لهذا تأخر علي والزبير حتى دعاهما أبو بكر كما في حديث أبي سعيد الخدرى الذي سنذكره الآن ، ويدل على أنه بايع أمور منها :
1_كون علي لم يبايع من إدراج تلاميذ الزهري بعد ما أضافه أثناء تحديثه . وليس من كلام عائشة كماتوهم البعض .
2_أن عليا بايع مع الناس كما ذكر ذلك أبو سعيد الخدري رضى الله عنه وهو قد حضر الحادثة بخلاف الزهري فإنه لم يبين عمن حمل هذا .
3_وإن سلّمنا جدلاً أن عدم مبايعة علي من قول عائشة وليس من توهم تلاميذ الزهري ، فإن حديث أبي سعيد مقدم لأن أبا سعيد حدّث بما سمع وحضر وعائشة رضى الله عنهم جميعا حدثت بما سمعت على افتراض صحة رواية تلاميذالزهرى ورفعها لها ومن حضر ورأى يعتبر حجة على من سمع ، وذلك أن عائشة لم تحضر وإن سلمنا فإن هذا ايضا لا ينافي ما ذكر في بيعته إياه حين أرسل إليه لما افتقده ليلة السقيفة أو صبيحتها ولفظه لم يكن بايع تلك الأشهر إن كان من قول عائشة فلعلها لم تعلم ببيعته الأولى التي أثبتها أبو سعيد الخدرى وغيره لأن الرجال في مثل هذه المسألة أقوم وأعلم بها إذ لا يحضرها النساء وأيضا فقد قدمنا مرارا أن مجرد النفي لا يكون علما وعند المثبت زيادة علم انفرد بها عن النافي إذ آية ما عند النافي أنه لا يعلم ولعل عائشة تيقنت عدم حضوره بيعة السقيفة من العشي ولم يبلغها حضوره صبيحتها في البيعة العامة وإن كان هذا كلام بعض الرواة فهو بمجرد ما فهمه من البيعة الأخرى ظن أنه لم يبايع قبل ذلك مصرحا بظنه ( ولم يكن بايع تلك الأشهر ) رضى الله عن الجميع ولانامت أعين الشيعة الروافض
مما يوضح أن الكاتب (من البحرين) متأثر جداً بفكر الجماعة المتخصصين بسب الصحابة قوله بالمقال: “أن الامام جعفر الصادق هو أستاذ أبو حنيفة النعمان”، وهي كذبة لن تجدها إلا في كتب هؤلاء المذكورون وسأبين بطلانها والغرض منها أدناه.
ومعلوم أن السنة وعلماؤهم يحترمون الامام جعفر الصادق ويعتبرونه من العلماء الربانيين، رغم أن الشيعة قد قاموا بتأسيس مذهبهم عليه بعد أن نسبوا اليه الاكاذيب والاباطيل التي هو منها براء.
ولكن المهم في الموضوع هو أن مثل هذه الكذبة (جعفر الصادق أستاذ أبا حنيفة) لن تجدها إلا في كتب الجماعة أياهم، رغم أن
الإمام أبو حنيفة رحمه الله ولد سنة (80) هـ وتوفى سنة (150) هـ،
الامام جعفر الصادق رحمه الله ولد سنة (83) هـ وتوفي سنة (148) هـ.
وبالتالي فهم من الأقران (أي لهم نفس الاعمار)، ومعلوم بالتاريخ أن الأقران لم يكونوا يروون عن بعضهم عادة وإنما كانوا يروون عن شيوخهم. وعليه فالقول بأن جعفر الصادق هو شيخ أو أستاذ أبا حنيفة هي كذبة يروج لها الجماعة أياهم حتى يقولوا لأهل السنة أنكم تأسسون مذاهبكم (مذهب أبا حنيفة) على أئمتنا.
وهذا المثال الغرض منه فقط هو توضيح أن الكاتب متأثر جداً بما في كتب الجماعة أصحاب الفكر الفاسد (بالبحرين)، حيث نقل منهم الكاتب ما لا تجده إلا عندهم، وبالاضافة لهذا المثال فهناك بمقاله من شبهات الجماعة الاخرى مثل تأويلاتهم حول ما حدث بسقيفة بني ساعدة وخلافة أبي بكر، أو الشبهات عن خلافة عمر، أو الشبهات حول أحداث الفتنة الكبرى، أو غيرها مما بكتب “جماعته بالبحرين” من أباطيل. والله أعلم إذا ما كان تأثر الكاتب بهؤلاء هو عن قصد أو عن جهل ولكن الثابت هو أنه متأثر جداً بالجماعة وأباطيلهم!
التحية للاخوان الذين تصدوا لدحض باطل كاتب المقال و تخرصاته و تفنيد آرائه المخالفة للاسلام و على رأسهم ود الحاجة و مسلم أنا و غيرهم من المتداخلين، لقد تصدوا كفرسان مسلمين لدحض الباطل، أسأل الله سبحانه و تعالى أن ينصركم و يسددكم و يجزيكم عن الاسلام كل خير، ” يريدون أن يطفؤ نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون، الباطل لن يصمد امام الحق فامضوا فى دفاعكم عن دينكم فأنتم على الحق و مخالفيكم على الباطل و الله معكم.
اخي الكريم كاتب المقال
كل ما أشرت اليه موجود في كتب الروافض، ارجو ان تعود الى رشدك وتتوب الى ربك، وبما انك مقيم في البحرين ، بان كل شئ حقيقته،هداك الله واراك طريق الصواب، ابتعد عن افكار الروافض، والذي نفسي بيده سوف توردك الى الهلاك، ما معنى اننا ضد فكر الجبهة الاسلامية ان نقوم بأخذ افكار الروافض وخزعبلاتهم وهطرقاتهم، لا وكمان جايب محمود محمد طه تستشهد بيهو، الحمدلله الاخوان ردو عليك بكلام شافي كافي، حسبنا الله ونعم الوكيل
خرج علينا نيتشا قديماً بدعاء وادعي موت الألهة …!! … فهل ياترى كان يقصد موت الاَلهة في ضمائر الناس …!!؟ ربما صاحبكم شهير بإسم عيسى ريتا وبوسعه ان يتحول إلى إنفصالي مارق في ساعات القضب لكنه معارض لهاذا النظام القائم علي ثقل البووت على رؤس الناس بيد إنه معارض لجذء كبير من المعارضة المرتبكه كما انه معارض متوسط الحجم للحكومة القائمة في السودان الان يرفع شعار اسقاط الحكومة عالياً وإذا لم يجدي الشعار بوسعه الانتظار طويلاً حتي الموت او حتي تدروخ الحكومة بنفسها وتسقط ساعه إذِ ربما يهتف ســــــــــــــــقط هبل