مخاطر تهدد حلم السودان الجديد /الجراح/ النقد الذاتى ورؤية للتجديد

مقدمة:
– المنتمى لكيان مثل الحركة الشعبية ولرؤية السودان الجديد – و مهما حصل من إختلاف ? فى الرؤى والخنادق لا يقال أنه ينتمى “لتنظيم” الرفيق مالك أو الحلو أو عرمان وإنما للحركة الشعبية ولمشروع السودان الجديد.
– والإنسان العاقل وحده هو الذى يعرف قدراته وإمكاناته الفكرية والعلمية ولذلك يستطيع أن يحدد المجال الذى يعطى فيه “سياسيا أو مهنيا” دون أن تحدث خسائر ربما يصعب تداركها ومعالجتها فى المستقبل.
ومن ثم أبدأ بالأحزان والأوجاع والجراحات التى إنفتحت وهى كثيرة وغائرة وعميقة أدناها، كمية المداد ? مجازا ? الذى أريق وأهدر هباء فى عصر “الكى بورد” وفى التراشق دون سقف أو حد أدنى بين بعضنا البعضن تخوينا وإستفزازا وتحقيرا، ورصاصا يطلق فى شكل كلمات مثل “إسلا عروبية” تقال لرفيق الأمس والعدو “الرئيس” الذى يستحق مثل كل ذلك الكلام الذى وصفه المفكر “منصور خالد” بأنه “فسو كلام”، نائم، آمن مطمئن “يشخر” وإن أستيقظ تمطى ومدد رجليه وأخرج لسانه فالأخرون يديرون معركتهم “الدنكيشوتية” المدمرة خارج الميدان بعيدا عنه ونيابة عنه وهو فى اضعف حالات وهنه وإنكساره ومحاصرته داخليا وخارجيا، وبعد أن “حجمه” رفع العقوبات المشروطة حتى اصبح “قيدا” يجبره على الإلتزام بمعايير حقوق الإنسان وبعدم إنتهاك الحريات الدينية وبتصحيح “مناهجه” التعليمية التى تحرض على التطرف و”بتفكيك” كيانه الملئ “بالعطالة” المسمى “بالحركة الإسلامية” وهى أحدى “مؤسسات” صناعة الإرهاب فى العالم كله لا فى السودان وحده.
وللأسف .. هذا النظام ماكان له أن يبقى طيلة هذه السنوات رغم شراسته وممارسته لعنف “الخائف” المرتجف كمنهج بدأه بغرس المسامير على رؤوس الشرفاء والمناضلين ومنعهم من الدواء داخل معتقلاته حتى فاضت اراوحهم الطاهرة، ما كان له أن يستمر رغم عدم اخلاقيته وإستخدامه لثقافة الكراهية والإبادة الجماعية والأرض المحروقة وإغتصابه للرجال قبل النساء ومن بينهم “ضباط” الجيش الشرفاء … ما كان له أن يستمر رغم تضييقه على كآفة أهل السودان فى معاشهم وفى تعليم أبنائهم وفى علاجهم على اسلوب (جوع كلبك بتبعك)، لا يستثنى من ذلك غير قادته وكوادره المهووسة والأرزقية والمأجورين الذين نالوا تعليمهم وعلاجهم “بالمجان” على حساب الشعب ودافع الضرائب السودانى وأغلب أؤلئك القادة من ابناء الفقراء والبسطاء لو لم يكن التعليم بالمجان لكأنوا الآن من زمرة المتسولين.
رغم ذلك القبح كله الذى مارسه “النظام” ما كان له أن يبق حتى اليوم، لا كما يشاع بسبب صمت المركز الجبان ولأن أهله لم يعانوا كما عانى أهل الهامش أو مناطق القتل والإبادة الجماعية.. فهذه رؤية قاصرة ومجحفة لا تقرأ حقيقة الواقع السودانى ولا تعرفه، فى حقيقة تريح كثير من الذين باعوا قضية الوطن والبسطاء ومن بينهم أهلهم فى “الهماش”، طالما أنهم يشاركون “العصبة” الإسلاموية الفاسدة فى “منهجها” ويعيشون فى “بحبوبة” ويفسدون مثلها ويقتلون ويبيدون مثلها لكنهم يعتبرون “ابرياء” خدعهم “المركز” المستهبل ، ولعمرى فهذا مفهوم لا علاقة له “بالسودانوية” ولا علاقة له بالحق أو المنطق فالفاسد فاسد والقاتل قاتل.
ما كان لهذا “النظام” أن يستمر وأن يبقى رغم تبنيه لايدلوحيا اسلاموية إرهابية متطرفة صورت الصراع السياسى المشروع والمطالب الحياتية المشروعة للمواطنين من خلال وقفات ومظاهرات سلمية قبل اضطرار البعض لحمل السلاح، “كفرا” وفسوقا وفسادا يستحق من يلجأ اليه “المجاهدة” والقتل الفورى على طريقة “شوت تو كل” كما حدث فى سبتمبر 2013. بناء على نصوص موجودة فى الفقه والتراث الإسلامى.
فالذى جعل “النظام” يستمر ويبقى حتى اليوم اساب عديدة من أهمها وفى مقدمتها الخلافات والإنكسارات والانشقاقات التى تحدث من وقت لآخر داخل جسد التيارات التى تصدت نيابة عن شعب كله لمهمة “المواجهة والمقاومة” بشتى صورها واشكالها، تلك الخلافات التى تسببت فيها بصورة أساسية المصالح والأطماع الشخصية والإستعجال .. وسوء الظن فى الرفاق وتخوينهم وشيطنتهم لأدنى إختلاف مع حسن ظن البعض منا في “النظام” وإمكانية التزامه بالعهود والمواثيق، والذى جعل النظام يستمر ويبقى حتى الآن هو الذى ظهر أخيرا فى شكل “إحباط” و”فتور” وكلام تردد سمعناه من أكثر من مصدر مثل “طال أمد الحرب ولم يتحقق الإنتصار بعد” – لا داع أن اكمل “العبارة” – الشاهد فى الأمر كل ذلك أتاح للنظام فرص التعافى والنهوض من جديد وكلما أقترب أجل رحيله وذهابه الى مزبلة التاريخ وهو نظام بلا عقل أو فكر أو رؤية ويعمل بطريقة رزق اليوم باليوم وبالرهان على اخطاء المقاومين والمعارضين وإنكساراتهم وإنسلاخاتهم وإنقساماتهم ، ثم بالرهان على “المتغيرات” الإقليمية والدولية التى تفرضها العديد من الظروف وتحقيق مصالح الدول “الكبرى” وغول الرسمالية الجشع الذى لا يعرف الرحمة الذى يهمه من الدول الصغيره مواردها واسواقها وأن تستخدم أراضيه فى إختبار سلاحه ، وأن تصبح شعوبها “فئران” معامل!
والنظام الحاكم فى الخرطوم يستفيد من كل تلك العوامل لأنه يفتقد للحس وللشعور وللوطنية فى أدنى الدرجات ولذلك لا يهتم بالبسطاء والمسحوقين فى المركز أو الهامش “معا”، يجوع من يجوع ويمرض من يمرض ويهاجر من يهاجر وتبتلع المحيطات من تبتلع طالما قادته وكوادره وارزقيته وماجوريه و”المنكسرين” من أهل الهامش” جميعهم فى أمن وسلام وفى بحبوبة من العيش بل يعيشون كما يعيش أثرياء العالم الأول.
ونحن لا زلنا نتعمد تخزيل الشرفاء وأن نفهم بعضنا خطأ .. مثلما نتعمد التخوين دون أدلة أو برهان .. ونتعمد شيطنة الآخر وتصديق الإتهامات الجائرة والإضافة اليها .. فى الوقت ذاته نحتفى أيماء إحتفاء بالاشاعة التى تسئ للآخر وتغتال شخصيته حتى لو كنا نعرف أن الذى يطلقها شخص “أنانى” مغرض تعود على الكذب والإفتراء والخيانة والعمالة .. ونحن لا زلنا كذلك نغلظ النقد للرفاق الذين اختلفنا معهم فى الرؤى بصورة لا تمارسها تجاه العدو الأساسى والخصم الرئيس.
هنا لا أود أن أبرأ أحدا اخطأ من مسئوليته، فالقضية أكبر من الشخصيات .. والوطن فوق الجميع و”مشروع” ? السودان الجديد – ينتظر يوم حصاده البسطاء والمسحوقين وذلك يفترض أن يكون هم كل صاحب ضمير يقظ.
لذلك لابد من إعتراف الجميع .. بوجود أخطاء وممارسات سالبة فى القيادة “كلها” دون إستثناء مثلما هنالك أخطاء فى القاعدة.
لكن “العاقل” يعلم بأن ما كل ما يعرف “يقال” وما كل خطأ أو تقصير يطرح فى “العلن” خاصة فى تنظيم معلوم أنه سياسي وعسكري.
بكل الصدق اقول من ضمن الأخطاء الجسيمة أن الشعور الذى كان يلاحظ فى بعض السوكيات لكنه “كامن” وخامد مثل “البركان” ينتظر الإنفجار، حتى طفح على السطح “أخيرا” بصورة واضحة، وأعنى بذلك “الشعور” بأن “الحركة الشعبية” مصطحبة مشروع “السودان الجديد”، حتى لو تنكر البعض لذلك المشروع، لكنه يرى أنها أصبحت “إرثا” للرفاق فى “جبال النوبة” وحدهم بعد إنفصال “الجنوب”، وتتحمل مسئولية ذلك الشعور وذلك الفهم القيادة “كلها” دون إستثناء.
والمبرر لذلك “الفهم” هو أن الإقليم وتحديدا “الإثنية” تتكون منها أغلب القوة العسكرية على الأرض.. ولذلك وطالما قرر “القوميون الجنوبيون” من قبل وهم العنصر الغالب فى “الحركة” الأم عند ميلادها، تقرير مصيرهم، فلماذا لا يقرر “القوميون النوبة” الان تقرير مصيرهم وبنفس الطريقة والأسلوب طالما هم كذلك القوة العسكرية الضاربة والغالبة داخل جسم الحركة حتى لا يتنكر متنكر لهذا المفهوم، فلقد سمعنا جميعا وفى أكثر من مرة أن “الكلمة” لمن معه السلاح والجيش وكأننا عدنا للوراء والى عصر الإنقلابات العسكرية التى أخرت العديد من البلدان فى عالمنا الأفريقى والعربى وفى العديد من دول أمريكا الوسطى واللاتينية.
ساد ذلك “المفهوم” مع أن الأمر يفرق كثيرا بين الحالتين “جنوب السودان” و”جبال النوبة” وتختلف الظروف الدولية والقارية والقتال الشرس والحرب الأهلية التى إستمرت لأكثر من 5 عقود بمشاركة من مكونات شمال السودان “المعسكرة” كلها ضد الجنوب ? لا داع لنكأ الجراح ? مثلما تختلف قدرات إقليم جبال النوبة الٌإقتصاديه وحدوده الجغرافية والتنوع الإثنى فيه، وإختلاف المزاج الإقليمى والدولى، إضافة الى عنصر مهم مهما كان ضئيلا وهى “التحالفات” القائمة بين دول مجاورة والنظام وتحالفات الذين ينتمون لنفس الأثنية لكنهم يرون “عمر البشير” أقرب اليهم من الرفيق “جقود” وهؤلاء هم “الإسلامويين” الذين يختلفون فى طباعهم داخل أى إثنية فى أى جهة من جهات السودان، هؤلاء لمن لا يعلم يعيشون معنا فى هذا العصر بأجسادهم لكن عقولهم تعيش فى القرن السابع الميلادى والموضوع بالنسبة لهم لا كما يسطحه البعض ويعتبره “سياسة” أو مصلحة شخصية، فى حقيقته هو “عقيدة” ومنهج.
ثم من قال أن شرفاء “الحركة الشعبية” المؤمنين بمشروع السودان الجديد لا يؤرقهم ويشغل بالهم فى كل يوم “التفكير” العميق والشعور الأخوى الإنسانى و”الحنين” الى ذكريات جميلة والعديد من العلاقات التى تربطهم برفاق الأمس فى “الجنوب” وكيفية صياغة علاقة جديدة ? خاصة – بعد سقوط نظام “الخرطوم” سلما أو حربا، تحترم تلك العلاقة خيار شعب “الجنوب” الذى توجه بإستفتاء نتيجته أكثر من 98% لكنها تؤسس لروابط وجدانية وإقتصادية فى الحد الأدنى تصبح فى شكل العلاقة القائمة منذ أمد بعيد بين الدول إلإسكندنافية الأربعة “السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا” حيث يتمتع جميع مواطنوا تلك الدول بحرية التنقل والٌإقامة والتملك والعمل، وإنسياب البضائع والإحتياجات دون تعقيدات جمركية أو بروقراطية.
فهل يقبل عاقل بفتح “جرح” جديد .. وبفكرة “تقرير مصير” لمكون سودانى أصيل وهام، وأن تقرير المصير ذاك حتى لو كان حقا مشروعا، لكنه لا يطرح “تكتيكيا” أو من أجل الضغط على نظام لا إنسانى لا يشعر ولا يحس ولا يتسم بذرة وطنية مع أن الحزب الذى يعملون تحت رايته يسمونه “المؤتمر الوطنى” كل الدلائل تؤكد أن “تقرير المصير” مطروح “إستراتيجا” وكأول وافضل خيار عند الرفاق فى الخندق الثانى ومن عجب أن اشد المتحمسين له إذا تحقق ? لا سمح الله – ينتمون الى جهات، بعد الإنفصال عليهم أن يتجهوا مشكورين الى جهاتهم تلك ونحن إذا نقول ونعيد ونكرر رفضنا لذلك “المصير” لا رغبة منا فى فرض رؤية على الآخرين أو إرغامهم على ما لا يحبون حاشا وكلا، بل هى “الوطنية” والشعور بالأخوة والمصير المشترك وحب الخير للآخر كما يحبه الإنسان لنفسه وأخيرا المثل يقول من “ضاق الحنظل أبى البطيخ”.
ونحن لسنا “الطيب مصطفى” حتى نذبح اثيران ونقفذ من فوقها ونقول لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء، وكيف يقال مثل هذا الكلام لصاحب بلد اصيل جدوده حكموا جزءا كبيرا من العالم ذات يوم، ثم نحن الآن فى عصر التكتلات والوحدة لا عصر “كتلونا” أو “كاتلونيا”.
كيف يكون عاقلا وسعيدا بتلك الرؤية “تقرير المصير” التى يتجاهل من خلالها “الأخ” باقى إخوانه فى الوطن من البسطاء والمسحوقين مثله أو ربما أكثر منه؟
وماذا سوف يقولون لأجيال المستقبل التى سوف تحاكم هذا الجيل وهذه الفترة الزمنية مثل ما تحاكم الآن وتسلخ سلخ “النملة” أجيال ما بعد الإستقلال على العديد من أخطائها وتنكرها للعهود والمواثيق التى كان بمقدورها أن تكفى الوطن كثير من المزالق والمشاكل، والأزمات بل كان بمقدورها لو التزموا بها أن تمنع القتال والحرب والأرواح التى فقدت وابيدت بالملايين، على سبيل المثال الإتفاق الذى أبرم شفهيا لمنح الجنوب حكما “فيدراليا” طالب بها القادة “الجنوبيون” كشرط للتصويت مع باقى رفاقهم على إستقلال السودان من داخل السودان، وقتها لم تصل درجة المطالبة “للإنفصال”، تلك “الفيدرالية” كان بمقدورها أن تمثل حلا ناجعا لمشكة جنوب السودان ونموذجا يحتذى لحل جميع مشاكل السودان فى وطن هو بمثابة قارة ويصلح لتأسيس أقاليم متحدة سودانية.
ولماذا لا يستلهم “الرفاق” فى جبال النوبة وطنية وسودانية “الكبار” الذين صمدوا وناضلوا ولا زالت كلماتهم القوية والصادقة ترن فى آذاننا؟.
نقول لمن لا يعرف التاريخ، لم يدع الآب “فيليب عبوس غبوش” لتقرير مصير أو إنفصال رغم عدم رضائه عن الكثير من الممارسات والسياسات، لأنه يعلم أن هذا السودان كله ملكه مثما هو ملك لباقى السودانيين من أى جهة أو إثنية كانوا، لقد رفض مشروع الدستور الإسلامى المزيف عام 1968 لآخر لحظة وبكل قوة وصلابة حتى ابطله “إنقلاب” 25 مايو بعد أن تمت إجازته فى مرحلة القراءة الثانية، وإذا كانت هنلك مطالبة مشروعة ومقبولة لتقرير مصير أو إنفصال يمكن أن يستقطب الدعم، فذلك هو وقته، ومن يرد التعرف على موقف الأب “فيليب” يوم ذاك فليرجع الى المصادر المتاحة والميسورة.
هنا اسال سؤالا لماذا لا نضطر هذا “النظام” لتقرير مصير قادته برحيلهم وهروبهم كالجرذان وكما فعلت العديد من الشعوب مع حكامها “المفسدين” والتى صبرت أكثر من صبر شعب السودان على نظام “الخرطوم”؟ لماذا يشعر باليأس والإحباط أقليم أو إثنية فتقرر مصيرها على خلاف ما أتفق عليه الكل للعمل الجاد المخلصمن أجللتأسيس دولة الكرامة والمواطنة المتساوية، وافيدرالية الديمقراطية التى تسع الجميع؟
مرة أخرى جبال النوبة “نعم” هى الجزء الأكبر من الإراضى المحررة وفيها القوة الغالبة “عسكريا” فى الحركة الشعبية لكن الشعور الذى بدأ مبكرا بأنها “الوريث” الشرعى للحركة الشعبية تتحمل مسئوليته “القيادة” كلها دون إستثناء.
نقد آخر يوجه للقادة ? دون إستثناء – ومع كل تقدير وإدراك للمتغيرات الدولية والإقليمية، يتمثل فى “بعد” المسافة وعدم توفر آلية تواصل بين القيادة و الكوادر فى القاعدة، على الأقل للإستنارة بما لديهم من اراء ومقترحات قد تكون مفيدة ومنتجة.
نقد ثالث يوجه للقادة – دون إستثناء – يتمثل فى عدم الإهتمام بجانب قد يتساوى فى أهميته وقوته مع السلاح وهو الجانب الإعلامى، لحركة تضم سودانيين من كآفة جهات السودان ولها كوادر منتشرة بحجم ضخم فى الخارج.
أما النقد الذى يوجه للكوادر على مختلف مواقعهم ومراكزهم، فقد كان الوافد الجديد الذى ينتمى للحركة، خاصة من الشمال والوسط النيلى يشعر وكأنه غير مرغوب فيه لا تعرف السبب وهل يا ترى “للجدلية” دور فى ذلك .. لماذا يراد له أن يشعر وكأنه طامع فى مناصب ومواقع ومكاسب وإمتيازات لم تتحقق بعد .. وقبل أن يسقط النظام، لذلك يكتفى الوافد الجديد بالمساهمة فى اضيق الحدود وبالقدر الذى يحجم كفاءته ومؤهلاته وخبراته، لا داع لضرب العديد من الأمثلة المريرة التى لا يجوز الخوض فيها على العلن.
أكتفى بمثال واحد نبع خلال حوار قريب مع رفيق وصديق الآن فى “الخندق” الثانى للحركة، لا اقول فى”تنظيم” القائد الرفيق “الحلو” فهذا لا يجوز إحتراما للشخص وللحركة ولمشروع السودان الجديد، فالتنظيم أسمه “الحركة الشعبية لتحرير السودان” ومنذ أن نشب الخلاف القائم أعتبر الذى حدث هو وجود الرفاق داخل “خندقين” وأعمل قدر أستطاعتى على أن يصبحا خندقا واحدا، رغم إصرار البعض على إطلاق الأساءات والكلمات الجارحة والرمى بالإتهامات و”التخوين” دون سند أو دليل قاصدا متعمدا الا تلتئم “الجراح” حيث لا مصلحة شخصية له كما هو واضح فى ذلك الألتئام وفى تعافى جسد “الحركة” وكأنه حينما يتحدث عن “رفيقه” فى الخندق الأخر لا يمر بخياله مشروع “السودان الجديد”، فى الحقيقة اشعر وأرجو أن أكون مخطئا، [انه “يتخيل” الوظيفة الكبرى أو الوزارة التى سوف تمنح له حينما “ينفصل” الأقليم ويصبح دولة قائمة بذاتها، ليت البعض مثلنا ومثل الذى “ضاق الحنظل فابى البطيخ”!
الشاهد فى الأمر تساءل ذلك “الرفيق” الصديق إن كنت منتميا للحركة الشعبية ومنذ متى؟.
وقد كنا نلتقى كثيرا فى إحدى دول المهجر، فلو كان حقا لا يعلم بأنى منتم للحركة أم لا، لماذا لم يبذل أدنى جهد لإنضمامى اليها وقد كنت أنافح وأواجه فى ذلك البلد ? إذا كان يعلم أو لا – قادة “النظام” وكوادره فى مختلف المحافل ايمانا منى بمشروع “السودان الجديد” ومشروعية الدفاع عنه؟
ولا أدرى إذا كان يعلم أو لا بأن شخصى الضعيف كان يقوم بمفرده بدور “مكتب” إعلامى دون تكليف رسمى من اى جهة اصرف عليه من جيبى ومن مدخراتى المتواضعة، أمد الرفيق المكلف بالعمل الإعلامى رسميا قبل “إنفصال الجنوب” بالمعلومات والكتابات والمواضيع التى تنشر فى الصحف والتى تمس “الحركة” أو تسئ اليها، دعما لنظام “الخرطوم” وقتها لكى يرد عليها صاحبنا و”رفيقنا” من خلال موقعه الرسمى، بينما كنا نلاحظ الى اين يميل وجدانه .. للأسف نحو “كتاب” النظام المعروفين بعدائهم السافر للحركة الشعبية ولمشروع السودان الجديد، وكان يتصل بهم ويدعوهم لمقابلة المسئولين فى الحركة حينما يأتون بينما يتجاهل رفاقه الذين كانوا يساعدونه بجمع المعلومات من جيوبهم الخاصة بل علمنا أنه كان يأخذ تلك المعلومات ويقدمها لمن هم أعلى منه حتى يشعرون بأنه يقوم بذلك الواجب خير قيام على طريقة “الخيل تجقلب والشكر لى حماد”!!
المرارات كثيرة ومن كانت له مبادئ لا يتاثر بأخطاء “الصغار” ومراهقتهم “الفكرية” والسياسية .. وعلى كل فالذى ظهر من خلال الازمه الاخيره التى حدثت داخل الحركة، وجعلتها فى “خندقين” أن النظام كان له ألف حق أن يخاف ويرتعش من قوة الحركة ومن جماهيريتها ولذلك تعمد إشعال الحرب فى الولاية الوحيدة التى كانت عصية على تزوير انتخابات 2010 وهى ولاية “النيل الأزرق” وخوفه جعله يقصد تصفية رئيس الحركة الرفيق مالك ونائبه الرفيق الحلو الذى كان نائبا لوالى جنوب كردفان خلال فترة إتفاقية السلام، متهما الحركة بأنها تسببت فى تقسيم الجنوب لذلك لا يسمح لها بالعمل فى الشمال، دون خجل أو حياء وهو “النظام” الذى ترك “الطيب مصطفى” ينفخ فى قربة “العنصرية” المنتنة وفى خيار “الإنفصال” لا الوحدة الجاذبة ولو كان انظام وطنيا لأرسله للسجن حتى تنقضى فترة الإستفتاء حتى لو حدث الإنفصال لا تلازمه كراهية وعبارات عنصرية.
الشاهد فى الأمر الذى اتضح خلال هذه الأزمة هو أن الحركة تمتلك حقيقة أكبر قاعدة جماهيرية فى السودان تنحدر من جميع جهاته بل فى قلب “الخرطوم” إضافة إلى الحلفاء الطبيعيين وهم قوى التغيير وكل من يؤمن بمشروع السودان الجديد.
لكن وللأسف هذه القوة الضخمة ومشروعها “السودان الجديد” فى خطر عظيم ومن يظن غير ذلك من المنتمين للحركة أو من بين أصدقائها، فهو وأهم ولا يجيد قراءة التاريخ وإذا استمر الإنقسام والأختلاف لفترة أطول مما يجب فربما صعبت معالجته مستقبلا مهما حسنت النوايا.
واى مشروع “تقسيم – اقصائى” غير ناضج لابد أن تتبعه مبررات ومصوغات سرابية يظنها الواهمون ماء.
لذلك فإن العمل المخلص دون غبن أو حقد او أطماع شخصية وفى نكران ذات، يفترض أن يكون هم كل من أمن برؤية السودان الجديد التى لا أمل بدونها فى قيام دولة سودانية تستطيع أن تحجز موقعا متقدما بين مصاف الدول المحترمه مستقبلا بل لن تستطيع المحافظة على مشروعية بقائها ووجودها فضلا عن المحافظة على حدودها وتاريخها وثرواتها.
مررت قبل عدة اشهر بعبارة لمسئول كبير فى دولة عظمى قال فيها “أن السودان لا يزال ورغم إنفصال الجنوب يتمتع بأراض شاسعة لا يستطيع السيطرة عليها”، فماذا يعنى هذا الكلام لمن كان له عقل؟
على كل”فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.
قبل أن اواصل أعيد مرة أخرى كلمات الأستاذ الأديب محمد أحمد محجوب لأهميتها، والتى وردت على صحيفة السودان الجديد عام 1943 فى مقال بعنوان “السودان الجديد” قبل إنخراطه فى السياسة منضويا لأحد الأحزاب الطائفية قال فيه :
“وعلى ابناء السودان الحاضر الا يعوقوا سير السودان الجديد بخلافاتهم وحزازاتهم الشخصيه، عليهم ان يتفقوا فى الهدف مهما اختلفوا فى الوسائل المؤديه اليه ولا يمكن ان يكون هدف بلاد كهذه متعددا انه واحد مفرد :التحرر والخلود.
وكل سودانى يعمل لهذه الغايه مهما كانت وسائله علينا ان نحبه ونحترمه ونساعده”.
ومن ثم اقول موضحا، إذا كانت “الحركة الشعبية لتحرير السودان” تعنى تنظيما وكيانا معينا له ضوابطه ورؤيته ولوائحه ويضم قطاع عسكرى وقطاع سياسى، قادة وكوادر، فى النهاية جميعهم “رفاق”، فإن مشروع “السودان الجديد” الذى يختصر فى كلمة عبقرية واحدة هى “السودانوية”.
صحيح إبتدعها وأعلن عنها نفس مؤسس “الحركة الشعبية” المفكر والقائد السودانى الفذ الدكتور “جون قرنق دى مبيور”، لكن منذ الإعلان عن تلك الرؤية وبتلك الصيغة الفريدة “السودانوية”، التى تعترف بالتعدد الدينى وبتقبل “الثقافات” السودانية المختلفة دون “إستعلاء” أو هيمنة أو إقصاء، اصبحت تلك الكلمة “الملمهة” لوحدها “مشروع” كل سودانى يطمح فى أن يعيش حرا وكريما مع باقى أهله وإخوانه ورفاقه من جميع جهات السودان، دون إعتبار “للإثنيات” الا فى أضيق الحدود و”الخصوصيات” التى تشبه خصوصية كل أسرة داخل منزلها، بمعنى الا يمنح الإنتماء لهذه الإثنية أو تلك ميزة إضافية أو خاصية تضعها فوق باقى الإثنيات حتى لو كان قادة المشروع ومقاتليه جميعهم ينتمون لتلك الإثنية، هذا هو الذى فهمته عن رؤية “السودان الجديد” إذا لم أكن مخطئا أوإذا لم تكن هنالك “أجندة” مخفية على من هم مثلى الذين تطابقت الرؤية العبقرية مع أمانيهم وأحلامهم ربما قبل أن ينتمى كثير من السابقين للحركة ومنذ زمن بث الراديو الضعيف من “أرتريا” وكما قال السيد المسيح: “إن كلمة تخرج من فمى لا ترجع الى فارغة”.
فالقائد فالراحل المقيم كانت كلماته دائما قوية وصادقة، لذلك كانت مؤثرة ولم تعد اليه فارغة.
الذى يجب تأكيده والتذكير به هنا، أن جميع الذين إستجابوا لتلك الرؤية من هنا وهناك، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا ووسطا، داخل السودانى أو خارجه فى ديار الغربة والمهاجر والمنافى بتواجدهم الجسدى والميدانى أوبالإقتناع الفكرى والسياسى وبالتلاقى الوجدانى، أولئك جميعهم لم يضع أى واحد منهم قبل أن ينضم “للحركة” وللمشروع، “شروطا” تستند على “محاصصات” من خلالها تصبح القيادة والكلمة العليا لهذه الأثنية أو تلك مهما بلغ عددها.
بل الذى جمع الجميع هو الإتفاق الأخلاقى على “المشروع” الكبير وعلى أن يتساوى الكل، من جاءوا فرادى أو الذين إنخرطوا فى صفوف الحركة فى شكل مجموعات كبيرة.
والواقع يقول أن الأكثر “تهميشا” وظلما، ومثلما يفترض أن يكون هو آخر من يضع يده فوق يد “ظالمه” وقاتله و”مهمشه”، فإنه كذلك سوف يكون الأشد إندفاعا وحماسا لرؤية “تنصفه” وتحقق طموحاته وتسترد له كآفة حقوقه المسلوبة لا أن يتحول الى طامع والى متبنى “عنصرية” مضادة لا تختلف عن عنصرية العدو الرئيس.
للأسف الآن بدأت “الجراح” تنفتح بصورة أكبر وإذا بالخيال يسرح مع أى إحتمالات وتوقعات يمكن أن تحدث فى أى وقت من الأوقات، عاجلا أو آجلا وبدأنا نسمع “نشاذا” وكلاما بعيدا عن رؤية “السودان الجديد” فيما تبقى من سودان وتغريدا خارج السرب يطرح فى شكل أسئلة تقول، لماذا فلان يقود “الحركة” طالما أنه من هذه الإثنية .. ولماذا لا تكون القيادة من تلك الإثنية طالما كانت هى الأكثر عددا داخل جسد الحركة والتى يتكون منها “الجيش” القوى على الأرض .. ولماذا .. ولماذا!
بدلا من أن يقود الأكفأ ومن يستحق من أى جهة كان.
وبدأ تفتح تلك الجراح “العنصرية” بطرح “شروط” إقصائية قيلت جهرا – قبل تفاقم الأحداث – التى وصلت نهايتها بالمؤتمر الإستثنائى “المحدود” – مكابر أن يقول غير ذلك – والذى إنعقد فى الأراضى المحررة أخيرا، تمثلت تلك الشروط فى إستثناء “رئيس” الحركة الرفيق / مالك عقار، وأن يستمر قائدا فى مكانه حتى قيام “المؤتمر” إذا لم يقف الى جانب “الأمين العام” الرفيق/ ياسر عرمان!
هنا لا بد من الكلام “الدوغرى” المباشر، ماذا يعنى ذلك يعنى بكل وضوح غير أن المجموعة التى قادت “الخندق 2” وروجت لذلك المفهوم أو لذلك “الشرط”، تعاملت مع الأمر من الزاوية “العنصرية” والإثنية فقط، متجاهلة أى مساهمات أو تضحيات لمجموعات أو افراد إنضموا “للحركة” منذ تاسيسها أو بعد ذلك بسنوات، تحديدا أؤلئك المنحدرة جذورهم من الوسط والشمال النيلى بل تبع “التجاهل” آخرين أقرب للهامش وتحديدا لجبال النوبة!!
والكلام الدوغرى الذى يجب أن يقال هنا أن “الأمين العام” لم يرفض من تلك المجموعة بسبب أخطاء أو تقصير فى ممارسة دوره وواجبه أو لأسباب أخرى روج لها ? من هم خارج الحركة ? وهم مغرضون وسذج وفاقد ثقافى وأخلاقى وتربوى ونشروها فى مواقع “التواصل الإجتماعى” مستخدمين الصوت العالى والكذب المختلق والقصص المحبوكة.
الحقيقة هى أن تلك “الشيطنة” ، اساسها أن “الأمين العام” ينتمى مناطقيا لمثلث “الجلابة” الذى ينتمى له شخصى الضعيف وينتمى له كثير من الرفاق، وإذا تحقق تقرير المصير فى شكل “إنفصال” فسوف يصبح “الجلابة” كلهم فى قفص واحد متساويين تماما، “رفاق” الأمس مع حكام “الخرطوم”، وفى الآخر هؤلاء رفاق “جلابة” .. وأولئك جلابة “المؤتمر الوطنى” وقد يحظى الجزء الأخير بمعاملة افضل وأكرم من رفاق الأمس .. ولا داع لكى ننكأ الجراح!
وحتى لا يكون كلامى جزافيا، فإن أغلب العناصر التى قادت حركة تأسيس “الخندق 2” إضافة الى شرطها الذى وضعته لإستثناء “الرئيس” الرفيق “مالك” فى حالة عدم وقوفه الى جانب “الأمين العام” ، فقد روجت فى البداية الى أن لها راى سالبا فى القيادة “الثلاثية” بكاملها ? دون إستثناء – اى فى الرئيس ونائبه والأمين العام، فما الذى حدث وما الذى تغير؟
بعد إعلان القائد الرفيق “الحلو” عن إستقالته وما أحتوته من رؤى يتفق معها من يتفق ويختلف من يختلف ومن أبرزها “حق تقرير المصير” و”رفض تفكيك جيش الحركة”، هذين البندين وجدا تاييدا و”إندفاعا” و”حماسا” ? عاطفيا – ودغدغا مشاعر الكثيرين دون أن يطرحوا سؤالا هاما.
هل القائدين منفردين “الرئيس والأمين العام”، عملا فعلا من أجل “تفكيك” جيش الحركة الذى لا يختلف إثنان على أهمية بقائه بإعتباره “الضامن” الوحيد لأى إتفاق يتم، أو لتحقيق إنتصار حاسم يريح إنسان السودان فى جميع جهاته من هذا الوباء المتمثل فى التنظيم الإسلاموى فى الخرطوم؟
للأسف أحيانا نغتال شخصيات الآخرين ظالمين لهم بترويج لإشاعات نحب أن نصدقها!
على كل رغم قناعتى الشخصية ومعرفتى الجيدة بتاريخ وطنى وعراقة حضارته و”كمحلل” سياسى “متواضع” أحاول أن التزم الحياد مع وجودى داخل أحد “الخنادق”، اقول بالا خير يعود على “الحركة الشعبية” أو على “مشروع السودان الجديد” من الذى جرى ولا زال يجرى .. ولا منفعة أو مصلحة تتحقق لكل من يؤمن بهذا المشروع فى اى حركة أو أى موقع آخر كان “والكل خاسر” فى النهاية، حتى لو تحققت إنتصارات “محدودة” شكليا أو إعلاميا أو حتى عسكريا.
ولن اتخلى عن “الحياد” الإيجابى رغم وجودى كما قلت داخل أحد “الخنادق” لأسباب أحتفظ بها لنفسى، التاريخ وحده كفيل بكشفها، مع الإشارة بأن الخنادق اصبحت الآن فى حقيقتها “ثلاثة”.
لا بد من وضع “النقاط فوق الحروف” لعل الله يفتح بيينا وبين الرفاق فى الخندق الآخر، وأن يفصح الذين هم فى “الخندق الثالث” عن رؤاهم ومقترحاتهم وكيفية التوصل لحل، بدلا من تصيد العبارات والكلمات ومحاولة سد “الأبواب” بكآفة السبل كما نسمع ونقرأ من الرفاق فى الخندق الثانى.
لا أدرى لماذا يتجاهل البعض الذى إقترحه القائدان “الرئيس والأمين العام” من قبل كدليل يؤكد حرصهما على وحدة الحركة ومن أجل المحافظة على “قوتها” حيث قدما أقصى تنازل ممكن من قادة حركة لا زالت تناضل، بالإعلان عن إستعدادهما لتسليم قيادة “الحركة” لرفاق آخرين.
ولماذا سوء الظن .. ولماذا المواصلة فى التخوين ولمصلحة من كل ذلك .. ومن تهمه مصلحة “الحركة” ووحدتها وعدم إضعافها وتمزيقها أو تقزيمها، ما هو الدور الذى يجب أن يلعبه فى مثل هذه الطروف؟
غير أن يطرح رؤى ومقترحات توافقية منتجة تعيد للحركة وحدتها وتماسكها مهما كلف الأمر.
لماذا التمترس والتشبث بالمواقف التى ذهبت بعيدا فى الطريق “العنصرى” الإثنى، ولكى تبدو تلك المواقف مقنعة تضاف لها “بهارات” تتحدث عن مفاسد وأخطاء تردد بالشفاه وفى الكتابات على مواقع التواصل الإجتماعى دون أدلة أو مستندات.
وإذا كانت هنالك فعلا تجاوزات، فاين يجب أن تطرح واين يكون الحساب، الا يكون مكانه “مؤتمر عام” ? ليس إستثنائيا ? بل مؤتمر لا يستثنى أحدا؟
ختاما .. فى الفكر “الأسلامى” فقه “طريف” يقول “أن الإمامة يجب الا تعطى لتائب” لأنه سوف يشق على الرعية كثيرا فى “إمامته” للصلاة مثلا أو فى قيادته لهم، محاولا بذلك مسح ذكريات “ماضيه”، وهذا هو سبب “عنف” النظام بشعب السودان وسبب الصوت العالى والعبارات الإستفزازية التى يطلقها “التائبون” الذين تبأوا مواقع هامة خاصة فى مجال الإعلام.
فإذا حولنا ذلك الفقه نحو الأدب “الثورى” فسوف أقترح بأن لا تعطى “القيادة” الى “مغبون” لأته سوف يتفرغ لتفريغ شحنات “غبنه” والثأر لنفسه لا لنجاح الثورة وإنتصار مشروعها وللأسف “فالمغبونين” كثر والمحير فى الأمر أن اغلبهم لا ينتمى للحركة الشعبية.
حتى لا يساء الظن فى زمن اصبحنا فى حاجة لتبرير وشرح كل كلمة تكتب أو تقال ، أوضح بأننى لا اعنى “القيادة” الثلاثية، فيكفيهم أن ينالوا منى تقديرا وإحتراما – مع الإعتراف بالأخطاء والسلبيات – الذى قدموه لهذه القضية لعدة سنوات، تفوق سنوات بعض الرفاق .. ويكفيهم أنهم رافقوا القائد الخالد “جون قرنق”.
فى حقيقة الأمر أقصد القيادة فى مستوى “إمامة الصلاة” لا أكثر من ذلك.
رحم الله الشاعر الثائر “حميد” الذى قال:
بكت فطين
بكت الرجال المالها
ساكتِة على الغلط
بكت الزمان القطَّ قطْ
بكت الرضية مع القضية
الراقدِة برَّه مع الحِيَط
عِز السقط
بكت البيوت
بكت الأيادي
التبني مستشفى وتموت
بالسل فقط
الترصف الشارع زلط
وما تلقى تتعدى وتفوت
من كركبات الأرزقية
المترفين
التالفين
الساقطين
ونقط …نقط
ســـــالت دموع ديش من فطين
يشكن خوازيق الحروب
عينيها كانت في الشمال
والدمعة تنشايح جنوب
ينصر دموعك يا فطين
على كل آفات القلوب
تاج السر حسين – [email][email protected][/email]
استهبال الجلابه لا حدود له
كيف يتم تغافل اتفاقية نيفاشا و هي بشهود و ضامنين دوليين و محليين منهم عرمان شخصيا اعطت الجنوب حق تقرير المصير و المشورة الشعبية للمنطقتين و الذي يعني عمليا موت و تلاشي الحركه التي تجمع عرمان بالمنطقتين
من حقكم تكوين حركتكم الشعبية قطاع عرمان/ عقار في اي رقعة جغرافية بعيدا عن مناطق المشورة. الذين من حقهم فقط تقرير مصير مناطقهم بالطريقة. التي يرونها
استهبال الجلابه لا حدود له
كيف يتم تغافل اتفاقية نيفاشا و هي بشهود و ضامنين دوليين و محليين منهم عرمان شخصيا اعطت الجنوب حق تقرير المصير و المشورة الشعبية للمنطقتين و الذي يعني عمليا موت و تلاشي الحركه التي تجمع عرمان بالمنطقتين
من حقكم تكوين حركتكم الشعبية قطاع عرمان/ عقار في اي رقعة جغرافية بعيدا عن مناطق المشورة. الذين من حقهم فقط تقرير مصير مناطقهم بالطريقة. التي يرونها