صراع الدولة الدينية..!ا

لعصب السابع

صراع الدولة الدينية..!!

شمائل النور

التاسع من يوليو من العام الحالي 2011م هو يوم تاريخي للسودان والسودانيين، اليوم الذي سوف ينقسم فيه السودان إلى دولتين مستقلتين، إنقسام لم يحدث في ظل الحرب لكنه حدث في سلم، لذلك هو يوم تاريخي، تقريباً ينتظر كل السودانيين هذا اليوم بترقب ليس ليروا ? عملياً – إنفصال جنوب السودان عن شماله، بقدر ما هو إنتظار لكيف سيكون الوضع في شمال السودان في ظل الجمهورية الثانية، وليس ثمة خارطة طريق واضحة أمام شعب السودان، بل قد تكون الخارطة غير واضحة حتى للمؤتمر الوطني الذي سينفرد بحكم الشمال بعد هذا التاريخ إن أراد الله، والذي يُمكن أن نُشير إليه كمعلم بارز قد يُحدد وجهة وهوية الجمهورية الثانية هو ما يتعلق بالشريعة الإسلامية كدستور للبلاد، وهو الأمر الوحيد الواضح الذي أعلنه الرئيس في مدينة القضارف منذ قبيل إعلان الإنفصال بأيام معدودة، في إشارة إلى حادثة تم فيها تطبيق حدود الله بما لا يرضي الله. وما أن أعلن الرئيس الشريعة الإسلامية كمصدر حكم دائم للبلاد إلا وتبارت المجموعات الدينية بمختلف ألوانها لتدعم الرئيس ودستوره القادم، تلك المجموعات التي كاد أن يقتلها الظمأ لتطبيق الشريعة وظلت نائمة إلى أن استيقظت بأمر الرئيس، ووصل الأمر أن تظاهرت بعض هذه المجموعات في الشارع منادية الرئيس بتنفيذ ما وعد به، وظل أمر الشريعة يتصدر الخطابات السياسية الرسمية، وظلت كلمة تطبيق الشريعة بالنسبة للمتابعين طلاسم تحتاج إلى من يفكها، فاجتهد كثير من الكتاب والصحافيين في إيجاد إجابة للسؤال ما المقصود بالشريعة.. هل هي قوانين “نعيدها سيرتها الأولى” بعد الفشل المخزي للمشروع الحضاري..؟ أم انها مسألة ضبط وتعزيز للهوية العربية السودانية، بحيث يصبح السودان عربياً فاقعاً لونه لا تشوبه أفريقانية. ومع تعالي الأصوات التي تنادي بالتعجيل بتطبيق الشريعة ويا حبذا إن كان ذلك منذ الإعلان عنها، أي قبل انقضاء الفترة الإنتقالية، لكن بالمقابل بدأت تعلو أصوات أخرى لا تُنادي بإسقاط الشريعة طبعاً لكن يُمكن أن نقول هي أصوات دينية تريد تعديل مسار الشريعة وجعلها أكثر مواكبة لحاجات العصر الذي نحن فيه، الجمعة قبل الفائتة استمعت إلى خطبة تلاها عصام البشير من مسجد النور، تحدث فيها بروح خالصة وعزز خطبته بأحاديث وآيات أصابت ما يريد إيصاله عصام البشير، ورغم أن الحديث جله حول توسيع دائرة الحلال وتضييق دائرة الحرام، بإعتبار أن الأصل في الأشياء الإباحة، وبالمقابل ليست تلك الإباحة التي تعني أن ينفرط العقد.. الذي يُفهم أن هذا الصوت والأصوات المتفقة معه يُمكن لهم أن يزنوا الأمور ميزان يقبله الجميع إن أرادوا ذلك. وقبل أيام تحدث يوسف الكودة الذي يحمل اسم تنظيمه حزب الوسط الإسلامي، قال ما معناه أنه لا يُمكن ومن غير المعقول أن نعيد دولة فجر الإسلام الأولى، وإن أضفنا هنا بعض القيادات الإسلامية الإنقاذية الأولى التي هجت التجربة الإسلامية السودانية ووصفتها بالفشل، ووصف هؤلاء ليس كوصفنا طبعاً، كل هذه الأصوات إن كان هناك من يحركها داخل مصنع القرار أو تتحرك من تلقاء نفسها، فوجب القول بأن هناك سباقاً حول إما “نعيدها سيرتها الأولى” و”دولة إسلامية مواكبة” كنموذج التجربة التركية مثلاً، لكن من ينتصر في النهاية..؟

التيار

تعليق واحد

  1. يا جماعة والله ما تبعدوا الدين الحنيف من الصراع السياسى ما تستقروا الى يوم الدين!! بعدين فى زول قال ليكم انه السودانيين كانت اخلاقهم و معاملاتهم بعيدة من الدين الاسلامى الحنيف؟؟؟ والله ما ساءت اخلاقهم و معاملاتهم الا بعد ما جو ناس الاسلام السياسى يعنى ناس الحركة الاسلامية السودانية بالواضح كده و بدون لف و دوران عليها لعنة الله و الملائكة و الناس اجمعين عديييل كده!!!! لقوا الشعب السودانى عنده عاطفة قوية نحو الدين فاستغلوها اسوا استغلال لمارب السلطة و الثروة!!!! و الناس عارفة انه ده ما الدين الاسلامى الحنيف لهم دينهم و لنا ديننا!! و نحن على الحق و هم على الباطل!!! بعدين هسى خليكم من السودان الشمالى المتنوع دينيا و اثنيا ما تشوفوا الصومال التقريبا كلها مسلمين هل هى مستقرة؟؟ ما كل يوم تتولد حركة جديدة تدعى بانها هى اعلم الناس بالاسلام و الباقين على باطل و هاك يا قتل و تفجيرات ويوم ما تمسك السلطة تجى حركات تانية تخونها!!!! و هكذا الساقية تدور!!! الدولة المدنية غير الدينية هى الحل بدون دغمسة او نفاق او غرض!!!! الكلام ده هندى ولا عربى جاكم بلا يخمكم ما يفضل فيكم واحد!!!!؟؟؟؟و ما تسرقوا الوطن باسم الدين!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..