خلف الظلال
محمد المبروك
– في العام 2005 م تقدم أ. الطاهر عوض الله بمشروع تحديث الحزب الاتحادي الديمقراطى للجنة التنفيذية للحزب بقيادة محمد إسماعيل الأزهري، وهي اللجنة المنتخبة من المؤتمر الإستثنائي العام الذي دشن المفاصلة مع الطائفية.
– مشروع الطاهر عوض الله التحديثي كان من الراهنية والإبداع في شتى المجالات الفكرية والتنظيمية والسياسية بمكان مما حفز اعضاء اللجنة التنفيذية للحزب بقبوله فورآ ودون اعتراض يذكر . تم توزيع فايلات كنسخ من المشروع المكتوب ،بصياغة علمية رفيعة، لكل الأعضاء.. إنما يمكنك أن تلاحظ أن المشروع وبالذات الفصل التنظيمي مكتوب بالالة الكاتبة وليس الكمبيوتر.. هذه ملاحظة شكلية نحتاج إليها لاحقآ..
– ما حدث بعد ذلك وما اعقب خفوت الحماس للمشروع الاتحادي نفسه بعد الرحيل الفاجع ل محمد الأزهري ..قصة أخرى .. ما يهمنا أن المشروع ،كما ترى ، ماتت زهوره وزبل إذ امتدت أيادي الاتحاديين،انفسهم، اللاحقة ووأدته .
– الآن دعنا بأسلوب الفلاش باك نعود ل 40 عامآ قبل هذا الحدث.
– في العام 1965م ،بعد ثورة اكتوبر، تقدم مجموعة من شبيبة الإتحاديين،يومئذ، على رأسهم علي أبو سن و ابوبكر الصديق، وربما صالح محمود إسماعيل، والأهم في هذا السياق، الطاهر عوض الله وآخرين..
تقدمو بمشروع تحديث للحزب وعرض على اللجنة التنفيذية بقيادة الأزهري وضمن عضويتها مبارك زروق،الشريف حسين،الشيخ محمد أحمد المرضي،أحمد زين ،إبراهيم المفتي ،إبراهيم جبريل وآخرين ..
قبلت اللجنة التنفيذية للحزب مسودة المشروع فورآ وتحمس لها الأزهري ورفاقه، وتحفظ آخرين.. ثم بأيدي اتحادية أصيلة تعرض المشروع للتوقيف ،وتم إزاحة الشبيبة عن الطريق.
هل تذكر الآلة الكاتبة ..؟
نعم ..هي ذاتها ..
مشروع تحديث الحزب الذي عرضه الطاهر عوض الله وهو شاب ، مرت السنوات وعرضه وهو كهل. . لم يتعلم أحد، لم يعتبر أحد ، ولا زالت قوافل الاتحاديون هائمة في زقاق التاريخ.
” خمسون عامآ، يا كتاب الهوى، ولم نزل في الصفحة الأولى “
– وكانت يا أشقاء.
وكما ترى -عزيزي القارئ- فالمشكلة ليست في الميرغني وحده وإن كان تاريخه هو تاريخ التخريب في الحركة الاتحادية ، وليست في نصوص الإصلاح الحزبي المصاغة بعناية ، المشكلة في إرادة التنفيذ. . في الأشقاء أنفسهم .. في العقول التي تؤمن إلا بالتكتيكات التي عفا عليها الدهر وشرب .
