الدائرة اللعينة؟؟ (2)

٭ أمس الاول كتبت عن اليوم العالمي للغذاء وقلت كثر الحديث عن هذا الأمر المهم.. أمر الغذاء الذي يجعل الانسان قادراً على ممارسة دوره في الحياة.. والغذاء الذي يتحدث عنه الناس شيء آخر غير حشو البطن وملء المعدة بما يصادف.
٭ قال لي محدثي انك تكثرين من الحديث عن الفقر.. وأين هذا الفقر الذي يستحق كل هذه الضجة.. وكانت اجابتي نعم أكثر من الحديث عن الفقر لأنه هو الحقيقة الوحيدة الملموسة نحسها بيننا.. نحسها لأنها تملأ الأفق أمامنا وتسد الطريق على التنمية والتطور وعلى الحياة الآمنة الكريمة.. فالفقر هو المرض والانكسار والجريمة والسقوط.
٭ وحشو البطن بالسخينة والبوش ومرقة ماجي لا يعني الشبع ولا يعني الغذاء بل هو الطريق لسوء التغذية وأمراضها القاتلة وعلى رأسها السل الذي أطل من جديد وسط الشباب من طلاب الثانويات والجامعات.
٭ مهم جداً أن نقف عند معنى الفقر حتى لا يتهمنا البعض بأننا نهول من المسألة ونلونها حسب هوانا في التقليل من شأن أهل الانقاذ في توفير الغذاء لأهل السودان.
٭ مركز الدراسات الاستراتيجية في تقريره الدوري عام 8991 قال وبعد دراسات علمية.. الفقر أصبح واضحاً حتى للمراقب العادي أن يلحظ أن توزيع الدخل في السودان قد تغير بسرعة مذهلة إذ أصبحت الكثرة الغالبة هم الفقراء والقلة هم الأغنياء وكادت الطبقة الوسطى أن تختفي من المجتمع هذا ما جعل الفقر موضع اهتمام كثير من المراقبين والمؤسسات البحثية والحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية.
٭ الفقر هو حالة من الحرمان وقد عرفه البنك الدولي على أنه عدم القدرة على الحصول على مستوى معيشي من خلال المأكل والمشرب والملبس والمسكن والخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم وغيرها.
٭ يوجد اختلاف كبير حول طبيعة مفهوم الفقر.. هل هو مفهوم نسبي أم مفهوم مطلق؟ يعرف الفقر النسبي على أن بعض الناس أفقر من البعض الآخر ويصير الفقر النسبي مشكلة حقيقية إذ أدى إلى الفارق الكبير بين الفقراء والأغنياء إلى تهديد النسيج الاجتماعي بينهم وبين الأغنياء ويكون الناس فقراء نسبياً إذا أحسوا بالفارق بينهم وبين الأغنياء حتى إذا كانت دخولهم كافية لاعاشتهم.
٭ أما الفقر المطلق وهو الفقر في صورته الخام أي حالة من الحرمان تنعدم فيها أبسط ضروريات الحياة ويكون الفرد غير قادر على الايفاء بمعظم حاجياته الأساسية وذلك أما لقلة الدخل أو انعدام الثروة هذا بغض النظر عن حالة الآخرين.
٭ وبما قاله التقرير حول الفقر ووجوده في حياة الفرد السوداني ومع ما نعيشه ونحسه هذه الأيام بالتحديد يصبح الحديث المتكرر عن الفقر والغلاء والجوع ليس من باب التهويل.. بل يجب أن يتصاعد هذا الحديث حتى ينتبه أهل الشأن في الحكومة والمعارضة إلى ان الفقر والجوع وسوء التغذية هي أعدى أعداء الانسانية والحياة.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة