رسالة من غابات كينيا للإمام.. و البشير ..!

قد تتساءل عزيزي القاري الكريم عن سر الربط في العنوان أعلاه بين جمهورية كينيا الشقيقة والإمام الصادق المهدي ..والرئيس عمر البشير وهذا حقك الأصيل الذي يستوجب التوضيح دون شك .
فجمهورية كينيا لها وضع متميز في إقليم شرق أفريقيا قبل وبعد استقلالها في العام 1963حيث كانت رمزا للنضال الأفريقي بقيادة الزعيم التاريخي الراحل جومو كينياتا والذي حكمها بعد ذلك بنظام الحزب الواحد حتى وفاته .. فواصل خلفه السيد دانيال ارب موي في ذات النهج .. بيد أن اتساع رقعة الوعي السياسي ونضوج شوكة منظمات المجتمع المدني المختلفة ورغم حساسية الوضع القبلي الذي يلعب دورا هاما في الصراع الإجتماعي.. الى جانب الضغوط الخارجية ..فقد إنفتح المشهد السياسي الكيني على تعددية سياسية شكلت نواة لتطور ديمقراطي كان مهره الكثير من الدماء التي سالت في أكثر الإستحقاقات عنفاً في العام 2007 الى درجة تدخل المحكمة الجنائية الدولية التي إتهمت بعض الزعماء السياسين هناك بالمسئؤلية في تأجيج الصراع القبلي الذي كان يخشى أن يلحق هذا البلد بمآل دولتى بورندي وراوندا ابان الصراع الإثني البغيض فيهما الذي اهلك الكثير من البشر !
الرئيس اوهيرا كينياتا نجل الزعيم التاريخي وكان ضمن الذين طالهم راس سوط الجنائية ..حمل ذاته وذهب برجليه وهو في سدة الحكم ليواجه المحكمة في لاهاي التي استمعت الى إفادته واثنت على شجاعته وعاد ليكمل دورته الرئاسية .. حيث جرت الإنتخابات الرئاسية التالية في أغسطس الماضي من العام الحالي .. وافضت الى فوزه الذي نقضه خصمه السيد أودينغا ولجأ الى المحكمة الدستورية التي قضت ببطلان النتيجة و قررت إعادة التصويت الذي قاطعه زعيم المعارضة ففازاوهيرا مرة اخرى وشهدت ذات المحكمة بنزاهة العملية .
الإمام الصادق كان ارسل رسالة الى رئيس المحكمة الدستورية الكينية مشيداً بشفافية حكمها وانصافها لكل الأطراف دون تدخل أو تأثير من اية سلطة عليها ..وذيل رسالته بعدة صفات منها .. انه اخر رئيس وزراء منتخب ورئيس حزب الأمة القومي و إمام الأنصار و رئيس مجموعة الوسطية الدولية ..ولكنه نسي أن يقول أنه من ساند حملة الإخوان المسلمين التي أدت الى حل الحزب الشيوعي السوداني في أواخر ستينيات القرن الماضي رغم أن المحكمة الدستورية حينئذاك قضت ببطلان الأمر ..وكانت تلك واحدة من ذرائع اليسار بمساندة إنقلاب جعفر نميري في مايو1969 بعد أن ظن الشعب السوداني إثر تفجير ثورة أكتوبر العظيمة أنه ودع الى غير رجعة موضة الإنقلابات العسكرية .. ولم يذكر الإمام أيضاً في رسالته أنه من شق حزب الأمة الى نصفين في تلك الفترة و زاد عليها من تفتيت الحزب الى ذرات لا ترى بالعين المجردة ولكنه سعى الى نصح الأكراد بأخذ العبرة من مصير جنوب السودان اذا ما ارادوا الإنفصال و نصح قبل سقوطهم إخوان مصر في عهد مرسي بعدم الجنوح للتمكين ويحاضر في كل قاعات العالم لتلقين الآخرين فنون السياسة وتجنب ديمومة القداسة وهو حفيدالإمام الحائز على العز بالوراثة العاجز الان عن لملة شتات حزبه المتناثر رغم أنه يجمع بين الإمامة والزعامة في ظل عهد الذين سرقوا سلطته وظل يتعاطي معهم بين معادٍ تارةً ومهادن في أغلب سنوات حكمهم الطويل.. !
أما الجانب الذي يلي الرئيس البشير في رسالة كينيا .. فهو لا يحتاج الى كثير شرحٍ .. اللهم الإ فيما يتعلق بيأسنا عن إمكانية تعلمه لدرس الشجاعة بمواجهة المحكمة الجنائية مثل الرئيس أوهيرا كينياتا ..الأمر الذي جعل منه وهو الذي اعتقل السودان ذلك البلد العظيم مقابل أمنه الشخصي ..قد بات حبيسا لخطوات محدودة المدى و محاصراً بمخاطر الملاحقة في رحلاته المشوبة بالزوغان و الخوف ..وهو الذي سبق أن حل المحكمة الدستورية لمجرد انها قضت بانصاف النقيب ابوزيد الذي كشف بؤر الفساد في وزارة الداخلية ..أما لوأنها قضت ببطلان انتخاباته الأخيرة فإن مصير قضاتها سيكون تهمة الخيانة العظمى لامحالة .. رغم أنه وبعظمة لسانه قد وبخ حزبه على هزال مشاركة الشعب فيها مما يعنى رفض الأمة له وفشل دعايته المدفوعة من دم شريان البلاد في إقناع الناس ببرامجه الفاشل .. مما جعله كحزب حاكم وفي نظر الرئيس نفسه قد أصبح في مصاف كذبة الإتحادالإشتراكي التي ذهبت ريحه دون أن يترك أثراً من بعده !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاساتذة نعمة
    مقالك في الصميم

    يا سيدتي .. هناك فرق كبير بين البشير وبين نجل المناضل كينياتا ..
    الاول : إن السفاح البشير يدرك إّن ذهب الى لاهاي أنه سوف لا يعود وسيظل هناك رهن الاعتقال ، بعكس الرئيس اوهيرا الذي كان متأكداً من نظافة سجله الجنائي فذهب الى لاهاي واثق الخطى .
    الثاني : ان الرئيس اوهيرا قد عُرف بنزاهته ووطنيته ، فذهب الى لاهاي مرفوع الرأس ، مجازفاً بحريته وحياته ، حتى لا يرهن بلاده لانقاذ رقبته ، بعكس مجرم الحرب البشير الرعديد .
    وهذا موقف ليس بغريب على ابن مناضل تاريخي وجسور وشجاع كـ (كنياتا) .

    أما رئيس وزراءنا الشرعي ، فقد غلبته الحيلة ، وهذا يكفيه .

  2. أرجو أن تتأكد كاتبة المقال من موقف الإمام الصادق المهدي من حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في ستينات القرن الماضي .

  3. يقول المحجوب فى كتابه الديمقراطية فى الميزان؛-(ذات مساء من عام 1966 جاء بعض افراد عائلة المهدى الى منزلى طلبين منى الاستقالة من منصب رئيس الوزرا, حتى يصبح الصااق المهدى الذى بلغ الثلاثين عاماحيتها رئيسا للوزراء..وكان جوابى حينها إن هذا الطلب غريب .. فالصادق لايزال فتيا والمستقبل امامه .. وليس من مصلحته او مصلحة الحزب والوطن ان يصبح رئيسا للوزراء الان ..بيد انهم اصروا فتصلبت وساندى الحزب..ثم طلبت مقابلة الصادق من اجل إصلاح الضرر .. واجتمعنا وابلغته اننى مستعد للاستقالة ومنحه الفرصة ليصبح رئبس للوزاء لو لم يكن السودان فى خطر .. وذكرته بانه سوف مع السياسى الحاذق رئيس مجلس السياده ,الزعيم إسماعيل الازهرى , الذى يسنطيع ان يلوى زراع اى شخص ..وليت الصادق رد بانى مخطىء …بل قال -إننى إتخذت موقفا ولن اتزحزح عنه- ..وكا تعليقى -إننى الان مقتنع اكثر من إى وقت مضى إنك لا تصلح لرئاسة الوزارة)

  4. كان للصادق المهدى دورا رئيسيا فى قضية حل الحزب الشيوعى , فقد كان يضمه مع الاخوان المسلمين تحالف القوى الحديثة وذاد الطين بلة برفضه التوقيع على حكم المحكمة بوصفه رئيسا للوزراء يومها . ومن وقتها لم تقم لا للديمقراطية ولا للقضاء قائمة . هذه الفترة شهودها احياء .

  5. الاساتذة نعمة
    مقالك في الصميم

    يا سيدتي .. هناك فرق كبير بين البشير وبين نجل المناضل كينياتا ..
    الاول : إن السفاح البشير يدرك إّن ذهب الى لاهاي أنه سوف لا يعود وسيظل هناك رهن الاعتقال ، بعكس الرئيس اوهيرا الذي كان متأكداً من نظافة سجله الجنائي فذهب الى لاهاي واثق الخطى .
    الثاني : ان الرئيس اوهيرا قد عُرف بنزاهته ووطنيته ، فذهب الى لاهاي مرفوع الرأس ، مجازفاً بحريته وحياته ، حتى لا يرهن بلاده لانقاذ رقبته ، بعكس مجرم الحرب البشير الرعديد .
    وهذا موقف ليس بغريب على ابن مناضل تاريخي وجسور وشجاع كـ (كنياتا) .

    أما رئيس وزراءنا الشرعي ، فقد غلبته الحيلة ، وهذا يكفيه .

  6. أرجو أن تتأكد كاتبة المقال من موقف الإمام الصادق المهدي من حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في ستينات القرن الماضي .

  7. يقول المحجوب فى كتابه الديمقراطية فى الميزان؛-(ذات مساء من عام 1966 جاء بعض افراد عائلة المهدى الى منزلى طلبين منى الاستقالة من منصب رئيس الوزرا, حتى يصبح الصااق المهدى الذى بلغ الثلاثين عاماحيتها رئيسا للوزراء..وكان جوابى حينها إن هذا الطلب غريب .. فالصادق لايزال فتيا والمستقبل امامه .. وليس من مصلحته او مصلحة الحزب والوطن ان يصبح رئيسا للوزراء الان ..بيد انهم اصروا فتصلبت وساندى الحزب..ثم طلبت مقابلة الصادق من اجل إصلاح الضرر .. واجتمعنا وابلغته اننى مستعد للاستقالة ومنحه الفرصة ليصبح رئبس للوزاء لو لم يكن السودان فى خطر .. وذكرته بانه سوف مع السياسى الحاذق رئيس مجلس السياده ,الزعيم إسماعيل الازهرى , الذى يسنطيع ان يلوى زراع اى شخص ..وليت الصادق رد بانى مخطىء …بل قال -إننى إتخذت موقفا ولن اتزحزح عنه- ..وكا تعليقى -إننى الان مقتنع اكثر من إى وقت مضى إنك لا تصلح لرئاسة الوزارة)

  8. كان للصادق المهدى دورا رئيسيا فى قضية حل الحزب الشيوعى , فقد كان يضمه مع الاخوان المسلمين تحالف القوى الحديثة وذاد الطين بلة برفضه التوقيع على حكم المحكمة بوصفه رئيسا للوزراء يومها . ومن وقتها لم تقم لا للديمقراطية ولا للقضاء قائمة . هذه الفترة شهودها احياء .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..