Hoplesscase

الساعة25

يبدو ان القوم في حاجة لترجمة أمينة للمسارات الخمس التي بموجبها تم رفع العقوبات، أو لعلهم أغفلوا الترجمة ومضوا الى مزاجهم وإرتدوا كما حليمة الى قديما بـ(الزارعنا غير الله الليجي يقلِّعنا) ـ ظنا منهم، وكل ظنهم إثم ـ بأن رفع العقوبات تجب المسارات وما قبلها من فساد وعسف
الراجح ان العقلية الديكتاتورية ميئوس من صلاحهاـ
hoplesscase
فهي عقلية متكلسة لاترى أبعد من مدار مصالحها الضيقة، وقصر بصرها وبصيرتها لا يتجاوز مدار أرنبة أنفها،وبالإمكان قراءة ذلك من خلال سلوكها السياسي مابعد قرار رفع العقوبات والذي لم يستصحب الاشتراطات الامريكية، فهي في جملتها منافية للمسارات الخمس بل مناهضة لها في لغة ضمنية لاتزال تهتف بـ(الزارعنا غير الله…) وما انعقاد شورى الحركة الاسلامية الا دليل دامغ على عدم قراءة القوم للمسارات وفق ترجمتها الحقيقية، اذ ان الحركة منذ نشأتها مخالفة لقوانين مشجل الاحزاب والتنظيمات السياسية، فلا هي حزب لا ولا هي جمعية طوعية او ثقافية حتى يخول لها التصديق بالعمل وبعيدا عن القوانين المحلية فالحركة بمؤتمرها هذا وفي التوقيت هذا لا تقول غير أمريكا .. (روسيا قد دنا عزابها) هذا الهتاف الكليل الذي رفع حاجب دهشة الخواجة ذات هوجة بئيسة فصاح مندهشا: (بوس أوف ذم/ الاثنين معا في آن!؟ لجهة انهما وقتها قطبا القوة في العالم بأثره . إقامة مؤتمر الحركة في هذا التوقيت فيه إحراج بالغ لاصدقاء القوم / سعوديين وخليجيين وكل من سعى لرفع العقوبات فالحركة الاسلامية بالبلاد معروف عنها بلاويها ومركز الشر منذ الراحل الترابي ومحاولة إغتيال حسني مبارك بأديس ابابا وشحنات السلاح التي كانت تعبر من هنا الى اخوان مصر وغزا والضربات الاسرائيلية المتكررة لاهداف بساحل البلاد الشرقي هذا مقرون مع اعادة الخرطوم الى قائمة الدول الراعية للإرهاب … اذا مؤتمر الحركة الاسلامية قصد بعث رسالة عاجلة الى واشنطون مفادها… حنستأنف ..حنستأنف وحنستأنف موقفنا الاول، و(لن نركع لغير الله) وأعلى ما في خيلكم اركبوهو، وكأنما الخرطوم تتزاكي على واشنطون بان الحركة جسم منفصل لا يعبر عن الحكومة ولا الحزب على هامان يا فرعون!!؟… ضف الى ذلك إنتهاك حقوق الإنسان بـ(هيجة) ـ زيرو /كوش/ عطش / حفر، هذه الفوضى التي نقلت نفايات الولاية من بعض أحيائها وشوارعها الى بعضها الآخر لتحولها الى مرادم ومكبات نفايات تتهدد صحة الأسر وأطفالها، كل هذا موصول بما ظل القوم يعملون في الخفاء، ومع ذلك جاءت التسريبات بعد فشل محاولة لتمرير قانون الصحافة الجديد في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة الخميس الماضي وتأجيل النظر فيه لمدة شهر بعد تدخل رئيس الوزراء بكري حسن صالح، فقد ظل وزير الاعلام احمد بلال/ دِيك العِدة، يبزل جهدا متواصلا لتمرير القانون والحصول على موافقة مجلس الوزراء لتحويله الى البرلمان تمهيدا لإجازته بصفة نهائية، الا ان إعتراض وزير الصناعة موسى كرامة ومطالبته بخضوع القانون لمزيد من النقاش أجل الامر لشهر قادم ويتضمن مشروع قانون الصحافة الجديد للعام 2017 الذي لم نتشر نصوصه بعد مزيدا من العقوبات الادارية تصل الى تعليق صدورالصحيفة لمدة 15 يوما بقرار من مجلس الصحافة كما استحدثت قيود على الصحافة الالكترونية. ومما سبق فالمقصود بالقانون ليس الصحافة التقليدية، فأمرها أصلا مقضي بمحاربتها بالإعلان وإرهابها بإيقاف الكُتاب …بإختصار تحولت صحافة الخرطوم الى ـ ما “تطلبه السلطات” فعافتها المكتبات بعد عزوف القراء مطالعتها ،فهي حاليا تتوكأ على الإعلان وإكراميات وظروف رؤساء التحرير ـ الماكنة ـ في مرافقتهم لطاقم الرئاسة في حلهم وترحالهم الدائب، أما الإلكترونية فهي مصدر الإزعاج والقلق المستمر للقوم لأنها بمنأى عن رقيبهم وإعلاناتهم وإغراءاتهم، فمضت تفجر فضائحهم وفسادهم للعالم لذلك هي في مرمى القانون الجديد، الا ان القوم وبفعلهم الأرعن هذا لا محالة واضعين حبل المسارات على عنقهم بأيديهم….فهل بمقدورهم؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل

[email][email protected][/email]