مقالات سياسية

خمس رسائل لرئيس مجلس الوزراء: بكري حسن صالح…

✍ السيد رئيس مجلس الوزراء، بلسان حال شباب هذا الوطن، شباب ثائر على صفحات التواصل الإجتماعي، يشتكي من هجير سياسة النظام الحاكم، ويقبع تحت برد التجاهل واللامبالاة منكم بسماع أصواته المطالبة برفعة هذا الوطن ونهضته، أبعث لك بخمسة رسائل بلسان حال الشبابل السوداني، ويشهد لك يا سيادة رئيس مجلس الوزراء أهل السودان بالنزاهة والصدق والقوة في الحق، ويعشم فيك الكثيرون في أن تبدأ منكم نواة بناء وطن حديث متطور بعد هذه التغيرات التي شهدتها الساحة السودانية من مجريات أحداث سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية.
✍ أول ما نعشم فيه من سيادتكم، هو الجيش السوداني، عز وفخر هذه البلاد، نريده أن يشهد تطويرا وتحديثاً على كافة المستويات، نريد إعادة الهيبة والقوة والشموخ لقواتنا المسلحة الباسلة، اهتموا بهؤلاء الجنود الأوفياء من مختلف مناطق هذا الوطن، أنصفوا المظلومين منهم والمبعدين من أهلهم سنين عددا، وأخرجوا من استقروا منهم في العاصمة والمدن متنعمين بالخدمات المدنية الحديثة آخذين بذلك فرص إخوتهم في النقل والتبديل. هذا الجيش يا سيادة رئيس مجلس الوزراء أبعدوه تماماً عن الحزبيات والتحزب والسياسة، لأنه ركيزة الأمة السودانية وعزها وفخرها وسيادتها، أبعدو عنه كل الأحزاب السياسية وأحظروا نشاطها السياسي تماما، فالسياسة لعبة متقلبة تقوم علي المصالح والمنافع، وتتقلب ذات اليمين وذات الشمال، والجيش الوطني قوة ثابتة لا تعرف التقلبات السياسية ولا تفقه غير لغة الحس الوطني والإستجابة لنداء الأرض والوطن.
✍ ثانياً يا سيادة رئيس مجلس الوزراء، جهاز الأمن والمخابرات الوطني، هذا الجهاز الذي تقوم به استقرار الأمم وسلامتها، وبه يعم الأمن والسلام، وسُمي بالوطني لوطنيته، ولمهمته الحفاظ على الوطن وحماية مكتسباته من أيدي الأعداء، حرروا هذا الجهاز أيضاً من تدخلات الأحزاب والقوى السياسية، أجعلوه أسداً أو نمراً مفترساً يفترس ملفات الفساد والاستبداد والظلم، مهما كانت حيثيات قوة الشخصيات التي تنتهك حرمات هذا الوطن ومهما كان قربها من المسؤولين او من أي قوى، أجعلوا شعاره: الناس أمام القانون سواء، فجهاز الأمن والمخابرات الوطني هو صمام الأمان لهذا الشعب، وعليكم بتوفير الثقة بينه وبين هذا الشعب، فثقة الشعب في الحاكم هي أول درجات الأمن الوطني.
✍ ثالثا، القانون يا سيادة رئيس مجلس الوزراء، والدستور، دستور الأمة السودانية، هو بمثابة البطاقة الشخصية والهوية الوطنية لهذه البلاد، أجعلوا دستور البلاد أرضية صلبة، أساسها الحقوق والواجبات في متانة (الصخر الأسمنتي)، لا تغيره الظروف ولا تؤثر عليه رياح التغيير، أجعلوه دستورا نتباهى به أمام الأمم شرعيّة وتنفيذا، أجعلوه أرضاً صلبة يقف عليها المواطن والمسؤول وقفة أمن وإطمئنان، فالدستور هو غذاء الشعوب، إن أهملتموه جاعت وأكلت بعضها بعضا.
✍ رابعاً يا سيادة رئيس مجلس الوزراء، هذه الحركات المسلحة، أطفئوا غضبها بالحق والعدالة وليس بنار الفتن والسلاح، أجمعوا قادتها ممن تثقون في وطنيتهم ونزاهتهم وحبهم لتراب هذا الأرض، وأجلسوا معهم علي طاولة أبناء الوطن الواحد، وابتعدوا عن أولئك الذين يبحثون عن منافع شخصية ويريدون أن يعبثوا بإستقرار الوطن لتحقيق مكتسباتهم الذاتية، هؤلاء عليكم بقطع دابرهم والتعامل معهم بالحق والقانون وعدم التهاون والتنازل عن مبادئ حقوق الوطن لأمثالهم، أما من خالفكم الرأي وأنتم تعلمون وطنيته وصدقه في حبه لبلاده، وقد فقد الثقة في وعود كثيرة لتحسين التنمية ودفع العجلة الإقتصادية في المناطق المهمشة، فخرج ثائراً يبحث عن حقوق مهدرة وأموال منهوبة من بعض المسؤولين، فمثل هؤلاء ينبغي الجلوس معهم، بهدف واحد وهو الوحدة الوطنية الشاملة والاتفاق على التنمية الشاملة لكل أنحاء الوطن، مثل هؤلاء يا سيادة الرئيس هم من يستحقون منكم الاهتمام والتقدير مادام الجميع يمتاز بالاخلاص والوفاء لهذا الوطن.
✍ خامساً وأخيراً.. جرّدوا هؤلاء الذين أثروا ثراء فاحشاً علي حساب هذا الشعب، وأجمعوا منهم كل هذه الأموال التي تحصلوا عليها في فترات لا تكفيهم حتى لتوفير مرتبات عام واحد، طالبوهم بها طواعية، أو خذوها منهم عنوة وقوة، فقد نهبوها من مال هذا الوطن، خذوا منهم هذه الأموال تحررهم من غضب الله عزوجل (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم)، وأوقفوا التعدي على المال العام والصفقات علي حساب قوت الشعب وأضربوا بيد من حديد كل من تُسوّل له نفسه العبث بميزانيات المؤسسات الحكومية وأجهزة الدولة، قدموا للمحاكمة مسؤولين حتى يتعظ غيرهم، وحتي تجد ثقة الشعب طريقاً في عدالتكم.
✍ السيد رئيس مجلس الوزراء نخاطبكم بهذه الرسالة ونعشم كثيرا منكم في الاستجابة، فهنالك أصوات أمل صادقة فيكم، وهنالك شباب من هذا الوطن ضاعت حقوقه وآماله بسبب المفسدين من المسؤولين بهذا البلد، فأصبح يتنفس عبر وسائل التواصل الإجتماعي، باعثاً عبرها بآهاته وأوجاعه في هذا الوطن النازف، وهو يرى المسؤولين الفاسدين تتم ترقيتهم ومجاملتهم والمخلصين من أبناء هذا الوطن يتم ابعادهم وتشريدهم. فهل يعشم هذا الشباب فيكم خيراً كثيرا، أم أنه سيبقى الوطن حبيس سياسات قبّحت كل ملامح الجمال فيه…?

✍ علي بابا
30-10-2017م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..