الحلو ودولة النوبة المستقلة … تحت الرادار (2 – 2)

إبراهيم عربي
في الحلقة الماضية أشرنا إلي أن الحركة الشعبية (قطاع الشمال) ليست من حقها الإنفراد بقضية جبال النوبة لوحدها لإنها مجرد حزب سياسي يعبر عن أشواق وتطلعات مناصريها ، وكما وعدناكم سنستمر بمناقشة القضية بشفافية وتجرد بالمنطق والحجة وبهدوء بعيداً عن (التخندق) مع اوضد ، ونؤكد بأن النوبة (أمة) متجذرة في اصول الشعب السوداني وليست مجرد قبيلة ، كما أن جنوب كردفان ليست حكراً لقبيلة بعينها بل تسكنها مكونات قبلية شتي تصاهرت وتعايشت وتسامحت وإمتزجت إثنياتها مكونة انسان جنوب كردفان ، مع ايماننا التام بأن للنوبة قضية وحقوق تراكمية مستحقة لاينكرها الا مكابر أو عين بها رمد أو قلب به مرض أو فكر به هوس ، ولكنهم ليسوا لوحدهم بل تشاركهم مكونات مجتمعية سودانية أخرى تتباين درجات قضاياها ، نحن معهم جميعاً ومع الحل العادل والأمن والامثل لمستقبل السودان بهويته (السودانوية) .
المطالبة بحق تقرير المصير للمنطقتين كما بدأت تلوح خلافاتها داخل الحركة الشعبية (قطاع الشمال) ، تماماً كما برزت من خلال كتابات كبير مفاوضيها الموثوق به حينها ياسر عرمان قال إن قضية تقرير المصير المذكورة (إستراتيجية وليست تكتيكية ) ولكنها لن تمثل أعلى نقاط (مشروع السودان الجديد) بإعتباره خياراً وحيداً لوحدة الحركة وأحد شروط بقاء الحركة الشعبية موحدة ، مؤكداً أن طرح تقرير المصير في هذا التوقيت عقب (6) سنوات من الحرب أربك (الخط السياسي الإستراتيجي) للحركة بإعتباره (برنامج متراجع عنه) إن كان اصلا له صلة برؤية (السودان الجديد) حسبما قال عرمان ، وقال أن واقع التجارب والمصاعب التى واجهت حركات الهامش فى هزيمة المركز في ظل غياب الكتلة التاريخية التى يمكن أن تتحالف معها، وتعالى وعجرفة النخب الحاكمة فى المركز، تسببت جميعها فى لجوء حركات الهامش الى طرح حق تقرير المصير كمخرج من (قضية التهميش) .
بينما المتابع لدعوة (تقرير مصير جبال النوبة) يجدها ليست جديدة وتعود بنا الذاكرة لمؤتمر كاودا في العام 2002م عندما تجمع النوبة من اشتات الارض في عاصمة التمرد وكانت الحركة الشعبية حينها لا تسيطرعلي رقعة اكثر من 10% من مساحة جنوب كردفان ، ولكن الدكتور جون قرنق استطاع انتزاع حق المطالبة بـ(تقرير مصير النوبة) بتفويض من المؤتمر الكارثة رغم رفض أبناء النوبة بالتنظيمات الاخري إعطاء هذا الحق لقرنق ، الجنوبيين كانوا يعلمون تماماً أن المنطقتين ضمن السودان الشمالي ويريدون للنوبة بأن يكونوا وقوداً للحرب لحماية شعبهم (الإثني) وتقوية موقفهم التفاوضي للانفصال وتكوين دولتهم التي أصبحت (خاذوق) للجميع من دعموا الموقف ومن عارضوه ، والان طفقت ذات جماعات المصالح تتباكي عقب فشل الدولة الوليدة واشتعال حرب ضروس بين نخبها كانت متوقعة ادت لمقتل اكثر من (نصف مليون) وتشريد اكثر من 50% من الجنوبيين منهم اكثر من (مليون) شخص احتضنتهم ذات ارض السودان الام (التي ادخلوها دار العجزة) إنها نموذجاً سيئاً قدمته الدولة السودانية للعالم ، فيما طفقت ذات الجماعات الدولية تتودد وتدعو لدولة سودانية (كنفدرالية) .
كان تفويض المؤتمر لقرنق أكبر خطأ للنوبة وبعد ان ضمن قرنق نجاح خطته ومن خلفه لوبي شرس له مصالحه فدفع اللوبي بـ(المشورة الشعبيه) للمنطقتين (النيل الازرق وجنوب كردفان / جبال النوبة) ، فجاءت مكان خلاف منذ البداية ، مختلف حول مفهومها وتفسيراتها وحدودها ومآلاتها ومصيرها وقال قرنق قولته (اللولبية) المشهورة تلك ، فانقضت (5) سنوات تشاكشية كان عرمان سيد الموقف فيها بطلاً مفخخاً في مسرحية (سمجة) لتبادل الأدوار مع آخرين من داخل المؤتمر الوطني وغيرهم لتنفيذ أجندة ليست لاهالي المنطقتين (ناقة فيها ولا جمل) ونحن نحملهم من هنا كافة المسؤوليات التي ترتبت عليها ، فانفصل الجنوب وعادت المنطقتين للمربع الأول ودخلت الفتنة من أوسع أبوابها البيوت ، ولازالتا تدفعان فاتورة الحرب (7) سنوات تقريباً كما دفع أهاليها الثمن غالياً ، اذ حلت البندقية محل (القلم ومعول البناء والتنمية) سلاحاً (تقتيلاً وتشريداً ولجوءً ونزوحاً وبؤساً وشقاءً) وبل تدميراً لمقدرات البلاد باثرها .
تقرير المصير ليس مجرد نزوة عابرة أو شهوة (لإشباع غريزة) بل عملية معقدة علي كافة المستويات ، ولا اعتقد بان جنوب كردفان ستكون ارضاً خصبة لها فضلاً عن بقية ولايات السودان وليست بذاتها حلاً امثلاً ، فلنتعظ بما حل باخواننا في جنوب السودان وأكراد العراق التي توصل قائدها لقناعة عاجلة انه اخطأ الرمي فتنحى البرزاني عن رئاسة الإقليم معترفاً بانه أخطأ التقديرات السياسية وقاد شعبه لتقرير مصير (فاشل كلف الأكراد ثمناً غالياً في أرضهم وانفسهم وممتلكاتهم) دون مقدرة ودون نصير ، فضلاً عن الضغط الشعبي من قبل أهل العراق ودول الجوار والعزلة الداخلية والاقليمية والخارجية وانسحاب أصحاب المصالح والأجندات الذين زينوا له الخطوة وتركوه وحيداً ، فالانفصال ليس حلاً ولا يقبله المجتمع الدولي ولا المجتمع الإقليمي ولا المحلي ولا الأسرة في جنوب كردفان .
لا زالت اصداء الكتابات والتوضيحات تتواصل داخل مكونات جنوب كردفان وأكثرهم رافض لدعوة (الانفصال) ولكننا أيضاً نبحث عن حلول مشتركة لإقناع المؤيدون لدعوة الإنفصال والتي لازالت لم تتجاوز مرحلة الصدمة والمرارات والفظائع والإنتهاكات المؤلمة والتي حلت بأهالينا ضحايا لإرضاء رغبات أخرين وتحقيق مصالح وأجندات ليست لها فائدة لحل القضية الأساسية ، وقد توصلت جميعها لقناعة أن الحرب ليست خياراً أمثلاً لها ، ولكننا نؤكد لابد لنا من البحث عن حل عادل يجلس له أهل السودان ويرتضونه جميعاً ، موقف يمسك جميعنا بقلم التصحيح دون وصاية من أحد أو جهة ودون تعالي ، بشرط أن يكون همنا السودان وهويتنا هي (الهوية السودانوية) الجامعة نتحاور ونتفاوض عليها دون أجندات كما إتفقنا للوصول لحلول مرضية للجميع فـ(السودان بلدنا والسودانوية هويتنا) .
[email][email protected][/email]
اولا قصة الاكراد لم تنتهي ولن تنتهي عند هذا الحد فاصبر حتي تتضح الصورة ثم ما هو وجه الشبه بين العراق والسودان ؟ من تاريج وجغرافيا ومجموعات بشرية ؟ ثالثا ان الشعوب السودانية مع بعضها حديثة الاجتماع بالصورة التي تراها الان فقبل ما يقل عن المائة عام كانت العلاقات علاقات اخري وعوالم اخري ! لم يوجد الجنوبيين والنوبة في مجتمع الشمال الا كرقيق كانت هذه العلاقة السائدة ودارفور كانت امة منفصلة اما البجا ومكونات الشرق كمجتمع فهم يعيشون في عزلة عن بقية شعوب السودان والنوبيين في اقصي الشمال لهم كيانهم المختلف يجمع بينهم في مصر السودان ربما يكون هناك توافق وانسجام بين بعض قبائل شمال السودان وهولاء بامكانهم ان يكون امة واحدة وهذا حقهم ان ارادو وهناك بعض المكونات من قبائل البقارة والبدو الرحل والفلاتة والامبراررو وهولاء رحل يستقرون اينما “هفت” لهم فلا ندري بعد خيارهم النهائي ! خلاصة الكلام نحن اغراب ومختلفين في هذه الدولة التي انشاها الانجليز والوحدة بيننا ينبقي ان تقوم علي مصالح مشتركة والا فلاء
اولا قصة الاكراد لم تنتهي ولن تنتهي عند هذا الحد فاصبر حتي تتضح الصورة ثم ما هو وجه الشبه بين العراق والسودان ؟ من تاريج وجغرافيا ومجموعات بشرية ؟ ثالثا ان الشعوب السودانية مع بعضها حديثة الاجتماع بالصورة التي تراها الان فقبل ما يقل عن المائة عام كانت العلاقات علاقات اخري وعوالم اخري ! لم يوجد الجنوبيين والنوبة في مجتمع الشمال الا كرقيق كانت هذه العلاقة السائدة ودارفور كانت امة منفصلة اما البجا ومكونات الشرق كمجتمع فهم يعيشون في عزلة عن بقية شعوب السودان والنوبيين في اقصي الشمال لهم كيانهم المختلف يجمع بينهم في مصر السودان ربما يكون هناك توافق وانسجام بين بعض قبائل شمال السودان وهولاء بامكانهم ان يكون امة واحدة وهذا حقهم ان ارادو وهناك بعض المكونات من قبائل البقارة والبدو الرحل والفلاتة والامبراررو وهولاء رحل يستقرون اينما “هفت” لهم فلا ندري بعد خيارهم النهائي ! خلاصة الكلام نحن اغراب ومختلفين في هذه الدولة التي انشاها الانجليز والوحدة بيننا ينبقي ان تقوم علي مصالح مشتركة والا فلاء