التلفزيون الابيض والاسود مازال يعمل ببريطانيا

كرم نعمة

كشفت أرقام سلطة الترخيص الخاصة بالأجهزة التلفزيونية بالمنازل أن أكثر من 13 ألف من البريطانيين لا يزالون يستخدمون أجهزة الأبيض والأسود.

وذكرت الأرقام الجديدة ان مدينة لندن في مقدمة المدن البريطانية حيث توجد 2715 عائلة تمتلك جهاز تلفزيوني غير ملون، تليها برمنغهام ومانجستر.

يذكر ان السلطات البريطانية تفرض ضريبة سنوية على كل منزل يمتلك جهاز تلفزيون ملون بحدود 145 جنيها إسترلينيا، فيما تكلف رخصة الجهاز بالأسود والأبيض 45 جنيها إسترلينيا.

وتمول الضرائب المفروضة على المنازل التي تمتلك أجهزة تلفزيون، هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” حيث يمنع عليها تقديم إعلانات تجارية، كما يطالبها الجمهور بتقديم برامج ذات محتوى متميز يفيد العائلة، بحكم إنها ممولة من دافعي الضرائب.

وتوجد حاليا في بريطانيا 13202 رخصة تلفزيون أبيض وأسود، فيما كانت هناك 14560 رخصة في عام 1946.

وعبر ستيفن غاردن عن عدم استغرابه أن يكون ثمة من يشاهد التلفزيون اليوم بالأبيض والأسود مع تصاعد الثورة الرقمية.

وقال “نصف الأسر البريطانية تمتلك اليوم أجهزة تلفزيون ذكية يمكن أن تلتقط محتواها عبر الانترنت، لكن ثمة من يفضل التلفزيون مثلما كان بلا ألوان”.

وشكك المؤرخ المتخصص بتكنولوجيا الإذاعة والتلفزيون جون ترينوث، بتأثير العدد المعلن قياسا إلى وجود 25 مليون رخصة في بريطانيا تستخدم التلفزيون الملون.

وتلاشى استخدام أجهزة التلفزيون غير الملون منذ عقود في أكثر بلدان العالم، فيما هيمنت الثورة التكنولوجية على أجهزة التلفزيون الذكية المسطحة وبشاشات البلازما.

وأصبح جهازا متفاعلا ووسيلة تواصل الأهم بين الدول والمؤسسات والمصالحة التجارية، لكنه اختلف بفقدانه المركزية التي اعتمد عليها في عقود عبر اعتماد تقنية البث الرقمي، وتمكنت الشركات من افتتاح مئات القنوات بشكل البث الأرضي الرقمي أو الفضائي.

واكتسب التلفزيون صفة أخرى مؤخرا بعد أن تحول إلى نافذة من نوافذ إطلالة الانترنت على المنزل وصار أكثر تفاعلية من خلال توظيف خطوط الانترنت الرقمية السريعة.

وساعد ذلك في مقتل الرقيب أو “حارس البوابة” الذي كانت تستخدمه السلطات من قبل لمنع البث التلفزيوني المعادي لها.

كما أصبح شكل التلفزيون أشبه بمرآة مسطحة، وتوشك الأجهزة المستطيلة والمربعة أن تنقرض من السوق، كما أن التلفزيون لم يعد يقتصر دوره على استلام بث المحطات، بل أضحى جهازا للاتصال الرقمي والفيديوي.

ويرى المتابعون ان استمرار بعض الأسر في استخدام التلفزيون غير الملون يكون عادة مدفوعا بالحنين إلى كل ما هو قديم ومرتبط بذكريات الماضي.

وتفضل بعض الأسر ذات الدخل المحدود في بريطانيا استخدام الجهاز القديم لتلافي دفع الضريبة العالية للجهاز الملون، أو تشعر بالاعتزاز بالأجهزة القديمة.

ويتوقع المتابعون ان يستمر استخدام الأجهزة غير الملونة في أفق عشر سنوات قادمة، ليصبح العدد بضع مئات تماما مثلما كان عدد التلفزيونات قبل سبعين عاما عند انطلاق بث هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

تعليق واحد

  1. سبحان الله ! زمن التلفزيون ابيض واسود كنا ننتظر الساعة 3 عصر متين تجي عشان نشوف قناة السعودية
    ونتفرج افلام كرتون .. واطلع فوق راس البيت لف الاريل .. جات ؟ لسه ما جات ! … هههههههههههههه
    هسي القنوات بقت اكتر من دول العالم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..