الديمقراطية الكسيحة ..!

مقومات الحكم الديمقراطي ولوفي حدها المثالي الآدنى .. حيث لا كمال لأي فكرة بشرية تسمو فوق فرضية النقصان وذلك ما يحتم أن يتداركها الناس بالحكمة والمراجعة ومواجهة الذات بالنقد في مختلف مراحل تطور التجربة بغرض التخلص من الهنات وبالتالي القفز فوق نقاط الضعف بوثبات العزم المدروسة التي تحدد مواطي القدم بثاقب النظر وقياس المسافات و حصد النتائج المرجوة النفع لتحط في بيدرها الصحيح بعيداً عن الشتات في رياح المجهول !
وحكم الدول وقيادة الشعوب ليست لعبة تترك رهينة لضربات الحظ و خبطات الصدف وإلا لكان العالم المتقدم عنا يقف الان خلفنا في صفوف االزحف التي تتثاءب خطواتها في إنتظار الفرصة ولا يهم متى تأتي أو لاتأتي !
لم تنهض تلك الدول التي سادت العالم بتقدمها في شتى ضروب المعارف والعلوم والصناعات وشفافية الحكم واحترام الدساتير و تحكيم القوانين وتكريس قيمة الإنتاج والموازنة مابين حقوق المواطن وواجباته .. باطلاق الشعارات ولا بتجييش الهتيفة ولا بالنوم على مخدات الخدر بالأماني السندسية و رقرقة الحلم العذب !
فالكثير من أنظمة الحكم التي سقطت عملياً من علو ترفعها وهي تهيم في أوهامها كالبالونات الجوفاء ..في المدى القريب وعلى مستوى اقليمنا المنكوب بها طويلا ..هي في الحقيقة كانت ساقطة نظرياً في نظر شعوبها منذ أن فرضت نفسها بمختلف ذرائع التسلط ..إما بفكرة قومية تتجاوز حدود الوطن و تدوس على طموحات الداخل وإما لعقدة ما تلبست قادتها فأثروا الإنتقام من شعوبهم بمختلف فنون التسلط وإما بدافع قدسية عقائدية مزعومة لاتقبل الجدل وإلا اصبح مناهضوها كفارا وجب قطع أرجلهم وأياديهم بالخلاف ..هذا إذا ترفق بهم خليفتها لفرط عدالته ولم يجز رؤوسهم التي اينعت ثمارا سامة في نظره!
ولكن أسوأ ما يمكن أن يتوخاه الحاكم من نمط في سلطته هو الخداع برسم شكل عام يريده أن يكون جميلا في صورته لمن يراها من بعيد ..بينما في حقيقته هو رسم شائه البشاعة والقبح وغير منسجم الألوان لمن يعيش في اللوحة من الداخل !
فكيف تكون المجالس التشريعية على سبيل المثال في منظومة الحكم اللامركزي التي ابتدعها نظام الإنقاذ البديع منتخبة باراد الشعب أوكما هومفترض بالنظر الى عموميات الوضع ..و من أوجب واجبات تلك المجالس هي الرقابة على الجهازالتنفيذي ومحاسبته بمن في ذلك الوالي ..ولكن في ذات الوقت يكون ذلك الوالي محصنا بالحظوة الرئاسية التي لا تقبل الطعن وهو المعين من رئيس الجمهورية مباشرة ويمسك في يد سوط التطويع وبالأخرى يد التركيع لتك المجالس !
فلن يستقيم ظل الحكم طالما أن عوده أعوج وساقه أعرج..ولن تكون شجرة الدستور ظليلة وارفة يانعة القطوف ومذاقها ديمقراطياً مستساغ ومقصات الإرادة الرئاسية تعبث فيها قطعا للفروع ورياح الخنوع النيابي المدجن تنفخ في خضرة أوراقها فتطيش بعيداً عنها لتصبح تلك الشجرة عارية القوام ومفضوحة السيقان و الأذرع !
الديمقراطية طريقها واحد لتصل بالأوطان والشعوب الى ما تصبو اليه بكامل أرادتها .. أما الديكتاتوريات فلها دروبها الكثيرة الملتوية المسالك والمكشوفة المرامي التي تنتهجها لتحقيق مأرب أهلها في الديمومة المستحيلة .. وسياسة بين بين الطائشة السهام ..ولطالما تاهت بنا وهي الكسيحة في مجاهل الزمان الطويل وشتتت تراب المكان وروته بالدم والدموع والحرمان فهي مثل المنطقة الوسطى التي لا توجد أصلا بين الجنة والنار !
[email][email protected][/email]
ويمسك في يده سوط التطويع وبالأخرى عصا التركيع لتك المجالس !
تصحيحا للخطأ الطباعي الوارد بالفقرة أعلاه .. وعذراً ..
الحلقة المفرغة vicious circle للحكم فى السودان ؛-1 حكومة عبدالل خليل يوليو 1956الى 17 نوفمبر 1958…2-ثورة اكتوبر 1964 …3-جكومة محمد احمد المحجوب 18 مايو 1967الى 25 مايو 1969 …4- إنتفاضة ابريل 1986 ….حكومة الصادق المهدى 6مايو 1986الى 30 يونيو1989 …5 – 30 يونيو 1989 انقلاب الجبهه الاسلامية …6- فى انتظار الثورة الثالثة . ملاحظة جميع الانقلابات تمت على حكومات يرأسها حزب الامة !!1
ويمسك في يده سوط التطويع وبالأخرى عصا التركيع لتك المجالس !
تصحيحا للخطأ الطباعي الوارد بالفقرة أعلاه .. وعذراً ..
الحلقة المفرغة vicious circle للحكم فى السودان ؛-1 حكومة عبدالل خليل يوليو 1956الى 17 نوفمبر 1958…2-ثورة اكتوبر 1964 …3-جكومة محمد احمد المحجوب 18 مايو 1967الى 25 مايو 1969 …4- إنتفاضة ابريل 1986 ….حكومة الصادق المهدى 6مايو 1986الى 30 يونيو1989 …5 – 30 يونيو 1989 انقلاب الجبهه الاسلامية …6- فى انتظار الثورة الثالثة . ملاحظة جميع الانقلابات تمت على حكومات يرأسها حزب الامة !!1