قضية العدالة الاجتماعية

٭ وأنا أطالع مجموعة أعمال أحمد عبد المعطي حجازي الشعرية وقفت ملياً عند قصيدة حجازي «عبد الناصر» التي نظمها عام 6591 ورددت مع حجازي.
فلتكتبوا يا شعراء أنني هنا
أشاهد الزعيم يجمع العرب
ويهتف الحرية.. العدالة.. السلام
٭ وفي آخر القصيدة يقول:
يا شعراء يا مؤرخي الزمان
فلتكتبوا عن شاعر كان هنا
في عهد عبد الناصر العظيم
٭ في هذه اللحظة فجأة قفزت إلى مقدمة ذاكرتي رحلات عبد الله الطوخي في نبع الينابيع.. الرحلات الثلاث في نهر النيل التي قدم من خلالها نموذجاً فريداً من أدب الرحلات.
٭ قمت إلى المكتبة وبحثت عن نبع الينابيع طويلاً فقد طال عهدي به وحملته بين يدي في شوق أججه جور الزمان وتراجع الحديث عن العدالة الاجتماعية.
٭ عبد الله الطوخي كان يحمل احساسه بقضية العدل الاجتماعي تميمة طوال الرحلات.. فهو يتأمل اختلاف الدرجات الاجتماعية داخل وسائل المواصلات وعندما تشمخ أمامه مسؤولية الكتابة الصحفية يقول: «أحسست بالخجل كأنني مذنب.. وضحكت فجأة وقلت هذه الحساسية كفاك منها.. أودت بك إلى السجن مرة وأودت بعدك وقبلك بأصدقاء كثيرين.. غريبة هذه الحكاية.. قضية العدل الاجتماعي هذه.. هل ستظل هكذا قائمة حتى تأكل عمرنا كله.. حاجبة عنا قضايا الإنسان الأخرى المجتمعة».
٭ هكذا ينشغل الطوخي بقضية العدل الاجتماعي لكنه يتوق أيضاً للانشغال بقضايا الإنسان الأخرى ويقول: لماذا أنا هكذا دائماً مبدد بين الرغبة العارمة في التلاشي حتى الموت وبين الانتشار شعاعاً حياً يضيء ويستضيء بكل ما في الحياة وتندفع هذه المشاعر والأفكار إلى مداها عندما يلتقي بالهببيين» القادمين من أوربا وراء أحلام الخلاص بالبحث في الآثار أو أسرار الشرق.. فيقول الطوخي «اما أنا المصري ان كنت حقاً جديراً بهؤلاء الأجداد فلاصنع عصري ان استطعت اقامة تماثيل جديدة.. تماثيل لأناس بسطاء رأيتهم أمامي يعيشون كل نضالات ومعاناة الصراع الإنساني مع ذلك النهر العاتي».
٭ وضعت «نبع الينابيع» بعد أن قررت اعادة قراءته ثانية.. لكن قلت يا ترى في مقدور مجلة «صباح الخير» أن تقدم وثائق اجتماعية جديدة كما فعل عبد الله الطوخي في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي.. فقضية العدالة الاجتماعية مازالت ملحة.
هذا مع تحياتي وشكري
“الصحافة”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..