وشهد شاهد من أهلها بفسادها.. فمن يحاسبها..

وشهد شاهد من أهلها بفسادها.. فمن يحاسبها..

✍ الظلم الذي سأكتب عنه اليوم، حدث لقائد من قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بولاية كسلا، وفي نظري هو صراع بين من ينادون بالاصلاح من قيادات النظام الحاكم وبين معارضيهم ممن يرفضون التنازل عن مصالحهم الشخصية الذاتية التي بنوها علي حساب المصلحة العامة لمؤسسات الوطن الحكومية. ويجئ هذا المقال على خلفية التصريحات القوية التي صرّح بها السيد رئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح في حربه التي أعلنها علي الفساد ونظافة مؤسسات الدولة من المخربين والفاشلين. وكلنا نقف من خلفه وندعمه ونسانده بقوة وكل شباب الوطن يآزر السيد بكري حسن صالح، الرجل القوي النزيه في حربه التي أعلنها على الفساد وناهبي المال العام، ونتمنى الا تكون هذه شعارات جوفاء فقط لا يتم انزالها علي أرض الواقع.
✍ مدير تحرير مجلة جامعة كسلا العلمية الذي تمت اقالته، هو د.فتح الرحمن عبدالله، رئيس مكتب الشورى بالحركة الاسلامية وأمين الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني وهو استاذ مساعد بكلية التربية، وقد تم اختياره من قبل في منظمة ايارا، المنظمة العالمية بشمال أميركيا، والذي شهدت المجلة العلمية في عهده اذدهاراً لم تشهده لا قبله ولا بعده، وقد أصدر في فترة ادارته للتحرير اكثر من ستة أعداد متواصلة دون انقطاع، هذا الرجل مربي الأجيال، عمل بالمراحل التعليمية المختلفة الاساس والمتوسطة والثانوي ويعتبر من أقدم المؤسسين لجامعة كسلا هو والدكتور الفاضل عبدالقادر الرحيمة.
✍ تمت اقالة د.فتح الرحمن عبدالله من ادارة تحرير المجلة العلمية من قبل هذه الادارة الظالمة، ادارة جامعة كسلا، دون أية أسباب تذكر، فالرجل لم يصل سن المعاش ومازال أمامه الكثير ليقدمه، ولا يوجد بالجامعة من هو أهلاً لهذا المنصب غيره، ومن أتت بهم الادارة من بعده هم حديثي الحصول على درجة الدكتوراة، وقليلي الخبرة في النشر العلمي والبحوث العلمية.
✍ كفاءة وخبرة د.فتح الرحمن عبدالله، شهد بها السفير البريطاني من خلال زيارته لولاية كسلا ولقائه بأكثر من 150 أستاذ جامعي ممن يحملون الدرجات العلمية العليا، حين اجتمع بهم في القاعة الكبرى بكلية التربية، حيث تحدث د. فتح الرحمن بطلاقة اللغة الانجليزية حسده عليها السفير البريطاني حين علّق قائلاً أنه كان يودُّ الحديث باللغة العربية ولكن المستوي المذهل لدكتور فتح الرحمن عبدالله واجادته الفائقة للتحدث باللغة الإنجليزية جعله يُغير رأيه ويتحدث بها، لقد كانت شهادة حق أتت من أهلها لمن يستحقها، والكل بجامعة كسلا يعرف د. فتح الرحمن عبدالله، وكفى شهادة بذلك طلابه الذين تخرجوا على يديه.
✍ السيد وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور أزهري عمر عبدالباقي، المتحدث الاخر في هذا اللقاء وقد كان وقتها مدير جامعة كسلا، كان شاهد عيان على كل هذا ويعلم جيداً خبرة وكفاءة د. فتح الرحمن عبدالله، الخبير اللغوي بجامعة كسلا، وكان شاهد عيان على اشادة السفير البريطاني وكل من كان بالقاعة يومها يشهد بإمكانيات هذا الرجل، ولكن للأسف أبت ادارة جامعة كسلا الا وان تُطيح بشخصية قيادية مثل د.فتح الرحمن عبدالله ليس من ادارة تحرير المجلة العلمية فحسب، بل أيضاً وصلت بها شخصنة الأمور أن حاولت إخراجه من منزله الحكومي وتشريد أطفاله، وهو مازال يعمل بالجامعة، بل هو من المؤسسين لجامعة كسلا، وقد حاول مدير الجامعة قبل فترة بفتح بلاغ جنائي ضد هذا الرجل وفصله من الجامعة وايداعه السجن كما فعل مع أستاذ التشريح البشري علي جعفر.
✍ ادارة جامعة كسلا متمثلة في مديرها، لا يهمها سوى ابعاد الناجحين حسداً من عند أنفس قياديها، لم تهتم هذه الادارة لمصير المجلة العلمية وهي تطيح بأحد قادة العمل فيها، مما تسبب في تخبط تعيينات من بعده أدت في خاتمة الأمر لتقديم المُدقق اللغوي، مصحح اللغة العربية استقالته، كما آثر الابتعاد أيضاً خبير اللغة الإنجليزية وتقدم باستقالته أيضاً. الدور الذي كان يقوم به د. فتح الرحمن في المجلة العلمية فشلت حتى لحظة كتابة هذا المقال أن تأتي ادارة الجامعة بمن يتصدى ويقوم به.
✍ ملخص الأضرار التي تسببت فيها ادارة الجامعة في وقوف اصدار المجلة العلمية لجامعة كسلا ودخولها الان عامها الثالث وهي عاجزة عن الاصدار بسبب غياب الكفاءات والتخصص العلمي، وكذلك غياب البحوث المنشورة من منسوبي الجامعة والبحث العلمي هو الدور الأساسي الذي تقوم به المجلات العلمية الجامعية.
✍ ادارة جامعة كسلا أفرغت قسم التشريح البشري بفصل اثنين من أساتذته، وآثر الثالث الهرب الى السعودية عندما علم بنوايا الادارة تجاهه، بعد أن قام مدير الجامعة بطرده من مكتبه.
✍ السيد وكيل وزارة التعليم العالي البحث العلمي شهادتكم بكفاءة وخبرة د.فتح الرحمن عبدالله والاشادة بلغته الإنجليزية التي شهد بها شاهد من أهلها، ومن بعدها الاطاحة بهذا الرجل من منصبه دليل كافٍ علي صدق كل ما يخطه يراع الكاتب علي بابا من تجاوزات لإدارة جامعة كسلا، التي جاءت بتعيينات فيها كثير من المحاباة والمصالح الشخصية لدرجة أن يتم تجاهل خبرات وكفاءات علمية في درجة الأستاذ المشارك ويتم تعيين بدلا عنهم حملة الماجستير ودرجات البكالاريوس الضعيفة من مقبول وجيد، ليتناقلوا في هذه المناصب لا لشئ سوى أنهم مؤتمر وطني.
✍ نتمني صادقين أن تطالهم يد الحرب علي الفساد التي رفع شعارها رئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح، أمل شباب هذا الوطن في الحرب على الفساد والقضاء عليه بداخل المؤسسات الحكومية، ونتمنى أن تبطش هذه اليد بكل عميد يحمل درجة بكالاريوس لا تؤهله حتى لأن يكون أستاذا بالجامعة ناهيك أن يتقلد منصب اداري رفيع، ونطالب باتاحة الفرصة لأهل الخبرة والكفاءة الذين لم يتسنى لهم فرصة تزيين سيرتهم الذاتية بهذه المراكز الأكاديمية، ونتمنى أن تطال يد التغيير العمداء الذين قضوا سنين عددا في مناصب لم يفارقوا كراسيها وبعضهم يحمل تقدير لا يؤهله لأن يكون عضو هيئة تدريس ولا أظنهم سيفارقون كراسيهم ومناصبهم وربما اعتبرها البعض ملكاً حصرياً له.
✍ مدير جامعة كسلا بسبب شخصنته للأمور قضى علي الأخضر واليابس بالجامعة، فلم يراع لشباب قام بفصلهم وتوريثهم كراهية هذه الحكومة، ولم يحترم قيادات خبرة ومن مؤسسي الجامعة فقام بإقالتهم والإطاحة بهم دونما أي مبرر.
✍ ختاماً… الي متى سيظل حزب المؤتمر الوطني لا يبالي بسمعة أفراده وتجاوزاتهم القانونية التي أنهكت الوطن وأصابته في مقتل، وإلى متى سيظل القائمين على الأمر لا يحاسبون المقصرين من المسؤولين الذي عاثوا في الأرض فساداً.
✍ السيد بكري حسن صالح، شباب هذا الوطن ينتظر منك الكثير، والثقة تدُب في أوصال الكثيرين أن تكون صادقاً فيما وعدت به من ضرب معاقل الفساد بالوطن، والكل من الشباب السوداني الذي ضاعت أحلامه وسنينه بسبب فساد المؤسسات يعشم فيك خيراً كثيراً، ويقف من خلفك مسانداً وداعما للقضاء علي الفساد، فهل ستكون دعواك صادقة ويحلم الشباب بوطن عزيز يتساوي فيه الجميع أمام القانون، أم سيتبخر حلم الشباب ويتلاشى في فضاء صبرهم الذي طال،،، الإجابة عندك السيد الفاضل رئيس مجلس الوزراء.
[email][email protected][/email]