أخبار السودان

إنسان الجزيرة..ليس آخرمن يعلم ..!

الجزيرة والمناقل ليست تلك الرقعة من الأرض فحسب التي كانت تعطي القطن و القمح وثمرات ترابها ذلك التبر الولود.. ولكنها هي قيمة الإنسان الذي تداعى لها وقدتشكل من طينة كل أطراف السودان وأنصهر في لوحتها متوشحا خضرتها و يتوهج في أعماقة بياض ذهبها وعياً يتدفق علما وفنا ورياضة و بذلا في كل دروب النماء وشتى ضروب المعارف وهو الذي لطالما إنسدل عطاؤه عزاً على جيد الوطن وجعل من إقتصاده عروسا تتباهي بطول قوامها ونضارة حسنها و عراقة نسلها وطهارة عفتها بين العالمين فرفعوا قبعات الإحترام للسودان ممثلا في هيبتها التي أذهلت بورصات تجارة القطن الذي ساد العالم الصناعي ردحا من الزمان.
هي الجزيرة التي جعلت من ساعدها همةً تبني ولا تتباهي بإنجاز تعتبره واجبا عليها لكل أبناء البلاد دون تفرقة أو تحزب لجهوية ولاتحيزاً لنعرةٍ قبلية وكانت تعطى الغريب قبل أن يمد يده ولا تمتن عليه بموئلٍ أومشرب أومأكلٍ..وكانت إمرأة كما قيل قديما وثبت على مر العصور قدحملت النيلين كرجلين على كتفها ..ولكن حينما مال و تكالبت أحمال أزمنة القهرعلى كاهلها ..فماذا حل بها الان ومن الذي أضعف ذلك العضد ومن ثم أصابه هوالرهق في
محاولاته اليائسة للنيل من كرامة إنسانها .
ولانها جسورة عصية على أكف الظلم التي قصدت كسرها أوالركوب على ظهرها ..فقدحقد عليها حكام المركزفي أكثر من عهدوتناوبوا على كل فعل هادف الى إضعافها .
الان الجزيرة يتخذ منها سدنة المؤتمرالوطني مسرحا لتصفية حساباتهم التي تتجلى فيهاأزمات المركز الضاغطة عليه ومناكب التدافع في رجفة الصراع المحموم تبحث عن بوابات المخارج التي ضاقت بأهله في كل حوائط الحكم التي تكسرت عليها نصال التجريب بأعواد الفشل الذريع !
غير أن إنسان الجزيرة الفريد الطباع وصاحب الفهم المتميز لما يدور حوله يدرك حقيقة نقل هذه الصراعات الى أرضه بغرض شغله وإلهائه وتغييبه بعيدا عن مشكلاته الأساسية التي يحاول لملمة شتاته من أجل البحث عن جذور أسبابها الحقيقية .. بينما حلبة صراع الحاكم المدعوم من سدة الرئاسة مع مجلسه التشريعي الصوري هو جدل حول العرض البعيد عن الغوص في مسببات المرض ..!
فلن يهم إنسان الجزيرة أن يكسّر ذلك الفخار بعضه على قاعدة المصالح الذاتية ومكاسب المفاسد التي يتبادل فيها الطرفان كرات الإتهام..وهي دون شك تفضح في كل يوم مقاصد الطرف الذي يريد ان يستاثربكل شي على ذريعة الإنجاز الذي هو من صميم عمل البلديات والمحليات ولا يرقى لأن يصبح مصدرا لفخر الحاكم الأول في الإقليم الذي من مهامه ترشيد الأداء بقوامةالقدرةعلى تسيدالمواقف بكسب إحترام من هم ضده قبل المؤيدين له وطرح القدوة التي تجمع ولا تفرق .وتحاسب من هم دونها ولاتترفع بالمقابل على مبدأ المحاسبة إذا ما طالت حمى سلطته اشارة الأصابع الرقيبة بشبهات التقصير أو التغول التي تستوجب التحقق الذي لا ينبغي أن يكابر حياله أي كبير !
بينما يتجلى وهذا مربط فرس المسرحية الهزلية هلع الجانب الآخر الذي يتمسك متشبثا باطراف مكاسبه التي أستاثر بها في عهود ولاة سابقين وقف حمارهم عاجزاً عن صعودعقبة الجزيرةالكؤود !
فلن تستقيم أفرع أية شجرة كانت طالما أن عودها لم ينهض مستوياً على الإستقامة من منابته وجذوره ..ولن تثمر تلك الشجرة وهي التي كانت غرساً لتقاوي هجين التحايل للجمع بين ديمقراطيةعرجا وديكتاتورية متنكرة لأصلها ..تريدمن الوالي أن يكون من لدنها و ترمي للشعب بعظمة إنتخاب مجالس تشريعية منزوعة الحق في مساءلة الحاكم المدلل ..فالديمقراطية الحقيقية هي التي تنأى بالحكم في أعلى مراكزه عن الكنكشة..وتقوم بالتالي على مشروعية التداول بارادةالشعوب ..أما أسلوب التلاعب ببيضة الإنتخاب في يدِ و ضربها بحجر التعين من اليدالآخرى ..فتلك حقيقة هي كبوة البصيرة أم حمد وقد حطمت الجرة وأهلكت العجل في محاولتها الحمقاء التي صارت مثلا على إدعاء الحكمة وعدم الإقرار بتلك الحقيقة التي أثبتتها التجربة في بيدرحقلها !

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..